حوار مع سلفى مصرى (السلفية والهجمة الإعلامية)

حوار مع سلفى مصرى (السلفية والهجمة الإعلامية)
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا وصلى اللهم على عبد ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم , ثم أما بعد .
فهذا حوار حدث منه الكثير على ارض الواقع خصوصا بعد الهجوم الأعلامى العلمانى على أبناء الصحوة الأسلامية بعد ثورة 25 يناير وبعدما ظهر التواجد القوى للتيار الأسلامى فى مصر وكان العلمانيين لا يحسبون له حساب ففوجئوا فى الأستفتاء على تعديلات الدستور بأن هوية مصر الأسلامية ظهرت من جديد وبقوة كاسحة جعلتهم يبدأون فى شن هجمة على التيار الإسلامى المصرى والحمد لله الذى جعل دينه لا يسقط ولا يزول ولكن كلما تم الضغط عليه أزداد صلابة وقوة والان أترك حضراتكم مع
الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوار......
قال : السلام عليكم ياسلفى ...............؟
قلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ؟
قال : ممكن تقول لى أيه اللى أنتم بتعملوه ده ؟
قلت : وأيه اللى أحنا بنعمله ؟
قال : هو يعنى أنتم بس اللى مسلمين وأحنا لا ؟
قلت : لا طبعا مين قال الكلام ده .
قال : أنتم بتقولوا أنكم سلفيين وهو ده الإسلام يعنى اللى مش سلفى مش مسلم ؟
قلت : أقول لحضرتك أولا ما هى السلفية .
قال : ياريييييييييييييييييت .
قلت : أولا ممكن حضرتك تكون سلفى وانتى مش دارى .
قال :ازاى .
قلت : السلفية منهج وهى فى الأصل أتباع القرون الأولى من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم
وجاء هذا فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
والمنهج السلفى له قواعد يسير عليها أذكرها لحضرتك بأختصار ...........
أولهم تقديم النقل على العقل
يعنى اننا إذا تعارض شىء من قول الله أو قول رسول الله مع عقلى أقدم كلام الله ورسوله عن عقلى وتفكيره لأنه دائما لا يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح يعنى التعارض هنا هو من باب قصور العقل بسبب الجهل بالشىء أو شبه ألقيت له.
قال : طبعا وأنت لم تأتى بجديد أنا شخصيا أسلم لأمر الله ورسوله.
قلت : والقاعدة الثانية هى رفض التأويل الكلامى
يعنى لابد عند تفسبر القرآن والسنة أن نرجع الى أصحاب رسول الله وفهمهم للنص لأنهم هم الذين نزل عليهم وكان رسول الله بينهم يوضح لهم وكانت لغة النص على ما كانوا يتحدثون ويفهمون بدون عجمة .
قال : ممكن توضح أكثر ؟
قلت: حاضر : يعنى بلغتنا مش أى أنسان يأخذ الآية والحديث ويفسرهم على هواه بدون الرجوع الى أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال : مــــــــــــــــــــــــــــــعاك فى الكلام ده .
قلت : أما القاعدة الثالثة هى الأستدلال بالكتاب والسنة قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان.
قال : ممكن أقول شىء مهم ؟
قلت : أتفضل .
قال : الجميع بيستدل بالكتاب والسنة يعنى حتى الخوارج والجماعات الجهادية كانوا بيستدلوا بالكتاب والسنة ؟
قلت : نعم عندك حق ولكن السلفيين يطبقون قاعدة فى هذه المسألة وهى " أستدل ثم أعتقد ولا تعتقد ثم تستدل فتضل"
وهذه القاعدة مفادها أنك تفهم الأول آيات الكتاب والسنة قبل أن تأخذ رأيا فى مسألة معينة ثم بعد ذلك تتبع ما أمرت به فى الكتاب والسنة وهذا عكس ما يفعل أهل البدعة والضلال والفرق المنحرفة فهم يقومون الأول بتكوين رأى فى المسألة المطروحة وبعد ذلك يبحثون فى الكتاب والسنة عن ما يستندوا اليه ولو كان يخالف ما يعتقدون حتى إنهم يلوون عنق الأية والحديث لكى يستدلوا بها وهذا فارق مهم بين أهل السنة والبدعة.ورحم الله الشيخ ابن عثيمين إذ يقول : "لا تعتقد قبل أن تستدل ، بل استدل أولا ثم اعتقد" ، فالله عز وجل هكذا أمرنا في كتابه الكريم بقوله : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) ، فأمر بالعلم قبل القول والعمل ، وهذا هو منهج أهل الحق ، أهل السنة والجماعة ، السلفيون ، الذين لا يحكون رأسهم إلا بأثر ، يقتفون أثر الدليل الشرعي ، فمتى وجدوه أخذوا به ، وإلا فلا يسلكون منهج أهل الأهواء والبدع.
ومن القواعد العملية الأتباع وهى أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والثانية هى التزكية وهى أن الأعمال الصالحة تزكى النفس والمعاصى تدسى النفس أى تقلل الإيمان فى النفس فالأيمان يذيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
قال . ماشى بكلامك ده يبقى أنا سلفى . ولكن ليه الأسماء أنا أرى أنها تفرق الأمة صح ولا ؟
قلت أولا كان فى بداية الاسلام يقال مسلم وكافر وظل هذا الى أن ظهرت بدعة المعتزلة, فأطلق المسلمون على أنفسهم أهل السنة والجماعة وأطلق على الأمام أحمد بن حنبل أمام أهل السنة والجماعة وكان هذا كافيا الى أن انتشرت البدع وأهلها وكثرت كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى يرويه الأمام أحمد وغيره من أهل السنن وصححه العلامة الألبانى رحمه الله " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ"
فكان على اهل المنهج الصحيح أن يتميزوا عن أهل البدع . والأسماء عموما كانت موجودة على عهد رسول الله ولم ينهى عنها فكان هناك مهاجرين وأنصار ولكن نهى صلى الله عليه وسلم عن التعصب للأسم دون الحق وسمى رسول الله التعصب للأسم دون الحق هنا بأنه دعوى جاهلية وأنها منتنة وهذا كان فى أحداث غزوة بنى المستلق.
قال : فيه أمر ثانى مهم أنتم ما كنتم تشاركون فى السياسة ولا حتى فى ثورة 25 يناير بلأنهم يقولون أنكم كنتم لا تخرجون على الحاكم ؟
قلت أولا أرد على مسألة الخروج على الحاكم .قال أهل العلم لا يجوز الخروج على الحاكم الشرعى ولكن ليعلم الجميع أن من لا يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس بحاكم شرعى والخروج عليه جائز ولكن هناك مصلحة ومفسدة فإذا كانت المصلحة أرجح من المفاسد فالخروج يكون فعال أما لو خرج الشباب وقام الحاكم بقتلهم كما هو المعتاد فى العصر الحديث فمن سيكون السبب فى موت شباب الأمة ومن ألقى بهم الى هذا الدمار.
أما مسألة ثورة يناير فبالله عليك لو خرج التيار الأسلامى من أو يوم وخصوصا السلفيين هل كانت ستنجح الثورة فاليوم نرى فى سورية بشار الغير أسد يتهم الثوار بأنهم سلفيين لكى يتعاون الغرب معه فى القضاء على الثورة بل أن الغرب بعد نجاح ثورة مصر وظهور التيار الإسلامى ترى فى مساعداتهم للثوار او التنديد بقتل الثوار فى اليمن وسورية لا أثر له لخوفهم من مصر أخرى وتيار أسلامى جديد .
وأما بالنسنة للمشاركة الأن فى العمل السياسى يجب أخى فى الله أن تعلم أن كل زمان ومكان له نظرة معينة ودراسة معينة والدين الإسلامى دين شامل لكل جوانب الحياة ولم يترك شيئا قال تعالى "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
فليس هناك فصل الدين عن الدولة ولا أى ترك للدين فى اى مسألة ولكن كان العمل السياسى فى الماضى وقبل الثورة محكوم عليه بالفشل وذلك لوجود الطاغية العلمانى مبارك ومن معه والدعم الغربى له فهم كانوا لا يتركوننا نتكلم فى دين الله ويعتقلون الملتزمين والدعاة فهل كانوا يتركوننا أن نشارك فى العمل السياسى ولو تركونا نشارك لألزمونا بالمشاركة حسب أعتقادهم هم وهذا لا يرضى الله ورسوله , أمابعد الثورة فالأمر مختلف لأن مساحة الحرية أصبحت أفضل وهذا من فضل الله علينا وعلى أهل مصر عموما وهناك سؤال اليس من حقنا كمصريين أن نشارك فى العمل السياسي أم هذا الحق مكفول للجميع إلا السلفيين وهل هذا عدل أم ديمقراطية حديثة أم ليبرالية قالوا نحتكم الى الصناديق والأغلبية وعندما أتت الاغلبية مع التيار الإسلامى قالوا تولع الديمقراطية ومش عايزينها .
قال : ممكن سؤال أخر ؟
قلت أتكلم حضرتك وأسأل ما تشاء فنحن أخوة فى الله .
قال : يقولون أنكم تكبرون وتضخمون المواضيع وتريدون خراب مصر ؟
قلت : مثل ماذا ؟
قال مثل موضوع كامليا شحاتة ؟
قلت : أولا ده دفاع عن الحق, العلمانيين والليبراليين ينادون بالحرية فنحن نعبر عن رأينا بحرية وبدون تخريب ومن يقول أن السلفيين مخربيين فهو كاذب لقد شرفنى الله أنى كنت فى الوقفة والمسيرة الأخيرة للأخت كامليا شحاتة ووالله ما حدث تخريب أو غيره ولم يوجه أى ألفاظ خارجة لا للنصارى أو غيرهم .
قال : بس دى أمرأة واحدة وعلشان واحده نخرب مصر؟
قلت : أولا قبل أن ارد على حضرتك أستحلفك بالله الأن أن ترد على سؤالى بالحق ولا تحيد عنه ؟
قال : حاضر.
قلت : لو ان كامليا شحاتة كانت أختك او امك أو مراتك أو بنتك كنت هتقول دى واحدة وفدى مصر؟
قال : عايز الحق والله لو بنتى أو أختى أو زوجتى أو أمى كنت أموت علشانها وعمرى ما أفرط فيها .ولكن فيه شريط مسجل ظهر لها هى وزوجها على قناة الحياة المسيحية وقالت فيه أنها على المسيحية ؟
قلت : بصراحة ده أستفزاز للمسلمين من جانب شنودة المستفز دائما فقناة الحياة قناة تسب الله ورسوله وعلماء المسلمين وهل أنتهت القنوات المصرية الوطنية لكى يتم بث التسجيل على قناة الحياة هذه ؟ ثانيا خرجت كامليا ونفت كل شىء وهذا يدل على أن هناك خطأ ما وأمر غريب فهى فعلا أسلمت والأعتراف موجود على قنوات مسيحية وبصوت القساوسة وكبار رجال الكنيسة وأعترافات أمن الدولة فلما تخرج علينا وتقول هذا الكلام فإما أحد أمرين أما أنها مغيبة أعلاميا ولا تدرى ما الذى حدث بالخارج من زوال الطاغية مبارك وأمن الدولة ومن أضطهدها وعذبها وأما انها تعرضت الى مسح للعقل بالعقاقير الغير آدمية وأقترح أن نطالب الجيش المصرى أن يقومون بوضع كامليا بعد الكشف الطبى عليها فى فندق معلوم وتترك شهر بعد معاملتها معاملة آدمية وكريمة وبعد ان تعلم أن ثورة يناير غيرت الكثير بفضل الله تعالى ومنته وكرمه علينا وتعلم أن المسلمين لم يتركوها ولن يتركوا أى مسلم جديد بإذن الله تعالى .
قال : وهل تظن أن الأعلام مسلط عليكم وهل هم يظلمونكم ولماذاوخصوصا أننا بعد الثورة وقد تم تغيير كل المسؤلين يعنى بصراحة مش ممكن تكونوا مزودينها شوية ؟
قلت : التغير لم يحدث فى الأنفس ولكن حدث فى القيادات الرئيسية للطاغية ومساعديه , وأن العلمانيين مازالوا مسيطرين على الأعلام والتعليم وغيره ولو حضرتك تعود بالذاكرة تجد أن الهجمة الشرسة على السلفيين لم تأخذ هذا المحمل إلا بعد ظهور نتيجة الأستفتاء وأن العلمانيين لم يتصورا يوما هذا الحشد العظيم للمسلمين فى مصر على قرار واحد فأحسوا بالخطر من السلفيين والتيار الأسلامى عموما .
قال : ممكن سؤال أخير لماذا لا ترضون بالحرية فى أن يكون رئيس الجمهورية مسيحى مصرى تنفيذا لمبداء المواطنة؟
قلت :أولا أى حرية فى العالم لها ضوابط وأرد على سؤالك بسؤال هل ترضى روما بأن يكون رئيسها مسلم او ترضى أمريكا بأن يكون رئيسها مسلم وهل تركت فرنسا المنتقبات حسب قوانيين الحرية المزعومة وسويسرا التى حذرت بناء المآذن وأمريكا التى تقتل كل يوم مسلمين بل إنهم هاجموا أوباما يوما بأنه يجامل المسلمين لأن أصوله مسلمة ومن المعلوم ان ابيه مرتد وانه على النصرانية فأين الحرية بالله عليك لما يريدون منا تطبيق مبادى لا يطبقونها هم فهذا يحيى الجمل ومنى مكرم عبيد وغيرهم لما لا يقبلون المنهج السلفى كشريك فى المجتمع ولما يهاجموه اليس هذا عكس ما ينادون به ,هم كاذبون ومحتالون والذى بيننا وبينهم الحوار والعقل ونحن بفضل الله نتحداهم جميعا فهم عاجزون حتى عن الحوار العادل معنا, هذه أخى بعض النقاط التى يتخذونها هجوما على السلفية وهم والله يهاجمون الإسلام ولكن يتخذون السلفية ذريعة لأنهم لو قالوا ان الأسلام هو السىء لقتلتهم الجماهير المسلمة ولكن هذا قولهم وحسبى الله ونعم الوكيل , فليصبر أهل الحق وليجاهدوا بالكلمة وبالعلم وليدعوا الناس الى دين الله فالله ناصر أهل دينه ولو كره المشركون والمنافقون.
قال: أخى شكرا لك على التوضيح ولى أسألة كثيرة وأريد توضيح أكثر ولكن فى وقت آخر والأن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.