القول الصحيح والصريح ،للمقارنة بين النبي محمد والمسيح (موضوع جديد بقلم نجم ثاقب)
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين الصادق الأمين
أما بعد
العنوان :
القول الصحيح والصريح ،للمقارنة بين النبي محمد والمسيح (موضوع جديد بقلم نجم ثاقب)
=============
اشتقت لكم أحبتي بعد غياب طويل سببه الانشغال في حوارات خارجية مثمرة كانت و الحمد لله و لا زالت غلاوتك كبيرة و اعتزازي بكم كبير .... أتمنى أنكم جميعا بخير .
بالنسبة لموضوعي هذا الذي يلجأ اليه أخواننا و أخواتنا في الانسانية حين يجنحون - كوسيلة تبشيرية - الى المقارنة بين النبي محمد و المسيح عليهما الصلاة و السلام .
هنا ....
تتم المقارنة على نمط استعراض أقوال و أعمال المسيح كما هي تنسبها اليه الاناجيل الحالية و بين مواقف مختارة عن سوء فهم و علم لأعمال و أقوال النبي محمد .
و هنا بدأت و بدأ من بعدي أخوان و أخوات أفاضل يدركون الاسلوب الجديد و الصحيح و الصريح في الرد على هذا الاسلوب التبشيري الذي يصطاد ضعفاء العلم و الفهم ....
و الان ....
تعالوا للرد ....
هل يمكن مقارنة 3 سنوات مع 23 سنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس للمقارنات أسس .... ؟
أليس من المهم توحيد المعطيات و الظروف .... ؟
حسنا ....
كيف يمكن أن نخرج بمقارنة عادلة أقرب الى الصحيح ؟؟؟؟؟
انهم يأخذون ما لدينا ( حسب فهمهم ) ليقارنوه بين ما لديهم ( حسب كتبهم ) ....
تعالوا نبني مقارنة أقرب الى الاصول و الصحيح .....
تعالوا نقارن :
النبي محمد بعد 3 سنوات من بدأ الدعوة ( بعد نزول الوحي عليه بالنبوة ) ....
و بين ....
المسيح بعد 3 سنوات من بدأ تعاليمه و اختيار تلاميذه ....
لماذا بالذات 3 سنوات ؟؟؟؟؟
الاجابة ببساطة ....
لأن المسيحيين يؤمنون بنص انجيل لوقا الاتي :
------------------
إنجيل لوقا 3: 23
وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً .
------------------
و هم يؤمنون انه استمر الى ما يقارب 3 سنوات ثم تم القبض عليه و في النهاية ارتفع الى السماء ....
فعندما نستعرض أقوال و أعمال رجل بدأ الدعوة بعد نزول الوحي عليه لمدة 3 سنوات .... مع أفعال و أقوال يسوع خلال 3 سنوات بعد بدء تعاليمه و اختيار تلاميذه ....
ماذا نجد ؟؟؟؟؟
هل قال النبي محمد كلمة لا تعجبهم أو تصرف تصرف عنيف أو معادي ؟؟؟؟؟؟؟؟
بالعكس .... فانه على مقياسهم ....
لم يخلو كلام و فعل النبي من المحبة و الصبر و التعليم و الاحتمال و الآلام حتى من أقرب الناس له .....
ليس فقط لمدة 3 سنوات ....
بل الى ما يقرب 13 عام ( أى فليزيدوا على الثلاث سنوات عشرة سنوات ان أرادوا ) .....
حيث لا سيف و لا أى فعل يصلح ليكون شبهة على ميزان جهلهم ....
و لكن ....
تعالوا نرى أول 3 سنوات تخص يسوع ....
هل من بوادر للعنف أو للمعاداة ....
لنرى خلال 3 سنوات فقط ( من المقارنة الاقرب الى الصحة ) ماذا جرى من يسوع حسب الاناجيل و هو ما زال يقول ( يا هادي ) و الله أعلم لو تجاوز الثلاث سنوات ماذا كان سيحدث !!!!!
انظروا :
12 وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ
13 وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» ( انجيل متى ) .
تخيلوا عندما يستطيع شخص واحد اخافة مجموعة من الرجال !!!!!
هذا يفسر العنف و الغضب الذي استشاص بهم .....
و ما الخلاصة من ذلك ؟
الخلاصة هي قيمة هامة جدا مارسها يسوع فقط خلال 3 سنوات و هي :
أن المؤمن لا يجامل أحدا يخالف ما يحبه أو يريده الله ....
فلم يهمه يسوع كون أولائك لا يؤمنون بما يؤمن به ....
و لم يهمه أن كانوا لا يؤمنون بنبوءة الغيرة على بيت ابيه ....
و لم يهمه عدم أيمانهم أن المتكلم معهم يعتبر الهيكل بيت أبيه .....
المهم أنه هو يؤمن و يفعل حسبما يملي عليه ايمانه ....
فأين المحبة ؟؟؟؟؟
أين التسامح ؟؟؟؟
أين الوعظ باللين ؟؟؟؟؟
أين مجالسة الخاطئين بدلا من قذف كراسيهم ؟؟؟؟؟؟
هذه بوادر ظهرت فقط خلال 3 سنوات ....
و الآن تعالوا نرى بادرة أخرى من من البوادر و هي مقدمة المواجهة بالسيف رغم تفاسيرهم الغريبة .....
اقرأوا هنا :
36 فَقَالَ لَهُمْ: «لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا.
37 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ».
38 فَقَالُوا: «يَا رَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».
هنا بداية لتوجه جديد ....
فقط خلال 3 سنوات ....
بينما التوجه الى السيف في الاسلام كان بعد البعثة ليس بثلاث سنوات بل بعدها بما يقرب 15 سنة .....
لم تكن هناك أى بوادر ....
و الان ....
سارعت التفاسير تقول عن تلك السيوف انها روحانية ! :p016:
فدعونا نأخذها على هواهم لنرى الكارثة الأكبر ممن أرادوا تكحيلها فأعموها !!!!
يسوع يدعوهم لبيع ثيابهم ليشتروا سيوفا فاذا كان المقصود هنا السيوف الروحانية فانها ( أرجو المعذرة ) دعوة صريحة للتعري !!!!!
لأن الثياب ليست روحانية بالتأكيد ....
و أيضا ....
عندما قال له بطرس أن لديهم سيفين ....
قال له يسوع : كفى ....
و بصفة يسوع عند المؤمنين بالصلب و القيامة هو اله ....
فانه بلا شك يعلم ما فهمه التلاميذ ....
فلو كان بطرس اشار الى سيوف حقيقية بينما المقصد هو سيوف روحانية ....
فلا شك أن يسوع الذي يؤلهونه سيكون عالما أنهم لم يحسنوا فهمه ....
و ما كان سيتركهم على هذا الفهم الخاطىء دون وعظ ....
بل النص واضح حول ان التعامل مع فهمهم كان مصادقة على تفسير حقيقة تلك السيوف انها سيوف قتل و ليست سيوف روحانية ....
خاصة و أن يسوع كان يعلم أنها ستسبب ألم لرجل سيتم قطع اذنه بها ....
و ليست المسيحية بنظرهم ان الغاية تبرر الوسيلة بمعنى ان المسيح ترك كل ذلك ليحدث حتى يفعل معجزة اعادة الأذن لصاحبها دون اهتمام لألمه عند لحظة قطعها !
بل انها سيوف حقيقية ....
ربما كان الامر بداية أراد يسوع لتلاميذه أن يخوضوها بأن السيف بيد المؤمن ليس خطيئة ....
فاذا كانت قاعدة الحق هي التي قالها يسوع موبخا من حمل السيف قائلا :
كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!
فلماذا لم يهلك هذا التابع لأمر الرب بحمل السيف (؟) :
سفر يشوع 11: 10
ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ.
فهل هلك يشوع حسب النص السابق ؟!
هنا تبرز الغرابة في تفسيرهم ....
لكن التراجع ربما تم بعد التشبيه لأن الكلام كله اختلف و الموقف اختلف بغرابة شديدة ....
فذلك الذي قال لهم أن يبيعوا ملابسهم من أجل شراء سيف يقول لهم أن يلقوا تلك السيوف في لحظة معينة و قريبة !
على كل حال ....
ما قصدته هنا أنه باجراء المقارنة الأقرب الى الاصول في المقارنات ....
و على طريقتهم ....
فأنهم يحصدون مواقف على يسوع دون أى موقف على النبي محمد ....
ان الاجحاف بحق مقارنة صحيحة هو أن نقارن بين 3 سنوات و بين 23 سنة !!!!!!
لأن النبي محمد كان دوره أشمل في تعليم واقع بشري اذ يعايشه بنفسه .....
فرسخ خلال 23 سنة واقع الشمول لدى الانسان :
السماء و الأرض ....
الروح و الجسد ....
الصبر و الاقدام ....
المحبة و الصد ....
السلام و الحرب ....
العفو و الادانة ....
لأن الاسلام هو الواقعية و الوسطية و الاعتدال ....
خلال 23 عام ....
أول 13 عام منهم ....
كان المسلمين مع النبي يتحملون الايذاء و الآلام و التعذيب و محاولات القتل و القتل و التهجير .... 13 عام و ليس 3 سنوات فقط !
ثم بدأت مرحلة جديدة كرد فعل لحفظ كرامة المؤمن حيث رأى المؤمن بأى عالم هو يعيش ....
حين رفضه العالم حين قال ربي الله ....
حين رفضه العالم حين سلم رسالة النبي الى قيصر من قياصرة الحروب فقطع رأس حامل الرسالة ....
حين رأى المؤمن دماء النبي :salla-s: تسيل في الطائف و هو بصبر و محبة يدعو الى الله و لا يسارع الى أن يبيدهم الله بانتقام ....
كل هذا خلال 13 عام و ليس 3 سنوات فقط ....
فهل لازلتم ترون المقارنة صحيحة بين 3 سنوات و بين 23 عام !!!!
أما اذا أردتم أن تدرسوا الاسلام و سيرة النبي بعد تلك الثلاثة عشرة سنة فعليكم بحسن التعلم و التوثيق و المقارنة بين الكل بنظرة شمولية و موضوعية ....
فتعلموا حينها أن النبي محمد لم يكن السوء من طباعه و أخلاقه ....
و الدليل ثباته لمدة 13 عام و انها مدة ليست قليلة يا من ترون أن تجربة المسيح هي فقط في 3 سنوات ....
و لكنه عاش مراحل وفق ارادة الله الحق ....
فبلغ الرسالة و أدى الأمانة ....
و لم يخرج بالسيف الا لمواجهة عالم الحروب ....
و تم الاذن له بالقتال لانهم ظلموا لمدة تصل الى 13 عام ....
لم يخرج بالسيف الا كفئة قليلة تقاتل الفئة الأكبر من ناحية العدد و السلاح و الخبرة و الشراسة ....
لكن الله على نصره لقدير ....
هل عرفتم الان معنى المقارنة الصحيحة ؟!
هل عرفتم على مقياسكم يا من عبدتم المسيح .... لمن الكفة رجحت ....
و مع ذلك ....
فاننا نعلم أن الله علمنا ان لا نفرق بين أحد من رسله ....
لأن لكل نبي و رسول دور ....
يؤدون أماناتهم كما هو مطلوب منهم ....
لذا فليضحك العقل على كل من أراد أن يقارن بين صاحب 23 عام و بين صاحب 3 سنوات ( و برغم هذا حسب ميزانهم ) رجحت كفة صاحب ال 23 عاما .....
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و سيدنا المسيح ....
و الحمد لله على نعمة الاسلام .
هداكم الله يا من لم تنصفوا النبي الخاتم بموضوعيتكم و تعلمكم .....
مع أطيب الأمنيات للجميع من أخيكم نجم ثاقب .
