دورة الحياة بنظرة اسلامية ( عربي -اسباني)
http://www.ebnmaryam.com/vb/clientsc...ges/extra3.gif
دورة الحياة بنظرة اسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اشرح لي صدري ويسرلي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي
قبل خلق السموات والأرض , خلق الله القلم وقال له اكتب , فكتب كل ما هو كائن الى يوم القيامة ,وكان من أقدار الله مخلوق مكلف يخلفه في الأرض الا وهو الانسان ,وحين ساعة الخلافة خلق الله السموات
والأرض وخلق النجوم والأفلاك , وصارت في فلكها الكواكب )الحكمة من خلق السماء والارض و النبات والحيوان قبل الانسان هي ان الله سبحانه وتعالى هيأ له الأرض وقدر فيها أقواتها وبث فيها الدواب.... ليكون ذلك كله في خدمة الإنسان المكرم حتى يؤدي الوظيفة التي من أجلها خلق وهي عبادة الله تعالى) فقال الله لملائكته
الكرام اني جاعل في الأرض خليفة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ), وما الأرض من يومها الا كما وصفتها الملائكة ليس بها الا من يفسد فيها ويسفك الدماء , وأمضى العليم الحليم حكمه وجئت للأرض على قدر يا ابن آدم , فأين كانت أيامك الأولى؟ ,انها كما قال الله في كتابه (ياأيها الناس انا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة, لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى أجل مسمى) [الحج 5]
"يَا أَيّهَا النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة "إنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب" شَكّ "مِنْ الْبَعْث فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ" أَيْ أَصْلكُمْ آدَم "مِنْ تُرَاب ثُمَّ" خَلَقْنَا ذُرِّيَّته "مِنْ نُطْفَة" مَنِيّ "ثُمَّ مِنْ عَلَقَة" وَهِيَ الدَّم الْجَامِد "ثُمَّ مِنْ مُضْغَة" وَهِيَ لَحْمَة قَدْر مَا يُمْضَغ "مُخَلَّقَة" مُصَوَّرَة تَامَّة الْخَلْق "وَغَيْر مُخَلَّقَة" أَيْ غَيْر تَامَّة الْخَلْق
كنت في ظلمات ثلاث, في بطن أمك. يا ترى من سقاك فيه؟! من أطعمك فيه؟!انه الله القدير" .
كنت في ظلمات ثلاث, في بطن أمك. يا ترى من سقاك فيه؟من أطعمك فيه؟انه الله القدير .
لما يا مخلوق آثرت الجحود؟!كنت معدوم فمن أين الوجود؟!اهيا الصدفة؟ أم رب ودود .(هناك من قالوا اننا جئنا من العدم فكما للسيارة صانعها والهاتف مخترعه فالانسان خالق )
ثم جاءت لحظة خروجك الى دار الابتلاء ,حيث ينتظرك أحبائك والداك وأهلك وذووك , وينتظرك عدوك الشيطان ليضلك
عن صراط الله وسبيل الجنة , قال الله تعالى( ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله) [النساء119]
ولدتك يا ابن آدم أمك باكيا والناس حولك يضحكون سرورا فاجتهد لنفسك ان تكون اذا بكوا في يومك موتك ضاحكا مسرورا ,ومرت الأيام وأنت تتقلب في عطف والديك في أحضان
وهما ينتضران منك البر ونعيم الاحسان ,حين يوهن عظمها ويشتعل الرأس منهما شيبة
فما جزيتهما يوم كبرت؟ برا واحسانا ؟ أم عقوقا وكفرانا ؟ قال :salla-y:( كل الذنوب يؤخرالله عقوبتها الى يوم القيامة ان شاء , الا عقوق الوالدين, فانه يعجل العقوبة لصاحبه في الدنيا)
فأين أنت من صراط الله المستقيم؟ خط عليه الصلاة والسلام ببنانه (باصابعه) الطاهر خط مستقيما , ثم قال :هذا سبيل الله مستقيما , ثم أنظر عن يمين الخط وشماله ترى خطوط متفرعة قال عنها صلى الله عليه وسلم
هذه السبل, وليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه, الشياطين تدعو الى السبل
--الى سبيل الشرك
( ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء48]
--الى سبيل الربا
(الذين يأكلون الربا, لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [البقرة275]
--الى عقوق الوالدين
(والذي قال لوالديه أف لكما اتعدانني أن اخرج وقد خلت القرون من قبلي ) [ الأحقاف17]
--الى المخدارت عهد على الله لمن شرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال (عصارة أهل جهنم)
-- الى الزنا
(ولا يزنون , ومن يفعل ذلك يلقى أثاما, يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ) [الفرقان68.69]
أَما سبيل الجنةِ فهو الإسلام شهادة التوحِيد اولا التي لا يقبل الله عملا الا بها سبيل الجنة هو الصلاة صوم رمضان الزكاة الحج بر الوالدين الاعمال الصالحة الجهاد الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ففي أي سبيل انت يابن ادم
الان دع لنفسك فرصة لحظة للعتاب للمحاسبة قبل الحساب فكما أنك كنت تلهو بأيامك تتناسى طاعة الله سترى في اخر لحظات عمرك ساعة موتك مالم تره قبل فسترى ملك الموت والملَائكةَ معا ولكن كيف سترى وجوههم حينها إما بيض وجوه كأن وجوههم الشّمس ومعهم كفن منَ أكفان الجنة وإما سود الوجوه معهم اكفان من نار
أنت حينها, ترجو ركعة , تتمنى سجدة , تبكي فوات زمان التوبة والعودة , وذهاب عمر العمل الصالح في اللهو والعب والغفلة ,أهلك من حولك يبكون أبنائك الصغار زوجتك , قلوبهم في لوعة من الفراق.في حرقة من منظرك , تودعهم بأنفاسك الأخيرة ولا لقاء الا برحمة الله في الجنة. وبعد الأنس بأحبائك وأهلك وفي دارك الجديدة , القبر أول منازل الأخيرة حيث الظلمة , الوحشة , هناك ضمة القبر وفتنته في القبر تسمع قرع نعال مشيعين لجنازتك قافلين الى أهليهم ,تركوك رهين عملك سجين قبرك
فاما قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ,في القبر تسأل عن دينك عن نبيك عن كتاب الله
فطوبى لمن صدق الله قوله من فوق سبع سموات , ويا حسرة المكذبين , أين تعب العبادة حينها؟! أين نصب الصيام ؟وألم الأقدام في صلاة القيام ؟ أين مشقة الحج؟ وتمعر وجهك في الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر, وماذا بقي في جهدك في بر والديك ؟ لقد ذهب النصب يا أبن أدم , وبقيت لذة الفوزالسعادة والفرح بالنعيم , ثم أين لذة الزنا ؟ ونشوة الغناء و غمرة المسكرات والمخذرات أين أين؟ أين ذهبت راحت النوم عن الصلاة المكتوبة ؟ أين لهوك ولعبك ؟ وما فيهما من المسرات .
القبر أبكى الصالحين ذكره, أخذ بالفكر والضمائر فلا يحسب الا حسابه , طال شوقك في قبرك لدخول الجنة , أو أشتد مكثك وعذابك فيه. حتى يأتي قدر الله للكون
ويأمر بالصور فينفخ فيه , فتخرج الأرواح المؤمنة من عليين (السماء السابعة), والكافرة من سجين (السِّجِّينُ وادٍ في جَهَنم) حتى تستقر في أجسادها ,يومها تفتح عينيك على بحار فجرت وقبور بعثرت ,سماء منفطرة ,كواكب منتثرة , قد زلزلت الأرض زلزالها والسماء بها الملائكة على أرجائها , ومناد الله ينادي : هلموا هلموا خطواتك تتسارع لمكان العرض على الله فلما وافيت , حان وزن اعمالك وأخذ لكتابك بيمين أو بشمالك
فاذا هو ( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها, ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا) [الكهف49]
أتدري من المحاسب اليوم ؟!.انه الله
أتدري من الشا هد عليك ؟! صحيفتك جوارحك.
(اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) [النور24]
موقف مليئ بالرعب , كل الخلائق مطرقون صامتون ( لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا) [الزمر10]
أبن آدم أيها الانسان, يا خليفة الانسان في الأرض يا من خلقك الله لعبادته ,كنت
حملا ,ثم وليدا ,الى ان صرت مكلفا تكتب عثراتك وحسناتك الى وقت رحيلك عن الدنيا
وتوسدك القبر وخروجك للحشر الى دارك الباقية أنت هنا لم تزل في زمن المهلة لحظاتك مثل أنفاسك
تذهب فلا تعود , فبأي شئ أذهبتها ؟ وما العمل الذي به ملئتها ؟ قد آن قد آن ,أن تتوب
ان تستغفر من غفار الذنوب , تذكر قول الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ,ان الله يغفر الذنوب جميعا ,انه هو الغفور الرحيم) [الزمر: 53-54].
أمامك العمر الباقي أعمره بالصالحات أعمره بالحسنات وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من أحسن فيما بقي , غفر له ما مضى , ومن أساء فيما بقي , اخذ بما بقي وما مضى ,واستعن برفقة صالحة, فان المرء على دين خليله )
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" [الفجر30]
"منقول من : محاضرة بجمعية دينية في اسبانيا"
