بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
يقول الملحد :
الهاجادة من مصادر قصص القرآن: {أم كنتم شهداءَ إذ حضرَ يعقوبُ الموتَ}
جاء في القرآن، هكذا:
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) } البقرة: 133
ولا يوجد أي كلام عند ذكر التوراة لموت يعقوب لوصية كهذه أو حتى متشابهة معها، بخصوص مسألة التوحيد، فالذي في التوراة أن أعطى نبوآت أسطورية [مزعومة طبعاً تم كتابتها بعد قرون عن تلك الشخصية الأسطورية يعقوب] عن مستقبل الأسباط الاثني عشر وما سيحدث لهم وما سيفعلون، ومكان دفنه، فقط لا غير!، واكتشفتُ أن محمداً قد أخذَ تلك القصة من الهاجادة.
فلنعرض أولاً النص من التوراة، ثم ترجمتنا لنص الأسطورة الهاجادية
التوراة- سِفْر التكوين- إصحاح 49:
(1وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. 2اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ: 3رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ. 5شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. 6فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا. 7مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ، وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ، وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. 8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. 11رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. 12مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ، وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ. 13زَبُولُونُ، عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ، وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ، وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ. 14يَسَّاكَرُ، حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. 15فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ، وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ، فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْدًا. 16دَانُ، يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 17يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ، أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. 18لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ.
19جَادُ، يَزْحَمُهُ جَيْشٌ، وَلكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ. 20أَشِيرُ، خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ. 21نَفْتَالِي، أَيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعْطِي أَقْوَالاً حَسَنَةً. 22يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. 23فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. 24وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ، 25مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ. 26بَرَكَاتُ أَبِيكَ فَاقَتْ عَلَى بَرَكَاتِ أَبَوَيَّ. إِلَى مُنْيَةِ الآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ. 27بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْبًا».
28جَمِيعُ هؤُلاَءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ الاثْنَا عَشَرَ. وَهذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ. كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُمْ. 29وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. 30فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. 31هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ، وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. 32شِرَاءُ الْحَقْلِ وَالْمَغَارَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ مِنْ بَنِي حِثَّ». 33وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.) التكوين 49
كما نرى لا شيء مما يقوله نبي الإسلام في القرآن بأي صورة، الآن نأتي لأسطورة الهاجادة عن وصية يعقوب قبل موته لبنيه:
في فصل (يوسف) من كتاب (أساطير اليهود) وتحت موضوع (مباركة الأسباط الاثني عشر)
عندما ترك يوسفُ وابناه يعقوبَ، حسدوا البركاتِ الوفيرة الممنوحة على الثلاثة، قالوا: "كل العالم يحب المحبى بالمال، وأبونا قد بارك يوسفَ لهذا صارَ حاكماً للرجل." فتحدث يعقوبُ: "الذين يطلبون الربَّ لن يحتاجوا أيَّ شيءٍ جيدٍ آخرَ، لدي بركاتٌ كافية للكل."
هنا ترد فقرة أسطورية غير مهمة فيها أساطير عصور مظلمة _كالعادة مع كل تلك الأساطير_ عن تطهر بنيه قبل حضورهم من نجاسة حكامهم المصريين بالاغتسال.
عندما جلبَ الملائكةُ بنيه إليه، تحدث يعقوبُ، قائلاً: "اصغوا إلى هذا لا خلافاتِ تنشأ بينكم، الاتحاد الشرط الأول لخلاصِ إسرائيلَ." وكانَ على وشكِ كشفِ السرِّ العظيم المتعلق بنهاية الزمن، لكن حين كانوا يقفون حول السريرِ الذهبيِّ حيث يرقد أبوهم، زارته السكينة للحظةٍ وغادرتْه بسرعةٍ، وبمغادرتِها غادر كذلكَ كل أثرِ معرفة اللغز العظيم من عقل يعقوبَ.....إلخ أسطورة عنصرية عن تشابه هذا مع ما حدث حين حاول إسحاقُ كشفَ السرِّ لابنِه عيسو، عندما استدعاه لتلقي بركتِه.
جعلَ الحادثُ يعقوبَ يخشى أن بنيه ليسوا صالحين كفايةً ليُعتبَروا جديرين بالوحي المتعلق بالعصر المسيحانيّ، وقالَ لهم: "إسماعيل وبنو قطورة كانوا هم المعيبين في ذرية جدي إبراهيم، أبي إسحاق عاب عيسو في مسألتِه، وأخشى أن بينكم_أيضاً_ هناكَ أحدٌ يضمرُ النيةَ لعبادةِ الأصنامِ." تحدثَ الاثنا عشر رجلاً، وقالوا: "اسمعْ، يا إسرائيلُ، أبانا، إنَّ الأبديَّ إلهنا إله واحدٌ فقط. كما أن قلبه واحد متحد ومتضمن في القدوس، مباركاً ليكن، كما هو قلب الله، كذلك قلوبنا واحدة ومتحدة متضمنة فيه [في الله]." فأجابَ يعقوبُ: "ممجَّدَاً ليكنْ اسمُ مجدِ جلالته إلى الأبدِ والأبدِ." .......