اقتباس:
رسالة كلمنت الى ثيودور :
إلى ثيودور:
لقد فعلت حسنا في اسكات التعاليم الرديئة للكاربوكرات. لأنهم مثل "النجوم التائهة " المشار اليها في النبوءة , الذين يضلون عن الصراط المستقيم المُحدد بالوصايا الى قعر الخطيئة الجسدية اللانهائية .ففى الوقت الذى يتباهون فيه بالمعرفة عن خفايا الشيطان ,كما يدّعون, فأنهم لا يعلمون انهم يطردون انفسهم بعيدا الى "غياهب و ظُلمات الضلال". وبإدعائهم انهم احرار, فهم فى الحقيقة عبيد اذلاء لرغبات الجسد. فمثل هؤلاء البشر يجب مقاومتهم جميعهم بشتى الطرق.
لأنهم حتى لو قالوا شيئا صحيحا , فان من يحب الحقيقة لا يجب عليه ان يتفق معهم. لأن ليس كل الأشياء الصحيحة تعنى الحقيقة , ولا يجب حتى تفضيل الحقيقة التي قد تبدو حقيقية فى عيون الإنسان على الحقيقية البحتة حسب الإيمان.
الآن بالنسبة للأشياء التي يقولونها باستمرار عن انجيل مرقص الموحى به من الله. بعضها مزيف, والبعض الآخر حتى لو حوى بعض الحقيقة . فهي على أية حال لم تقدم بالشكل الصحيح. لأن الأمور الحقيقية عندما يتم خلطها مع تلك مع المزيفة فهى فى النهاية تُعتبر مزيفة و تصبح كما يقول المثل: " كالملح الذى يفقد طعمه".
بالنسبة لمرقص , فخلال اقامة بطرس في روما فقد كتب وصفاً لإعمال الرب. و لكنه , على أية حال لم يذكر كل الأعمال , ولا حتى لمّح للأعمال السرية , لكنه اختار ما كان يعتقد ان له فائدة فى تقوية ايمان الذين كانوا يتلقون الإيمان. لكن حين مات بطرس شهيدا . جاء مرقص الى الاسكندرية , حاملاً معه خواطره وملاحظاته و كذلك تلك الخاصة ببطرس , قام ( مرقص ) بنقل بعض الأشياء المناسبة من تلك الخواطر و الملاحظات إلى كتابه الذى سبق أن كتبه, تلك التي قد تفيد في التقدم نحو المعرفة.
وهكذا ألف انجيلا اكثر روحانية ليستخدمه من يبغى الكمال. لكنه على أية حال لم يتطرق إلى الأمور التي لا يجب النقاش فيها, و كذلك لم يكتب عن تعاليم الرب السرية الخاصة بالتفسيرات اللاهوتية. ولكنه زاد على القصص التي كان قد كتبها سلفاً , وبالإضافة الى ذلك , فأنه كمفسر لاهوتى تطرق إلى أمثلة محددة يعرف ان سبر أغوارها سيقود من يتلقاها الى الحقيقة المخفية من وراء سبعة حجُب.
لذلك , و في الخلاصة , فلقد اعد تلك الأمور, دونما إكراه أو إهمال حسب رأيي . و حين شارف على الموت , ترك مؤلفاته للكنيسة في الاسكندرية , حيث يتم حراستها بعناية كبيرة . وتُقرأ فقط لمن يتم إعدادهم لتلقى الأسرار العظيمة.
لكن بما ان الشياطين الشريرة تخطط دائما لتدمير الجنس البشري, فان كاربوكراتس, بتأثير من تلك الشياطين وباستخدام أساليب الخداع ,تمكن من السيطرة على أحد قساوسة الكنيسة بالإسكندرية وحصل منه على نسخة من الانجيل السري, و الذى قام بتفسيره طبقاً لعقيدته الكافرة التى تقدس الجسد , علاوة على ذلك ,قام بخلط الكلمات النقية والمقدسة بأكاذيب مخزية. ومن هذا الخليط خرج بتعاليم (الكاربوكراتية).
وبالنسبة لهم فكما قد قلت فيما سبق , لا يجب ان نفسح لهم المجال; و حتى حين يقدمون أدلتهم الكاذبة , فلا يجب أبداً ان نعترف ان هذا الإنجيل السري قد كتبه مرقص, و يجب ان ننكره حتى تحت القسم . ذلك لأنه لا يجب لكل الناس أن يعرفوا كل الحقيقة. و لهذا السبب فان حكمة الله لسليمان تقول " اجب الاحمق بما يساوى حماقته " تبرهن على أن نور الحقيقة يجب ان إخفاءه عن العقول الضالة التى لا يمكنها أن ترى تلك الحقيقة.
و مرة اخرى تقول ( الحكمة الإلهية ) , " سوف تُحجب الحقيقة عن كل من لا يمتلك عقلاً " و كذلك " دع الاحمق يمشي في الظلام " . و لكننا نحن " ابناء النور "تنورت أذهاننا عن طريق نور الروح الإلهية من الآتية من السماء. و حين تحل روح الله فيك فأنها تهتف " لقد أصبحت حراً" و " الأنقياء فقط هم الذين يستحقون الأشياء النقية".
و هكذا يا ثيودور , سوف لن اتردد في الإجابة عن أسئلتك التي سألتها , لأدحض تلك الاكاذيب بكلمات الانجيل ذاته, على سبيل المثال:
" بعد " وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ " (مرقس 10: 32).....وما بعدها , حتى " وبعد ثلاثة ايام سوف يقوم " (مرقس 8: 31):
يذكر الإنجيل السري هذا المقطع كلمة بكلمة:
( وجاءوا الى قرية (بيت عَنْيَا ) وإذا بامرأة قد مات اخيها كانت هناك. وجاءت وسجدت ليسوع قائلة له " يا ابن داود,ارحمني ". فانتهرها التلاميذ.فغضب يسوع منهم وذهب معها الى الحديقة حيث كان القبر. وفي الحال سُمع صوت بكاء عالي من داخل القبر. فدحرج يسوع الصخرة من امام القبر. و دخل حيث كان الشاب فمد يسوع يده وأقامه. فنظر الشاب اليه ( الى يسوع ) , وأحبه وتوسل إليه أن يبقى معه. ثم خرجا من القبر, و ذهبوا الى بيت الشاب, لأنه كان غنياً. ومرت ستة ايام قضاها يسوع. و أعطاه التعليمات بما يجب عليه أن يفعله, وفي المساء جاء اليه الشاب لا يرتدى شيئاً سوى ثوب خفيف من الكتان فوق جسده العاري. و بقى معه تلك الليلة كى يُعلمه يسوع اسرار الملكوت الإلهى .و حين استيقظ يسوع , عاد الى الجانب الآخر من نهر الأردن.
وهذه الكلمات تتبع النص , " و وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا " (مرقس : 10:35) إلى آخر هذا المقطع .
لكن " رجل عاري مع رجل عاري " والأشياء الاخرى التي كتبت عنها لي , ليست موجودة. وبعد الكلمات "وجاءوا الى أريحا" (مرقس 10 : 46), يضيف الانجيل السري فقط ," وأخت الشاب الذي احبه يسوع كانت هناك , مع امه و سالومه , لكن يسوع لم يستقبلهم " لكن اشياء كثيرة مما أتيت على ذكرها يبدو لى أنها و بالفعل مجرد أكاذيب.
فماذا يُمكن أن ننتظر من أتباع تلك الكلاب النابحة و جحوش الفراء الناهقة ...... أولئك الذين يدّعون أنهم يتبععون الحق و لا يتوانون عن إرتكاب جريمة الحنث باليمين لإخفاء شذوذ معبودهم الذى رفعوه لدرجة الألوهية ليس لشيئ إلا من أجل تكريس مافيا إسترزاقية دينية كل همّها هو إجتذاب المزيد من العبيد المُضللين ...... أو من يُسمونهم بالخراف ! ...... و كأى راعى خراف ..... فإن المزيد من الخراف تعنى المزيد من القوة و السيطرو الأيضاً .... الثروة !