حول استخدام الله للفظة الرحمن في سياق فرية البنوة له
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا [88] لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا [89] تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا [90] أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا [91] وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا [92] إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا [93] لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا [94] وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [95]
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة مريم بعرض فرية النصارى العظيمة بنسب الولد فيأتي العرض بامثلة مما لا يسمع الثقلين وهما السموات والارض والجبال التي يفترض بها عدم التكليف لكنها على عظم الفرية تتفطر وتنشق وتخر هدا من شدة عظم الكذب والفرية.
وقوله : ( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) أي : يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم ، إعظاما للرب وإجلالا; لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده ، وأنه لا إله إلا هو ، وأنه لا شريك له ، ولا نظير له ولا ولد له ، ولا صاحبة له ، ولا كفء له ، بل هو الأحد الصمد.
وهذا الشرك مما يفزع السموات والارض والجبال يستصحب معه أربعة صفات لله وهو الرحمن بتكرارات في سياق اية تعرض تشويه للحقائق الثابتة عن الله ونسب مالا ينبغي اليه لكن يتم وصفه لنفسه بالرحمن قد تكون العلة بهذا بأن الله على عظم هذه الفرية لاهلها الا انه يعاملهم بربوبيته فهو ينجيهم من المهالك ويسلم لهم امور الدنيا ويشفيهم مما ينتابهم من الامراض لعلهم بتذكرهم لرحمته عليهم مع تعارض انسجامهم مع معنى العبودية بان فرضو لله الابن لعلهم يرجعون .
والله اعلم