هل النملة التي سمعها سليمانُ كانت حشرة أم امرأة ؟
هل النملة التي سمعها سليمانُ كانت حشرة أم امرأة ؟
من العجيب أنني سمعت بعض الأحمديين ( القديانين ) يقولون: إن النملة التي سمعها سليمات كانت امرأة واسمها نملة ، ولم يكن هناك نمل ولا حشرات ولا غيره.....
كان الاستلال هو نفس الآيات ؛ حيث قوله تعالى : "وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)" ( النمل).
الرد على الشبهة
اولًا :إن سليمان آتاه اللهُ حِكَمًا، وملكًا لم يكن لأحدٍ من العالمين... كما أن الله علمه لغة الطير ، ولغة كل ما يحط حوله من كائنات حية... وهذا جاء من قوله :" وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)"( النمل).
وهنا أسئلةٌ تطرح نفسها علينا هي :
ما الذي يمنع أن تكون النملة التي حذرت قومها من جيش سليمان من أن يحطمهم دون أن يدري بهم لصغر حجمهم....نملة صغيرة وسمعها سليمان؟!
أليس هذا هو الواضح من السياق؟
أليس اللهُ بقادر على كل شيء؟
ما هو الداعي إلى تحويل كملة نملة ( الحشرة ) إلى امرأة اسمها نملة ؟!
لماذا تبسم وشكر وحمد سليمان ربه إلا لأنه سمع شيئا غريبًا وفهمه ، ولم يفهمه ويدري به من حوله: "فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)"؟.
ثانيًا : إن النملة التي جاءت في القرآن نملةٌ كانت من عامةِ شعب النمل ؛ لأنها لم تكن معرفة بال (النملة ) وإلا لكانت زعيمة أو مسؤولة ، وإنما هي فرد من أفراد النمل،أتت من وادي النمل لما تيقنت بالخطر على قومها....
سمعت بخطر قدوم الجيش فبرأت سليمان -عليه السلام- من أنه يتعمد قتلهم.....
وذلك لما قالت: "وهم لا يشعرون ".
ثم إن النمل يحطم بالأقدام بينما المرأة والفتيات تسبى أو تقتل من الجيوش، وهذا لم يرد في القرآن....
وقد دل دليلٌ على أن سليمانَ كان يسمع دعاءَ النملِ ويفهم لغتَه ....
وهذا ما جاء مصنف ابن أبي شيبة برقم 29487 عن أبي الصديق الناجي أن سليمان بن داود خرج بالناس يستسقي فمر على نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس لنا غنى عن رزقك فأما أن تسقينا وإما أن تهلكنا فقال سليمان للناس ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
وجاء أيضًا في بلوغ المرام برقم 522 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: - خَرَجَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ يَسْتَسْقِي, فَرَأَى نَمْلَةً مُسْتَلْقِيَةً عَلَى ظَهْرِهَا رَافِعَةً قَوَائِمَهَا إِلَى اَلسَّمَاءِ تَقُولُ: اَللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ, لَيْسَ بِنَا غِنًى عَنْ سُقْيَاكَ, فَقَالَ: ارْجِعُوا لَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ - رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ .
وهذا هو تحقيق الخبر: حسن. رواه الدارقطني (2/66/1)، والحاكم (1/325-326)، من طريق محمد بن عون مولى أم يحيي بنت الحكم، عن أبيه، قال: حدثنا ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. قلت: وهذا سند لا بأس به، محمد بن عون سكت عنه البخاري (1/1/197) وقال أحمد في"العلل" (2/211): "رجل معروف". وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/411). ووالده عون قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/1/16) عنه: "عن الزهري مرسل، روى عنه الماجشون". قلت: بل سمع منه كما هو مصرح به في هذا الحديث، وسكت عنه في "الجرح والتعديل" (3/1/386)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/281)، وأما ابن شهاب، وأبو سلمة فثقتان من رجال البخاري ومسلم. فمثل هذا الإسناد لا بأس به، خاصة وأنه جاء من طريق آخر. فرواه الطحاوي في "المشكل" (875)، والخطيب في "التاريخ" (12/65)، وأبو الشيخ في "العظمة" (1246) من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة به. قلت: ومحمد بن عزيز وعمه سلامة فيهما ضعف خفيف، وهما ممن يكتب حديثهما؛ إلا أنه تكلم في سماع محمد من سلامة، وسماع سلامة من عقيل ولكن لا بأس بهذا الإسناد هنا. وجاء الحديث من طريقين آخرين مقطوعين: الأول: رواه ابن حبان في "الثقات" (8/414)، وابن أبي حاتم في "التفسير" كما عند ابن كثير (3/347)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/101)، والطبراني في "الدعاء" (968)، من طريق مسعر بن كدام، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، قال خرج سليمان …... فذكره. وفي سنده زيد العمي وهو ضعيف. الثاني: رواه عبد الرازق في "المصنف" (3/95-96)، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (967)، عن معمر، عن الزهري، أن سليمان بن داود ….... به. وسنده صحيح إلى الزهري. وخلاصة الأمر: أن الحديث حسن بطريقيه الأولين. "تنبيه": لم أجد في الحديث في "مسند" الإمام أحمد إذ هو المراد عند إطلاق العزو كما فعل الحافظ هنا وفي "التلخيص" (2/97) فقد رجعت إلى مسند أبي هريرة فلم أجده فيه، ولا عثرت عليه في مسند أحمد بطريق الفهارس، ثم أخيرا قرأت "الأطراف" للحافظ ترجمة أبي سلمة، عن أبي هريرة فلم أجده أيضا، مما يرجع عندي أن الحديث إما أن يكون في كتاب آخر من كتب الإمام أحمد، أو أن يكون الحافظ وهم في عزوه لأحمد. والله أعلم.
إذًا كان النملة نملة حقيقية ، وأن سليمان في مواضع أخرى كان يسمع النمل ودعاءه ، وهذا يهدم ادعاء المعترضين هدما من أوله إلى آخره
ثالثًا : قد ثبت علمًّيا إن جسم النمل يتحطم مثلما يتحطم الزجاج مع الفارق؛ لأن النمل ما هو إلا هيكل ......
وهذا ما جاء نقلًا عن منتدى فرسان السنة صورة وآية: النمل يتحطم مثل الزجاج!
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/SCORPI~1/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.jpg[/IMG]
رابعًا: لو كان المعترضون يعترضون على أن نملة تتكلم وسمعها نبي الله سليمان، فهناك في الكتاب المقدس الحمار الذي تكلم بصوت إنسان ليرد حماقة النبي ....
وذلك في رسالة بطرس الثانية إصحاح 2 عدد16 " ولكنه حصل على توبيخ تعديه إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقًا بصوت إنسان".
نلاحظ: للأسف هنا لما تكلم الحمار كان الهدف هو رد حماقة نبي ....!
فالواجب على كل معترض أن يؤمن بأن الله على كل شيء قدير وأن كل شيء مستطاع عنده ، وأنه لا مستحيل ولا ممتنع عند الله تعالى ....
وعلى هذا كله أكون قد نسفتُ الشبهةَ نسفًا -بإذن اللهِ تعالى-.
_________كتبه / أكرح حسن مرسي____________________________