من هم المسلمون؟الجزء الحادى والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
من هم المسلمون؟الجزء الحادى والعشرون
------------------------------------------
ولم يقل يوما رسول الله(ص) أنه يعلم الغيب،لأنه أعلم الناس بحدود امكانياته البشرية،وكذلك هو أعلم الناس بقدرة الله الذى ليس كمثله شىء والتى ليس لها حدود،فقد قال له(ص) الله سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا،الا ما شاء الله،ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير،وما مسنى السوء،ان أنا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون)،صدق الله العظيم،188-سورة الأعراف.
ولكنه أوضح لنا أن هناك اعلام من الله للغيب لبعض عباده المختارين،فقد قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(عالم الغيب،فلا يظهر على غيبه أحدا،الا من ارتضى من رسول،فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا،ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم،وأحاط بما لديهم،وأحصى كل شىء عددا)،صدق الله العظيم،28:26-سورة الجن.
وأبان الله سبحانه أن الجن لا يعلمون الغيب أيضا،وكان أبسط دليل يقدمه الله سبحانه لنا ولهم ما حدث مع سيدنا سليمان(ص) حيث قال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(فلما قضينا عليه الموت،ما دلهم على موته الا دابة الأرض تأكل منسأته،فلما خر،تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين)،صدق الله العظيم،14-سورة الجن.
وقال لنا سبحانه أنه لا يوجد فى السماوات والأرض من يعلم الغيب الا هو سبحانه ودلل على ذلك بيوم البعث فقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب الا الله،وما يشعرون أيان يبعثون)،صدق الله العظيم،65-سورة النمل.
فهذا رسول الله(ص) وقد ضلت عنه ناقته،فراح يبحث عنها،ولاحظ الصحابة انشغاله بالبحث عنها فشاركوه فى ذلك،حتى أقبل المساء،فقال لهم رسول الله (ص) أن يكفوا بحثهم الى الصباح،فمنهم من كف البحث اذعانا لأمر رسول الله بلا تردد،ومنهم من كف البحث وفى رأسه سؤال أن كيف لا يعلم رسول الله(ص) مكان ناقته وهو من هو(ص).
وبعد أن صلى رسول الله(ص) بهم صلاة العشاء اذا به يقول لهم:لقد جاءنى أخى جبريل ليخبرنى أن الله يخبرنى أن الناقة فى مكان كذا،ثم وصفه لهم كما وصفه له أخوه جبريل(ص)،فاذهبوا فاحضروها،ولم يدع أنه علم مكانها من تلقاء نفسه،بل أرجع الفضل لصاحب الفضل،الله رب العالمين،فذهبوا حيث وصف لهم فوجدوها فأحضروها فشكروا الله سبحانه وحمدوه.
وهذا رسول الله(ص) وقد سحره يهودى فأصابه الوهن،وانشغل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بما أصابه،وهو لا يدرى ولا هم كنه ما أصابه،حتى جاء يوم فقال لهم:لقد جاءنى أخى جبريل ليخبرنى أن الله يخبرنى أنى قد سحرت،وأن الذى سحرنى هو يهودى،وسماه لهم،وأنه قد جعل سحره على سبعة عقد من حبل،ودفن الحبل فى بئر،ووصفه لهم،ثم ردمه،فاذهبوا فاحفروا البئر وأخرجو الحبل وأقرأوا على كل عقدة منه المعوذتين فيبطل السحر بعون الله،ففعلوا كما أخبرهم،فكلما قرأوا المعوذتين على عقدة تنفك بعون الله ويتعافى رسول الله(ص) شيئا فشيئا حتى أخر عقدة،فعاد رسول الله(ص) الى عافيته قبل أن يسحر.
واستوعب الصحابة الكرام واستوعبنا بعون الله ثلاث قواعد هامة:أولاهم أن رسول الله لا يعلم الغيب لأنه بشر مثلهم ومثلنا يوحى اليه من ربه،وثانيهم أن علم الغيب لله سبحانه وحده من دون خلقه،وثالثهم أن علاج السحر بالمعوذتين،وهم من قواعد ادارة الله سبحانه لملكه،تعالى الله عما يشركون.
يتبع ان شاء الله،وأصلى وأسلم على سيدى وحبيبى محمد،أللهم صلى وسلم عليه.