الرد على موقع الانبا تكلا : (كيف يحل الله القدوس في بطن امرأة وسط الدم والنجاسات)
كيف يحل الله القدوس في بطن امرأة وسط الدم والنجاسة؟
إجابة القس :
ج : هل أحشاء المرأة ودمها يعتبر نجاسة؟ ولو كان دم المرأة يعتبر نجاسة فكيف يخلقها الله بهذا التركيب النجس؟
وهل يمكن أن يخلق الله القدوس شيئاً نجساً؟
النجاسة تأتي من الخطية، والروح القدس حلَّ على العذراء مريم وطهر وقدس ونقى مستودعها من الخطية الجديَّة، ولذلك فالجسد الذي اتخذه الرب يسوع هو جسد مقدَّس بلا خطية، ويقول القديس كيرلس الأورشليمي " لا يوجد في الهيكل البشري شئ دنس ما لم يدنسه الإنسان نفسه بالزنى والنجاسة، فالذي خلق آدم خلق حواء، ويد الله هي التي خلقت الذكر والأنثى، والأعضاء التي خُلِقت منذ البدء ليست نجسة على الإطلاق.. فلنتذكر ما قاله بولس الرسول { أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم } (1 كو 6: 19) " (مقالة 12 للموعوظين) (1).
وإن كنا نؤمن بأن الله أمسك بالطين وشكَّله على صورة آدم ونفخ فيه نسمة حياة، ثم أخذ من آدم ضلعاً وصوَّر منه حواء، وجاء في سورة الحجر "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون " وفسر الجلالين الحمأ المسنون بالطين الأسود، فهل نقبل أن الله يلمس الطين الأسود، ولا نقبل حلوله في أحشاء العذراء القديسة الطاهرة مريم التي اصطفاها على نساء العالمين؟
ونسأل الذين يرفضون حلول الله في الحشا البتول: هل تؤمنون ان الله موجود في كل مكان؟ وبلا شك أنتم تؤمنون بهذا، فهل الله الكائن في كل مكان له تواجد في أكوام القمامة والقاذورات وبلاعات المجاري وحظائر الخنازير وأماكن الفجور؟ فإن قلتم لا نؤمن بهذا إذاً فالإله الذي تؤمنون به هو إله محدود في أماكن معينة دون الأخرى، أما إذا قلتم نعم نؤمن بهذا لأن الله العظيم يؤثر ولا يتأثر.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فهل تقبلون أن الله يوجد في أماكن الفجور ولا تقبلون حلوله في أحشاء البتول؟
ويعتقد الأخوة المسلمين بأن القرآن هو كلمة الله الأزلية القائم بذات جوهر الله، ولا يقبل الانفكاك أو الانفصال عن الله، ومع هذا فانه جاء في الحديث عن عائشة " كان النبي يتكئ في حضني وأنا حائض ثم يقرأ القرآن " (البخاري 1: 44) فكيف يقبلون تلاوة النبي كلام الله القائم بذات جوهر الله في حضن عائشة وهي حائض، ويستنكرون حلوله في أحشاء العذراء القديسة مريم التي حلَّ عليها الروح القدس وطهرها وقدسها ونقاها؟
____________________________________________
الرد :
في قول القس :
وهل يمكن أن يخلق الله القدوس شيئاً نجساً؟
الإجابة ايها القس من كتابكم :
لا-11-4: إلا هذه فلا تأكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف: الجمل لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
لا-11-5: والوبر لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
لا-11-6: والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
لا-11-7: والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم.
لا-11-8: من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا. إنها نجسة لكم.
التعليق :
من الذي خلق الجمل ؟ من الذي خلق الارنب والوبر والخنزير ؟
أظن هذا رد على سؤال القس الاستنكاري : هل يمكن ان يخلق الله شسئا نجسا ؟
كتابك يقول نعم !!
في قول القس :
ولذلك فالجسد الذي اتخذه الرب يسوع هو جسد مقدَّس بلا خطية
إذاً ، جسد يسوع مقدس . تمام
ولكن كيف كانت أمه العذراء تلمسه عندما كانت في فترة نفاسها ؟
من المفترض ان المرأة اليهودية في حالة النفاس لا تلمس شيئا مقدسا :
لا-12-2: ((قل لبني إسرائيل: إذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام. كما في أيام طمث علتها تكون نجسة.
لا-12-3: وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته.
لا-12-4: ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها. كل شيء مقدس لا تمس وإلى المقدس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها.
ثم ان العذراء مريم لم تكن استثناءا من النساء ، حيث يخبرنا انجيل لوقا انها مارست كل ما تمارسه المؤمنة اليهودية بعد ولادتها :
لو-2-22: ولما تمت أيام تطهيرها ، حسب شريعة موسى ، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب ،
لو-2-23: كما هو مكتوب في ناموس الرب: أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب.
لو-2-24: ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب : زوج يمام أو فرخي حمام.
وفي قول لوقا "ولما تمت أيام تطهيرها " دليل على انها تعرضت لما تتعرض له عامة النساء من حالة النفاس .
وقد قدمت ذبيحة للرب كما في شريعة موسى ، يعني خاضعة للشريعة .
وإذا كانت الشريعة تمنعها من لمس شيء مقدس ، فكيف كانت تمس جسد (الرب) المقدس ؟
في قول القس :
فهل نقبل أن الله يلمس الطين الأسود، ولا نقبل حلوله في أحشاء العذراء القديسة الطاهرة مريم التي اصطفاها على نساء العالمين؟
الرد :
الطين الاسود ليس نجسا يا ايها القس ، وهو اصل الانسان فكيف يكون نجسا ؟ ونحن وانتم نقبل هذا ولكن طبعا لا نقبل فكرة حلول الله في احشاء إمرأة
حتى لو اصطفاها على نساء العالمين ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . ونحن نسألك :
هل يقبل البابا شنودة ان يمكث فترة في احشاء إمرأة ( بفرض إمكانية ذلك؟)
ثم نقول لك نعم الاحشاء يمكن ان تحمل بعض النجاسات ، والانسان له نجاساته والدليل :
لا-5-3: أو إذا مس نجاسة إنسان من جميع نجاساته التي يتنجس بها وأخفي عنه ثم علم فهو مذنب.
يعني الانسان له نجاسات ، فكيف يختلط جسد الرب المقدس بها ؟
ثم انك تقتبس من القرآن تكريمه لمريم (اصطفاها على نساء العالمين) فهلا ذكرت من كتابك
تكريما لها بنفس المستوى ؟
في قول القس :
ونسأل الذين يرفضون حلول الله في الحشا البتول: هل تؤمنون ان الله موجود في كل مكان؟ وبلا شك أنتم تؤمنون بهذا، فهل الله الكائن في كل مكان له تواجد في أكوام القمامة والقاذورات وبلاعات المجاري وحظائر الخنازير وأماكن الفجور؟ فإن قلتم لا نؤمن بهذا إذاً فالإله الذي تؤمنون به هو إله محدود في أماكن معينة دون الأخرى، أما إذا قلتم نعم نؤمن بهذا لأن الله العظيم يؤثر ولا يتأثر.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فهل تقبلون أن الله يوجد في أماكن الفجور ولا تقبلون حلوله في أحشاء البتول؟
الرد:
لا ايها القس ، أهل السنة والجماعة لا يقواون ان الله موجود في كل مكان بذاته ، بل هو مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، وانت تعتقد في الله هذا الاعتقاد لآنك تتخيل ان الكون بسماواته هو كل الوجود ، وهذا الاعتقاد ليس لك عليه دليل من كتابك ، ولكننا نؤمن ان الكون بسماواته وجميع اجرامه ليس سوى حلقة في فلاة (صحراء) بالنسبة لعرش الله ، وان الكون كله في قبضته عز وجل بالكيفية التي تليق به كيف شاء، قال تعالى في سورة الزمر :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {39/67}
نعم ، انتم ما قدرتم الله حق قدره ، فزعمتم انه يحل في احشاء بشرية ، ويأخذ منها جسد بشري ، ويأكل ويشرب ، ويتبول و يتبرز (انسان كامل) ويضرب ويهان ويبصق في وجهه ثم يموت ، تعالى الله عما تقولون علوا كبيرا
ومعنى كلامك انك تقبل ان يحل الله في (أكوام القمامة والقاذورات وبلاعات المجاري وحظائر الخنازير وأماكن الفجور) ، وعندما قبلت هذا ، قبلت بالتالي
حلول الله فيما ذكرت من اماكن غير لائقة . وهذه مشكلتك انت . اما من يقول من جهلة المسلمين بنفس كلامك فهم ليسوا على مذهب اهل السنة ولكن على مذهب الاشاعرة .
وعندما يكون الكون كله حلقة في فلاة بالنسبة للعرش والله على العرش استوى ، فهل معنى ذلك اننا نقول ان الله إله محدود ؟ كلا والله ، الخلل في فهمك انت الذي يتصور ان الارض والسماوات هي كل الوجود ، لذلك يصمم ان الله في كل مكان .
واعطيك بعض الادلة من كتابك على خطأ كلامك :
2اخ-20-6: وقال: ((يا رب إله آبائنا أما أنت هو الله في السماء وأنت المتسلط على جميع ممالك الأمم وبيدك قوة وجبروت وليس من يقف معك؟
جا-5-2: لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله. لأن الله في السماوات وأنت على الأرض فلذلك لتكن كلماتك قليلة.
يو-17-1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال: ((أيها الآب قد أتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا
لماذا يرفع عينيه الى السماء ؟
2اخ-6-21: واسمع تضرعات عبدك وشعبك إسرائيل الذين يصلون في هذا الموضع واسمع أنت من موضع سكناك من السماء وإذا سمعت فاغفر.
2اخ-6-23: فاسمع أنت من السماء واعمل واقض بين عبيدك إذ تعاقب المذنب فتجعل طريقه على رأسه وتبرر البار إذ تعطيه حسب بره.
ولماذا يقول المسيح : " إني صاعد الى ابي وابيكم ؟
ولماذا يقول الانجيل ان المسيح نزل من السماء ؟ لماذا لم يأت من تحت الارض مثلا ؟
أظن هذا يكفي
في قول القس :
ويعتقد الأخوة المسلمين بأن القرآن هو كلمة الله الأزلية القائم بذات جوهر الله، ولا يقبل الانفكاك أو الانفصال عن الله، ومع هذا فانه جاء في الحديث عن عائشة " كان النبي يتكئ في حضني وأنا حائض ثم يقرأ القرآن " (البخاري 1: 44) فكيف يقبلون تلاوة النبي كلام الله القائم بذات جوهر الله في حضن عائشة وهي حائض، ويستنكرون حلوله في أحشاء العذراء القديسة مريم التي حلَّ عليها الروح القدس وطهرها وقدسها ونقاها؟
الرد :
ايها القس ، الاسلام غير المسيحية ، نعم القرآن كلام الله ولكنه كلام وليس كائنا متميزا في ذات الله كما تريد ان تصل في الآخر ، نعم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهو في حضن عائشة وهي حائض ، ما المشكلة ؟ هل تعتبر القرآن ايضا جزءا من ذات الله كما تعتبر الكلمة جزءا من ذات الله ؟
لذلك انا اقول لك ان الاسلام غير المسيحية ، ولا تحاول فهم الاسلام من خلال اللاهوت المسيحي .
لذلك نحن نقبل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لآن القرآن الذي هو كلام الله ليس هو الله ، ولا نقبل ان يحل الله نفسه في احشاء إمرأة و الفرق شاسع
بين الحالتين .
أسأل الله لكم الهداية .
