تخريج حديث نسج العنكبوت علي فم الغار في حادثة الهجرة

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺑﻌﺪ ,
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ } ﻭﺇﺫ ﻳﻤﻜﺮ ﺑﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻴﺜﺒﺘﻮﻙ { ﻗﺎﻝ ﺗﺸﺎﻭﺭﺕ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺄﺛﺒﺘﻮﻩ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﻕ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻞ ﺍﻗﺘﻠﻮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻞ ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻓﺎﻃﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻐﺎﺭ ﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﺤﺮﺳﻮﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺤﺴﺒﻮﻧﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺛﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻋﻠﻴﺎ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻜﺮﻫﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻳﻦ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻓﺎﻗﺘﺼﻮﺍ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺧﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺼﻌﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻤﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎﺭ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮ ﺩﺧﻞ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻤﻜﺚ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ ,
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ )1/348( ,ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ )12155( ,ﻭﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻻﺛﺎﺭ )5125(,ﻭﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ )13/191(,ﻭﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ )54( ,ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ )11/136(,ﻭﺍﻟﺒﻮﺻﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﺗﺤﺎﻑ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺮﺓ )5235(, ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺭﻱ ﺃﻥ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﻣﻮﻟﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﺬﻛﺮﻩ ,ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﺧﻼ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺻﺪﻭﻕ ﻳﺮﺳﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻼ ﺣﺠﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ
ﺷﺎﻫﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭﻭﺛﻘﻪ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ﻓﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ,ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻣﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺛﻖ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ
ﺟﺮﺣﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻳﺤﻴﻲ ﻭﺫﻛﺮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻻ ﻣﻌﻤﺮ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﺧﻴﺮﺍ . ﺍﻧﺘﻬﻲ ,ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻻ ﻣﻌﻤﺮ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻣﺘﻌﻘﺐ ﺍﺫ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ
ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻛﺬﺍ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺰﻱ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻢ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻣﺼﻨﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺑﺼﻴﻐﺔ
ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﺎﺭﻱ ﺑﺪﺭ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺃﻟﻬﻢ ﻭﻋﻠﻢ ,ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ :ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻣﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻟﻢ
ﺃﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺣﺎ ﺍﻻ ﻗﻮﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﺎﻛﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺎﺅﻭﻁ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻠﻤﺴﻨﺪ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻨﻜﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺬﻛﺮﻩ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ,ﺃﺿﻒ ﺍﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻌﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ,ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﻟﻪ ﺑﺠﺮﺡ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ,ﻓﺎﻻﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ , ﻭﺍﺫﺍ ﺿﻢ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺮﺳﻞ ﻋﺮﻭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ )5/389(, ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻣﺮﺳﻼ ,ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﻮﺓ ﻭﺍﺭﺗﻘﻲ ﺍﻟﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ,ﻭﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺮﺳﻞ ﺍﺧﺮ ﻣﺮﻭﻱ ﺑﺎﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻣﺮﺳﻼ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺨﻔﺎﻑ ﻭﺑﺸﺮ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻲ ﺗﻀﻌﻴﻔﻪ , ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ )7/236(, ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ ,ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ )2/239( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ
ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻋﻠﻲ ﻓﻢ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ )1/323(, ﻭﻗﺪ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺎﺅﻭﻁ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
لي ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ _ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺘﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷﺑﻲ ﻧﻌﻴﻢ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻋﺰﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻷﺑﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻧﻌﻴﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ _ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ _ وتابعه الألباني _رحمه الله _ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ؛ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺍﻟﻤﻜﻲ ،ﺛﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺎﺟﺸﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ _ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ _ﻓﺬﻛﺮﻩ ،ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﺁﻓﺘﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﺃﻧﻘﻞ ﻟﻜﻢ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ؛ﺿﻌﻔﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ ﺯﺭﻋﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻭﻗﺎ ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺷﺮﻭﻃﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﻓﺤﺮﻙ ﺭﺃﺳﻪ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻭﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺷﺮﻭﻁ ؟،ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻛﺎﺳﺐ ،ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻛﺎﺳﺐ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺊ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻀﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ؛ ﺛﻘﺔ ، ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺊ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ ،ﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ ؟ﻗﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩ ،ﻗﻠﺖ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺛﻘﺔ ؟، ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻲ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻧﻜﺮﻧﺎﻫﺎ ﻓﻄﺎﻟﺒﻨﺎﻩ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ ﻓﺪﺍﻓﻌﻨﺎ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻣﻐﻴﺮﺓ ﺑﺨﻂ ﻃﺮﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺍﺳﻴﻞ ﻓﺄﺳﻨﺪﻫﺎ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻭﺑﺮﻭﺍﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ،ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻏﺮﺍﺋﺒﻪ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻧﻘﻒ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻭﺣﺎﻟﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻟﻢ ﻧﺮ ﺇﻻ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺻﺪﻭﻕ ،ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻤﻦ ﺟﻤﻊ ﻭﺻﻨﻒ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻟﻴﺲ ﺧﻄﺄ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺤﺶ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ، ﻓﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺃﻳﺪﻩ ﺑﺠﻨﻮﺩ ﻟﻢ ﺗﺮﻭﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻠﻜﻨﺎ ﻣﺴﻠﻚ
ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﻨﺎﻩ ﺁﻧﻔﺎ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻔﺴﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻣﻘﺎﺗﻞ ﺇﺫ ﻗﺎﻻ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﺃﻧﻪ ﺻﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻛﻴﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺛﻢ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﺼﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ، ﻗﻠﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻤﻊ ﺣﺴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﺭﺿﺎ ﺃﺻﻼ ، ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺣﺘﻲ ﺭﺣﻠﻮﺍ ، ﻭﺣﻜﻲ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺼﺔ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻲ ﺑﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻘﺒﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .