مبارك الاتي باسم الرب الى المدينة المنورة / تحليل للمناقشة يقدمه اخوكم نجم ثاقب
بسم الله الرحمن الرحيم
تحليل للمناقشة يقدمه لكم أخوكم نجم ثاقب .
بعنوان : مبارك الآتي باسم الرب الى المدينة المنورة .
------------------------------------------------------------------
باسم الله ....
الرب الاله الواحد .....
باسمه .....
أتى رسول الله ( النبي المنتظر ) .....
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .....
خاتم الانبياء والمرسلين ..... والصادق الأمين .....
بلغ الرسالة .... وأدى الأمانة .....
والحمد لله على نعمة الاسلام .....
استوقفتني النبوءة الآتية والمذكورة ضمن هذا النص من انجيل متى21 :
1 وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ
2 قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا.
3 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».
4 فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:
5 «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ».
6 فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،
7 وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.
8 وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ.
9 وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!».
10 وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟»
11 فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».
الحقيقة ....
سهل على الانسان أن يقرأ النبوءة ثم يبدأ بتطبيقها على نفسه في زمن معين.....
يسوع يطلب اتان وجحش ابن اتان .....
يطلبهما ويركب عليهما معا !!!!!
كيف ؟ على العموم ليس هذا موضوعنا .....
لكن انفعال الجماهير المتعايشون مع يسوع يبدو غريبا للقراءة الواقعية والموضوعية .....
فرش الثياب .....
وتقطيع الاغصان عن الشجر ليفرشوها على الطريق .....
ويصرخون متقدمين وتابعين : مبارك الآتي باسم الرب .....
لن أدخل هنا باختلاف سرد الاناجيل لتتابع الاحداث فيما يخص دخول يسوع الى اورشليم ......
ولن اناقش كيف سمع الجموع ان يسوع قادم الى اورشليم ليستقبلوه استقبال الملوك .....
حسبما جاء في انجيل يوحنا 12 :
12 وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
13 فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»
14 وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:
15 «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ».
16 وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلاً، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ.
17 وَكَانَ الْجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.
18 لِهذَا أَيْضًا لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هذِهِ الآيَةَ.
لاحظوا خروج الجمع لملاقاته .....
وصرخوا بالهتاف بعدما أخذوا سعوف النخيل .....
ثم ..... بعد ذلك التهيؤ يجد يسوع جحشا ويجلس عليه !!!!!
وكل هذا حسب النص بسبب انه صنع آية باحياء لعازر من القبر واقامته من الأموات .....
على العموم .....
كل هذا قرأته وما اقتنعت من فبركة الأحداث .....
زيارة اورشليم بهذا الموكب وهذا التخطيط ..... يبدو غريبا .....
الأحداث لا تتم بتلقائية وواقعية !!!!!
لكن بالتاريخ الاسلامي ثمة حادثة مشابهة حدثت بتبرير مجرياتها .....
دون اشارة الى نبوءة قديمة .....
ولعلي أكاد ألمح ما يدعم أن ذلك المبارك الآتي باسم الرب هو ليس الا النبي الاتي الى المدينة المنورة .....
النبي محمد صلى الله عليه وسلم المهاجر الى المدينة المنورة باسم الرب .....
ليس ببعيد ان تكون النبوءة محرفة لتكون على ابن داود وتخصيصها بصهيون وملك اسرائيل .....
فجعلها المسيحيون على مجريات تشير الى ان ذلك المتنبأ به هو المسيح .....
لكن ليس هذا بيت القصيد بالاستدلال على ان النبوءة كانت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم .....
بل لعدة عوامل :
1 - الفبركة في الأناجيل لم تكن طبيعية في تخطيط زيارة يسوع الى اورشليم فبدت غير واقعية وكأنها تصرف وتخطيط لجمع مكونات تحقيق النبوءة فتجمعت بطلب يسوع للدابة التي يركبها والتقدم نحو مدينة اورشليم وكذلك الانفعال المبالغ به من انتظار الجمع لتقدم يسوع وفرش الملابس والقيام بقطع الغصون لفرشها على الطريق والصراخ هاتفين ‘ بينما في الهجرة النبوية الاسلامية جاء الأمر احداثا متتالية متصاعدة بتصاعد وضع معين فكانت الهجرة النبوية الى المدينة المنورة بمثابة قدوم الى مجتمع جديد متهيىء لاستقبال الرسول حيث ينتظرونه في كل لحظة ويمدون البصر علهم يلمحون دابته تتقدم نحوهم بعد هجرة ليست بقريبة المسافة كما هي قريبة المسافة بين اورشليم وباقي المناطق التي تنقل بها يسوع ... لا سيما ان يسوع كثيرا ما دخل اورشليم أيضا.
2 - الهتاف الذي بالنبوءة تحقق في المدينة المنورة باستقبال الرسول الكريم بجمع فرح به هتف قائلا :
( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .... وجب الشكر علينا ما دعى لله داع .... أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ..... جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع ) .
وسكت التعليق الاسلامي بربط تلك الاحداث مع اى نبوءة قديمة .
ولم يربطوا بين مبارك الاتي باسم الرب وبين مفردات معينة في انشاد ابناء المدينة المنورة حيث ان الاتي مبارك حيث انه خير داع ومبعوث فيهم بأمر الرب حيث أنه دعى لله ومبعوث أتى باسم الرب وهو المبارك الذي شرف المدينة .....
فهو حقا المبارك الاتي باسم الرب الى المدينة .... وهو المبارك المبعوث الذي جاء باسم الله وهو خير داعي الى الخير والحق .
3 - اليهود وسر تجمعهم في المدينة المنورة وكأنهم ينتظرون أمرا هاما سيظهر بحسب نبوءاتهم لكنهم حين رأوا ذلك النبي قد أتى للناس جميعا وليس لليهود اصيبوا بخيبة أمل وحقدوا ومكروا وكرهوا أن يتبعوه .
وبعد هذا كله .....
وجدت أمرا هو المحرك لهذا الاعتقاد .....
انجيل متى وهو الأقدم .....
هو الوحيد من الاناجيل الاربعة الذي كانت لديه أمانة النقل للنبوءة القديمة .....
وهي أن الرحلة بها دابتان ..... آتان وجحش ابن آتان .....
وهو الوحيد الذي جعل يسوع يجلس على الدابتين معا متجاهلا الواقعية في سبيل ان تكون النبوءة متكلمة عن يسوع .
لكن كيف يمكن ليسوع ان يجلس على دابتان ؟؟؟؟؟؟؟
أنا هنا جزمت أن انجيل متى كان الأدق في وصف النبوءة بل والمتسرع في الصاقها بيسوع حتى لو كان على حساب الواقع حيث أجلس يسوع على دابتين معا لتحقيق النبوءة فيه فوقع انجيل متى في فخ عدم الواقعية بينما استدركتها الاناجيل الباقية فحذفت دابة وأبقت دابة واحدة لأن شخص واحد كيسوع لا يمكنه الجلوس الا على دابة واحدة ....
لكن .... ماذا حل بالدابة الثانية التي ذكرتها النبوءة بوضوح ؟!
بالواقع .....
ان كان انجيل متى كان الاصدق في نقل نبوءة العهد القديم بحذافيرها بينما كان غير واقعيا باجلاس شخص واحد مثل يسوع على دابتين ( آتان وجحش ابن آتان ) .
فالاناجيل الاخرى ( مرقس ولوقا ويوحنا ) كانت الأكثر واقعية في تطبيق الركوب ليكون الراكب هو يسوع ليجلساه على جحش فقط بينما حذفوا من النبوءة ذكر الدابة الأخرى !!!!!!
وذلك ليبدو أمر يسوع أكثر واقعية ..... لكن كان عليهم التضحية بدقة النبوءة .....
لا سيما أن يسوع يذكر طلبا واضحا في انجيل متى .....
هو يريد آتان وجحش ابن آتان ..... وباقي الأناجيل لا تذكر شيئا مثل هذا ..... فجعلت التعامل مع جحش واحد !!!!!
ما السر يا ترى ؟
الحقيقة .....
ان النبوءة الأصلية اذا كانت تتكلم عن دابتين .....
فاني بت موقنا أن تقدم النبي المنتظر الى مدينة واستقبال الجمع له بهتاف .....
لم يكن القدوم لذلك النبي المنتظر قدوم شخص وحيد .....
بل هناك شخص آخر معه ......
وان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أتى الى المدينة وكان راكبا دابة وبجانبه دابة أخرى .....
يركبها صاحبه وخليله أبي بكر الصديق رضي الله عنه .....
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) }( التوبة )
__________________
شخصان ..... ودابتان .....
هكذا جرت الأحداث طبيعية وواقعية دون تكلف ودون التحدث وقتها عن أى نبوءة .....
ربما فهم اليهود رموزها بأن الآتان و الجحش ابن الآتان هما راحلتين لشخصين اثنين أحدهما هما المبارك الآتي باسم الرب الذي انتظروه سنين طويلة في منطقة صحراوية .....
ولكنها عادتهم حينما يأتيهم نبي بما لا تهوى أنفسهم يحاربوه و لا ينصروه .....
فمنهم من آمن .... وكثيرا منهم تعصبوا للأرث اليهودي وانتظار ملك اسرائيل ......
حينما صدقوا ان العهد لن يكون في بني اسماعيل عليه السلام الذي باركه الرب وبارك نسله وجعلهم أمة كبيرة .....
الأمور تجري بعد سنين طويلة في صحراء العرب بواقعية وتسلسل منطقي دون تكلف أو ترتيب لتحقيق نبوءات .....
و بالفعل أن أحداث الهجرة النبوية فيها ما يكفي لتتشابه مع تلك النبوءة بشكل كبير .....
دابتين لشخصين .... التقدم الى مدينة جديدة ..... أهلها يهتفون لنبي الله ..... وأصحاب النبوءة سكان في تلك المدينة بالذات فيها ثلاث قبائل يهودية كبيرة ( بني قريظة وبني قينقاع وبني النظير ) .....
ماذا يعرفون ..... ؟
ماذا ينتظرون .... ؟
هل علموا أن ذلك المبارك الآتي مع صاحبه باسم الرب الى المدينة هو رسول الله ..... ؟
هل كانت عيونهم فرحة أنها تنظر النبي المنتظر المرسل من الرب القدوس بينما قلوبهم على موعد مع الحقد والعناد والغيرة على الموروث العنصري بعدما عرفوا انه الرسول من الله الى كافة الناس ..... ؟
وهل تراهم آمنوا كلهم .... ؟
بل أن أغلبهم تعصب الى موروثه بأن هوى أن يحتكر النبي المنتظر ليكون ملكا على اليهود ليسحق الرب به جميع الأمم .
مبارك الآتي باسم الرب الى المدينة المنورة .....
مبارك النبي المنتظر .....
مبارك خاتم الأنبياء والمرسلين .....
مبارك الرسول الكريم محمد ابن عبد الله حفيد النبي ابراهيم عليه السلام .....
جئت أيها الحبيب المصطفى شرفتنا بتبليغنا رسالة الله .....
فكنت الصادق الأمين بنقلها وتبليغها .....
ووقفت تخطب في اتباعك وتوصيهم قبل أن ترحل عن هذه الدنيا الى الرفيق الأعلى ......
مبارك الآتي باسم الرب ..... مع صاحبه وخليله المؤمن الذي قال في رسول الله : ان كان قد قال فقد صدق .
تقبلوا مني هذا التحليل الأقرب الى الواقع .....
والله من وراء القصد .....
وحمدا لله على نعمة الأسلام .
أطيب الأمنيات من نجم ثاقب .
