لكل من يؤمن بالخطيئة الاولى والتجسد والفداء أن يجيب خمسة أسئلة حاسمة .
في أحد المواضيع التي كتبها أخونا العضو ( الونات ) .... جزاه الله كل الخير .
طرح سؤالان هامان أحدهما خاص بالخطيئة الاولى والاخر خاص باثبات مشاركة صالبي يسوع بخطة ارادة الرب من عدمها .
وقد طرح أخي الونات الموضوع مشكورا متسائلا بذكاء ومعتذرا عن ضعفه الاملائي في الكتابة ..... فكانت قيمة الموضوع والتساؤل طاغية على كل ما يعتذر عنه من اخطاء املائية ....
واثناء غيابه عن المشاركة لظروف ما .... دخل أحد الضيوف النصارى وهو الفاضل ( الحياة الافضل ) وتمت المشاركة بيني وبينه بالشق الاول .... وبعد وصولي معه لعرض خمسة اسئلة هي حصيلة اخر ابحاثي .... أجاب مشكورا على ظاهرها وليس لبها .... فوضحت له الامر .... ولكنه غاب عن المشاركة واتمنى ان يكون هذا الغياب خيرا الى الان ..... ومتمنيا ان يعود لاجابة استفسار أخي الونات الثاني والذي لم ينل الاجابة عليه حتى لحظة كتابتي لهذه الكلمات .
فان بعد ظهور اخي (الونات) ثانية .... شكر الجميع على المشاركة .... ومطالبا الرد على الشق الثاني من موضوعه والذي اعتبره أيضا في غاية الاهمية ومن باب الذكاء بالطرح .....
ورغبة مني باحياء نتيجة بحثي بموضوع مستقل مما يتيح معه الاستقلالية لطلب أخي الونات باجابة سؤاله الثاني .....
ها أنا أعرض الاسئلة الخمسة مرة اخرى بموضوع مستقل ..... متمنيا من أى عضو نصراني المشاركة بتوضيح قناعته بعقيدتنا .... لا سيما اني أجزم أن اجابة تلك الاسئلة بتركيز سوف تؤدي الى حقيقة لا مناص منها وهي :
ان خطيئة ادم واثرها على التجسد والفداء ليست مقنعة البتة ..... والدليل سيكون باجابة الاسئلة الخمسة .....
والاسئلة الخمسة هي :
السؤال الأول : أؤكد لكم أن الخطيئة الاولى خرجت من ادم ولم تدخل اليه . فهل توافقوني؟
هذا السؤال مغزاه .... ان ادم لم يغير من طبيعة خلقه شىء ليستوجب فداء الجنس البشري من دخول خطيئة على جيناته .... فادم قبل أن يخطىء تم خلقه على طبيعة هي نفس طبيعة حفيدي الذي سيولد مستقبلا ( بطبيعة غير معصومة مهيئة للخطيئة بقدر حريته ليختار بما هو أصلا فيه ) .... فكيف تقولون ايها النصارى أن ادم ادخل الخطيئة عليه وعلى نسله ؟
هل تقصدون دخلت على جيناته ؟ أليس ذلك تبديل لخلق الله بفعل بشر ؟ هل ادم بالخطيئة يخلق فيه خلقا جديدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الثاني : أؤكد لكم أن النص الذي سأورده من سفر التكوين يؤكد ان الله لا يمكن أن يهلك البار مع الاثيم . فكيف يلحق به لعنة يسحق ذاته لاجلها ، والنص هو :
هذا النص من العهد القديم الذي تؤمنون به الى اليوم ....
تكوين 18 / 23 : ( فتقدم ابراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم ؟ عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة ، أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه ؟ حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر ، أن تميت البار مع الأثيم ، فيكون البار كالأثيم . حاشا لك ! أديان الأرض لا يصنع عدلا ؟ ) .
هذا كلام ابراهيم النبي وهو يمجد عدل الله واستنكاره أن يهلك البار والأثيم على حد سواء .
يمكنكم ان تقرأوا رد الله الديان العادل بعد هذا النص مباشرة ....
فما قال له : ان الكل خاطىء بخطيئة ادم في عين الرب مهما فعلوا وبروا .
هذا جواب الرب في كتبكم التي تؤمنون بها وليس كما قال لكم بولس عن الخطيئة الاولى (تلك القصة الغريبة على عدل الله) :
هذا رد الرب .... رب بولس :
تكوين 18 / 26 : ( فقال الرب : ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة ، فاني أصفح عن المكان كله من أجلهم ) .
الله .... ما اجمل هذه الكلمات التي تنم عن رائحة الحق بعدل الرب وميله للصفح دون اهانة وسحق ذاته !
هذا عدل الرب .....
ما قال لهم بالمسيح المصلوب يكون الصفح والفداء ....
ان البار عند الله له كرامة بدون أن يسحق الرب ذاته ويصلب نفسه .....
الرب عادل يا عزيزي (الحياة الأفضل) ويا كل من امنوا بانه ليس كذلك ....
أعدل من أن يظلم نفسه من أجل خطاة يستمرون بخطيئتهم .
وأعدل من أن يهين قدسية الرب في عيون البار لأجل ان الرب يساوي البار بالأثيم لان ذلك البار ما كان له الارادة حين أكل الجد ادم من الشجرة المحرمة أو وما هو بحاجة بسحق الرب لذاته بل لصفح الرب وقدسيته المستمرة !
اذا كنتم توافقوني على ذلك فأى لعنة أراد الله فداء البار منها اذا كان لا ينوي اهلاكه باتفاقنا ان ديان الارض عادل . بموجب نص سفر التكوين .
السؤال الثالث : أسألكم بالله عليكم ، ايهما الاقدر الله أم ادم ؟ الله خلق .... بشر غير معصوم .... خلقه حرا ليختار بارادته .... بين الخير والشر .... وجاءت لحظة الخطأ الاول .... أكل من الشجرة ....
هل بلقمته تلك .... استطاع تبديل خلق الله له ؟؟؟؟!!!!!
طبعا هراء .... فانه لازال ضمن طبيعته .... فكروا ....
هل ادم يستطيع تغيير خلق الله بخطيئة ؟؟؟؟؟؟
ادم لم يخلقه الله معصوما .... فماذا تغير يا بشر على طبيعتكم المخلوقة ؟
أطاع ادم أم عصى .... ستظل طبيعته وجيناته تابعة لمشيئة الله وباقية كما خلقها الله .... وما كان لادم ولا لكل نسل ادم ولا لكل خطايا بني ادم الى اليوم أن يغيروا خلق الله .... وما المسألة الا اختيار .... ولو كان البشر كلهم خطاة فذلك اختيارهم ضمن طبيعتهم .... و لو كان بارا واحدا بين كل الخطاة فقد أقام البر باختياره وهو ضمن طبيعته ..... وسيجزيه الله خيرا ولن يشمله باكثرية العصاة ولو كان بينهم وحيدا مرضيا في عيون الرب .
السؤال الرابع : ان كنت تقولون أن الله لا يهمه ان عبده العابدون أو عصاه العاصون .... فالأولى بكم ان تقولوا أن قدسية ربكم لا يمكن ان ينال منها اى شىء ، فمحبته تأتي من قدسيته وليس سحق ذاته سواء أكل ادم من الشجرة أو أخطأ الخطايا الى اليوم أو استثنى الشجرة أوأطاعه للابد . فكيف تكون اهانة القدسية دليل محبة مع ان روعة المحبة أن تنالونها من قدسية لا تنقطع ولا تهان ؟
فمن كان بحاجة الى سحق الرب لذاته ....
هل هو الرب .... أم البشر ؟؟؟؟؟؟؟
سؤال لو تمت اجابته ستحسمون الحق باختياركم له .
السؤال الخامس : اذا كان الرب لا يهمه ولا تمجده أفعال البشر وخلقهم أحرار ، فلماذا لا يتركهم أحرار الى النهاية ليختاروا جنتهم ، لماذا يعذبهم ، ماذا يؤثر به عذابهم ، ولماذا أعد النار لمن أراده حر ، أليس هذا دليل على وجود غاية الاختبار من يوم خلق الله لادم . بدليل انه لو كان الامر حرية دون تخطيط لحياة اختبار .... فكيف يكون الرب عالما بخطيئة ادم قبل ان يخلق ادم .... ثم يكون الرب حرا بخلقه غير معصوم .... وهو يعلم أن ادم سيأكل من شجرة الموت .... ثم بعد ان يخلقه لا يسكنه بجانب محبته في جنة السماوات ..... بل على جنة الارض (كما تدعون) .... ويضع بين اشجار الجنة شجرة الموت التي كان يعلم الرب انها ستكون السبب في خطيئة ادم ....
فكيف ترك الرب ادم ليخطىء .... ووضع السبب له ليسكن حوله ..... وهو يعلم كل ما سيحدث ..... ان الامر حسب شريعة الاسلام اختبار .... فخلق الجنة والنار .... ليست رابطا مع احرار .... بل حرية مقيدة بالتزام في الشريعة ..... فلماذا تجعلون الحرية تتضارب مع وجود الاختبار وفرض العبادة من الله على مخلوقاته ؟
هذه اسئلتي الخمسة مع شرح عليها لايضاح مغزاها ....
أتمنى المشاركة من أحد الضيوف النصارى .....
واني على العهد دائما باحترام من يبادلنا الاحترام .....
هدفي حوار مهذب مفيد .... يكون نموذجا لحسن التعارف على عقائد الغير وقناعاتهم في باب حوار الاديان .....
اتمنى تلبية الدعوة من أحد ضيوفنا النصارى الاعزاء ....
مثلما بدأ معي .... ضيفنا العزيز ( الحياة الافضل ) .... والذي غاب عن الحوار متمنيا ان يكون المانع ما زال خيرا ..... فقد شكرته لاخر لحظة على اهتمامه باستمرار حوار هادف ومهذب ..... وارحب بكل مشارك جديد وله مني ما يقتضيه الاصول بما يخدم الافادة والفهم ومتعة الحوار الهادف والمهذب .
بانتظار المشاركة ....
فالموضوع يستحق لأن الحياة الابدية تستحق ....
أطيب الأمنيات لكم بحسن التفكير وخير الهداية من نجم ثاقب ( طارق) .:hb:
