جزاك الله خيرا ، كنت قد كبت ردا في كتابي الخامس اود عرضه
هل كان إبليس من الجن أم الملائكة؟! (البقرة 34 ).
من الشبهات التي أثيرة حول قصة آدم أنهم قالوا : إن هناك تناقضًا في القرآن الكريم : هل كان إبليس من الجن أم من الملائكة ... والواضح لنا أنه كان من الملائكة...
يمكن اعتراضهم من وجهين :
الوجه الأول : إبليس من الملائكة :
1- قوله : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) (البقرة) .
2- قوله : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) (الأعراف).
3- قوله : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) (الإسراء).
3- قوله : إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) (طه).
الوجه الثاني : إبليس من الجن :
قوله : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) (الكهف).
الرد على الشبهة
أولاً : إن العلماء اختلفوا في هل كان إبليسُ من الجن أم من الملائكة ؛ فقال بعضهم : كان من الملائكة ، وقال الجمهور كان من الجن والأخير صحيح – إن شاء الله - ؛ هذا الخلاف ناتج عن فهم النصوص....
ثانيًا : إن إبليسَ كان من الجن ولم يكن من الملائكة ، ولا يوجد تعارض في القرآن الكريم أبدًا ، ويزول هذا التعارض المزعوم من خلال الجمع بين النصوص
قلتُ : إن الخطاب كان موجها للملائكة الحضور وكان إبليس حاضرا ... إبْلِيس هُوَ أَبُو الْجِنّ كَانَ بَيْن الْمَلَائِكَة ولم يكن منهم ، ولكنه كان من المقربين لشيء يعلمه الله إما أنه كان كثيرَ الطاعةِ .... فلما أمر الله تعالى بالسجود لآدم سجدت الملائكة الحضور إلا إبليس لم يكن من الملائكة ، ولم يسجد ، والدليل على ذلك هذه الآية التي خصصت الآيات العامة التي استشهد بها المعترضون قوله : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) (الكهف).
ويدعم ما سبق الآتي :
1- قوله : قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) (الأعراف).
2- قوله : وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) (الحجر).
3- قوله : قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) (ص).
4- قوله : خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) (الرحمن).
5- صحيح مسلم برقم 5314 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ rخُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ".
6- جاء في تفسير بن كثير في تفسيره : وقوله : { فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ } أي : خانه أصله ؛ فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة، عن رسول الله r أنه قال : "خُلِقت الملائكة من نور، وخُلق إبليس من مارج من نار، خُلق آدم مما وصف لكم" . فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه، وخانه الطبع عند الحاجة، وذلك أنه كان قد تَوَسَّم بأفعال الملائكة وتشبه بهم، وتعبد وتنسك، فلهذا دخل في خطابهم، وعصى بالمخالفة . ونبه هاهنا على أنه { مِنَ الْجِنِّ } أي: إنه خُلِق من نار، كما قال: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [الأعراف:12، ص 76]
قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قَط، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم أصل البشر. رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه . أهـ
ثالثا : ان الكتاب المقدس ذكر ان ابليس كان من الملائكة...
كتبه / أكرم حسن مرسي