سؤال لغير المسلم: لماذا يدعي محمد النبوة صلى الله عليه وسلم ؟
لماذا يكذب محمدا صلى الله عليه وسلم؟
هذه المعضلة التي فشل أعداء الإسلام وغيرهم من حلها.....فلجأوا لعدة إستنتاجات وهمية وتخبطوا في آرائهم أيما تخبط ...فقديما اتهموه بالشعر وبالسحر وبالجنون وبأنه كاهن وغير ذلك من الإتهامات الباطلة والتخبطات وعجزوا عن إيجاد سبب وجيه لتكذيبه صلى الله عليه وسلم.
وقد سجل القرآن كل هذه الإدعاءات والتخبطات لتكون شاهدا على عجزهم وتخبطهم عبر التاريخ, فنرى على سبيل المثال:
{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}[الصافات]
{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)}[الأنبياء]
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42)}[الحاقة]
{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)}[الطور]
وهم أنفسهم اعترفوا بتخبطهم هذا كما قال الوليد بن المغيرة وسجل القرآن استكباره وعناده:
أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه ، فإن أتيت محمدا لتتعرض لما قبله ، قال : لقد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وأنك كاره له . فقال : وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ، ولا برجزه ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، والله إن لقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمنير أعلاه مشرق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه ، وإنه ليحطم ما تحته قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعني حتى أفكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره ، فنزلت : { ذرني ومن خلقت وحيدا }
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: لباب النقول - لصفحة أو الرقم: 319
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين
وعرف من رآه وتعامل معه مدى التخبط والتزييف والتشويه الذي كان يعيشه أعداءه صلى الله عليه وسلم كهذا كضماد بن ثعلبة الأزدي:
عن ابن عباس ؛ أن ضمادا قدم مكة . كان من أزد شنوءة . وكان يرقي من هذه الريح . فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون : إن محمدا مجنون . فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي . قال فلقيه . فقال : يا محمد ! إني أرقي من هذه الريح . وإن الله يشفي على يدي من يشاء . فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحمد لله . نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأن محمدا عبده ورسوله . أما بعد " . قال فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء . فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثلاث مرات . قال فقال : لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء . فما سمعت مثل كلمات هؤلاء . ولقد بلغن ناعوس البحر . قال فقال : هات يدك أبايعك على الإسلام . قال فبايعه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وعلى قومك " . قال : وعلى قومي . قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه . فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة . فقال : ردوها . فإن هؤلاء قوم ضماد .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 868
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وحديثا, نرى أن كل من درس سيرته وحياته دراسة موضوعية خالية من التعصب وعدم المصداقية....كيف عرفوا كيف أن القول بأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان كاذبا أو مدعيا كم يحمل هذا القول من التكلف وعدم المصداقية, وعرفوا أنه من المستحيل
إثبات أنه كان يكذب أو يدعي النبوة.... ونضرب مثلا بما قاله وليم مونتجمري William Montgomery Watt ....المؤرخ الأسكتلندي الغير مسلم صاحب الدراسات الإسلامية العديدة وبروفيسور اللغة العربية و الدراسات الإسلامية بجامعة اندبرا بأسكتلندا والحاصل على عدة جوائز في ادراسات التاريخية, فلقد قال ما نصه:
"His readiness to undergo persecutions for his beliefs, the high moral character of the men who believed in him and looked up to him as leader, and the greatness of his ultimate achievement - all argue his fundamental integrity. To suppose Muhammad an impostor raises more problems than it solves. Moreover, none of the great figures of history is so poorly appreciated in the West as
Muhammad."
W. Montgomery, Mohammad at Mecca, Oxford 1953, p. 52:
"ان استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من اجل معتقداته والطبيعة الاخلاقية السامية لمن امنوا به واعتبروه سيد لكل ذلك يدل علي العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصيته فافتراض ان محمدا مدع افتراض يثير مشاكل اكثر ولا يحلها بل انه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد صلي الله عليه وسلم"
فنرى كيف عجز البشر عبر التاريخ عن إثبات الإدعاء بأن محمد صلى الله عليه وسلم النبوة ولم يجدوا سببا وجيها للقول لماذا كان يدعي النبوة
============================================================ ==
والآن فلنتأمل الأسباب التي يستند عليها المسيحي والملحد على حد سواء اليوم لتفسير لماذا ادعى محمد صلى الله عليه وسلم النبوة بحب ادعاءهم
ويمكن أن نلخص هذه الأسباب في ثلاث:
(1) إما أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤمن بالله واخترع الإسلام لفرض فكرا ما يريده أو لمصالح دنيوية (مال - جاه - نساء.....إلخ).
(2) إما أنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمن بالله ولكن كان يدعي النبوة كذبا على الله وافتراء عليه لنفس الأغراض السابقة.
(3) إما أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتقد أنه موحى إليه وأنه رسول وهذا يشابه قول أبي جهل له (إنا لا نكذبك , ولكن نكذب ما جئت به) .
وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون أيا من هذا
والآن لنرى استحالة ثبوت أي من الإحنمالات الثلاثة هذه ولو بنسبة ضئيلة جدا...
============================================================ ==
أولا: إما أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤمن بالله واخترع الإسلام لفرض فكرا ما يريده أو لمصالح دنيوية (مال - جاه - نساء.....إلخ).
إن المتأمل المنصف في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضح له ولأول وهلة متى تدني هذا الإحتمال وضعفه......
فبالتأمل في سيرته العطرة نجد كيف كان يعبد الله عز وجل حق عبادته ويقوم له حتى تتفطر قدماه:
إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه ، أو ساقاه . فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا .
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1130
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
ونرى كيف كان يبكي ويأن خشوعا لربه حين يصلي له:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم
الراوي: عبدالله بن الشخير المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 904
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
ونرى كيف كانت عيناه تذرف تأثرا وخشوعا عند سماع آيات ربه:
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ علي ) . قلت : آقرأ عليك أنزل ؟ قال : ( فإني أحب أن أسمعه من غيري ) . فقرأت عليه سورة النساء ، حتى بلغت : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال : ( أمسك ) . فإذا عيناه تذرفان .
الراوي: عمرو بن مرة الجهني المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4582
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
ونرى كيف كان ثقته بالله عز وجل تجعله لا يلتفت طرفة عين في أشد المواقف وأصعبها:
جاءنا رسل كفار قريش ، يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، دية كل واحد منهما ، لمن قتله أو أسره ، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس بني مدلج ، أقبل رجل منهم ، حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال يا سراقة : إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت له : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا ، انطلقوا بأعيينا ، ثم لبثت في المجلس ساعة ، ثم قمت فدخلت ، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة ، فتحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ، فحططت بزجه الأرض ، وخفضت عاليه ، حتى أتيت فرسي فركبتها ، فرفعتها تقرب بي ، حتى دنوت منهم ، فعثرت بي فرسي ، فخررت عنها ، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي ، فاستخرجت منها الأزلام
فاستقسمت بها : أضرهم أم لا ، فخرج الذي أكره ، فركبت فرسي ، وعصيت الأزلام ، تقرب بي حتى سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ، ساخت يدا فرسي في الأرض ، حتى بلغتا الركبتين ، فخررت عنها ، ثم زجرتها فنهضت ، فلم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة ، إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسمت بالأزلام ، فخرج الذي أكره ، فناديتهم بالأمان فوقفوا ، فركبت فرسي حتى جئتهم ، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم ، أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم ، وعرضوا عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزآني ولم يسألاني ، إلا أن قال : ( أخف عنا ) . فسألته أن يكتب لي كتاب أمن ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الراوي: سراقة بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3906
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
ونرى كيف كانت ثقته في الله تحمل في نفسه الأمن والطمأنينة مهما اشتدت الأزمات:
- قلت : يا رسول الله ! ونحن في الغار : لو أن رجلا اطلع لرآنا ، فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ وقال : أحدهما في حديثه : لو أن أحدهم نظر موضع قدمه لأبصرنا ، فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - لصفحة أو الرقم: 1/96
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
ونرى كيف كان يطيل السجود شكرا لله حتى يُظن به أنه قد قُبض:
- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو مشربته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود حتى ظننت أن الله عز وجل قبض نفسه فيها فدنوت منه فرفع رأسه وقال من هذا قلت عبد الرحمن قال ما شأنك قلت يا رسول الله سجدت سجدة
خشيت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها قال إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فبشرني فقال إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا
الراوي: عبدالرحمن بن عوف المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - لصفحة أو الرقم: 2/290
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
فهل هذا شخصا لا يؤمن بالله ولا يعرف قدره؟ حاشاه!
وهذا بعض ما ينسف هذا الإحتمال تماما والأمثلة أكثر من أن تُحصى.
ونذكر أيضا أن الإلحاد وإنكار وجود الله لم يكن عادة عند العرب ولا غيرهم قديما لا قي عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قبله ولا بعده اللهم إلا بعض الحالات الشاذة......وحتى العرب أنفسم كانوا يؤمنون بالله عز وجل { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) }[لقمان] والقرآن ملئ بالأدلة العقلية على وجود الله عز وجل وملئ بالحث على التفكر في الخلق لمعرفة وجود الله
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)}[الروم]
{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}[الملك]
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}[آل عمران]
فهل يُعقل أن يصدر هذا الكلام من شخص لا يؤمن بالله ويخدع الناس؟ حاشاه!
=======================================================
ثانيا: إما أنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمن بالله ولكن كان يدعي النبوة كذبا على الله وافتراء عليه لفرض فكرا ما يراه صالحا أو لمصالح دنيوية (مال - جاه - نساء.....إلخ).
يبقى هذا الإحتمال الثاني لغير المسلم بعد أن أثبتنا بما لا يدع مجال للشك بأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا بالله موقنا به مستشعرا بوجوده خاشعا له, بلغت ثقته في ربه أقصى الدرجات....فيقول الغير مسلم: ربما كان يؤمن بالله ولكنه كان يدعي النبوة لفرض فكرة التوحيد ولنبذ عبادة الأصنام التي دأب العرب عليها, أو لمنافع دنيوية كالمال والنساء وأن يحظى بالجاه والشرف والرفعة.
ومما يسقط هذه الفرضية ما أشرنا إليه آنفا بمدى خوف الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه وخشيته منه, وكيف كانت عيناه تذرفان عند سماع القرآن (الذي يفترض غير المسلم أنه من تأليفه!) وكيف كان يبكي ويأن في البكاء عند الصلاة لربه وكيف كان يطيل السجود شكرا لربه حتى يظنون أنه قد قُبضت روحه.....فهل شخصا مثل هذا يجرؤ لحظة أن يكذب على الله؟
بل وهل هذا يجرؤ هذا الذي يبكي وتهتز أحاسيسه عند ذكر ربه خوفا وخشية منه على الإفتراء على الله والكذب عليه بينما نجد القرآن ملي بالوعيد الشديد والعذاب الأليم لكل من يفتري كذبا على الله
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}[الأنعام]
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}[الأنعام]
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}[هود]
وغير ذلك الكثير والكثير.......فهل يصف نفسه بهذا الذي يبكي لله خوفا منه كلما تذكره ويأن له وتخشع له أحاسيسه وجوارحه ؟
بل ونجد أيضا تهديدا مباشرا في القرآن بأنه لو كان محمدا صلى الله عليه وسلم يتقول على الله لبطش الله به أشد البطش, ولأخذه أخذا أليما ولقطع نياط قلبه
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ (44) لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }[الحاقة]
فهل يجرؤ أن يقول هذا من يبكي خوفا وخشية من الله ويخشع له وهو يكذب عليه؟
مجرد نظرة صادقة ستظر الحق واضحا كالشمس!
بل ومن يتأمل القرآن والسيرة نجد أن القرآن أحيانا كان يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم ويصحح له:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاة الفجر ، ورفع رأسه من الركوع ، قال : ( اللهم ربنا ولك الحمد ) . في الأخيرة ، ثم قال : ( اللهم العن فلانا وفلانا ) . فأنزل الله عز وجل : { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 7346
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وأيضا:
أن أبا طالب لما حضرته الوفاة ، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل ، فقال : ( أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ، ترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزالا يكلمانه ،
حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأستغفرن لك ما لم أنه عنه ) . فنزلت : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } . ونزلت : {إنك لا تهدي من أحببت } .
الراوي: المسيب بن حزن المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3884
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بل وأحيانا كان يعاتبه ويلومه:
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}[عبس]
استأذن ابن أم مكتوم على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رجل من أشراف قريش , فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم , فأنزل الله تعالى : { عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى } [ عبس : 1 – 4 ] .
الراوي: عائشة المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - لصفحة أو الرقم: 4/243
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
بل وأحيانا يهدده لولا أن من الله عليه برحمته وهدايته
{وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}[الإسراء]
فهل يخالف كاذبا نفسه أمام من يكذب عليهم ؟
وهل يعاتب كاذبا نفسه أمام من يكذب عليهم ؟
وهل يهدد كاذبا نفسه أم من يكذب عليه ؟ أي عاقل يصدق هذا ؟
حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مرة أن يكذب على الله.
ونسأل من يدعي بهتانا وزورا أنه كان غرضه وغايته النساء هل يحرم هذا على نفسه الزيادة في النساء مهما بلغ جمالهن بعد أن انفتحت له الدنيا وهو يرفضها
{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)}[الأحزاب]
وللعقلاء فقط نسأل: هل هذا الذي يبغي النساء يعيش أكثر من 13 عشر عاما في ظلم واضهاد وجوع وفقر فيوطأ وجهه الكريم بالأقدام ويُستهزأ به أشد الإستهزاء ويقذفه السفهاء بالطوب حتى أداموه ويُحاصَر هو وصحابته وأهله حتى كادوا أن يلقوا حتفهم ويجاهد في سبيل الله وماله من طعام إلا ورق الشجر ويُخرج من أرضه ووطنه ويجوع حتى يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع....أكل هذا من أجل النساء؟ أي عاقل يقول هذا!
ولمن يدعي بهتانا وزورا أنه كان يريد المال والثراء, فلماذا رفض المال والعز حينما عرضته عليه قريش مقابل التوقف عن دعوته؟
وهل سكن محمد صلى الله عليه وسلم يوما ما في قصر أو بيت فخم, وهل كان يملك المال الكثير أو يعيش حياة الأغنياء أم أنه من خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير بالرغم من أن الدنيا قد أتته وهي راغمة وفتحت له أبوابها على مصرعيها
أن عائشة رضي الله عنها قالت : ما فعله إلا في عام جاع الناس ، أراد أن يطعم الغني الفقير ، وإنا كنا لنرفع الكراع بعد خمس عشرة ، وما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثا .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5438
خلاصة الدرجة: [صحيح]
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي ما يجد ما يملأ به بطنه من الدقل
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/92
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير
الراوي: عبدالرحمن بن عوف المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/315
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
أم أنه الذي رفض الدنيا بمتعتها وزينتها فعاش حياة الفقراء حتى كان يظهر عليه أثر الحصير المتواضع الذي كان ينام عليه
فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء . وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف . وإن عند رجليه قرظا مضبورا . وعند رأسه أهبا معلقة . فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه
وسلم . فبكيت . فقال : " ما يبكيك ؟ " فقلت : يا رسول الله ! إن كسرى وقيصر فيما هما فيه .وأنت رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة ؟ " . وفي رواية : عن ابن عباس . قال : أقبلت مع عمر . حتى إذا كنا بمر الظهران . وساق الحديث بطوله . كنحو حديث سليمان بن بلال . غير أنه قال قلت : شأن المرأتين ؟ قال : حفصة وأم سلمة . وزاد فيه : وأتيت الحجر فإذا في كل بيت بكاء . وزاد أيضا : وكان آلى منهن شهرا . فلما كان تسعا وعشرين نزل إليهن .
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1479
خلاصة الدرجة: صحيح
فهل هذا الذي كان يريد مالا وترفا؟
ولمن يدعي بهتانا وزورا أنه كان يريد الشرف والمكانة لكونه رسول الله, نسألهم, هل هذا هو الشخص المتواضع الذي كان ينام علة الحصير الخشن هو الذي كان يريد شرفا وسلطانا؟
هل من رضى وقبل أن يعيش كالعبد الفقير هو من كان يريد عزاوشرفا:
عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا قال فنظرت إلى جبريل قال فأشار إلي أن ضع نفسك قال فقلت نبيا عبدا قال فكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد
الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/22
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
آكل كما يأكل العبد ، فوالذى نفسى بيده ، لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضه ، ما سقى منها كافرا كأسا
الراوي: عمرو بن سلامة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 6
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهل هذا الذي كان يكره أن يقوم له الناس احتراما وتعظيما والذي بلغ تواضعه أقصى الحدود برغم تعظيم أصحابه له أشد تعظيم هو الذي كان يريد شرفا وسلطانا:
عن أنس قال : لم يكن شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه ، لم يقوموا ، لما يعلمون من كراهيته لذلك
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 6/357
خلاصة الدرجة: صحيح
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد يأخذ بيده فينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي يرسله ولم يكن يرى ركبتيه أو ركبته خارجا عن ركبة جليسه ولم يكن أحد يصافحه إلا أقبل عليه بوجهه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/18
خلاصة الدرجة: إسناد الطبراني حسن
أليس من الواضح كم تحمل هذه الإدعاءات من تدني وضعف!
============================================================
ثالثا: إما أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتقد أنه موحى إليه وأنه رسول وهذا يشابه قول أبي جهل له (إنا لا نكذبك , ولكن نكذب ما جئت به) .
وبالرغم مما يحمله هذا القول من ضعف وزيف واضحان إلا أننا نجده كثيرا عند بعض مرتزقة المنصرين والعلمانيين حينما يعجزون عن إيجاد سبب وجيه للقول بأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان مدعيا للنبوة....فيقولون أنه كان مخدوعا ويظن أنه نبي بالفعل ويظن أنه يوحى إليه.....وسنرى مدى ضعف هذا القول وسقوطه
فأولا: مما سبق بينا أن القرآن أحيانا كان يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصحح له رأيه, وأحيانا كان يعاتبه ويلومه وأحيانا كان يهدده, فهل هذا يصدر من شخصا يعتقد خطأ أنه رسول وأنه يتكلم بوحي الله أم أنه يصدر من رسول يتكلم حقا بالوحي ولا ينطق عن الهوى ولا يخفي كلام ربه؟
وثانيا: لننسف هذا الإدعاء ونوضح مدى سقوطه نسأل: لو أن شخصا يعتقد خطأ أنه مرسل من الله ويوحى إليه, لو أن حدث (بالصدفة) حدثا معجزا يثبت أنه رسول الله, وصدقها الآخرون....ألم يكن أول مصدق لهذا؟ وإن لم يصدق......ألا يدل على أنه فعلا
رسول الله ولا يقول أو يبلغ إلا ما يوحى إليه؟
أليس هذا ما حدث حينما انكسفت الشمس عند وفاة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم....فلماذا لم يصدق هذا حينما صدقه أصحابه أنفسهم وقالوا (انكسفت الشمس لموت إبراهيم)؟ لماذا قام وخطب فيهم ليصحح لهم ما قالوه؟ أليس كان من الأولى أن
بصدق هو هذا إن صح هذا الإحتمال؟
ثم ألا ينسف هذا الإحتمالين السابقين من جذورهما؟ لماذا لم يتحين محمد صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة الذهبية ليثبت للناس أنه نبيا حقيقيا؟
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم ، فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله .
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 1043
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ونتسائل على سبيل المثال والجدل: لو أن شخصا مصابا بفوبيا الحيوانات ويتخيل وجود حيوانات حوله ثم يرى أمامه حيوانا حقيقيا, هل سيتردد لحظة واحدة في تصديق ما يراه أم أنه قد يُغشى عليه من الخوف؟
لو أن شخصا ما مصاب بجنون العظمة ثم وجد من يعظم فيه ويمدح فيه هل سيتردد لحظة واحدة في تصديقه؟
مجرد لحظة صدق مع النفس ستثبت لغير المسلم استحالة ادعاء محمد صلى الله عليه وسلم النبوة.
============================================================ ==
ولنلخص ما قلناه:
- اعترف غير المسلمون قديما وحديثا بعدم وجود سبب وجيه للقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مدعيا للنبوة.
- إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أخشى الناس لله وأكثرهم تعبدا له وكانت تهتز أحاسيسه وحواسه وتذرف عيناه بالدموع عند ذكر الله....فمستحيل القول بأنه لم يكن يؤمن بالله وحاشاه.
- هذا الذي كان يخشى ربه أشد الخشية توعد القرآن (الذي جاء به نفسه) أشد الوعيد والعذاب لمن يقترى على الله الكذب....بل وذكر القرآن أنه لو أن حامله (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) يتقول على الله عز وجل لبطش به الله أشد البطش...فكيف يكون هو مؤلف هذا القرآن وكيف يفتري الكذب على الله ويتقول عليه وهو يؤمن بعذابه وشدة بطشه ويخشاه أشد الخشية؟
- إن كان القرآن أحيانا يصحح لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه ويعاتبه ويهدده, فهل يفعل هذا كاذبا لنفسه أمام من يكذب عليهم؟
- هذا الذي عانى أشد العناء لإبلاغ الدعوى ولقى من الظلموالإضهاد والجوع والألم أشد ما يمكن, هل هذا رجلا غايته مجرد الحصول على النساء؟ هل هذا كلام عاقل؟
- هذا الذي عاش حياة الفقراء ولم يسكن حياته في مكان ترف ولم يشبع في حياته ثلاثا ولا أهله, وهذا الذي رفض الدنيا بما فيها من متاع, هل هذا الذي يبغي مالا؟
- هذا الذي عاش متواضعا وكان يأكل كالعبد الفقير ويكره أن يعظمه أحد بالقيام له وعامل أصحابه بأعلى درجات التواضع ونام على الحصير الخشن كالفقراء, هل هذا يبغي عزا وسلطانا؟
- هذا الذي رفض بعض المظاهر الكاذبة التي كان يمكن استغلالها لإثبات نبوته بالرغم من تصديق أصحابه لها, فيقوم ويصحح لهم كلامهم, هل هذا مدع وهل هذا شخصا يعتقد أويتخيل خطأ نه موحى إليه؟ ألم يكن من الأولى أن يصد ق هو هذه المظاهر ويستغلها؟
ويبقى السؤال الأبدي لكل من لا يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم: لماذا يدعي محمد النبوة صلى الله عليه وسلم؟
