تزييف الحقائق التاريخية
************************************************** ***
.................................................. .
لقد نسب وقيل عن بعض خلفاء المسلمين أباطيل وأكاذيب وأراجيف قام بوضعها أعداء الدين وبثها الزنادقة والوضاعين
وهؤلاء فئات ضالة ومضلة توارثوا الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين .
تسربلوا بجلباب الإسلام وردائه ( منذ نشأة الخوارج ) لنفث سمومهم وبث أفكارهم بروايات كاذبة وأحاديث ملفقة
بهدف إذكاء نار الفتنة والفُرقة بين المسلمين .
قاموا بتزييف الحقائق التاريخية وابتدعوا وزوّروا فى كتب السيرة والمغازى والملاحم وأخبار الأمم الماضية
ابتدعوا فرقاً ونِحلاً وطوائف مذهبية ملأوا بها البلاد والآفاق .
صوروا بافتراءاتهم أراجيف وأكاذيب عن الخلق وأسرار الكون وعن أصل الإنسان والوجود .
بثوا عن خلفاء المسلمين المثالب والمعايب واختلقوا الأكاذيب والأضاليل من قتل بعضهم البعض ومن تفشى المجون
وشرب الخمور وسمل العيون ودس السموم . وغير ذلك كثير وكثير ...
...
رسخت أقوالهم فى الصدور وجثمت على العقول تربّى فيها الصغير وهرُم عليها الكبير فأصيب المسلمون منها
بفساد فى فطرهم وظلمة فى قلوبهم وكدر أغشى أبصارهم حتى صارت مجتمعات المسلمين وكأنها
مجتمعات غير مجتمعات الإسلام بل وأصبحوا أظلم للإسلام من غير أهله .
...
يقول العلامة ابن خلدون فى مقدمته :
( المؤرخون فى الإسلام درسوا العلوم وجمعوها وفى صفحات كتبهم سطروها وأودعوها فخلطها المتطفلون
بدسائس من الباطل ابتدعوها وبزخارف من الروايات لفقوها واقتفى تلك الأثار الكثير من بعدهم فاتبعوها
وأدوها إلينا ولم يرفضوا الترهات والأباطيل أو يدفعوها والتحقيق قليل والتنقيح كليل ومرعى الجهل وخيم وبيل .. )
..
( لمحات )
فى معركة " ملاذكرد " بأرمينيا :
تحزب الروم وانضم إليهم البلغار واليونان بجحافلهم الصليبية .
توجهت إليهم الجيوش الإسلامية بقيادة القائد " ألب أرسلان "
وقاموا بتشتيت شملهم وأبادوا جندهم وأسروا امبراطورهم .
وفى هذه الملحمة العظيمة يقول أبو المعالى الجوينى :
( .. فمال ملك الإسلام ألب أرسلان تغمّد الله روحه بالروح والرضوان إليهم وانقض انقضاض الصقر عليهم وغضب لله
غضبة تستجفل الآسَاد عن أشبالها والروم قد جاشوا بعساكرهم وجيوشهم الجرارة واغترّوا بوفور جمعهم والله
من وراء قمعهم فلما كان يوم الجمعة التقى الصفّان والتحمت الفئتان وبَرِقت السيوف ومطرت سحايب
الحتوف ودارت الرحا على الدماء واستمرت الحرب سجالاً وقال الملك ألب أرسلان طاردوهم حتى تُوافوا
دعوة الخطباء فى أقاصى البلدان فلم يزل القتال حتى زالت أعلامهم وزلت أقدامهم وحصل فى قبضة الأسر
قائدهم الملقب بقيصر الذى نفخ الشيطان فى أنفه وأجاب داعى جهله وخباله وغيّه فانبسطت عليه يد القسر
ورد الله كيده فى نحره وأذاقه الله وبال أمره فبات مع المقرّنين فى الأصفاد والله للباغين بالمرصاد ) .
..
أغار أحد أباطرة الرومان " ثيوفيل " على إحدى المدن الإسلامية " زبطرة " .
فقام الخليفة محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد
بتجهيز جيشاً لتأديبه جعله من ثلاثة ألوية قادها بنفسه وزحف إليه وزلزل مدينة عمورية عليه ودمر معاقلها
وهدم قصورها وأسوارها ودك حصونها وبنيانها وآطامها ..
وفى هذا يقول أبو تمام فى مستهل قصيدته :
( السيف أصدق أنباء من الكتب ... فى حده الحد بين الجد واللعب ) .
..
فى معركة " نيقوبولس " أو " نيكو بولس" ( شمال البلقان ) :
كان السلطان بايزيد بن مراد بن أورخان ملقباً بالصاعقة أصاب أوربا بالذعر .
لانقضاضه المستمر والدائم كالبرق الخاطف فى غزوه وحروبه وفتوحاته .
هبّت البابوات والبطارقة يصرخون بوقف زحفه فتجمع الصليبيون من إيطاليا
وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم يقودهم ملك النمسا والمجر ...
انقض عليهم السلطان بجيوش إسلامية جرارة ملأت قلوبهم رعباً وأصيبوا بالهلع والفزع .
قام بقتالهم بعد تطويقهم براً وبحراً وفرق شملهم وشرد جمعهم وفر ملك النمسا والمجر كالفأر المذعور فى قارب صغير
ووقع شريف فرنسا أسيراً فى أيدى المسلمين فكان نصراً عظيماً وظفراً مبيناً بلغ البلاد والآفاق .
ثم توجه السلطان إلى جزيرة المورة لتأديبها لمساعدتها وممالأتها التحزب والتحالف الصليبى وكان حاكم الجزيرة
أقر بدفع الجزية مُنح العهد والأمان ولكنه مالأ تجمع الصليبيين وساندهم فى تحالفهم .
( شأنهم كشأن يهود بنى قريظة حين مالأوا الأحزاب وساندوهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالتوجه إليهم لقتالهم وتأديبهم لنقضهم العهد )
...
بفعل المنافقين وأعداء الدين زاد التفرق بعد الإعتصام وتفشى التفكك والإنقسام وزاد استقلال العديد
من البلاد والبلدان وكونت دولاً وممالك وإمارات نأت بنفسها عن الخضوع تحت راية ومقر الخلافة .
.
قام السلطان سليم بن بايزيد بن محمد الفاتح : بصد محاولات الأسبان والبرتغال لإجلائهم عن مدينة الجزائر
وقام الأمير خير الدين بربروس بأروع البطولات فى المعارك البحرية والتى اشتهر فيها بلقب " أمير البحار "
. ثم :
حاول السلطان سليم توحيد الأمة وضم البلاد التى استقلت وانفصلت عن مقر الخلافة .
أبت بلاد إيران وبلاد ماوراء النهر الإنضمام فأرسل جيشاً إليهم لقتالهم فى " جالديران "
وقام بضمهم وإخضاعهم لمقر الخلافة .
وأرسل جيشاً إلى مصر لرفض قنصوه الغورى قائد المماليك الإنضمام إلى الخلافة وقام بقتاله
فى " مرج دابق " وأخضع مصر لمقر الخلافة .
وقاتل طومان باى فى " الريدانية " حين تمرد وآثر الإنفصال وأعاد مصر مرة أخرى إلى راية الخلافة .
...
يقول إمام الحرمين أبو المعالى الجوينى فى كتابه : " غياث الأمم فى التياث الظلم " :
( ما تشبث به الطاعنون من هنّات وعثرات لو سلِم لهم ما يدّعون وتوبعوا فيما يأتون ويذرون وغُضّ طرف
الإنتقاد عنهم فيما يبتدعون ويخترعون فأين يقع ما يقولون .. ؟ أليس بهؤلاء الخلفاء كان انحصار الكفار فى
أقاصى الديار .. ؟ أليس بهم أقيمت دعوة الحق وأثبتت الملة فى المشرقين والمغربين . أليس بهم قد ارتدت
مناظم الكفر منكوسة ومعالمهم معكوسة وبذل عظيم الروم الجزية والدنية وصارت المسالمة له والمتاركة
هى أغلى الأمنية وانبسطت هيبة الإسلام على الأصقاع القصّية وأطلت على قمم الماردين رايته العلية )
.......................................
************************************************** ***
سعيد شويل
