صفوة الصفوة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

صفوة الصفوة
لله رجال اختصهم بشراب من عنده ؛ اذا سقاهم منه شربوا واذا شربوا طربوا؛ واذا طربوا رغبوا؛واذا رغبوا رهبوا واذا رهبوا هابوا، واذا هابو جذبوا، واذا جذبوا طلبوا ؛ واذا طلبوا انطلبوا، واذا انطلبوا هاموا، واذا هاموا عشقوا، واذا عشقوا سكروا، واذا سكروا طابوا، واذا طابو طاروا، واذا طاروا وصلوا، واذا وصلو اتصلو، واذا اتصلوا انفصلوا واذا انفصلوا فنوا، واذا فنو بقوا، واذا بقوا ابقاهم الله عنده (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
((ضمائرهم من مواهم الانس مملوءة ؛ ومرائي قلوبهم بنور القدس مجلوة، تهيأت لقبول الامدادات القدسية، واستعدت لورود الانوار العلوية، اتخذت من الانفاس العطرية بالاذكار جلاسا ؛واقامت علي الظاهر والباطن من التقوي حراسا؛ واشعلت في غياهب البشرية من اليقين نبراسا احتقرت مظاهر الدنيا ولذاتها؛ وانكرت مصادر الهوي وتبعاتها ؛ امتطت غوارب الرغبوت والرهبوت، واستفرشت بعلو همتها بساط الرحمة في الملكوت؛امتدت الي المعالي اعناقها، وطمحت الي العالم العلوي احداقها ؛واتخذت من الملأ الاعلي مسامرا ومحاورا ،ومن النور الاغر الاقصي مزاورا ومجاورا)
(اجساد ارضية بقلوب سماوية، واشباح فرشية بأرواح عرشية؛ نفوسهم في منازل الخدمة سيارة؛وارواحهم في فضاء القرب طيارة؛ مذاهبهم في العبودية مشهورة؛واعلامهم في اقطار الارض منشوره ؛ يقول الجاهل بهم فقدوا وما فقدوا، ولكن سمت احوالهم فلم يدركوا؛وعلا مقامهم فلم يملكوا، كائنين بالجثمان، بائنين بقلوبهم عن اوطان الحدثان يتنعمون بالخدمة في الدياجير؛ ويتلذذون من وهيج الطلب بظمأ الهواجر).
(تسلوا بالصلوات عن الشهوات؛وتعوضوا بحلاوة الذات عن اللذات ؛ يلوح من صفحات وجوههم بشر الوجدان، وتشرق قلوبهم بنور المواجهات، وينم عن مكنون سرائرهم نضارة العرفان صدق فيهم قول الحق تبارك وتعالي :(تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ).
لا يزال في كل عصر منهم علماء بالحق داعون للخلق ؛منحوا بحسن المتابعةرتبة الدعوة؛ وجعلوا للمتقين اماماوقدوة ؛ ولهم برسول الله (ص) اسوة ؛ تظهر في الخلق اثارهم ؛وتزهر في الافاق انوارهم؛من اقتدي بهم اهتدي ومن أنكرهم ضل واعتدي؛هيا الله لهم بركة خواص الوداد؛وسلكوا سبل الرشاد ؛وقادوا الوري للهدي ؛والتوفيق؛والصلاح؛والسداد؛للوصول الي معية رب العباد لسان حالهم يا قوم اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد ).
انهم القوم الذين تعيش معهم الاسلام في دار الارقم ابن ابي الارقم ؛في عصر الوحي الاول ؛نقلب معهم الصحف الاولي ؛صحف ابراهيم الخليل؛ والنجي موسي؛ نتصفح معهم سجلات الوحي؛ ودواوين الانبياء ؛ في منازل امهات المؤمنين ؛ في مهد الاسلام الحنيف ؛بمكة والمدينة؛يذكرونك بالصحابه في التضحية والفداء؛ والايثار ؛ والاخاء؛بحسن التأسي ؛بالمحبة والمودة في الله ؛في فهم روح الدين وجسده ؛في فهم ظاهره وباطنه انهم يرونك الشريعة مثمرة؛والحقيقة مزهرة؛ والفرائد نيرة؛ والنوافل مشرقة؛ والاسلام مجسدا جسدا جميلا كله روح ؛ تظهر عليهم حلاوةالايمان؛ وطلاوة العرفان؛ ثيابهم التقوي؛ ولباسهم الزهد؛وجوهرهم العز؛ووجهتهم؛ ربهم وحده لا شريك له(لقد جعل الله هذه الطائفه صفوة أوليائه؛وفضلهم علي كافة عباده بعد رسله وانبيائه صلوات الله وسلامه عليهم) لقدعلمت بالتجربة شرف جمالهم؛وعفة حسنهم وطهور شرابهم وحلو مذاقهم ؛وصحة طريقهم والتزامهم الشديد بالكتاب والسنة؛مع التحقق بهما من الله الكريم ذي الفضل والمنة ؛فاذا كانت الشريعة تقول لك:(انما امره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون) فان الحقيقة الصافية تريك ذلك متحققا متيقنا.
صفوة الصفوة هم اهل علم اليقين؛يعاينون بعين اليقين تحققوا بحق اليقين؛ولكن كثر المتشبهون؛ ممن اساء الي الطريق ؛وفتح الباب امام دعاة الغلووالمغالاة؛والافراط والتفريط ؛ فكادوا يفسدوا الصفاء علي اصحابه ومهما يكن فان طريق الصفاء النقي حي نابض ؛رغم أن بعض المنتمين اليه_زورا_هم الذين اعطوا الفرصة لكل قادح فيهم ومعترض عليهم .
ولنعد جميعا الي الكتاب والسنة فهما الملاذ؛ ولتتوحد الصفوف ونلتف جميعا حول كلمة (لا أله ألا الله محمد رسول الله (ص))؛وصدق الله العظيم .(وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون ).اولئك هم صفوة الصفوة الي اللقاء .

د : رجائى محمد تميم