أحد القساوسة يعود إلى الإسلام بعد أن ارتد عنه في صباه
بسم الله الرحمن الرحيم
(لن نشير إلى اسمه لدواعي أمنية قد طلبها من الجهة التي أرسل إليها رسالته و هي رئاسة المحاكم الشرعية و الشئون الدينية بقطر \"مجلة الأمة\")
يقول هذا القس الذي هداه الله بالرجوع إلى عقيدة التوحيد:
\" نشأت في البداية نشأة إسلامية إلى أن التقى بي نفر من المنصرين فزينوا لي النصرانية بأعذب الأوصاف التي توافق ذوق فتى في مقتبل صباه، و كنت حينذاك في السابعة عشرة من عمري، و فارقت وطني إلى بلد آخر للدراسة، فكان أن حللت بالقرب من حارة النصارى، و وجدت نفسي منساقاً في تيارهم و عابداً كما يعبدون، و أُجريَت لي مراسم القبول الكنسية، و أعطوني اسماً جديداً ثم حببوا لي دراسة اللاهوت، فدخلت معهداً لهم حيث نلت شهادة في علوم النصرانية، و من ثمَّ عُيِّنت راعياً لإحدى الكنائس، و قضيت أربعة عشر عاماً في منصب قسيس الكنيسة، و بعد ذلك استدعيت لرعاية كنيسة عربية في بلاد المهجر، و هو العمل الذي أقوم به الآن منذ سبع سنوات.
و قد حدث أن أتيحت لي فرصة دراسة الإسلام بصورة أعمق و في مناخ من الحرية عندما رأوا أن يؤهلوني ـ عن طريق دراسة خاصة ـ للتعرف على الإسلام لكسر شوكته و جذب النفوس إلى حظيرة النصرانية، و كانت الزلزلة التي أعادت إليّ صوابي و عقلي، و شاء ربك أن يتحول هذا الشر في داخلي إلى خير جزيل، و أفقت من غيبوبة استمرت نحو واحد و عشرين عاماً..\"
ثم يقول في موضع آخر من رسالته:
\"إن دراستي للإسلام جعلتني أقف على جملة من الحقائق قد خلت منها النصرانية و جعلتني أدرك ـ عن علم ـ مقدار التفاوت الشاسع بين النصرانية الحالية و الإسلام \"
و يختتم رسالته بالقول:
\" إن صحوتي هذه تلح عليّ أن أنفصل عن النصرانية برغم ما أعانيه من عذاب لا يعلم مداه إلا الله لما أواجهه من مشاكل مادية كبيرة و غضب القسس الكبار في الهيئة التي أعمل بها، و زوجتي، و ضياع استقرار أسرتي..غير أنني أود أن أساهم بخبرتي في خدمة الإسلام \"
هذه مقاطع من رسالة ذكرناها هنا لما لها من أهمية و دلالة خاصة من نصرة الله لدينه الحق و لو كره الكافرون الذين يحاولون أن يبدلوا نعمة الله (الإسلام) كفراً، و لو حرصوا و استماتوا في حرصهم، فأما الزَّبَد فيذهب جفاءً و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.