تفسير الإنجيل بالقرآن (11)

تفسير الإنجيل بالقرآن (11)

معجزات المسيح
النص الأول: " يا معلم ، نحن نعلم أنك معلم جئت من عند الله ، لأنه ما من أحد يستطيع أن يصنع المعجزات التى تصنعها أنت إن لم يكن الله معه "
(يوحنا:3- 2)
النص الثانى:" فامتلأ الجميع رهبة ، ومجدوا الله ، وقالوا : لقد ظهر بيننا نبى عظيم " (لوقا: 16:7)
النص الثالث: " فوضعوهم عند أقدام يسوع فشفاهم . فاندهشت جموع الناس عندما رأوا الصم البكم يتكلمون والعرج يصحون والمشلولين يمشون والعمى يبصرون فمَجدوا إله إسرائيل " (متى : 15-31:30)
النص الرابع : " وكانت قوة الرب للشفاء بين يدى يسوع " (لوقا: 7:5)
النص الخامس: " فأخذ يسوع أرغفة الخبز الخمسة والسمكتين ، وشكر الله رافعا عينيه إلى السماء . ثم قسمها وأعطاها لتلاميذه ليوزعوها على الناس . فأكلوا وشبعوا جميعا . ورفعوا ما تبقى من الطعام ، فكان اثنتى عشرة سلة مملوءة بالكسر" (لوقا :9- 17:16)
هذه خمسة نصوص إنجيلية ، واضحة الدلالة على أن المسيح رسول الله
وأنه لا يفعل المعجزات بقدرته الذاتية ، وإنما بقدرة الله الذى أرسله .
فى النص الأول : فهم تلاميذ المسيح – بسب معجزاته – أنه نبى الله ولم يعترض على هذا الفهم ، ولا على قولهم: " ما من أحد يستطيع أن يصنع المعجزات التى تصنعها أنت إن لم يكن الله معه " ، وفى ذلك اعتراف من المسيح بعجزه الذاتى عن عمل المعجزات ، وإقراره بأنها بقدرة الله الذى أرسله ولو كان المسيح إلها ، لعمل كل الخوارق بقدرته الذاتية .
أما النص الثانى : ففيه أن الناس لما رأوا المعجزات " مجدوا الله " وأقروا بنبوة المسيح ، وهذا يؤيد ما قبله ، والنص الثالث والرابع فيه نفس النتيجة .
وفى النص الخامس ، ترى المسيح يشكر الله على أنه كثر الطعام بين يديه وبارك فيه ، وفيه أيضا نفس دلالة النصوص السابقة
هذه المعجزات النبوية يستدل بها النصارى على إلوهية المسيح .
ولو صح قولهم للزم من ذلك أن يكون جميع الأنبياء والمرسلين آلهة أيضا !!
غير أن هذا التعسف من النصارى يرده الإنجيل نفسه.
حيث يقرر الإنجيل أن المعجزات لا تصلح دليلا على مجرد النبوة ، فضلا عن أنها تكون دليلا على الإلوهية .
قال المسيح :
" لأن أكثر من مسيح مزيف سيظهر ، وأكثر من نبى كاذب . وسيصنعون معجزات وعجائب ليخدعوا الذين اختارهم الله لو استطاعوا" (متى : 24-24).
الدجالون والكذابون والسحرة يأتون بالمعجزات ، لا شك

كما سيقع من المسيح الدجال فى آخر الزمان أيضا .
وها هو القرآن الكريم ، يثبت المعجزات للسيد المسيح ، وأنها من عند الله.
قال تعالى:
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } [المائدة:110]