تنظيم دولي* يجمع المنظمات القبطية المشبوهة - جريدة الأسبوع
آلاء حمزة
ما إن أمرت نيابة أمن الدولة العليا باستمرار حبس المتهمين في قضية* 'منظمة مسيحيي الشرق الأوسط*' بعدما ألقت أجهزة الأمن القبض علي عناصرها مؤخرا،* حتي نشطت الجهود الحثيثة التي تبذلها منظمات قبطية مشبوهة للإفراج عن المتهمين،* الذين وجهت لهم اتهامات ب'ازدراء الأديان،* وتحريف آيات القرآن الكريم،* وحيازة وثائق ومنشورات من شأنها الإساءة للوحدة الوطنية'.
وشرعت تلك المنظمات* (المتنافسة علي الدعم واستقطاب الرأي العام القبطي في مصر*) في تفعيل التوصيات التي انتهت إليها مؤتمرات قبطية سابقة علي مدار السنوات القليلة الماضية،* لاسيما مؤتمر* 'مونتريال*' الذي عقد في فبراير* 2006،* ومؤتمر* 'واشنطن*' المنعقد في* 2005* ،* عبر الدعوة لتدشين اتحاد قبطي عالمي* يجمع مختلف المنظمات القبطية المعنية علي حد زعمهم*- بتغيير الأوضاع الصعبة التي* يتعرض لها الأقباط في مصر*(!!) وأن العضوية فيه سوف تكون مفتوحة للمنظمات القائمة أو من* يرغبون في عضويته بشكل فردي*.
تنظيم دولي
وتشير المعلومات إلي أن الاتحاد الجديد سوف* يضم في عضويته عدة منظمات*: منظمة أقباط الولايات المتحدة التي* يترأسها مايكل منير*..والهيئة القبطية الأمريكية بقيادة ميلاد اسكندر*..ومنظمة مسيحيي الشرق الأوسط برئاسة نادر فوزي*..والهيئة القبطية الكندية برئاسة سليم نجيب*..ومنظمة الأقباط متحدون بقيادة عدلي أبادير*..وأقباط المملكة المتحدة*..والتجمع القبطي الأمريكي بزعامة كميل حليم*..والأقباط الأحرار*..و الأقباط متحدون ببريطانيا*..وصوت المسيحي الحر*.. والاتحاد القبطي الأمريكي برئاسة موريس صادق*..والهيئة القبطية الأوربية*.. والكتيبة الطبية ومقرها بكنسية السيدة العذراء والبابا كيرلس بعزبة النخل بالقاهرة*..والهيئة القبطية بكاليفورنيا*..و الهيئة القبطية الأسترالية القانونية المنتخبة*..والهيئة القبطية الأسترالية*..والمجلس المركزي لأقباط ألمانيا*..وهيئة أقباط فرنسا*..والهيئة القبطية الأوربية*..ومركز الكلمة بالقاهرة*.. والاتحاد المصري لحقوق الإنسان بالقاهرة* ...).
وأكدت المصادر أن الاتحاد المزمع إنشاؤه سوف* يضم شخصيات قبطية تنضم للاتحاد بصفتها* (مجدي خليل*..مدحت قلادة*..ناهد المتولي*..القمص المشلوح زكريا بطرس*..وليم الميري*.. إبراهيم حبيب*....).
محور الشر
واتجهت الأطراف لتشكيل التنظيم الجديد بعد الخطوات الدرامية التي ترتبت علي إلقاء القبض علي الدكتور* 'عادل فوزي*' ممثل منظمة مسيحيي الشرق الأوسط بمصر ومساعده* 'بيتر عزت* '،* حيث اعتبرت قيادات المنظمات القبطية في الداخل والخارج أن العملية بمثابة رسالة تخويف لأقباط المهجر حتي* يتراجعوا عن مواقفهم المناهضة للنظام المصري ويوقفوا حملاتهم المساندة لإخوانهم الأقباط* (!!) في الداخل*.
والفكرة الجديدة سبق طرحها عبر عدة تحالفات تمت بين منظمات قبطية في المهجر ربما أهمها* (اتحاد التجمع القبطي الأمريكي مع الأقباط الأحرار*.. والاتحاد العالمي للهيئات القبطية في أمريكا وكندا واستراليا وأوربا*.. والإتحاد القبطي الدولي بقيادة الفونس قلادة*.. وتحالف منظمة أقباط الولايات المتحدة مع* 'الأقباط متحدون*'.. وشراكة ناهد المتولي مع زكريا بطرس اللذين كونا شبكة عالمية للتنصير عبر الإنترنت*).
علي أن هذه التجمعات سرعان ما تفككت بسبب حالة التناحر التي تعيشها قيادات هذه المنظمات الراغبة في الظهور والسيطرة علي منابع التمويل*.
تفعيل المزاعم
وفي الوقت الذي أكدت فيه المعلومات أن الاتحاد القبطي العالمي* (الجديد*) سوف* يضع علي رأس أولوياته الهجوم الشرس علي الدين الإسلامي ومؤسساته في العالم الاسلامي،* خاصة في مصر،* وشن معركة إعلامية* - سياسية ضد النظام المصري عبر اللعب بورقة الأقباط وتوظيفها سياسيا،* فقد وضعت الأطراف المعنية بتفعيل الاتحاد القبطي خطة عمل مشتركة تقسم فيها الأدوار بين أقباط المهجر وعناصر قبطية مصرية تقوم علي*:
** كشف تعصب الإسلام والمعاناة القبطية المترتبة عليه،* وكشف مساوئ الشريعة الاسلاميه وكيف أنها تدفع المسلمين إلي اضطهاد أصحاب الديانات الأخري*!!
** فضح* 'الإرهاب الإسلامي*' وتوضيح أهدافه عبر التعاون مع المسلمين الذين* يؤمنون بالعلمانية و بحرية الفرد كاملة* .
** تحريك الأقباط في الداخل ومساندتهم في تشكيل تجمعات وفرق عمل تنخرط في الحياة العامة* .
** أن* يكون التحرك بالتنسيق بين الداخل والخارج و* يكون علي مستويات مختلفة فمثلا الاتجاه المتشدد* يمارس الضغط علي النظام ويعمل علي فضح الإخوان المسلمين* ( وهذا العمل مناسب لأقباط المهجر* ) والاتجاه الآخر هو الاتجاه المفاوض الذي* يحاور وينادي بحل وطني وهذا الدور* يناسب العقلاء من الداخل* .
** الربط بين مشاكل الأقباط و الفكر الارهابي الاسلامي مع الترويج علي أن الوضع في مصر* يجب أن* يقلق العالم اجمع لأن مصر هي إحدي اكبر الدول المصدرة للفكر الارهابي*.
** جمع معلومات عن تواجد جماعة الإخوان المسلمين في الدول الغربية وشن حملة لكشفهم أمام العالم اجمع مع محاولة الربط بينهم وبين النظام المصري والكلام عن وجود تحالف* يقوم علي المنفعة المتبادلة بينهم ضد مصلحة أقباط الداخل* .
** عمل علاقات مع جميع المنظمات المدنية المصرية والعربية في الخارج ومحاولة استكشاف نواياهم ومواقفهم* .
** توثيق العلاقة مع منظمات صهيونية بشكل* غير مباشر،* وتبني خطط مشتركة للعمل ضد الدين الاسلامي* .
** التركيز في الحملة ضد الإسلام علي أنه دين متطرف،* مع توضيح أن هناك مسلمين مستنيرين* يرفضون هذا الفكر المتطرف ويدافعون عن الأقباط* ،* فهذا* يظهر مصداقية الاتحاد ويعطي للمجتمعات الغربية أملا في انه* يمكن أن* يكون هناك حل للمشكلة لأن رسم صورة سوداء بدون بعض النقاط البيضاء* يصيب المستمع باليأس ولا* يدفعهم للمساعدة والتعاطف* .
** فضح النظام المصري عبر وسائل الإعلام المختلفة بشرط أن* يكون هناك ذكاء في التعامل مع الحكومة والتصعيد ضدها في الوقت المناسب* .
** التشهير بأي حادثة ضد أقباط مصر وتوضيحها للعالم الغربي علي أنها اضطهاد ديني* .
أدوار محليه
وتشمل خطة العمل أيضا دورا* يقوم به أقباط مصر من النشطاء السياسيين المؤمنين بملف اضطهاد الأقباط عبر*:
** بناء كيان سياسي للأقباط في مصر* يكون له وزن بين جميع القوي السياسية بحيث تحاول هذه القوي كسب وده والتفاوض معه*.
** حث الأقباط علي استخراج بطاقات انتخابية والمشاركة بقوة في الحياة السياسية* .
** محاولة إنشاء فرع لمركز الكلمة في كل محافظة خاصة محافظات الصعيد* .
** محاولة إقناع خدام الكنيسة بالعمل علي تشجيع الشباب للانضمام إلي مجموعة العمل وتحميسهم من خلال التشديد علي أن العمل للوصول إلي مجتمع حر ديمقراطي هو أيضا عمل ديني بجانب انه عمل وطني*.
** التواصل مع الشباب في الكنيسة و بيوت الطلبة والجامعات* .
** الاشتراك في حركة كفاية وعدم تركها للإخوان المسلمين*.
** إقامة علاقة قوية مع حزب من الأحزاب العلمانية التي تؤمن بمبدأ المساواة مثل حزب مصر الأم تحت التأسيس،* وعمل فروع لهذه الأحزاب في المحافظات وحث المسيحيين علي الانضمام لها*.
** دفع أقباط الداخل نحو المطالبة بحقهم في بناء وترميم الكنائس* .
استعادة مصر*!
وهناك عدة وسائل وأدوات رصدها أقباط المهجر لتنفيذ مخطط استعادة مصر كما* يزعمون أهمها*:
** الاستعانة بالدراسات القانونية التي توضح مظاهر التفرقة في الدستور المصري بين المسلمين والأقباط،* وعمل دراسة اجتماعية توضح اضطهاد الأقباط في المزايا الاجتماعية* ،* ودراسة تحليلية تكشف أن هذا الاضطهاد هو اضطهاد نابع من التطرف الدين* .
** ترجمة هذه الدراسات إلي اللغات الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية والاسبانية لتسويق ما فيها*. * تجمع هذه الدراسات في كتاب ويرفق بها عدة حلول مقترحة من وجهة نظر أقباط الخارج وتنشر علي المواقع الإلكترونية في شكل ملف* يسهل تصفحه أمام الجميع* .
** يوزع كتاب* 'المضطهدون*' الذي أعدته منظمة مسيحيي الشرق الأوسط في* 230* صفحة وترجمته إلي اللغة العربية في المحافل الدولية وعلي منظمات المجتمع المدني العربية والغربية مع وضعه علي شبكة المعلومات الدولية ليكون متاحا للجميع الاطلاع علي معاناة الأقباط*.
** إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية علي جميع المواقع القبطية ترصد جميع الاعتداءات التي تحدث بحق الأقباط مع الاهتمام بنشر التاريخ،* المكان،* اسم الشخص المعتدي عليه،* شرح مختصر للواقعة،* رقم القضية أو رقم البلاغ،* وأخيرا الحالة* (هل تم إغلاق ملف القضية أم مازالت مفتوحة؟ وهل قيدت ضد مجهول أم تم القبض علي الجناة؟ وفي حالة معرفة الجناة* يمكن تخزين أسمائهم* ).
خطة إعلامية
وتركز مخططات الاتحاد علي توجيه دعم كاف لإنشاء محطة فضائية تجمع كل التيارات القبطية وتتحدث بعدة لغات مختلفة لتكشف لكل العالم* - بحسب مزاعم منظمات أقباط المهجر* - ما* يعانيه أقباط مصر من جراء الاضطهاد والظلم الواقع عليهم* .
ويتخذ الاتحاد من الإعلام سلاحا لتطبيق برنامجه عبر أسلوب الدعاية السوداء مستخدما عدة وسائل إعلامية أبرزها الإنترنت،* حيث تنشط منظمات أقباط المهجر من خلال شبكة المعلومات الدولية* (الإنترنت*) التي برعوا في استخدامها والشروع في تصميم العديد من المواقع تتجاوز الحديث بأسماء المنظمات القبطية العاملة واستخدامها في لعب دور سياسي لتحريك الفتنة داخل مصر والتركيز علي أية وقائع تتحدث عن انتهاكات تتعلق بالحقوق والحرية الدينية للأقباط المصريين،* ودعم المطالب القبطية في مواجهة الاضطهاد الحكومي،* خاصة إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري*.. وحذف خانة الدين من البطاقة الشخصية*..،* وتنقية مناهج التعليم من الآيات القرآنية ومن التاريخ الإسلامي،* ومنع تدريس مادة الدين في المدارس واستبدالها بمادة الأخلاق،* وتخصيص نسبة للأقباط بالمجالس النيابية،* ورفض أي تمييز ضد الأقباط في الوظائف العامة وفي الجيش،* وإطلاق حرية التبشير،* وتغيير خانة الديانة في الأوراق الرسمية،* وتسهيل بناء الكنائس وترميمها*.
وتخصص مواقع أخري للسخرية من الإسلام والتشكيك فيه عبر شبكة تنصير تتكون من عناصر تجيد فن الإقناع من الشباب القبطي بالخارج* يتزعمهم القمص زكريا بطرس والمتنصرة ناهد المتولي اللذان نجحا في لفت الانتباه عبر المواقع الإلكترونية التي* يعملان بها للتشكيك في الإسلام والتطاول علي الرسول والصحابة ونشر تجارب لأشخاص سابقين تركوا الإسلام وانتقلوا إلي المسيحية* (إسلاميات*- طريق الحق* - أسئلة عن الإيمان* - الرد علي الإسلام* - الدليل والبرهان لكشف حقيقة الإسلام* ...).
تنصير* 'دوت كوم*'
وفي نفس السياق تركز الخطة علي توسيع نشاط شبكة التنصير علي الإنترنت عبر* غرف الدردشة* (البالتوك*) المتنوعة والتي بعضها* يسب الرسول الكريم* (صلي الله عليه وسلم*) وزوجاته،* خاصة السيدة عائشة وتتهم القرآن الكريم بالتحريف،* وقد تابعت* 'الأسبوع'الحوارات التي تدار علي* غرفة مسيحيي الشرق الأوسط والاتهامات الحمقاء التي توجهها ناهد المتولي للرسول صلي الله عليه وسلم وتتهمه بالجنون وبالمزواج وسط ضحكاتها الهستيرية*.
وتوجيه نشاط هذه الغرف لزيادة المناظرات الدينية بين المسيحيين الدارسين للدين الإسلامي والحافظين لبعض آيات القرآن للدخول في حوارات جدلية مع المسلمين المترددين علي شبكة الانترنت،* لاسيما الشباب منهم*.
وعلمت* 'الأسبوع*' أن الاتحاد الجديد سوف* يبقي علي الإذاعات والفضائيات التي أسستها منظمات وشخصيات من أقباط المهجر خاصة إذاعات* 'صوت السماء*.. الحياة*..سيف الكلمة*..إبراهيم*..الخبز اليومي*....' بالإضافة الي قنوات* 'المعجزة*.. الكرمة*.. شاهد سات*.. الحياة*.. أغابي*' التي* يتولي الإشراف عليها القمص المتطرف زكريا بطرس*.
خلافات ومصالح
ورغم الجهود التي تبذل حاليا من أجل تشكيل تنظيم الاتحاد القبطي إلا أن هناك خلافا نشب مبكرا حول سياسة العمل وهو أمر* يعود لصراعات المصالح والسعي نحو تفعيل أجندات متضاربة بالرغم من الإطار القبطي الذي تنضوي تحته دعوة إنشاء الاتحاد*.
وتري بعض الأطراف ضرورة العمل من قلب القاهرة بحسب التيار الذي* يقوده مايكل منير،* رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة،* مقابل آخرين* يرون أن العمل من خارج مصر* يوفر حرية أكثر* . وترتبط هذه التوجهات بالجدل الدائم الذي* يحيط بهذه المنظمات المهجرية التي تؤكد دائما أنها تمول بجهود ذاتيه في الوقت الذي تكشف فيه علاقة بعضها بمنظمات صهيونية خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حول أجندة ما* يسمونه معاناة الأقباط المصريين*.
الكنيسة الرسمية
ورغم أن البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أعلن أنه لا صلة للكنيسة المصرية بنشاط منظمات أقباط المهجر الطائفي إلا أن هناك بعض المواقف الكنسية التي تتعارض مع ما أعلنه البابا،* أهمها تحالف المستشار نجيب جبرائيل الذي لا* يترك مناسبة إلا ويعلن فيها عن قربه الشديد من قيادات صنع القرار بالكنيسة المصرية باعتباره محاميا للبابا شنودة* - مع منظمة مسيحيي الشرق الأوسط* ،* وظهور اسم مركز* 'الكلمة*' الذي* يتزعمه المحامي المصري ممدوح نخلة ضمن الإتحاد القبطي العالمي بالإضافة لمشاركة وفد من أقباط المهجر في جلسات الصلح بين المسلمين والمسيحيين بالعياط وإفسادهم لجلسات الصلح*.
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/542/eshtbak5.asp
