11- نصب المضاف إليه:
جاء في سورة هود 11: 10 (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ). وكان يجب أن يجرَّ
المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ.
الرد: يعرف دارسي اللغة العربية أن علامات جر الاسم هي (الكسرة
أو الياء أو الفتحة في الممنوع من الصرف): فيجر الاسم بالفتحة
في المفرد وجمع التكسير إذا كانت مجردة من ال والإضافة وتُجَر
الأسماء الممنوعة من الصرف بالفتحة حتى لو كانت مضافة، ولا
يلحق آخرها تنوين. وتسمى الكسرة علامة الجر الأصلية، وتسمى
الياء والفتحة علامتي الجر الفرعيتين. ويمنع من الصرف إذا كان
على وزن صيغة منتهى الجموع أي على وزن (أفاعل أفاعيل
فعائل مفاعل مفاعيل فواعل فعاليل) مثل: أفاضل أناشيد رسائل
مدارس مفاتيح شوارع عصافير. والاسم المؤنث الذي ينتهي بألف
التأنيث المقصورة (نحو: سلوى و نجوى) أو بألف التأنيث
الممدودة (نحو: حمراء صحراء أصدقاء) سواء أكان علماً أم صفة
أم اسماً، وسواء أدلَّ على مفرد أم دلَّ على جمع. لذلك فتح ضرَّاءَ
لأنه اسم معتل آخره ألف تأنيث ممدودة وهى ممنوعة من الصرف.
12- أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة:
جاء في سورة البقرة 2: 80(لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).
وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات.
الرد: ورد في القرآن: (إلاَّ أياماً معدودات) [آل عمران 24]
و (في أيَّامٍ معدودات) [البقرة 203] و (في أيامٍ معلومات) [الحج 28].
إذا كان الاسم مذكراً فالأصل في صفة جمعه التاء: رجال مؤمنة،
كيزان مكسورة، ثياب مقطوعة؛ وإن كان مؤنثاً كان الأصل في
صفة جمعه الألف والتاء: نساء مؤمنات، جِرارٌ مكسورات.
إلا أنه قد يوجد نادراً الجمع بالألف والتاء مع الاسم المذكر مثل: حمَّام حمَّامات.
فالله - تعالى - تكلم في سورة البقرة بما هو الأصل وهو قوله - تعالى -
(أياماً معدودة) وفى آل عمران بما هو الفرع.
وعلى ذلك يجوز في جمع التكسير لغير العاقل أن ينعت بالمفرد
المؤنث أو الجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات، ورود
حمراء وورود حمراوات. وفى رأى آخر أنها تعنى أياماً قليلة مثل (دراهم معدودة). ولكن الأكثر أن (معدودة) في الكثرة، و(معدودات)
في القلة (فهي ثلاثة أيام المبيت في منى) وهي قليلة العدد.
13- أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة:
جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -* أَيَّامًا
مَّعْدُودَات). وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع
كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة.
الرد: (أياماً معدودات) أي مقدورات بعدد معلوم، أو قلائل، فكأنما
يريد الله أن يقول: إني رحمتكم وخففت عنكم حين لم أفرض عليكم
صيام الدهر كله، ولا صيام أكثره، ولو شئت لفعلت ذلك ولكني
رحمتكم وما أوجبت الصوم عليكم إلا في أيام قليلة.
ويجوز في جمع التكسير لغير العاقل أن ينعت بالمفرد المؤنث أو
الجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات، ورود حمراء وورود حمراوات.
14- جمع اسم علم حيث يجب إفراده:
جاء في سورة الصافات 37: 123-132 (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ
المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين).
فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟
فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف.
وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ.
فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟
فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
الرد: إن اسم إلياس معرب عن العبرية، فهو اسم علم أعجمي،
مثل إبراهيم وإبرام، فيصح لفظه إلياس و إلياسين،
وهما اسمان لنبي واحد، ومهما أتى بلفظ فإنه لا يعني مخالفة لغة
العرب، ولا يعترض على أهل اللغة بما اصطلحوا على النطق به
بوجه أو بأكثر. فالاسم ليس من الأسماء العربية حتى يقال هذا
مخالف للغة العرب، وكذلك لفظ سيناء يطلق سينين وسَيْنين
وسيناء بفتح السين وكسرها فيهما. ومن باب تسمية الشيء
الواحد بتسميات متشابهة أيضاً كتسمية مكة بكة.
15- أتى باسم الفاعل بدل المصدر:
جاء في سورة البقرة 2: 177 (لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ
المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ
وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ). والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله
لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
الرد: يقول الأمام الرازي أنه حذف في هذه الآية المضاف كما لو
أراد قول (ولكن البر كل البر الذي يؤدى إلى الثواب العظيم بر من
آمن بالله. وشبيه ذلك الآية (أجعلتم سقاية الحاجِّ... كَمَنْ ءامَنَ)
[التوبة 19] وتقديره: أجعلتم أهل سقاية الحاج كمن آمن؟،
أو أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن؟ ليقع التمثيل بين
مصدرين أو بين فاعلين، إذ لا يقع التمثيل بين مصدر وفاعل.
وقد يُقصدً بها الشخص نفسه فتكون كلمة (البرَّ) هنا معناها البار
مثل الآية (والعاقبة للتقوى) [طه 132] أي للمتقين، ومثله قول
الله - تعالى - (أرأيتم إن أصبح ماءُكم غوراً) [المُلك 30] أي غائراً.
وقد يكون معناها ولكنَّ ذا البر، كقوله: (هم درجات عند ربهم)
[آل عمران 163] أي ذو درجات.
وكأن السائل بولسيّ المنهج الذي يرى الإيمان شيئا غير العمل.
ولهذا لاحظ فيها مخالفة لمنهجه فقال: لأن البر هو الإيمان.
كما قال بولس من قبله: (إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان
بدون أعمال الناموس) رومية 3: 28 فليذهب وليقرأ سفر يعقوب
المناقض لعقيدة بولس مخالفا كل نص العهد القديم والجديد.
(10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ
مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ».
فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2:
10-11 و (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ! »
أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي.
19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ
وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ
الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ،
إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ [وهذا خطأ من الكاتب إذ أنه إسماعيل] ابْنَهُ عَلَى
الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ
الإِيمَانُ،) يعقوب 2: 18-22]
ويقول العهد القديم: قال موسى وهارون لله:
(«اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى
كُلِّ الجَمَاعَةِ؟ ») (العدد 16: 22)6«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ
وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
(التثنية 24: 16
19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ
فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا.
20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ
وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ
عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا
وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.
22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.
23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ
عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ " (حزقيال 18: 19- 23)
الصحيح أن الإيمان عمل. إذن فالبر هو عمل المؤمن. فيصير معنى
الآية ولكن البر هو أن يعمل الإنسان كذا وكذا، فالإيمان بالله من
الأعمال الإيمانية وتتضمن أعمالا للقلب تبعث على عمل الجوارح
كالخشية والخضوع والتوكل والخوف والرجاء.
وهذه كلها تبعث على العمل الصالح.