وبالاضافة الى ان خروج المرأة باللباس المحتشم وبالحجاب هو من عناصر القدوة وان لا تسمح لابناتها بالخروج بالزي الغير لائق .اضيف هنا ان عناصر القدوة السيئة هي ذاتها المعاكسة لعناصرالقدوة الحسنة لشخصية الأم
وهي ذاتها عناصر القدوة في شخصية المسلم بشكل عام والتي ذكر اغلبها الحديث الذي في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ. ومعنى خاصم فجر
الفجور في اللغة: الميل، وفي الشرع: الميل عن القصد، والعدول عن الحق، والمراد به هاهنا: الشتم والرمي بالأشياء القبيحة والبهتان .
ومعنى كان منافقا خالصا انظر الهامش رقم 1.
و من صفات القدوة حسن اللسان فلا يكون سليطاً قال تعالى
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ "البقرة(83)
وقال تعالى "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا الاسراء (53) .
قصة المرأة التي تقيم الليل وتكثر من الصدقة ولكن تعاملها مع جيرانها سيء بسلاطة لسانها .
في الحديث الذي رواه الحاكم بسنده الى أبي هريرة ، رضي الله عنه يقول : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها سليطة ، قال : « لا خير فيها هي في النار » وقيل له : إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق بالأثوار وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحدا قال : « هي في الجنة » قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وأخرجه احمد و ابن حبان و البخاري في "الأدب المفرد" ، والبزار - كشف الأستار، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" و ، والحاكم 4/166، والبيهقي في "الشعب" و من طرق عن الأعمش، به. والحديث صححه محقق مسد الامام احمد .
قوله: "أثوار أقِط"، الأثوار: جمع ثَوْرٍ: وهي القطعة من الأقِط، والأقِط -بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تسكن القاف للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها-: لَبَن جامد مستَحجِر.
وكيف تكون من تؤذي جيرانها او بعضهم بسلاطة لسانها قدوة لأبنائها وللآخرين حتى لو كانت تقيم الليل ؟ .
ومن صفات القدوة التواضع ولين الجانب
ففي الحديث الذي رواه الترمذي والخطيب في التاريخ بسندهما الىْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ .
جاء في عون المعبود لابن القيم
الثَّرْثَار هُوَ الْكَثِير الْكَلَام بِتَكَلُّفٍ وَالْمُتَشَدِّق الْمُتَطَاوِل على الناس بكلامه الذي يتكلم بِمِلْءِ فِيهِ تَفَاصُحًا وَتَفَخُّمًا وَتَعْظِيمًا لِكَلَامِهِ وَالْمُتَفَيْهِق أَصْله مِنْ الْفَهَق وَهُوَ الِامْتِلَاء وَهُوَ الَّذِي يَمْلَأ فَمه بِالْكَلَامِ وَيَتَوَسَّع فِيهِ تَكَثُّرًا وَارْتِفَاعًا وَإِظْهَارًا لِفَضْلِهِ عَلَى غَيْره قَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك حُسْن الْخُلُق طَلَاقَة الْوَجْه وَبَذْل الْمَعْرُوف وَكَفّ الْأَذَى .
ومن عناصر القدوة عدم قبول الرشوة وعدم قول الزور وعدم اتيان السحرة والمشعوذين , والرفق بالمساكين
قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ . وروى الحاكم بسنده الى أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ابغوني في ضعفائكم ، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم » « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ».
جاء في معرفة الصحابة لابي نعيم
زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةُ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ مَنَاةَ، تُعْرَفُ بِأُمِّ الْمَسَاكِينَ، سُمِّيَتْ بِهَا لِكَثْرَةِ إِطْعَامِهَا الْمَسَاكِينَ، لَبِثَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرًا، وَتُوُفِّيَتْ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ، وَقِيلَ: الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقِيلَ: عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
ومن صفات القدوة
السماحة في البيع والإيجار
فبعض السيدات يكن اصحاب املاك ويؤجرن بيوتاً وشقق للسكن ومنهم من تبيع ولها محال تجارية وقد روى مسلم هذا الحديث العظيم
عن حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ لَا قَالُوا تَذَكَّرْ قَالَ كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنْ الْمُوسِرِ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَجَوَّزُوا عَنْهُ.
وروى الترمذي هذا الحديث العظيم ايضا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. قال حديث حسن صحيح غريب
وفي مصنف ابن ابي شيبة عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا، يُخَالِطُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِغِلْمَانِهِ: تَجَاوَزُوا، فَقَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْه ُ " رجال لجال الشيخين البخاري ومسلم .
ومن صفات القدوة البعد عن سفاسف الأمور
روي عن النبي هذا الحديث " إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها ، و يكره سفسافها " . أخرجه الطبراني في " الكبير و ابن عدي وله شواهد ذكرها العلامة الالباني في السلسلة الصحيحة .
ومن شواهده هذه الرواية قوله عليه الصلاة والسلام إن الله عز وجل كريم يحب الكرم و معالي الأخلاق ، و يبغض سفسافها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة انظر رقم 2
ومن سفاسف الأمور عندما يكون تفكيرنا منشغل بقوة في مباريات كرة القدم وننسى ما يحدث للمسلمين قال عليه الصلاة والسلام " من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم " جزء من حديث للطبراني في معجمه الصغير والوسط ورواه الحاكم والبيهقي في شعبه قال بسند ضعيف .
وللاسف البعض من الناس يتاخرون عن عملهم من اجل مشاهدة مباريات واحيانا الحكومات العربية تعطي اجازة يوم كامل من اجل كرة قدم . والهدف هو اشغال الناس عن معالي الامور والتركيز على سفاسفها .
وليس في مفهوم كلامي تسفيه للرياضة لكن ان تعطى اكثر من حجمها فذلك من سفاسف الامور .
وعند كلامنا عن المرأة قد نجد بعض النساء من يكون همها الأول تقليد الأخريات في شراء الجوالات والايفون والايباد وكثير من الفساتين وتغيير الاثاث كل عام او عامين ونحو ذلك وكل ذلك فيه او بعضاص منه تضييع للمال بلا فائدة .
وفي الحديث الذي قال عليه الصلاة والسلام آمركم بثلاث و أنهاكم عن ثلاث ، آمركم أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و تطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم . و أنهاكم عن قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال "رواه ابن حبان في صححيه .
فكل هذه الصفات وهي صفات القدوة الحقيقية القدوة الحسنة اذا عرفنا عكسها فتلك اذن صفات القدوة السيئة وينبغي للمراة ان تبتعد عنها .
..................................................
1-( كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم مَعْنَاهُ شَدِيد الشَّبَه بِالْمُنَافِقِينَ بِسَبَبِ هَذِهِ الْخِصَال . قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَهَذَا فِيمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَال غَالِبَة عَلَيْهِ . فَأَمَّا مَنْ يَنْدُر فَلَيْسَ دَاخِلًا فِيهِ . فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث . وَقَدْ نَقَلَ الْإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعْنَاهُ عَنْ الْعُلَمَاء مُطْلَقًا فَقَالَ : إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْد أَهْل الْعِلْم نِفَاقُ الْعَمَل . وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِهِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثُوا بِإِيمَانِهِمْ ، وَكَذَبُوا ، وَاُؤْتُمِنُوا عَلَى دِينهمْ فَخَانُوا ، وَوَعَدُوا فِي أَمْر الدِّين وَنَصْره فَأَخْلَفُوا ، وَفَجَرُوا فِي خُصُومَاتهمْ . وَهَذَا قَوْل سَعِيد بْن جُبَيْر ، وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح . وَرَجَعَ إِلَيْهِ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه بَعْد أَنْ كَانَ عَلَى خِلَافه . وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَرَوَيَاهُ أَيْضًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : وَإِلَيْهِ مَال كَثِير مِنْ أَئِمَّتنَا . وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه قَوْلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ التَّحْذِير لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْتَاد هَذِهِ الْخِصَال الَّتِي يُخَاف عَلَيْهِ أَنْ تُفْضِي بِهِ إِلَى حَقِيقَة النِّفَاق . وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ : رَحِمَهُ اللَّه أَيْضًا عَنْ بَعْضهمْ أَنَّ الْحَدِيث وَرَدَ فِي رَجُل بِعَيْنِهِ مُنَافِق وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُوَاجِههُمْ بِصَرِيحِ الْقَوْل ، فَيَقُول : فُلَان مُنَافِق ، وَإِنَّمَا كَانَ يُشِير إِشَارَة كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَال أَقْوَام يَفْعَلُونَ كَذَا ؟ وَاَللَّه أَعْلَم .
2- قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 366 :أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 12 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 48 ) و أبو نعيم في" الحلية " ( 3 / 255 و 8 / 133 ) والسلفي في " معجم السفر " ( 18 / 1 ) منطريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " الى آخر ما قال رحمه الله .
