النقد الصريح على سلسلة نسب المسيح
لأخ فاضل اسمه محمد بن عبد العليم
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله الذي أنزل عل عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
وأصلي واسلم علي خاتم المرسلين وخليل رب العالمين سيدنا محمد وعلي اله وصحبه والتابعين الي يوم الدين وبعد .
فأن الله تعالي يقول في حق المسيح بن مريم عليه السلام
(ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقه كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنا يؤفكون)
ويقول عز من قائل ( إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه )
ويقول ( ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )
ويقول تعالى على لسان المسيح ( قال انى عبد الله اتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا اينما كنت واوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا )
ويقول تعالى (واذ قال ربك يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا اعلم ما فى نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم )
واعلم ان المسلمون والنصارى يؤمنون بكون المسيح قد ولد ولادة عزرية دون تدخل بشر ولكن الخلاف فى كون المسيح اله ام بشر فالنصارى البروتستانت والكاثوليك يعتقدون ان المسيح ابن الله فى حين يعتقد النصارى الارثوذوكس ان المسيح هو الله وبالرغم من كونهم يؤمنون بعدم التدخل البشرى فى ميلاد المسيح الا انهم على الرغم من ذلك يعطون المسيح سلسلة نسب بشرية قام اثنان من كتاب البشائر الاربعة بتدوين نسب للمسيح ولقد وجدت فى سلسلتى النسب عدد لا باس به من الاخطاء والاغلاط ولذلك فانى مستعينا بالله فسوف اقوم بعمل رسالة نقدية على هاتين السلسلتين ابين فيها غرض النصارى من منح المسيح سلسلة نسب بشرية والاخطاء التى وقع فيها كتاب البشائر والهدف من هذه الاخطاء والتحريفات ثم اوضح راى القرآن فى ذلك ثم اوضح من الانجيل نسب المسيح الحقيقى الذى اشار اليه القران اشارات لطيفة ولقد اسميتها ( النقد الصريح على سلسلة نسب المسيح )
__________________________________________________
[اولا: سلسلة النسب كما دونها متى ( 1-1: 17 ) كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم ابراهيم ولد اسحاق واسحاق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا واخوته ويهوذا ولد فارص وزارح من ثمار وفارص ولد حصرون وحصرون ولد ارام وارام ولد عميناداب وعميناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من راعوث وعبيد ولد يسى ويسى ولد دواد الملك وداود الملك ولد سليمان من التى لاوريا وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد ابيا وابيا ولد اسا واسا ولد يهوشافط ويهوشافط ولد يورام ويورام ولد عزيا وعزيا ولد يوثام ويوثام ولد احاز واحاز ولد حزقيا وحزقيا ولد منسى ومنسى ولد امون وامون ولد يوشيا ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبى بابل وبعد سبى بابل يوكنيا ولد شالتئيل وشالتئيل ولد زربابل وزربابل ولد ابيهود وابيهود ولد الياقيم والياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد اخيم واخيم ولد اليود واليود ولد اليعازر وايعازر ولد متان ومتان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التى منها يسوع الذى يدعى المسيح فجميع الاديان من ابراهيم الى داود اربعة عشرة جيلا ومن داود الى سبى بابل اربعة عشرة جيلا ومن سبى بابل الى المسيح اربعة عشرة جيلا)
وكما نرى فان متى قد تجشم عناء ان يكتب اربعين سلفا للمسيح ولكن العجب العجاب انا لا نجد فى الاربعين اسما اسم الله الذى يعتبره النصارى والد المسيح والاعجب من هذا ان هؤلاء لا يمتون له بصلة لانه لا اب له اصلا وعلى ضوء العهد القديم تعالوا نستوثق من صحة هذا النسب ( على فرض صحته ) 0
1- ذكر متى فى الجملة 8 (ويورام ولد عزيا ) وهذا خطا فاحش لان عزيا ابن اخزيا ابن يؤاش ابن امصيا ابن يورام فتوجد ثلاثة اجيال ساقطة من النسب وهؤلاء الثلاثة كانون ملوكا مشهورين واحوالهم مذكورة فى الاصحاح الثامن والثانى عشر والرابع عشر من سفر الملوك الثانى والاصحاح الثانى والعشرين والرابع والعشرين من السفر الثانى من
اخبار الايام ولا يعلم وجه وجيه لاسقاط هؤلاء الثلاثة سوى الغلط 0
2- ذكر فى الجملة 11 ( ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبىبابل ) وهذه الجملة غلط من وجوه عديدة اكتفى منها بثلاثة وفق عدد التثليث 0
أ – ان يكنيا ابن يهوياقيم ابن يوشيا فيكنيا ابن ابن يوشيا لا ابنه ويهوياقيم احد ملوك بنى اسرائيل المشهورين وقصته مذكورة فى سفر الملوك الثانى واخبار الايام الثانى وارمياء 0
ب- ان يكنيا كان في السبي أبن ثمان عشرة سنه فما معني ولادته في سبي بابل0
ج- ان يكنيا ماكان له أخوه 0
ويفهم أيضا من هذه الجمله أن يوشيا كان حيا في السبي ولكن يوشيا مات قبل هذا السبي باثني عشر عاما لأنه جلس بعد موته يهواحاز أبنه علي سرير السلطنه ثلاثه أشهر ثم جلس يهوياقيم أبنه الأخر احدي عشرة سنه ثم جلس يكنيا ابن يهو ياقيم ثلاثه أشهر فأسره نبوخذ ناصر وأجلاه مع بني اسرائيل الي بابل0
السبب في هذا الغلط وفي أخفاء يهوياقيم
ذكر لوقا في انجيله أن الملاك عندما جاء الي مريم بشرها بغلام وقال لها
( وها أنت تحبلين وتلدين أبنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الأله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب الي الأبد ولا يكون لملكه نهايه ) ( لوقا 1-33:31 )
فيعلم ان المسيح يجلس علي كرسي داود واليهود عموما كانو ينتظروا مسيحا من سبط داود يملك عليهم ولكن توجد مشكله وهي (يهوياقيم )
لأن في سفر أرمياء الصحاح 36 أن يهوياقيم أحرق الورقه التي كتبها باروخ بفم أرمياء فنزل ألوحي الي أرمياء يقول
( لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا لايكون منه جالس علي كرسي داود ) ( أرمياء 30:36 )
فأذا عرفت هذا فأقول أن عيسي عليه السلام ولد يهوياقيم جسب النسب المندرج في أنجيل متي فلا يكون قابلا لأن يجلس علي كرسي داود
ولذلك قال الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه الجليل ( اظهار الحق )
( وظني أن بعض القسيسين من أهل الدين والديانه أسقط لفظ يهوياقيم قصدا لئلا يرد أن المسيح أذا كان من أولاد يهوياقيم لا يكون قابلا
لأن يجلس علي كرسي داود فلا يكون مسيحا لكنه ما دري ان اسقاطه يستلزم أغلاطا شتى ولعله درى وظن أن لزوم الأغلاط علي متى أهون من تلك القباحه ) أ . ه
3- في الجمله 12 ( وشالتئيل ولد زربابل )
وهو غلط لأ نه ابن فدايا ابن يكنيا وشالتئيل هذا عمه وليس ابيه كما جاء فى الاصحاح 3 من سفر اخبار الايام الاول 0
4- فى الجملة 13 ( وزربابل ولد ابيهود ) وهو غلط ابضا لان زربابل كان له خمسة بنين كما فى الاية 19 من الاصحاح 3 من سفر اخبار الايام الاول وليس منهم احد يدعى ابيهود
5- من شرائع العهد القديم ما وقع فى سفر التثنية ( لا يدخل ابن زنا فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد فى جماعة الرب ) ( تثنية 23 : 2) ومن نسب المسيح فى متى يعلم ان داود هو البطن العاشر لفارص وفارص ابن زنا كما هو مذكور فى سفر التكوين ( تكوين 38 :24) لذا يلزم ان لا يدخل داود عليه السلام ولا ابائه الى فارص ابن يهوذا فى جماعة الرب
1- فارص 2 – حصرون 3 – ارام 4- عميناداب
5- نحشون 6- سلمون 7-بوعز 8- عوبيد
9- يسى 10 – داود
مع ان داود رئيس الجماعة والولد البكر لله على وفق سفر المزامير فلزم التناقض
6 – ذكر في الجمله 17 ( فجميع ألأجيال من أبراهيم الى داود أربعه عشر جيلا ومن داود الىسبي بابل أربعه عشر جيلا ومن سبي بابل الي المسيح اربعه عشر جيلا ) واذا ما حاولنا ألتأكد من ذلك نجد أن ( القسم الاول )
1- ابراهيم 2- اسحق 3- يعقوب 4-يهوذا 5-فارص 6-حصرون 7-ارام 8 – عميناداب 9- نحشون 10-سلمون 11-بوعز 12-عوبيد 13-يسى 14-داود
( القسم الثاني )
1- سليمان 2-رحبعام 3- ابيا 4- أسا 5- يهوشافط 6- يورام 7-عزيا 8-يوثام
9- أحاز 10- حزقيا 11- منسي 12-أمون 13-يوشيا 14- يكنيا
( القسم الثالث )
1- شالتئيل 2-زربابل 3-ابيهود 4-الياقيم 5-عازور 6-صادوق 7-أخيم 8-اليود
9- اليعازر 10-متان 11- يعقوب 12 – يوسف رجل مريم
لقد دون متى في القسم الثالث 12 جيل فقط وليس 14 كما قرر .
7- مما تقدم يعلم أن هناك ثلاثه اجيال ساقطه بين يورام وعزيا وهناك جيل ساقط بين يكنيا ويوشيا فيصبح عدد ألأشخاص في القسم الثاني ثمانيه عشر لا أربعه عشر كما قال متى
ولذلك قال نيوتن متأسفا ومتحسرا انه كان تسليم اتحاد الواحد والثلاثه ضروريا في المله المسيحيه
والأن تسليم ثمانيه عشر وأربعه عشر أيضا ضروري لأنه لا أحتمال لوقوع الخطأ في الكتب المقدسه .
8- ذكر الشيخ رحمة ألله الهندي أن ( الزمان من يهوذا الي سلمون قريب من ثلاث مائه سنه
ومن سلمون الي داود اربعمائه سنه وكتب متى في الزمان الاول سبعه اجيال وفي الزمان الثاني خمسه اجيال وهذا غلط بداهة لأن أعمار الذين كانوا في الزمان الاول كانت أعمارهم اطول من الذين كانوا في الزمان الثاني )أ . ه
ثانيا : سلسله نسب المسيح كما دونها لوقا ( 3-38:23 )
(ولما أبتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنه وهو على ما كان يظن أبن يوسف أبن هالي أبن متثات أبن لاوي أبن ملكي أبن ينا أبن يوسف أبن متاثيا أبن عاموص أبن ناحوم أبن حسلي أبن نجاي أبن مآت أبن متاثيا أبن شمعي أبن يوسف أبن يهوذا أبن يوحنا أبن ريسا أبن زربابل أبن شالتئيل أبن نيري أبن ملكي أبن أدي أبن قصم أبن المودام أبن عير أبن يوسي أبن اليعازر أبن يوريم أبن متثات
أبن لاوي أبن شمعون أبن يهوذا أبن يوسف أبن يونان أبن الياقيم أبن مليا أبن مينان أبن متاثا أبن ناتان أبن داود أبن يسى أبن عوبيد أبن بوعز أبن سلمون أبن نحشون أبن عميناداب أبن ارام ابن حصرون أبن فارص أبن يهوذا أبن يعقوب أبن اسحاق أبن ابراهيم أبن تارح أبن ناحور أبن سروج أبن رعو أبن فالج أبن عابر أبن شالح أبن قينان أبن ارفكشاد أبن سام أبن نوح أبن لامك
أبن متوشالح أبن أخنوخ أبن يارد أبن مهلئيل أبن قينان أبن أنوش أبن شيث أبن أدم أبن ألله )
وكما نرى فأن لوقا قد كتب 69 سلف للمسيح ليس فيهم أسم ألله عز وجل بل الأغرب أنه عندما نسب أدم نسبه الى ألله عز وجل فقال ( أدم أبن ألله )
وفي هذه السلسله أيضا نلاحظ عدة أشياء .
1- ذكر في الجمله 23 ( ولما أبتدأ يسوع كان له نحو ثلثين سنه وهو على ما كان يظن أبن يوسف ) .
فقوله ( وهو على ما كان يظن ) اضافه تفسيريه وليست من النص الاصلي ويقول علماء النصارى ان هذه الجمله ليست موجوده في المخطوطات الاصليه لأنجيل لوقا ولم توجد في المخطوطات المكتوبه قبل القرن السادس عشر وانما هي كانت تفسير في هامش بعض النسخ ثم قام النساخ بأدخالها الى النص مع وضعها بين قوسين للدلاله على أنها جمله توضيحيه وليست من النص الاصلي ثم وبخفه يد تم ازاله الأقواس ليصبح ما كان تفسيرا بالحاشيه بالأمس كلام الله اليوم
وهو تحريف بالزياده كما هو واضح .
2- ذكر فى الجملة 27 ( زربابل ابن شالتئيل ) وهو غلط كما اوضحنا فى سلسلة نسب متى
3- ذكر فى الجملة 27 ايضا ( شالتئيل ابن نيرى ) وهو غلط بل هو ابن يكنيا ابن يهويقيم ابن يوشيا كما هو موضح فى سفر اخبار الايام الثانى والملوك الثانى وارمياء وسلسلة نسب متى
4- ذكر فى الجملة 36 (شالح ابن قينان ابن ارفكشاد ) وهو غلط لان شالح ابن ارفكشاد وليس ابن قينان كما هو مصرح به فى الا صحاح 11 من سفر التكوين والاصحاح 1 من سفر الاخبار الاول
5- ذكر فى الجملة 27 ( ريسا ابن زربابل ) وهو غلط لان ابناء زربابل معروفون كما جاء فى الاصحاح 3 من سفر اخبار الايام الاول ولا يوجد فيهم من يدعى ريسا ولا حتى ابهود كما صرح متى )
الاختلا ف بين السلسلتين
1- كتب متى 40 ابا من داود الى يوسف رجل مريم فى حين كتب لوقا 55 ابا من داود الى يوسف
2- يعلم من متى ان يوسف ابن يعقوب ويعلم من لوقا انه ابن هالى
3- يعلم من متى ان المسيح ابن داود مارا بسليمان فى حين يعلم من لوقا ان المسيح ابن داود مارا بناتان
4- يوجد اختلاف بين وصريح بين سلسلتى النسب حتى يخيل الى القارئ انهما ليسا لنفس الشخص
5- ذكر متى من داود الى سبي بابل 14 جيل فى حين دون لوقا 20 جيل فلزم الغلط
6- دون متى من سبى بابل الى المسيح 12 جيل فى حين دون لوقا 21 جيل فلزم الغلط ايضا
7- يعلم ان السلسلتين كاذبتين لان المسيح لا اب له اصلا ونسبه الحقيقى من ناحية امه
نسب السيدة مريم عليها السلام
يدعى كل النصارى عموما أن السيدة مريم عليها السلام من سبط يهوذا ومستندهم في ذلك
1- يعلم من شريعة التوراة أن الفتاه لا تتزوج الا رجل من سبطها كما هو مدون في سفر العدد( 36-9:8 )
2- يعلم من متى ولوقا ان السيدة مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار
3- يعلم من نسب المسيح فى كلا البشارتين ان يوسف النجار من سبط يهوذا
اذن يجب على هذا الاساس ان تكون السيدة مريم من سبط يهوذا هذا هو ما يعتقده معظم النصارى فما هى وجهة نظر القران ؟
رأى القران فى نسب السيدة مريم
يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة مريم على لسان بنى إسرائيل عندما عادت السيدة مريم تحمل المسيح ( يا اخت هارون ) فى تفسير ابن كثير يا اخت هارون هو هارون اخى موسى وكانت من نسله كما يقال للتميمى يا اخا تميم وللمضرى يا اخا مضر 0 فيعلم ان السيدة مريم هارونية من نسل هارون وهارون من سبط لاوى لا من سبط يهوذا كما جاء ايضا عنها ( ومريم ابنت عمران ) وعمران هو والد موسى وهارون وهو رئيس بيت لاوى وعلى هذا ايضا يفهم من اشارات القران ان السيدة مريم من نسل هارون من سبط لاوى اذن وعلى حسب شريعة التوراة لا يجوز ان تكون مخطوبة ليوسف النجار لانه ليس من سبطه 0
مريم من سبط هارون الدليل على ذلك من الانجيل 0
جاء فى سفر العدد ( وكل بنت ورثت نصيبا من اسباط بنى اسرائيل تكون امراة لواحد من عشيرة سبط ابيها لكى يرث بنى اسرائيل كل واحد نصيب ابائه فلا يتحول نصيب من سبط الى سبط اخر بل يلازم اسباط بنىاسرائيل كل واحد نصيبه ) ( عدد 36 : 8-9 ) والمعنى ان المراة اليهودية اذا ارادت الزواج من يهودى من جنسها تتزوج من رجل من ذى قرابيتها ليتميز كل سبط عن غيره ولئلا تنتقص ارض سبط بسبب انتقال ارث المراة الى سبط اخر وكان يشوع بن نون عليه السلام قد قسم ارض كنعان اذا تم فتحها على الاسباط وحدد كل سبط ارضه بحدود معينة كما هو مبين فى سفره وتزوج المراة من سبطها هو شريعة مفروضة وقد اوصى بها طوبيا لولده كما هو مبين فى سفره ويقول لوقا فى الاصحاح الاول ( كان فى ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامراته من بنات هارون اسمها اليصابات ) ( لو 1 :5 )
ويقول لوقا ان مريم رضى الله عنها لما ردت على ملاك الله حين بشرها بعيسى من غير ذكر بقولها ( كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا ؟) ثم اجابها الملك بقوله ( كيف تستبعدين هذا ؟وهو ذا اليصابات نسيبتك هى ايضا حبلى بابن فى شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقر ) ( لوقا 1 : 36 ) اى ان اليصابات امراة زكريا عليه السلام وهى كانت عاقر هى الان حبلى فى يحيى عليه السلام وموقع الشاهد ان اليصابات التى هى من بنات هارون اى من نسله هى قريبة مريم وحيث ان اليصابات من هارون ومريم قريبة لها فان مريم تكون من هارون مثلها ويؤكد ان مريم من هارون قول لوقا ( فمضى من عندها الملاك فقالت مريم فى تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات ) ( لوقا 1 :38 /40 ) لماذا ذهبت مريم الى مدينة يهوذا ؟ لان الهارونيين لهم ارض فى سبط يهوذا كما هو مبين الاصحاح الخامس والحادى والعشرين من سفر يشوع وفيه ( فكان بنى هارون الكاهن من الاويين بالقرعة ثلاثة عشرة مدينة من سبط يهوذا ) ( يشوع 21 : 4 ) ولماذا دخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات ؟ لانها قريبتها من نسل هارون 0
وعلى ما تقدم يظهر ان هناك نصان على نسب المسيح أحدهما ينسبه الى داود أي سبط يهوذا والاخر ينسبه الى بيت هارون أي اللاوين والقرأن يرجح الرأي الثاني وهو الرأي الاقوى حجه وسنسوق بعض الشواهد التي تضئ لنا الطريق لنتبين الحق .
1- كان تلاميذ المسيح ينادونه ( ربي ) أو ( ربوني ) وهو لقب كان يطلق على معلمي الشريعه وهم الكهنه من بني لاوي
2- ذكر لوقا في الاصحاح الرابع ( وجاء الى الناصره حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ فدفع اليه سفر أشعياء فقرأ ) (لوقا 4: 16-17 )
ووقوفه وتصديه للقراءه في الاسفار المقدسه ودفعهم الكتاب ليقرأ عليهم يفهم منه أنه
كان قارئا ومفسرا للشريعه وهو عمل الكهنه من بن لاوي
3- ذكر لوقا ( وانحدر الى كفر ناحوم مدينه من الجليل وكان يعلمهم في السبوت )
( لوقا 4: 32 ) والقرائه والتعليم أيام السبوت من عمل الهارونين
4- ذكر يوحنا في قصه الصلب ( ثم ان العسكر كانو قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها
أربعه أقسام لكل عسكري قسما وأخذوا القميص أيضا وكان القميص بغير خياطه
منسوجا كله من فوق ) ( يوحنا 19-38 ) فيعلم من هذا أن القميص كان منسوجا كله
من فوق وبغير خياطه وهذا هو زي الهارونين .
وهذه كلها شواهد ترجح كون المسيح عليه السلام من سبط لاوي لا من سيط يهوذا وأليك الان نصا حاسما في هذه المسأله ( وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع ماذا تظنون في المسيح أبن من هو قالو له أبن داود قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا ( قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك )فان كان داود يدعوه ربا فكيف أبنه )
( متى 22 : 41-45) ونرى في هذا النص الأتي .
1- كان اليهود ينتظرون نبيا في أخر الزمان بشر به موسى وداود وأكثر أنبياء بني أسرائيل والبشاره واضحه على أنه ليس من بني أسرائيل بل من بني اسماعيل ولكنهم لوو عنق الايات وحرفو في البشائر كي يثبتوا أن النبي من بني اسرائيل ومن أبناء داود عليه السلام
2- لما سألهم عيسى عليه السلام عن المسيح الذي هو النبي الذي ينتظرونه أبن من هو ؟ قالوا له أبن داود
3- رد عليهم المسيح قائلا ان داود عليه السلام يدعوا هذا النبي ربا أي سيدا فكيف يدعوه سيدا له بالرغم من أنه من نسله وكان هذا جوابا مفحما من المسيح ولم يستطع أحد اليهود أن يجيبه بكلمه واحده .
والشاهد من هذا النص أن المسيح يؤكد على أن المسيح المنتظر ليس من سبط داود والنصارى عموما يعتقدون أن المسيح هو المسيح المنتظر فهم بين أمرين أما أن يصروا على كون المسيح عيسى عليه السلام من نسل داود وفي هذه الحاله تكون النبؤه عن المسيح المنتظر لا تنطبق على المسيح عليه السلام وتتعداه الى غيره واما أن يعترفوا أنه ليس من نسل داود وفي هذه الحاله يثبت الكذب على كل من متى ولوقا ونحن نترك الاختيار لهم فهذا كتابهم وهذه مشكلتهم .
والنصارى منذ البدء وهم يحاولون اثبات أن المسيح أبن داود حتى يقنعوا اليهود أن المسيح هو ملكهم الموعود فمثلا وضعوا كلاما على لسان بطرس الحواري قائلا عن داود عليه السلام
( فاذا كان نبيا وعلم أن من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه )
( أعمال الرسل 1-30 ) ومعلوم بداهة أن هذا تهافت وقول خطأ لان قوله (من ثمرة صلبه)
يدل على كونه أبنه لصلبه أي من جهه الرجل وهو غلط بداهة لان المسيح لا أب له ولا يجوز أن يقال من ناحية الام أبنه لصلبه فهذا خطأ فما بالك لو كانت أمه ليست من بنات داود ؟
نعود مره اخرى للتعارض بين سلسلتي النسب في كل من متى ولوقا فالناظر في السلسلتين لا يمكن أن يصدق أن كلتاهما لنفس الشخص فلا يوجد بين داود ويوسف رجل مريم في السلسلتين أسمين متشابهين الا في داود ويوسف فقط وأنقل هنا من كتاب أظهار الحق فائده جليله
فائده ( انجيل متى هذا لم يكن مشهورا معتبرا في عهد لوقا والا فكيف يتصور أن يكتب لوقا نسب المسيح بحيث يخالف تحرير متى في بادى الرأي مخالفه تحير فيها المحققون من القدماء والمتأخرين سلفا وخلفا ولا يزيد حرفا أو حرفين للتوضيح بحيث يرتفع الاختلاف ) أ.ه
قلت : ومن المعروف أن متى أحد الحوارين وأن لوقا ليس من الحوارين فمتى بمثابة الصحابي ولوقا بمثابة التابعي ولا يجوز للتابعي أن يخالف الصحابي لان من عاين غير من أخبر .
ومما سبق نلاحظ أن سلسلتي النسب وقع فيهما من الاخطاء الكثير فلقد وقع فيها
1- التحريف بالنقصان كسقوط يهو ياقيم بين يكنيا ويوشيا وسقوط ثلاثه أجيال بين يورام وعزيا
2- التحريف بالزيادة كقوله ( وهو على ما كان يظن ) وقوله ( شالح ابن قينان ابن ارفكشاد
3- الغلط فى الانساب كنسبة ابيهود الى زربابل رغم ان زربابل ليس له ابن يدعى ابيهود
4- الغلط فى الاعداد كقوله بين سبى بابل ويوسف اربعة عشرة جيلا وهم اثنى عشر فقط
5- تجشم الاثنان كتابة نسب للمسيح ونسبته الى اب غير حقيقى ولم يتجشم احدهم ان يحقق نسبه الحقيقى من ناحية امه
6- التناقض الصريح فى الاسماء والاعداد بين سلسلتى النسب مما يثبت ان احدهما على الاقل مخطئ ان لم يكن الاثنان
خــــاتمــة
ومما سبق يمكن ان نلخص الموضوع فيما يلى اخطأ متى عند تدوين نسب المسيح فى ثمانية مواضع كلها اخطاء فاحشة واخطأ لوقا عند تدوين نفس النسب خمسة اخطاء وتناقضت السلستان فى سبعةمواضع فيبلغ إجمالي الاخطاء والتناقضات فى السلسلتين حوالى 20خطا وتناقض وهذا اذكره على سبيل المثال وليس علىسبيل الحصر فيمكن للعين الفاحصة ان تستخرج ضعف هذا العدد من الاخطاء فى نفس السلسلتين ولكنى ذكرت هذه الامثلة للتوضيح لا اكثر وانى اتسائل اذا كان هذا حالهم فى تدوين سلسلة نسب مدونة اصلا فى كتب العهد القديم ولديهم الوثائق والمخطوطات والكتب والمادة موجودة وبالرغم من هذا وقعوا فى كل هذه الاخطاء فما بالك بالامور الاخرى التى لم يرد فيها نص واحد صريح وبالرغم من ذلك انشأوا لها عقائد ومناسك كموضوع الوهية المسيح وموضوع التثليث 00 الخ
اذا كان لم يعصموا من الخطأ فى امر بسيط كتدوين نسب موجود لديهم بالفعل فما بالك بامور لشريعة والعقائد والامور الخلافية وغيره ان الخطأ سيكون اكثر وافحش بالتاكيد فوفقا لدائرة المعارف البريطانية المجلد 19 فى بيان لفظ اسكربجر يوجد فى الكتاب المقدس حوالى مليون اختلاف وتناقض وخطأ
وانا اتسائل مليون خطا وبالرغم من هذا يصرون على انه الكتاب المقدس وانه كلمة الله
( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
