د.ربيع أحمد
الكون لم يخلق صدفة
كي تعرف الإله الحق لابد أن تقتنع قلبا وقالبا بأن هذا الكون لم يخلق صدفة فكل ما يحدث في الكون من أفعال لابد أن يكون له فاعل فأي فعل لا بد أن يكون له من فاعل و أي موجود لابد أن يكون له من واجد ،وأي مُحدَث لابد له من محدِث ،وأي مصنوع لابد له من صانع ، وأي أثر لابد له من مؤثر .
ولو رأيت كرسي قلت أن نجار صنعه و لو رأيت سفينة تسير في البحر قلت أن لها سائق و لو وجدت طيارة تطير في الهواء قلت أن لها قائد و لو رأيت عربة تسير قلت أن لها سائق و السير يدل على المسير و براز القطة يدل على القطة وبراز الكلب يدل على الكلب وروث البهائم يدل على البهائم و الكتابة تدل على كاتب و هذه السماء ذات الأبراج وهذه الأرض ذات الفجاج و هذه البحار ذات الأمواج و هذه الشمس التي تغرب وتشرق ألا يدل كل هذا على وجود خالق قدير ؟!!
و هذا الكون يستحيل عقلا أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه فهذا الكون حادث بعد أن لم يكن فلابد أن يكون له محدِثا ، وهذا الكون وجد بعد أن لم يكن موجودا فلابد أن يكون له موجدِا و الصدفة لا تستطيع أن تصنع ورقة و لا تستطيع أن تخلق شعرا و لاتستطيع أن تخلق ظفرا و لا تستطيع ان تخلق ماءا و لا تستطيع أن تخلق هواءا فكيف بهذا الكون العظيم ؟!!
ما رأينا يوما اختلال نظام الكون و ما رأينا يوما تعطل الشمس أو سقوط نجم من السماء على الأرض كل هذا يدل على وجود خالق قدير .
و الإنسان وجد بعد خلق الكون مما يدل على أن هناك أحدا خلق الكون لهذا الإنسان و تأمل في السماء وصفاء شكلها و تأمل في الشمس وجمال صنعها و تأمل في الأرض وكثرة خيراتها ألا يدل هذا على خالق قدير ؟
تدبر معي من خلق أول نبات ؟ و من خلق أول إنسان ؟ و من خلق أول حيوان ؟ الذي خلق أول كل شيء هو الخالق الذي خلق الأرض والسماء و النبات والماء و الحيوان والهواء .
تدبر معي الكل يرى الكون سماءا و أرضا , وما بين السماء والأرض من مخلوقات ابتداءا من المجرة إلى الحشرات. فنرى أجزاءها وجزئياتها مخلوقة بأحسن النظم , وأتقن تدبير وأحسن صنع , وأبدع تصوير , و لابد لهذا التدبير من مدبر , ولهذا التنظيم من منظم .
تدبر معي أخلقنا من غير خالق أم خلقنا أنفسنا أم هناك من خلقنا بالطبع نحن لم نخلق أنفسنا , لعدم قدرتنا على ذلك , ولاشك أيضاً أن أمثالنا لم يخلقونا لنفس السبب , إذن لا يبقى بعد التفحص والاستقصاء إلا أن هناك خالق قد خلقنا .
تدبر معي إنا نرى العالم بجميع ما فيه متحركاً , ومعلوم أن الحركة تحتاج إلى محرك , لأن الحركة قوة والقوة لا توجد بغير علةفمن الذي يحرك هذا الكون إلا الخالق ؟
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في سفينة تسير و تضع ما عليها من حمول دون وجود أحد فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ما هذا قول العقلاء و ما هذا إلا قول الأغبياء الذين تركوا عقولهم وراء الأهواء فعميت قلوبهم عن معرفة رب الأرض والسماء .
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في باب انفتح دون أن يأتى أحد ويكسره أو يفتحه ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في مصباح أضيء بدون أن يفتح أحد زر المصباح ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
تدبر معي هل هناك عاقلا يفكر في سيارة تسير بلا سائق و ترمي منها قمامة على الأرض ؟ فكيف بهذا الكون الشاسع لا يخلقه أحد ؟!!.
و إن قيل هناك ذرات ساكنة ثم تحركت وتكثفت واتحدت فنتجت هذا الكون نقول و منالذى أوجد هذه الذرات ؟ ومن الذى حركها من السكون؟ ومن الذي جعلها تتحد ؟ و هل شهدت خلق السماوات و الأرض كي تقول هذا الكلام ؟ و إن قيلإن الكونبدأ بخلية واحدة فى الماء نتيجة تفاعلات كيماوية نقول ومن الذى أوجد هذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية ؟ و هل شهدت خلق السماوات و الأرض كي تقول هذا الكلام ؟
الخلق يدل على خالق حي عليم حكيم
مادامت الصنعة تدل على صانع فالخلق يدل على خالق لا محالة و إذا كان الصانع حين يصنع صنعته يكونا حيا لا ميتا فلابد أن يكون الخالق حيا لا ميتا و كيف يبعث الخالق الحياة في خلقه ، و هو ميت إذا كان الخالق لايمتلك الحياة لنفسه فبالأحرى لا يهب الحياة لغيره فالخالق لا بد أن يكون حيا لا ميتا ، ثم هذا الصانع عندما يصنع صنعته يعرف هذه الصنعة ويعرف عمرها و يعرف ما يضرها و يعرف ما ينفعها و كذلك الخالق لذلك وجب أن يكون هذا الخالق عليما ثم لاحظ هذا الكون باتساعه تجد فيه الحشرات والدواب و الأسود والفئران والقطط و غير ذلك و عندما تقتل جنس من الأجناس تجد اختلال في نظام البيئة فعندما تقتل جنس القطط تجد كثرة جنس الفئران و عندما تقتل جنس الفئران تتعرض لمشكلة أخرى وهي مثلا كثرة النمل مما يدل على أن هذه الأجناس في تناسق و الذي خلق كل هذه الأجناس حكيم في خلقه فجعل كل جنس له مهمة ، هذه الفئران التي نتقذذ منها تتغذى عليها حيوانات أخرى وهناك فئران نستخدمها في تجاربنا العلمية و الفئران تتغذى على أشياء صغيرة مما يدل على أن كل شيء في الكون ما خلق عبثا بل خلق لحكمة نعلمها أم لا نعلمها فلا بد أن يكون خالق الكون حيا عليما حكيما