قصة لمجموعة من الأصدقاء يتعاطون المخدرات والخمور والسجائر عندما نفذت الكمية ,قام أحدهم ليُحضر غيرها, فوقعت له حادثة بالسيارة.
وبالتالى تأخر عن الباقي, فقام أحد منهم ليبحث عنه فوجد أثناء سيره عربة صديقة وهو مُلقى على الأرض ونطق معه وقال:أنا لست بقادر؟فسأله الآخر:على ماذا ؟ فرد وقال: على مقابلة الله عز وجل, ثم مات.
وبعد هذه الحادثة أراد الله أن يهتدى هذا الصديق الذى رأى الحادثة ويتوب.
وآخر حاول سرقة والدته, فحاولت أن تمنعه فقتلها,,
وآخر باع شرف زوجته من أجل الحصول على جرعة مخدر,
وآخر يبيع أمانته ويخون بلده لجهة أجنبية أو عدو لبلده من أجل الحصول على مال لشراء المخدرات, وغيرها من الحالات المأسوية التى تحدث بسبب إدمان المخدرات.
إن الدول التي تنوى محاربة دول أخرى, أول شيء تقوم بفعله هو نشر المخدرات على الحدود, لكي تُدمر الشباب لكي لا يقدر على المحاربة.
ولذلك, كلنا سنُسأل يوم القيامة, لما لم نحاول النصح؟
لما اكتفينا بالمشاهدة؟ لما لم نحاول المساعدة؟
إن الذى يُدمن المخدرات سيتحول بعد ذلك إلى تاجر, لأنه سيحاول الحصول على النقود, فيقنع غيره بأنه يريد ان يشترى له المخدرات ليقبض الثمن و يُدمن هو الآخر.
هناك إحصائية صدرت من المجلس القومى للطفولة والأمومة بأن الأماكن التى يتناول فيها الشباب المخدرات هى مع بعضهم البعض.
الأصدقاء مع بعضهم حوالى 82 %
فى السيارات حوالى 45%
فى الحفلات حوالى 40%
فى دورات المياه حوالى 25%
فى النوادى الليلية حوالى 15%
هناك أربعة أسباب تدفع الشباب إلى الإدمان:ــ
1- أصدقاء السوء.
2- التفكك العائلى,او غياب الأهل أو عدم إهتمامهم الكافى بأولادهم.
3- البطالة و الفراغ.
4- ضعف الإيمان فى القلوب.
أتعلم أن 99% ممن يُدمنون المخدرات,بدأوا عن طريق السجائر.
إن 73% ممن أدمنوا المخدرات كانوا يُريدون التجربة لمرة واحدة فقط.
إن 94% من مدمنوا البانجو, اتجهوا الآن إلى المخدرات الثقيلة.
هناك بعض من الأصدقاء يعلمون أن احدهم يُدمن المخدرات و لا يُخبر أهل المدمن ويعتبرون ذلك من باب الشهامة مع الصديق, ويضيع صديقهم أمام أعينهم وهم مازالوا سلبيين..
إن المتعاطي المبتدئ يتحول تدريجياً إلى مدمن كامل, فتجد بعض الأهالي يُفضلون حبس المدمن من أولادهم فى البيت, عن أن يذهبوا به إلى مصحة لتلقى العلاج, خشية من الفضيحة ...
أوجدت معظم دول العالم و الأمم المتحدة, ثلاثة إتجاهات لمحاربة المخدرات:ــ
الإتجاه الأول:ــ
منع العرض, أي منع التجار من جلب أو زرع أو تهريب أو بيع المخدرات للغير, وهذا دور الحكومات والشرطة والأفراد العاديين بالتبليغ عن هؤلاء التجار.
الإتجاه الثاني:ــ
تخفيض الطلب, أي خلق روح وعزيمة شديدة جداً بين الناس لرفض المخدرات و عدم الإقبال على شراؤها.
الإتجاه الثالث:ــ
تشديد العقوبات, من خلال القضاء والتشريع للترهيب من الإتجار فى المخدرات.
وسنبدأ بتشديد العقوبات, فالمُشرع في مصر طالب بالإعدام لمن يُتاجر فى المخدرات عن طريق الجلب من الخارج, لأنها متاجرة بأرواح الأمة من أجل المال تطبيقاً لقول الله تعالى:"وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".
والحكم بالمؤبد لمن يُتاجر ويُوزع فى الداخل.
ولكن للأسف تم تنفيذ أحكام بالإعدام قليلة جداً,لإن رجال القضاء يترددون فى الإصدار بالحكم بالإعدام.
ونتيجة ذلك يصدر حكم بالمؤبد على تاجر المخدرات.
فنحتاج لدور شديد من رجال القضاء, التشدد في الحكام و سرعة تنفيذها.
رجال الشرطة أيضاً لهم دور معنا, عن طريق منع وصول المخدرات إلى الأفراد, وسرعة الاستجابة لأي بلاغ مُقدم من المواطنين عن المخدرات, وذلك أولا ً وأخيراً من أجل إرضاء الله تبارك وتعالى..
أتعلم أن الأمم المتحدة أصدرت تقريراً مُدون فيه أنه مهما بذلت الدولة جهود, وبلغ الأمن قوة, فلن يستطيعوا مصادرة أكثر من 30% فقط من إجمالى المخدرات, فالدولة وحدها غير قادرة على ذلك بمفردها, فيجب من معاونة الأفراد أيضاً.
أيضاً, اكتشف الخبراء بعد جهد كبير أن أى إستراتيجية تقوم على الضبط فقط, أي منع العرض و الطلب, فهي إستراتيجية غير كاملة, وأنه لا يُمكن فعل ذلك إلا بجهود الشعوب وأن تُشارك فى تحمُل المسؤلية.
فالجهود الحكومية لا يُمكن أن تكفى وحدها و يجب من مشاركة الجهود الشعبية و الجمعيات الخاصة. وهذا ما أصدرته الأمم المتحدة فى بيانها عام 1998.
إذاً, إن الحل بأيدينا, وأننا ركن أساسي فيه, فإياك أن تستقل بنفسك.
أتعلم أنه فى القرت الماضي, كانت المنتجات الصينية أقوى تأثيراً فى الشعوب الأوروبية, و الأوروبيون لا يجدون ما يُصدرونه للصين, فقرروا بإجراء حيلة مع دولة الصين ألا وهى تصدير الأفيون إلى شعب الصين.
فقررت الصين من التحقق من المُستورد إليها وقامت بحرق 20 ألف صندوق أفيون وطرد التجار. فقررت أوروبا شن حرب على الصين وأخضعت الصين إلى اتفاقية شديدة, وأرجعت المخدرات والأفيون أكثر من ذى قبل.
فقامت الصين بتعيين مُتطوع فى كل مدرسة وجامعة ومصنع , يعمل على تذكير الأفراد وتوعيتهم بأضرار المخدرات بجانب المُلصقات, فجاءت النتيجة مذهلة, وبدأت معدلات الإدمان فى إنخفاض مُذهل, بسبب جهود الأفراد و المُتطوعين أيضاً .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته, الحاكم راع ومسئول عن رعيته, والرجل راع في أهل بيته مسؤل عن رعيته, والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها, والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته, وكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته".
أرأيت؟ من الحاكم إلى الخادم, مروراً بالمرأة والرجل, ثم أعاد قول "كلكم راع مسؤل عن رعيته",لتأكيد المعنى والتشديد عليه.
هناك تجربة رائعة للمسلمين فى أمريكا, فهم من السود, في بلدة بروكلين بولاية نيويورك, بحي جامايكا, فكل من يعيشون بهذا الحى هم سود, ونتيجة اضطهادهم من الأمريكيين والتفريق العنصري, دخل عدد كبير منهم فى الإسلام, لأنهم وجدوا المساواة بين كل الأفراد.
أيضاً ,مُنتشر بينهم إتجارهم للمخدرات, وجرائم أخرى. فقرر 100 شاب من الذين أسلموا أن يقوموا بحملة لمدة 40 يوم بتوزيع لافتات"لا نريد المخدرات فى هذا الحي". و نشرات بأضرار المخدرات وصور لبعض الناس ماتوا بسبب المخدرات. فجاءت نتيجة مُشرفة بإغلاق 15 محل مخدرات بذلك الحي, وأرسل إليهم البوليس الأمريكى خطاب شكر, ذاكرين أنهم أفلحوا فيما فشلوا هم كشرطة فى أدائه..
النداء الآن إلى رجل الشارع, بضرورة التبليغ عن أي فرد يقوم بتوزيع أو بيع المخدرات, ومتوفرة خدمة التبليغ أيضاً عبر الإنترنت.
يقول الله تعالى:" رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ "...فهيا نتحمل المسؤولية, وإياك أن تضعف و تمل من المسؤولية ..لأن ذلك سيكون عهد مع الله تبارك وتعالى أولاً وأخيراً.
فيقول الله تعالى:" وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ".
فمن سيتحمل المسؤولية مثل سيدنا يوسف عندما خرج من السجن,وتولى مسؤولية الاقتصاد في مصر.
من سيتحمل المسؤولية مثل سيدنا على بن أبى طالب فى حفظه للإسلام و للنبى صلى الله عليه وسلم.