::: أسطورة "حائط سليمان" أكذوبة يهودية :::

بسم الله الرحمن الرحيم

د. محمد جلاء إدريس : أسطورة "حائط سليمان" أكذوبة يهودية لا تقل "خرافة" عن أسطورة "الصخرة".

" إذا ذكر المسجد الأقصى فإنه يعني جميع ما أحاط به سور المسجد الأقصى، والذي يطلق عليه الحرم الشريف، أي كل المنطقة المحاطة بالسور، والتي تظهر في الصور الذائعة، وعليه، فإن المسجد الأقصى يشمل مسجد قبة الصخرة – رمز القدس كلها – وسائر المساجد والساحات المبنية داخل السور".

هكذا استهل الدكتور محمد جلاء إدريس أستاذ اللغة والآداب العبرية كلية الآداب جامعة طنطا محاضرته التي ألقاها بمكتبة القاهرة بحي الزمالك مؤخرا حول حقيقة الأقصى وأسطورة الهيكل.
وقال إن الأدلة على ما سبق كثيرة ومنها ما يلي :

1- ما ورد في الحديث الشريف الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخبر قومه بالإسراء واستنكروه، أرادوا أن يمتحنوه بالاستيضاح عن صفة المسجد، فأخذ يصفه لهم، ويعد أبوابه بابًا بابًا، وقد كانوا يعرفونه، فتحققوا صحة الوصف.
2- ما جاء في كتاب "بلدانية فلسطين العربية" للأب أ.س. مرمرجي الدومنكي، أحد أساتذة المعهد الكتابي والآثاري في القدس الشريف، وعضو المجمع العلمي العربي بدمشق: "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة، الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال: إن المسجد الأقصى اسم لجميع المساجد مما دار عليه السور".
3- الفتوى الدينية التي أصدرها علماء المسلمين في الضفة الغربية عام 1967م وصرحوا فيها بذلك أيضًا، استنادًا إلى نصوص دينية وتاريخية موثوقة.
وقد أيد هذه الفتوى مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، الذي عقد عام 1968م.

ويوجد في القدس القديمة داخل الأسوار حوالي 27 مسجدًا، وخارجها 8 مساجد.
أما مسجد قبة الصخرة فقد بناه عبد الملك بن مرون، وقيل الوليد بن عبد الملك الذي حكم من سنة 86هـ وتوفي سنة 96هـ.
إذاً، فالقسم الجنوبي من ساحة الحرم الشريف، فيه حائط البراق، الذي حل فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قادمًا من مكة المكرمة على ظهر البراق، وصلى فيه بالأنبياء.
أما قبة الصخرة، الموجود في المسجد المعروف بقبة الصخرة والواقع في قلب الحرم القدسي الشريف، فمنها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وهذا المسجد تم بناؤه بأموال مصرية، إذ خصص له الخليفة الأموى خراج مصر لمدة سبع سنوات، وأشرف على عملية البناء "رجاء بن حيوة" ويكنى أبا المقدام، و"يزيد بن سلام" وتم البناء عام 691 ميلادية.
وطول كل ضلع من أضلاع مسجد قبة الصخرة الثمانية 20.59 مترًا، وارتفاعه 6.5 مترًا باستثناء الدورة العليا فارتفاعها 2.60 مترًا.

وحول الادعاءات اليهودية المثارة عن قبة الصخرة وحائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى وحول الأساطير الصهيونية المتعلقة بالهيكل أفاض الدكتور إدريس قائلاً :

أولاً: بالنسبة لقبة الصخرة:
لا تشير أسفار العهد القديم إلى أية صخرة مقدسة، وتقول رواية سفر صموئيل الثاني (24/18) أن داود النبي قد أقام مذبحًا للرب في بيدر (جرن) اشتراه من "أرونه" اليبوسي الكنعاني العربي.
ويشير التلمود – دون دليل تاريخي تؤيده النصوص أو الآثار – إلى أن الملك داود قد جعل من الصخرة التي على الهضبة مذبحًا للرب، وحاكت روايات التلمود الأساطير حول هذه الصخرة، فقيل إن الرب قد بدأ الخلق منها (توسفتا – يوما 84، 8) وقال الحبر اليعازر البابلي إن الصخرة هي أصل خلق الأرض، وإن صهيون (جبل بالقدس) هو سرة العالم. (التلمود البابلي. يوما/54).
وجاء في أحد كتب التصوف اليهودي وهو كتاب "زوهر" أن يعقوب قد نام على الصخرة وهو منطلق من بيت أبيه إسحق، مع أن رواية سفر التكوين (28/16 – 17) تخبرنا أنه قد نام في "بيت إيل" بالقرب من نابلس.
ويشير التلمود إلى أن هذه الصخرة المقدسة ترتفع عن سطح الأرض ثلاثة أصابع فقد (يوما/85-3، 4 ؛ توسفنا 83/6).
ويذكر ابن ميمون في كتابه "طقوس يوم الغفران" نفس الشيء المذكور في التلمود.
لكن الصخرة الموجودة حاليًا ترتفع نحو متر كامل – لا ثلاثة أصابع – عن سطح الأرض، ومحيطها يصل إلى عشرة أمتار، وتحتها فجوة هي بقية مغارة قديمة، عمقها أكثر من متر ونصف، وتبدو الصخرة من فوقها وكأنها معلقة بين السماء والأرض، وبين الصخرة وقاع المغارة دعامة من الخشب حتى لا تنهار.
وعلى هذا النحو، فإن أوصاف الصخرة التلمودية لا تنطبق على صخرة المسجد المعروف بقبة الصخرة (رمز الأقصى والقدس).

ثانيًا: بالنسبة لحائط المبكى:
يزعم اليهود أن حائط البراق (الحائط الغربي من الحرم القدسي الشريف)، هو الجدار الباقي من هيكل سليمان، وأن الحرم الشريف أقيم مكان الهيكل.
ولدحض هذه المزاعم نسوق ما يلي:
1- مساحة الحرم الشريف كما أشار إليها الأثري الفرنسي "دي سولسي" في كتاب له بعنوان "تاريخ الفن اليهودي" هي: الضلع الشرقي لسور الحرم بطول 348 مترًا والضلع الجنوبي بطول 225 مترًا، أما الضلع الغربي فيمتد في خط مستقيم، وبزاوية منفرجة وبهذا يصبح الضلع الشمالي من السور أطور بكثير من الجنوبي.
أما مساحة الهيكل كما وردت في سفر الملوك الأول ( 6 /2-3 ) فهي كما يلي: "والبيت الذي بناه الملك سليمان للرب طوله ستون ذراعًا، وعرضه عشرون ذراعًا، سمكه ثلاثون ذراعًا، والرواق قدام هيكل البيت طوله عشرون ذراعًا حسب عرض البيت وعرضه عشر أذرع قدام البيت".
إذاً فمساحة هذا الهيكل ـ المزعوم ـ لا تنطبق على مساحة الحرم الشريف!!
2- الحرم الشريف مستطيل، يأخذ اتجاهه من الشمال إلى الجنوب في اتجاه قبلة مكة المكرمة، بينما يتجه الهيكل ـ المزعوم ـ من الغرب إلى الشرق.
3- تعتبر منطقة الحرم منطقة قبور، إذ اكتشفت بها قبور عديدة، وتوجد بها كنيسة القيامة التي يعتقد المسيحيون أن المسيح قد قام منها إلى السماء بعد دفنه، وهذا دليل على عدم وقوع منطقة الحرم وكنيسة القيامة في نطاق أرض الهيكل أو مدينة داود وسليمان، لأن الشريعة الإسرائيلية تحرم دفن الموتى في المدينة المقدسة، وحتى ملوك إسرائيل القدامى: داود وأبشالوم وسليمان وغيرهم، كلهم مدفنون خارج الأسوار، وليس من المعقول أن يدفن الملوك خارج الأسوار، ويسمح بدفن أشخاص كانوا يعتبرونهم معاقبين أو مجرمين داخل الأسوار!!
4- الهيكل السليماني الذي يتحدث عنه اليهود لا وجود له على الإطلاق، وذلك لما يلي:
(أ‌) تم تدمير هيكل سليمان والاستيلاء على ما فيه وإحراقه هو وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء وجميع أسوار أورشليم على يدي "نبوزردان" رئيس شرط " نبوخذ نصر" البابلي عام 586 ق.م (سفر الملوك الأول 25/1-30) وكذلك (سفر أخبار الأيام الثاني 36/13-20).
(ب‌) أعاد الملك الفارسي " كورش " اليهود المنفيين إلى بابل بعد تغلبه على البابليين وسمح لهم بإعادة بناء "بيت الرب" وذلك بعد تمام سبعين عامًا من تدميره، بل بدعم مالي ومعنوي من الملك الفارسي (أخبار الأيام الثاني 36/22-23؛ عزرا 1/3 -4؛ 4/3 -13).
إذن هناك هيكل جديد بناه عزرا ونحميا، لا نعرف مكانه بالضبط، ومن الطبيعي أن تختلف هيئته ومساحته عن الهيكل الأول.
(ج) توالت حملات الغزاة على أورشليم القدس والهيكل: بطليموس الأول 310 ق.م أنطيوخوس السلوقي اليوناني 203 ق.م والبطلمي المصري سكوباس 199 ق.م.
ثم زحف القيصر الروماني "بومبي" على فلسطين واحتلها عام 66 ق.م، وأرسل الإمبراطور الروماني "فسبازيان" ابنه "تيتوس" قائدًا لجيش كبير، فقام بتخريب القدس في 8/12/70م ودمر الهيكل "الثاني" وأجلى اليهود من المدينة.
ثم بعد فشل ثورة اليهود المعروفة بثورة "باركوكبا" ضد الرومان عام 136م، قام الإمبراطور الروماني "هدريان" بهدم كل ما بقي من مبان في أورشليم القدس وأقام مكان الهيكل معبدًا للإله الوثني "جوبتر" كبير آلهة الرومان، ونصب تمثالاً كبيرًا لهذا الإله، وغير اسم المدينة إلى "إيليا كابيتولينا" ومنع اليهود من دخولها.
(د) زعم بعض اليهود أن الحائط الغربي "حائط المبكي" هو بقية من سور داود، وقال آخرون: إنه من حائط سليمان، ونسبه آخرون إلى اليهود المكابيين، أو إلى هيرودس.
لكن الحفائر الإسرائيلية التي بدأت منذ احتلال القدس عام 1967م وحتى الآن، لم تسفر عن أي شيء يؤكد أي زعم من المزاعم السابقة.
(هـ) يبلغ ارتفاع هذا الحائط حوالي 18 مترًا عن سطح الأرض. بعضها يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والجزء السفلي من أساس الحائط لا يمكن رده إلى ما قبل القرن الأول الميلادي.
(و) المنطق يقول: إن بيتًا وضع قبل ألف عام تقريبًا قبل الميلاد، يتعرض للعديد من عمليات التدمير والحرق والإبادة على مدى ألفي عام، أي منذ تأسيسه وحتى الغزو الصليبي، لا يمكن أن يبقى منه جدار، ناهيك عن عوامل التعرية والهزات الأرضية وغيرها.
وعليه، فإن أسطورة "حائط سليمان" هي أكذوبة يهودية لا تقل "خرافة" عن أسطورة "الصخرة".
وبقي أن نشير إلى أنه لا توجد معابد يهودية قديمة العهد في القدس، وأقدمها يرجع إلى عام 1701م ويسمي كنيس "قدس الأقداس" وأصل مكانه أرض إسلامية وجامع، استولى عليه اليهود وبنوا عليه هذا المعبد.

اللهم بلغنا صلاه فى القدس وهى محرره والمسلمين منتصرين
والاسلام برايته مرفوعه عاليا
***********
سبحان الله
والحمد لله
والله اكبر
ولا حول ولا قوه الا بالله
ولا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
استغفرك ربى واتوب اليه


	بسم الله الرحمن الرحيم د. محمد جلاء إدريس : أسطورة "حائط سليمان" أكذوبة يهودية لا تقل "خرافة" عن أسطورة "الصخرة". " إذا ذكر المسجد الأقصى فإنه يعني جميع ما أحاط به سور المسجد الأقصى، والذي يطلق عليه الحرم الشريف، أي كل المنطقة المحاطة بالسور، والتي تظهر في الصور الذائعة، وعليه، فإن المسجد الأقصى يشمل مسجد قبة الصخرة – رمز القدس كلها – وسائر المساجد والساحات المبنية داخل السور". هكذا استهل الدكتور محمد جلاء إدريس أستاذ اللغة والآداب العبرية كلية الآداب جامعة طنطا محاضرته التي ألقاها بمكتبة القاهرة بحي الزمالك مؤخرا حول حقيقة الأقصى وأسطورة الهيكل. وقال إن الأدلة على ما سبق كثيرة ومنها ما يلي : 1- ما ورد في الحديث الشريف الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخبر قومه بالإسراء واستنكروه، أرادوا أن يمتحنوه بالاستيضاح عن صفة المسجد، فأخذ يصفه لهم، ويعد أبوابه بابًا بابًا، وقد كانوا يعرفونه، فتحققوا صحة الوصف. 2- ما جاء في كتاب "بلدانية فلسطين العربية" للأب أ.س. مرمرجي الدومنكي، أحد أساتذة المعهد الكتابي والآثاري في القدس الشريف، وعضو المجمع العلمي العربي بدمشق: "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة، الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال: إن المسجد الأقصى اسم لجميع المساجد مما دار عليه السور". 3- الفتوى الدينية التي أصدرها علماء المسلمين في الضفة الغربية عام 1967م وصرحوا فيها بذلك أيضًا، استنادًا إلى نصوص دينية وتاريخية موثوقة. وقد أيد هذه الفتوى مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، الذي عقد عام 1968م. ويوجد في القدس القديمة داخل الأسوار حوالي 27 مسجدًا، وخارجها 8 مساجد. أما مسجد قبة الصخرة فقد بناه عبد الملك بن مرون، وقيل الوليد بن عبد الملك الذي حكم من سنة 86هـ وتوفي سنة 96هـ. إذاً، فالقسم الجنوبي من ساحة الحرم الشريف، فيه حائط البراق، الذي حل فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قادمًا من مكة المكرمة على ظهر البراق، وصلى فيه بالأنبياء. أما قبة الصخرة، الموجود في المسجد المعروف بقبة الصخرة والواقع في قلب الحرم القدسي الشريف، فمنها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وهذا المسجد تم بناؤه بأموال مصرية، إذ خصص له الخليفة الأموى خراج مصر لمدة سبع سنوات، وأشرف على عملية البناء "رجاء بن حيوة" ويكنى أبا المقدام، و"يزيد بن سلام" وتم البناء عام 691 ميلادية. وطول كل ضلع من أضلاع مسجد قبة الصخرة الثمانية 20.59 مترًا، وارتفاعه 6.5 مترًا باستثناء الدورة العليا فارتفاعها 2.60 مترًا. وحول الادعاءات اليهودية المثارة عن قبة الصخرة وحائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى وحول الأساطير الصهيونية المتعلقة بالهيكل أفاض الدكتور إدريس قائلاً : أولاً: بالنسبة لقبة الصخرة: لا تشير أسفار العهد القديم إلى أية صخرة مقدسة، وتقول رواية سفر صموئيل الثاني (24/18) أن داود النبي قد أقام مذبحًا للرب في بيدر (جرن) اشتراه من "أرونه" اليبوسي الكنعاني العربي. ويشير التلمود – دون دليل تاريخي تؤيده النصوص أو الآثار – إلى أن الملك داود قد جعل من الصخرة التي على الهضبة مذبحًا للرب، وحاكت روايات التلمود الأساطير حول هذه الصخرة، فقيل إن الرب قد بدأ الخلق منها (توسفتا – يوما 84، 8) وقال الحبر اليعازر البابلي إن الصخرة هي أصل خلق الأرض، وإن صهيون (جبل بالقدس) هو سرة العالم. (التلمود البابلي. يوما/54). وجاء في أحد كتب التصوف اليهودي وهو كتاب "زوهر" أن يعقوب قد نام على الصخرة وهو منطلق من بيت أبيه إسحق، مع أن رواية سفر التكوين (28/16 – 17) تخبرنا أنه قد نام في "بيت إيل" بالقرب من نابلس. ويشير التلمود إلى أن هذه الصخرة المقدسة ترتفع عن سطح الأرض ثلاثة أصابع فقد (يوما/85-3، 4 ؛ توسفنا 83/6). ويذكر ابن ميمون في كتابه "طقوس يوم الغفران" نفس الشيء المذكور في التلمود. لكن الصخرة الموجودة حاليًا ترتفع نحو متر كامل – لا ثلاثة أصابع – عن سطح الأرض، ومحيطها يصل إلى عشرة أمتار، وتحتها فجوة هي بقية مغارة قديمة، عمقها أكثر من متر ونصف، وتبدو الصخرة من فوقها وكأنها معلقة بين السماء والأرض، وبين الصخرة وقاع المغارة دعامة من الخشب حتى لا تنهار. وعلى هذا النحو، فإن أوصاف الصخرة التلمودية لا تنطبق على صخرة المسجد المعروف بقبة الصخرة (رمز الأقصى والقدس). ثانيًا: بالنسبة لحائط المبكى: يزعم اليهود أن حائط البراق (الحائط الغربي من الحرم القدسي الشريف)، هو الجدار الباقي من هيكل سليمان، وأن الحرم الشريف أقيم مكان الهيكل. ولدحض هذه المزاعم نسوق ما يلي: 1- مساحة الحرم الشريف كما أشار إليها الأثري الفرنسي "دي سولسي" في كتاب له بعنوان "تاريخ الفن اليهودي" هي: الضلع الشرقي لسور الحرم بطول 348 مترًا والضلع الجنوبي بطول 225 مترًا، أما الضلع الغربي فيمتد في خط مستقيم، وبزاوية منفرجة وبهذا يصبح الضلع الشمالي من السور أطور بكثير من الجنوبي. أما مساحة الهيكل كما وردت في سفر الملوك الأول ( 6 /2-3 ) فهي كما يلي: "والبيت الذي بناه الملك سليمان للرب طوله ستون ذراعًا، وعرضه عشرون ذراعًا، سمكه ثلاثون ذراعًا، والرواق قدام هيكل البيت طوله عشرون ذراعًا حسب عرض البيت وعرضه عشر أذرع قدام البيت". إذاً فمساحة هذا الهيكل ـ المزعوم ـ لا تنطبق على مساحة الحرم الشريف!! 2- الحرم الشريف مستطيل، يأخذ اتجاهه من الشمال إلى الجنوب في اتجاه قبلة مكة المكرمة، بينما يتجه الهيكل ـ المزعوم ـ من الغرب إلى الشرق. 3- تعتبر منطقة الحرم منطقة قبور، إذ اكتشفت بها قبور عديدة، وتوجد بها كنيسة القيامة التي يعتقد المسيحيون أن المسيح قد قام منها إلى السماء بعد دفنه، وهذا دليل على عدم وقوع منطقة الحرم وكنيسة القيامة في نطاق أرض الهيكل أو مدينة داود وسليمان، لأن الشريعة الإسرائيلية تحرم دفن الموتى في المدينة المقدسة، وحتى ملوك إسرائيل القدامى: داود وأبشالوم وسليمان وغيرهم، كلهم مدفنون خارج الأسوار، وليس من المعقول أن يدفن الملوك خارج الأسوار، ويسمح بدفن أشخاص كانوا يعتبرونهم معاقبين أو مجرمين داخل الأسوار!! 4- الهيكل السليماني الذي يتحدث عنه اليهود لا وجود له على الإطلاق، وذلك لما يلي: (أ‌) تم تدمير هيكل سليمان والاستيلاء على ما فيه وإحراقه هو وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء وجميع أسوار أورشليم على يدي "نبوزردان" رئيس شرط " نبوخذ نصر" البابلي عام 586 ق.م (سفر الملوك الأول 25/1-30) وكذلك (سفر أخبار الأيام الثاني 36/13-20). (ب‌) أعاد الملك الفارسي " كورش " اليهود المنفيين إلى بابل بعد تغلبه على البابليين وسمح لهم بإعادة بناء "بيت الرب" وذلك بعد تمام سبعين عامًا من تدميره، بل بدعم مالي ومعنوي من الملك الفارسي (أخبار الأيام الثاني 36/22-23؛ عزرا 1/3 -4؛ 4/3 -13). إذن هناك هيكل جديد بناه عزرا ونحميا، لا نعرف مكانه بالضبط، ومن الطبيعي أن تختلف هيئته ومساحته عن الهيكل الأول. (ج) توالت حملات الغزاة على أورشليم القدس والهيكل: بطليموس الأول 310 ق.م أنطيوخوس السلوقي اليوناني 203 ق.م والبطلمي المصري سكوباس 199 ق.م. ثم زحف القيصر الروماني "بومبي" على فلسطين واحتلها عام 66 ق.م، وأرسل الإمبراطور الروماني "فسبازيان" ابنه "تيتوس" قائدًا لجيش كبير، فقام بتخريب القدس في 8/12/70م ودمر الهيكل "الثاني" وأجلى اليهود من المدينة. ثم بعد فشل ثورة اليهود المعروفة بثورة "باركوكبا" ضد الرومان عام 136م، قام الإمبراطور الروماني "هدريان" بهدم كل ما بقي من مبان في أورشليم القدس وأقام مكان الهيكل معبدًا للإله الوثني "جوبتر" كبير آلهة الرومان، ونصب تمثالاً كبيرًا لهذا الإله، وغير اسم المدينة إلى "إيليا كابيتولينا" ومنع اليهود من دخولها. (د) زعم بعض اليهود أن الحائط الغربي "حائط المبكي" هو بقية من سور داود، وقال آخرون: إنه من حائط سليمان، ونسبه آخرون إلى اليهود المكابيين، أو إلى هيرودس. لكن الحفائر الإسرائيلية التي بدأت منذ احتلال القدس عام 1967م وحتى الآن، لم تسفر عن أي شيء يؤكد أي زعم من المزاعم السابقة. (هـ) يبلغ ارتفاع هذا الحائط حوالي 18 مترًا عن سطح الأرض. بعضها يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والجزء السفلي من أساس الحائط لا يمكن رده إلى ما قبل القرن الأول الميلادي. (و) المنطق يقول: إن بيتًا وضع قبل ألف عام تقريبًا قبل الميلاد، يتعرض للعديد من عمليات التدمير والحرق والإبادة على مدى ألفي عام، أي منذ تأسيسه وحتى الغزو الصليبي، لا يمكن أن يبقى منه جدار، ناهيك عن عوامل التعرية والهزات الأرضية وغيرها. وعليه، فإن أسطورة "حائط سليمان" هي أكذوبة يهودية لا تقل "خرافة" عن أسطورة "الصخرة". وبقي أن نشير إلى أنه لا توجد معابد يهودية قديمة العهد في القدس، وأقدمها يرجع إلى عام 1701م ويسمي كنيس "قدس الأقداس" وأصل مكانه أرض إسلامية وجامع، استولى عليه اليهود وبنوا عليه هذا المعبد. اللهم بلغنا صلاه فى القدس وهى محرره والمسلمين منتصرين والاسلام برايته مرفوعه عاليا *********** سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا حول ولا قوه الا بالله ولا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله استغفرك ربى واتوب اليه