-
معجزة سورة الروم
تعتبر الآيات الأولى من سورة الروم من آيات إعجاز القرآن الكريم الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن هو كلام رب العالمين .
قال تعالى في أول سورة الروم:
http://img217.imageshack.us/img217/1949/pic1ya.jpg
يخبر القرآن بخبر هزيمة الروم ويتبع ذلك بنبوءة تعاكس مجرى الأحداث في ذلك الحين تماما، وهو نصر الروم القريب وفي خلال بضع سنين، أى أقل من عشر سنوات. وهو ماكان مستبعد تماما آنذاك.
والتاريخ يخبرنا بأن هزيمة الروم لم تكن في معركة واحدة بل معارك عديدة خسروها أمام الفرس خلال فترة زمنية محددة فيما بين حوالي 607 م إلى 621 م.
حيث خسر الروم مستعمراتهم في آسيا الصغرى والشام و شمال أفريقيا. وقد مات القيصر البيزنطي فوكاس وتسلم القيصر هرقل الحكم والحال كذلك.
بدأ هرقل في إعداد الجيش البيزنطي من جديد في محاولة لاسترداد مستعمرات الإمبراطورية المهزومة . وقد حاول هرقل منذ عام 613 م مواجهه جيوش الفرس ولكنه فشل في ذلك تماما واستمر هذا الفشل حتى عام 622 م .
http://img689.imageshack.us/img689/7329/pic2kt.jpg
الشكل 1
موسوعة ويكيبيديا تقول أنه حتى عام 621 م كانت أغلب ممالك الروم في أيدي الفرس بما فيها فلسطين، والتي حدثت بها الهزيمة التي أسقطت الشام و فتحت الطريق لغزو مستعمرات الروم في شمال أفريقيا. وهي الهزيمة التي تحدث عنها القرأن. ومن المؤكد أن مصر كانت تحت سيطرة الفرس عام 619 م حيث حدثت معركة الإسكندرية والتي انتصر فيها الفرس. وطبعا غزو الفرس للشام وفلسطين كان قد سبق هذه المعركة ، فمن غير الممكن للفرس غزو مصر قبل فلسطين.
والشكل التالي يحدد تاريخ معركة الإسكندرية بعام 619 م.
[http://img525.imageshack.us/img525/9711/pic3lt.jpg]
الشكل 2
يوضح هذا الموقع الخاص بتاريخ معارك الفرس والروم في شكل جدول تاريخ المعركة ثم اسم المعركة ثم الجانب المنتصر ثم الجانب المهزوم.
أما المعركة التي حدثت بالقرب من البحر الميت، كانت حوالي عام 615 م . وهي المعركة التي وصف مكانها القرآن الكريم بأدنى الأرض.
وقد كانت أولى الانتصارات المؤثرة للروم على الفرس عام 624 م حيث هزم هرقل كسرى و قواده شهربراز و شاهين وشهربلاكان في أرمينيا و أذربيجان ، ثم عاد ثيودور أخو هرقل ليهزم جيش فارسي أيضا بقيادة شاهين. (أنظر الشكل 3).
http://img687.imageshack.us/img687/5144/pic4q0.jpg]
الشكل 3
أما نصر الروم الحاسم فكان عام 627 م بقيادة القيصر هرقل شخصيا في معركة نينوى كما هو واضح من الجدول ، وبين نزول سورة الروم ومعركة نينوى الحاسمة تسع سنين (بضع سنين) .
ولكن متى نزلت سورة الروم؟
سورة الروم سورة مكية وهي من أواخر السور المكية نزولا ولم ينزل بعدها في مكة إلا العنكبوت ثم المطففين كما يوضح الشكل 4
http://img560.imageshack.us/img560/6301/pic5q.jpg]
الشكل 4
ومعلوم أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم يوافق عام 570 م وبعثته كنبي على رأس الأربعين توافق 609 م ، وهجرته توافق 622 م بعدما قضى 13 عام في مكة يدعو للإسلام. ومعلوم من السيرة أن أبا بكر قد تحدى المشركين في شأن عودة النصر للروم في بضع سنين ، أى كان ذلك في مكة ولا خلاف في ذلك ، وقد نزلت سورة الروم نزلت حوالي عام 618 م . انظر الشكل 5
http://img207.imageshack.us/img207/1256/pic6wc.jpg]
الشكل 5
ويحتمل أيضا أن يكون المقصود بالأيات أن نصر الروم سيستغرق فترة سنوات ليعود للروم النصر الكامل ، حيث أن النصر في معركة واحدة ليس كافيا ليرجح كفة الروم على الفرس أو العكس حيث أن هذه القوى كانت إمبراطوريات ضخمة
وتحتاج لمعارك عديدة تستغرق وقت طويل. وقت أحتاج الروم لحملة عسكرية امتدت لست سنوات (بضع سنين أيضا) لاسترداد كافة مستعمراتهم من أيدي الفرس و إجبارهم على قبول الصلح. والموقع التالي في الشكل 6 يثبت هذا الكلام.
http://img25.imageshack.us/img25/8339/pic7p.jpg
والآن، نعيد ترتيب الأوراق:
من المؤكد أن الروم تعرضوا لهزائم مروعة على يد الفرس سجلها التاريخ
من المؤكد أن سورة الروم نزلت قبل نصر الروم
من المؤكد أن حالة الروم كانت سيئة جدا بما لا يبشر بأي نصر قريب حيث أنهم كانوا يتعرضون لهجمات أخرى من الآفار Avars وهم قبائل من وسط آسيا. انظر الشكل 2 ومعركة القسطنطينية معهم في عام 626 م أي في وسط صراع الروم مع الفرس.
كذلك كان الفارق بين هزيمة الروم عام 615 م في غور الأردن و بداية انتصارات الروم على الفرس عام 624 م هو بضع سنين.
ومن المؤكد أن نصر الروم الحاسم في معركة نينوى قد حدث في بضع سنين أيضا من زمن نزول السورة حتى عام 627 م في نينوى.
فمن أخبر محمد صلى الله عليه وسلم بذلك؟ من غير الله يتحدى بالغيب بهذه الثقة الكاملة وفي زمن بسيط يمكن المعاصرين لهذا العصر من إدراكه؟ من صاحب دعوى ضعيفة مطاردة يغامر بهذا؟ الله أكبر إنه كلام الله
في أدنى الأرض:
شهد غور البحر الميت المعركة التي فتحت الطريق للفرس لغزو مصر وشمال أفريقيا بعد ذلك ، علق عليها القرآن بأنها حدثت في أدنى الأرض. والمفسرون القدماء على أن أدنى الأرض أى أقرب أرض الروم للعرب لآن معنى أدنى يحتمل القرب و كذلك يحتمل السفول. وقد كشف العلم الحديث أن هذا الموقع هو أخفض (أدنى) موقع على سطح الأرض حيث ينخفض عن سطح البحر بحوالي 400 متر ،
والشكل 7 يبين تلك الحقيقة العلمية:
http://img832.imageshack.us/img832/4827/pic80.jpg
الشكل 7
يقول موقع Geology.com أن منخفض البحر الميت هو أخفض منطقة على سطح الأرض.
موقع آخر وهو Hypertextbook.com يذكر نفس الحقيقة (الشكل 8)
http://img535.imageshack.us/img535/7128/pic9p.jpg
الشكل 8
اعتراض غير المسلمين والرد عليه
يبحث غير المسلمين في تفاسير القرآن الكريم عن أقوال المفسرين في محاولة للعثور على ما يدحضوا به كل ما يخص الإعجاز العلمي في القرآن. فإذا وجدوا بغيتهم في أحد أقوال المفسرين، تمسكوا به وعرضوه كأنه التفسير الوحيد للقرآن.
وفي حالتنا هذه يقولون أن المفسرين قالوا أن (أدنى) تعني أقرب الأرض لإرض العرب. ونقول أن القرآن الكريم يفسر أولا بالقرآن ، ثم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة التي ثبتت عنهم بالطرق الصحيحة ثم يأتي اجتهاد المفسرين حسب علمهم بالمسألة ، وهذا النوع الأخير غير ملزم للمسلمين لآن العالم إذا اجتهد فأخطأ فله أجر بشرط أن يكون أهلا للإجتهاد. فإذا ثبت بالعلم الحديث أن الآية يمكن أن يفهم منها معنى آخر لا يتعارض مع الشرع وثابت علميا فلنا الأخذ به.
وفي هذه الآيات فإن معنى أدنى يحتمل الأقرب و أيضا الأخفض والأكثر سفولا ، ومنها كلمة دنيا و دنيء والسماء الدنيا (السفلى) ، وقد جاء من جملة معاني هذه الكلمة في القاموس المحيط في معنى كلمة" (دنا) : تقول العرب الأدنيان ، وهما واديان ". والوادي ينخفض فيه مستوى سطح الأرض عما حوله. كذلك في لسان العرب : والأدنى السفل . ومن إعجاز القرآن وعجائبه أنه يخاطب البدوي في الصحراء فيفهمه ويخاطب العلماء في العصر الحديث فيفهموا منه ما لا يدركه هذا البدوي من إشارات لا تدرك إلا بالعلوم الحديثة. وقد أشار الله عز وجل إلى ذلك عندما ذكر وهن بيت العنكبوت وعقب على ضرب تلك الأمثال بقوله: "وما يعقلها إلا العالمون". كما أنه عز وجل أخبرنا بأنه سيرينا من الآيات والدلائل التي تدل عليه وعلى كتابه حتى يتبين لنا أنه حق ورسوله حق وكتابه حق. (فصلت 53).
وبناءا عليه فإن عطاء القرآن متجدد في كل العصور.
-
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وبارك الله فيك:ww:
-
:p012: شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
-
يقول فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي - رحمه الله-
القرآن نزل يتحدى العرب فى اللغة والبلاغة .. ولكن لأنه دين للناس جميعا .. فلابد أن يتحدى غير العرب فيما نبغوا فيه .. ولذلك نزل متحديا لغير العرب وقت نزوله .. فقد حدثت حرب بين الروم والفرس وقت نزول القرآن .. وكانت الروم والفرس يمثلان فى عصرنا الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى .. كانا اعظم واقوى دولتين فى ذلك العصر .. وحدثت الحرب بينهما وانهزم الروم .. واذا بالقرآن ينزل بقوله تعالى :
الم (1)غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)
سورة الروم
لو ان هذا القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذى يجعله يدخل فى قضية كهذه ؟ او يطلب احد منه ان يدخل فيها .. وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فى كلام متعبد بتلاوته الى يوم القيامة ولا يتغير ولا يتبدل . باعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين .. وماذا كان يمكن ان يحدث لقضية الدين كله لو ان الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة اخرى .. او ان الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان الى صلح ؟ انها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن ..وحدثت المعركة فعلا وانتصر فيها الروم كما اخبر القرآن الكريم .
-