حول أمية النبي صلى الله عليه و سلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الأفاضل – لدي بعض الأسئلة عن أمية النبي محمد أرجو التفضل والإجابة عليها- مع الشكر
هل كان النبي محمد أميا لنقرأ الآيات التالية عن كلمة أمي وما معناها
قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - ال عمران 93
وحسب تفسير القرطبي قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " فَلَمْ يَأْتُوا في هذه الآية يؤكد النبي محمد على أنه قادر على تلاوة الكتاب المقدس ولكن اليهود لم يأتوا
" أن كلمة (أمي، أمم) هي اصطلاح توراتي، يهودي الأصل، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية، أي الغير كتابيين (الأميين).
ففي سورة آل عمران الآية 20 تأتي كلمة الأمي بمعناها الاصطلاحي قال إمام المفسرين الطبري في تفسيره للآية: وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى, والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم) ؟ .
عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} الذين لا كتاب لهم .
والأميين. الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب
نستنج من كل ذلك أن روح القرآن بعيد عن تلك الجهة الاصطلاحية التي يراها القوم كيف والقرآن الكريم لما ذكرهم (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم) فعالج المشكلة بقوله تعالى (يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) فيفهم من هذا السياق أن سبب أميتهم عدم معرفتهم بالكتاب وعدم التزكية لنفوسهم ولأجل هذا الداء جاءت الرسالة بذلك الدواء.
وفي سورة الأنعام آية 156 :(إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ. قال الطبري في تفسيره لقوله:{وليقولوا درست}الأنعام 105: اختلفت القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة: {وليقولوا درست} يعني قرأت أنت يا محمد; بغير ألف.
ثم في آية اقرأ بسم ---إلخ
(إنه من العبث أن يخاطب الله رسوله بأن يقول له اقرأ بصيغة الأمر ..... وهذا مرده لأسباب ثلاث عملية أولها مرد الطبيعة في الإيمان أن الله أمره إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة
(أن المفترض في القرآن بلاغة اللفظ وإعجاز الإرادة فكان أحق وأجدر لو أن الرسول لا يعرف القراءة أن يخاطبه الله بـ اتل أو قل أو ردد.
( أن آية (اقرأ باسم ربك ) وجواب النبي لجبريل (ما أنا بقارئ ما هو إلا إنكار مباشر وصريح لعلم الله عز وجل ، فعلى اعتبار أن الله علام الغيوب فإنه مما لا يقبله عقل أو منطق أن يخاطب من لا يعرف القراءة والكتابة بأمر اقرأ.
وأخيرا تربى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده في كنف عمه أبي طالب. وقد كان حب عمه له أكبر من حبه لولديه وهنا يثور عظيم سؤال :
كيف كان لجعفر الطيار وعلي بن أبي طالب أن يتعلما القراءة والكتابة دون ابن عمهما الذي هو أصغر من الأول وأكبر من الثاني ؟
في وقت نعلم فيه أن التعلم كان ذا شرف مروم وهو ما يؤكد قطع الشك باليقين أن أبا طالب علم ابن أخيه بمعية ولديه.
النبي محمد والتجارة حيث إنه من المعروف أن النبي محمد قام هو بالتجارة لأجل زوجته وقد نجح في ذلك إلى أبعد الحدود فكيف بشخص أمي أن يقوم على الأقل بالعمليات الحسابية وهو الذي قال إننا أمة لا نقرأ ولا نحسب حيث إن التجارة تتطلب على الأقل للحساب أن لم يكن هناك داع للكتابة
ثم إن هناك حادثة بيعة الرضوان وصلح الحديبية عندما كتب محمد بن عبد الله بدل محمد رسول الله فكيف كتب النبي محمد إن لم يكن يعرف الكتابة.
ولكم الشكر