ثلاث أسئلة للأخوة المسليمن
عندي لكم ثلاث اسئلة
السؤال الأول :
"وإذ قال الله: يا عيسى ابن مريم، أأنت قلت للناس: إتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟! قال: سبحانك" (سورة المائدة 116).
المسيحية لم تقل في يوم من الأيام بألوهية العذراء مريم. بل أن مريم نفسها تقول في الإنجيل أنها "أمة الرب" فتأخذ وضعها كعبدة أمام الله. فإن كانت قد قامت بدعة تنادي بتأليه العذراء، فإن المسيحية تحاربها بكل قوة. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
كذلك لا يمكن أن تؤمن المسيحيه إطلاقاً بوجود إلهين من دون الله حتى لو كان المسيح أحدهما.. فنحن نؤمن بإله واحد لا سواه.
السؤال الثاني :
خاصة بوجود صاحبة لله:
وورد في ذلك: "بديع السموات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة" (سورة الأنعام 101).
وأيضاً: "وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً" (سورة الجن 3).
ليس بين المسيحية والقرآن خلاف في هذا الأمر. فالمسيحية تقول أيضاً أن الله لم يتخذ صاحبة، سبحانه. الله روح مُنَزَّه عن الجسد وأعماله. وبنوة المسيح لله هي بنوة غير جسدية، غير تناسلية. إنها شيء روحي إلهي يتسامى فوق هذا المستوى الجسدي.
فإن ربطنا البدعتين الأولى والثانية: الأولى التي تدعي ألوهية العذراء والثانية التي تدّعي صاحِبة لله، أدركنا سر البدعة الثالثة الخاصة بالشرك بالله.
السؤال الثاني :
حول الشرك بالله
وهي خاصة بالشرك بالله كما لو كان هناك ثالوث مكون من الله وصاحبة وإبن أنجبه الله من صاحبة!! وهذا كفر مبين تتنزَّه عنه المسيحية، وليس ثالوث المسيحية من هذا النوع الوثني كما ورد في العبادات المصرية القديمة في قصة إيزيس وأوزوريس وإبنهما الإله حورس. إن وجدت بدعة من هذا النوع يحاربها القرآن، فالمسيحية تحاربها أيضاً. ولا يمكن أن تؤمن بمثل هذا الكُفر..
المسيحية لا تؤمن بالشرك بالله، وإنما تؤم بالتوحيد. ولا تؤم بثلاثة آلهة، إنما تؤمن بإله واحد لا شريك له. والآيات الدالة على التوحيد في التوراة والإنجيل لا تدخل تحت حصر. إن التوحيد أمر بديهي لا يتناقش فيه إثنين.
فإن قال القرآن في سورة النساء 171: "ولا تقولوا ثلاثة.. إنما الله إله واحد؛ سبحانه أن يكون له ولد"؛ فإن المسيحية تقول مثل هذا أيضاً. إنها تنكر التعدد والشُرك؛ وتنكر أن يكون لله ولد من صاحبة بتناسل جسدي! وإن قيل في سورة المائدة 73: "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا اله واحد"، فالمسيحية تقول هذا أيضاً، ليس الله واحداً من ثلاثة آلهة، لأنه لا يوجد سوى إله واحد لا شريك له. إن الاسلام في كل الآيات إنما يحارب بدعة تحاربها المسيحيه أيضاً، وهي ليست من المسيحية في شيء.
أما ثالوث المسيحية فغير هذا كله. نقول فيه "باسم الآب والإبن والروح القدس، إله واحد آمين". فالله هو جوهر إلهي أو ذات إلهية، له عقل، وله روح. والثلاثة واحد. كالنار لها ذات هي النار، وتتولد منها حرارة، وينبثق منها نور. والنار بنورها وحرارتها شيء واحد. وكالإنسان ذاته وعقله وروحه كيان واحد.. والبنوة في اللاهوت هي كبنوة الفكر من العقل. العقل يلد فكراً وليست له صاحبة!