لماذا آيات العذاب في القرآن؟
لماذا ذكر الله صوراً من أهوال النار وآيات العذاب في القرآن؟
والجواب من القرآن: (ذلك يخوّفُ الله به عباده يا عبادِ فاتّقون) 16 الزمر.
قصّ الله علينا ذلك العذاب الفظيع ليرتدع الناس وينزجروا عن المحارم والآثام والظّلم والفساد في الأرض ويتّقوا الله.
وكل آيات العذاب بالنار مقترنةٌ بآيات النّعيم في الجنّة، وإنذار الكافرين والعصاة مقترن بتبشير المؤمنين والمطيعين ليحصلَ كمال التّرغيب والتّرهيب.
ونسبتهم إليه (عباده)، وندائهم (يا عباد) في الآية المذكورة دليل واضح على سعة رحمة الله بخلقه وأنّه لا يحبّ تعذيبهم.
(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) 147 النساء.
لو أدخل الله كل أهل الأرض الجنة لن ينقص ذلك من ملكه شيئاً، ولو أدخلهم جميعاً النار لن يزيد ذلك في سلطانه شيئاً.
(إن تكفروا فإنّ الله غنيٌّ عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم).
فالترغيب والتّرهيب في القرآن لمصلحة البشرية أوّلاً وأخيراً وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
ولو أراد الله العذاب لعباده فلماذا أرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب؟
لقد خلق الله آدم وحوّاء وأسكنهما الجنّة ولم يسكنهما النّار.
ووجود الجنّة والنّار مظهر من مظاهر عدل الله سبحانه وتعالى:
(أفنجعلُ المسلمين كالمجرمين35 مالكم كيف تحكمون36) القلم.
والله لا ينقص من ثواب المحسن ولا يزيد في عقاب الكافر (من عمل سيّئةً فلا يجزى إلّا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة يرزقون فيها بغير حساب40) غافر.
بل يضاعف الحسنات فضلاً ويجازي السيئات بالمِثل عدلاً (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيّئة فلا يجزى إلّا مثلها وهم لا يُظلمون) 160 الأنعام
وقراءةٌ سريعةٌ لأسماء الله الحسنى التي منها: الرحمن الرحيم السلام الغفور الشكور الحليم اللطيف الودود... وليس منها (المعذّب) مثلاً أو أي شيء يفيد حبّ تعذيب الخلق.. قراءةٌ سريعة لهذه لأسماء دليلٌ على أنّ الله تعالى متّصفٌ بصفات الرحمة واللطف والجلال والجمال والكمال في الفهم الإسلامي.
اللهم نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.
(ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراماً إنّها ساءت مستقرّاً ومُقاماً) 65-66 الفرقان.
ميس أحمرو
