متحف الفن الإسلامي في الدوحة..« 1400» عام من التاريخ الإسلامي
http://sub3.rofof.com/img4/07pxnli28.jpg
https://pv316a.bay.livefilestore.com...A/Si046288.gif
متحف الفن الإسلامي في الدوحة..« 1400» عام من التاريخ الإسلامي
http://www.tishreen.info/images/sa02-12-11/cu002.jpg
دمشق - ثقافة وفنون
السبت 12 شباط 2011
عزيزة السبيني
لا يفوتك وأنت في الدوحة أن تقوم بزيارة إلى متحف الفن الإسلامي لترى كم كان الإنسان في الماضي جميلاً وكم كان مبدعاً ومتحضراً يعرف قيمة الحياة وقيمة الوقت .
الزيارة إلى متحف الفن الإسلامي على شاطئ الخليج تعني زيارة لولوج تاريخ الإنسانية قبل آلاف السنين، وزيارة إلى عمق ثلاث قارات، إنها رحلة عبر أزمنة وأماكن قد تغير من نمط تفكيرك وتضيف إلى معلوماتك.
يعد متحف الفن الإسلامي من أحدث المتاحف الإسلامية على مستوى العالم بالنظر إلى تصميمه وحداثته والتكنولوجيا الفائقة المستخدمة فيه حيث يجمع بين طوابقه الخمسة شواهد أثرية ثمينة جمعت من ثلاث قارات، وإسبانيا والهند وإيران تعود إلى حقب ما بين القرنين السابع والتاسع الميلاديين أي إن هذا المتحف الذي يزين كورنيش الدوحة، متلألئاً كأحد الصروح المعمارية التي تجمع بين حداثة المكان وأصالة الزمان، عبر تاريخ اختصر 1400 عام من التاريخ الإسلامي والحضارة الإنسانية في هذه القطع الفنية والأثرية التي تزين جدرانه.
وتسعى دولة قطر من خلال هذا المتحف إلى أن تكون منارة عالمية وحاضنة ثقافية وتراثية. حيث تمثل مقتنياته مجموعة متنوعة من الفن والآثار الإسلامية، تتراوح ما بين الكتب والمخطوطات وقطع السيراميك والمعادن والزجاج والعاج والأنسجة والأخشاب والأحجار الكريمة والقطع النقدية المصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز والحرير والسجاد الإيراني، تاريخ بعضها يعود إلى فترة ما قبل الإنسان وبالتحديد إلى العهد الساساني، ويرجع تاريخ أحدثها إلى العهد الصفوي مروراً بالعهد الأموي والعباسي، وفضلاً عن ذلك، فإن المتحف يضم مركز أبحاث ومكتبة كبيرة تحتوي أهم الكتب والمخطوطات التي تؤرخ للفن الإسلامي.
http://www.tishreen.info/images/sa02-12-11/cu002-1.jpg
المتحف الذي يقف شامخاً على كورنيش الدوحة كتحفة معمارية رائعة ومنارة ثقافية عالمية تبلغ مساحته 45000متر مربع فوق جزيرة صناعية، تمَّ ردمها على شكل لسان هلالي يوفر لها الحماية من مياه الخليج شمالاً، ويحجب المباني الصناعية من ناحية الشرق، والمثير في مبنى المتحف الذي صممه الصيني المهندس«آيوة منج بي» وهو من أشهر المصممين على مستوى العالم أن جزءاً منه يقع تحت الماء والجزء الآخر فوق الأرض، وهذا يتطلب السير فوق جسر شيد فوق الماء للوصول إلى المتحف، وبهذا نجد المتحف يختلف في تصميمه عن بقية المتاحف الموجودة في العالم بما فيها، متحف الفن الإسلامي بالقاهرة صاحب المئة عام، وكذلك متحف الفن الإسلامي في تركيا وغيرها من المتاحف المناظرة له في العالم العربي الإسلامي، والمثير أيضاً، في المبنى الديكورات التي صممها الفرنسي«ويلموت» الذي صمم كذلك المعارض التي تتضمن مقتنيات المتحف وفاترينات العرض هذا كله يعطي للزائر انطباعاً من الوهلة الأولى، بأنه يعيش خلال الزيارة في القرون السابع والثامن والتاسع الميلادي، كما روعي عند تصميم القبو أن يحتوي على جميع الخدمات الكهربائية والميكانيكية التي تخدم المتحف، فيما يتضمن الطابق الأرضي المدخل الرئيس، وخصص للعرض المؤقت، أما الطابقين الثاني والثالث فقد تمَّ تخصيصهما للمعارض الدائمة، بينما تضمن الطابق الرابع قاعات للمحاضرات، وأخرى للعرض، وأما الطابق الخامس فقد تمَّ تخصيصه لبعض المكاتب الإدارية، وترتبط بالمتحف حدائق ومساحات خضراء، وتبلغ مساحة الحديقة الرئيسية نحو 250ألف متر مربع زرعت بأشجار النخيل لتدل على القوة والشموخ وتراث هذا البلد، فضلاً عن مرفأ مخصص لاستخدام الزوار تضيئه مصابيح يبلغ ارتفاعها 20 متراً يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة عبر المياه ويؤدي كل درج ومصعد إلى حديقة خارجية يكتنفها ضباب رقيق، ويضمُّ المتحف مركزاً تعليمياً مكملاً لأنشطة تقدم الدعم للمدارس ويوفر التسهيلات للأبحاث والدراسات بداخل دولة قطر وخارجها، كما يشمل غرفاً للقراءة.
أما القطع الفنية الثمينة الموجودة بالمتحف تنتمي إلى المدرسة الفنية الإسلامية نظراً لما احتوته من نقوش ورموز تعود بجذورها إلى فنون الدول والإمبراطوريات التي دخلها الإسلام ويرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي. وما زالت هذه القطع في مجملها تشكل أعمالاً فنية رائعة وضعها الفنان ووضع فيها لب تجربته الجمالية والإنسانية والثقافية لنقش الأشكال وصناعة بعض التمازجات والتكوينات الجذابة التي تشهد على سعة الصدر والصبر وقدرة الفنانين العرب على الإبداع وإثراء التاريخ والحضارة الإنسانية بأعمال فنية مدهشة وجميلة تظل باقية بيننا شاهدة على الماضي وتحكي تاريخ الحضارات.
وقد تنوعت مصادر القطع الحريرية الموجودة بالمتحف واستخداماتها في العصور القديمة وهنالك قطعة من خيمة إمبراطورية شغلت بالحرير وكتبت عليها بعض الآيات القرآنية، إضافة إلى قطعة رداء منسوج بخيوط الحرير والذهب، وفي كل هذه القطع والمعروضات تبدو الدقة المتناهية في تكوين وتمازج الألوان والأشكال المستلهمة من الطبيعة.
وبعد أن أصبحت الدوحة مركزاً عالمياً للمؤتمرات والندوات، أصبح متحف الفن الإسلامي مقصداً مهماً للزوار بل جزءاً أساسياً في برنامج هذه المؤتمرات حيث تنظم لهم الزيارات من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا، وأرجع البعض هذا التوافد الكبير من الزوار من الداخل والخارج لتفرد المتحف على مستوى العالم بالعديد من الكنوز والقطع الفنية والأثرية التي تحكي التاريخ الإسلامي على مدى 1400سنة جذبت ببريقها وعبقها التاريخي والحضاري الزوار من كل أنحاء العالم.
كل هذا ما يجعلنا نقول إن متحف الفن الإسلامي «تألق» كثيراً في فترة قصيرة إذا ما قيس بالمتاحف العربية والعالمية، جاعلاً من الدوحة منارة للفن والمعرفة والإبداع الذي لا ينضب.
http://cb.amazingcounters.com/counte...7493&c=8482792
http://www.tishreen.info/images/logo.jpg
