قال تعالى في سورة يس :
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {36/80}
لم يستغرب العرب هذه الآية حيث ان عصرهم كان يستخدم الشجر كوقود لإشعال النار فعلا ، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :
أي: الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خَضرًا نَضرًا ذا ثمر ويَنْع، ثم أعاده إلى أن صار حطبًا يابسًا، توقد به النار، كذلك هو فعال لما يشاء، قادر على ما يريد لا يمنعه شيء. انتهى التفسير
ولكن القرآن يخاطب كل العصور ، ويمكن لأهل العصور الاحدث فهم إشارات لم يكن من الممكن على الاقدمين إدراكها . ففي القرن الثامن عشر الميلادي تم اكتشاف الفحم كوقود ممتاز ساهم بقوة في الثورة الصناعية في الغرب بعدما ادرك قيمته الاقتصادية حيث تم اكتشاف الفحم في الولايات المتحدة في ولاية كنتاكي عام 1750بواسطة الرحالة ثوماس والكر والذي استخدمه كوقود لنيران معسكره . ولكن ما علاقة هذه الآية الكريمة بذلك ؟
العلاقة هي ان مصدر الفحم هو تحلل النباتات في الغابات القديمة وتحولها الى فحم عبر ملايين السنين بسبب الضغط والحرارة والزمن
راجع المواقع الآتية :
The Origin of Coal
by Stuart E. Nevins, M.S
Accumulated, compacted and altered plants form a sedimentary rock called coal.
http://www.icr.org/article/origin-coal/
الترجمة :
النباتات المتراكمة المضغوطة تكون صخور رسوبية تسمى بالفحم
Coal is called a fossil fuel because it was formed from the remainsof vegetation that grew as long as 400 million years ago. It is often referred to as "buried sunshine," because the plants which formed coal captured energy from the sun through photosynthesis to create the compounds that make up plant tissues. The most important element in the plant material is carbon, which gives coal most of its energyالترجمة :
http://www.ket.org/trips/coal/agsmm/agsmmhow.html
يسمى الفحم بالوقود الحفري لآنه تكون من بقايا النباتات التي نمت منذ اربعمائة مليون سنة ، حتى أنه يشار إليه بشعاع الشمس المدفون لآن النباتات التي كونت الفحم قد ثبتت الطاقة من الشمس بواسطة البناء الضوئي اثناء تكوينها لمركباتها (الغذائية) و الانسجة النباتية . العنصر الاهم في مادة النبات هو الكربون الذي يعطي الفحم غالبية طاقته .
التعليق :
إذاً ، لاشك ان مصدر الفحم هو النبات الاخضر
لاشك ان الفحم هو مصدر الطاقة الذي لولاه ما عبرت الانسانية الى العصور الحديثة ، والذي مكنها من بناء الآلات الجبارة التي مكنتها بعد ذلك من استخراج
زيت البترول ليدفعها لمزيد من التقدم .
لاشك ان الفحم مصدر عظيم للطاقة (النار)
وحيث ان الفحم تم اكتشافه في عام 1750 م ، وان القرآن قد سبقه بأكثر من ألف سنة في بيان هذه الإشارة التي لم تكن لتستوعبها الانسانية إلا عندما يحين وقت معرفة كل هذه المعلومات ، و اكتشاف الفحم ومعرفة سبب تكوينه وعلاقته بالنار والشجر الاخضر
فلا شك إذاً أن القرآن هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من عزيز حميد .
والحمد لله على نعمة الإسلام
