ما نقص مال عبد من صدقه

:salla:--------------------------------------------------------------------------------
ما نقص مال عبدٍ من صدقه
نحمد الله ونستعين به ونستهديه ونستغفره
ونصلى ونسلم صلاةً وسلاماً يليقان بمقام سيدِ الخلق وحبيب الحق سيدنا محمدٍ وعلى اهله واصحابه الغر الميامين
اما بعد
فإن النبى صلى الله عليه وسلم الذى ارسله رب العزة هاديا
ومعلما ومرشداً؟
قد علم أصحابه بالقول والقدوه ؟
فبصرهم بعد عمى وهداهم بعد ضلال وأرشدهم بعد غى ؟
فصاروا يعرفون الطريق الذى يسيرون فيه؟
وكان لوعظ رسول الله وهديه لأصحابه أعظم ألأثر وأفضل النتيجه وابلغ الفائده؟
واريد ان اذكر لكم فى هذه السطور واحدة من مواعظ النبى التى وعظ بها اصحابه؟
موعظة تأخذ بالقلوب وتجذب ألأفهام والعقول ؟
ذلك هو ما اخرجه الترمذى فى سننه عن أبى كبشة ألأنمارى رضى الله عنه قال سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقول( ثلاثةٌ أحلفُ عليهنَ وأُ حدِثكم حديثاً فاحفظوه ما نقص مال عبدٍ من صدقه وما ظلم عبدٌ مظلمةًً
فصبر عليها إلا زاده الله عزا وما فتح عبدٌ باب مسألةٍ إلا فتح الله عليه باب فقر؟
وأُ حدثكم حديثا فاحفظوه؟
إنما الدنيا لأربعةِ نفر ؟
رجلٌ اتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل بعلمه فى ماله؟
يتقى فيه ربه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقه فهو بأفضلِ المنازل؟
ورجلٌ اتاه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النيه
يقول لو ان لى مالاً لعملت بعمل فلان فهو نيته واجرهما سواء؟
ورجلٌ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبطٌ فى ماله
لا يتقى فيه ربه ولا يصل به رحمه ولا يعلم لله فيه حقه
فهو بأخبث المنازل ؟
ورجلٌ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو ان لى مالاً لعملتُ بعمل فلان فهو نيته ووزرهما سواء )؟ هذا الحديث ينقسم إلى فقرتين؟
الفقرة ألأولى تتحدث عن ثلاث يقسم النبى يقسم الصادق
يقسم ألأمين يقسم المبلغ يقسم من إختاره ربه ليكون هداية للناس جميعا يقسم وهو ما كذب قط ؟
فرض علينا ان نصدقه إذا تكلم فكيف إذا أقسم
ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال عبد من صدقه ولنبقى مع هذه الفقره ما نقص مال عبد من صدقه؟
إذا ذكرنا حديث النبى صلى الله عليه وسلم (يا ابن ادم تقول مالى مالى وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت او لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت)
ولذا فإن الجواب مع ألإيمان يختلف عن الجواب مع عد الناس ومعرفتهم بالحساب ؟
فالرجل يملك من المال الفاً يتصدق من ألألف بمائه فيصير فى جيبه تسعمائه فلو سئل كم نقص المال فلو قلت نقص مائه فهذا جواب علمانى أما الجواب ألإيمانى فإن النبى أقسم
ما نقص مال عبد من صدقه ؟
فإن سئلت عن ألألف بعد إنفاق المائه فقل ما نقصت شىء
فإن قيل هاهى بالعد كانت الفاً وهاهى صارت تسعمائه
قلنا النبى صادق فما بالكم وقد اقسم ما نقص مال عبد من صدقه؟
ولنا أسوه فى قول النبى للرجل ا لذى امره النبى أن يسقى اخاه عسلاً مره ومره ومره ثم يشكوا بأن المرض مازال فى بطن اخيه فيقول له اخر مره بعد التجارب الثلاث صدق الله وكذب بطن اخيك؟
فكذب العد والحساب وصدق رسول الله إذ أقسم ما نقص مال عبد من صدقه ؟
إننا ولابد أن نصدق رسول الله إذا تكلم فما بالنا وقد أقسم
فيجب ان نكون اكثر تصديقا؟
فمن أجاب بغير هذا الجواب فأين علمه بقول ربنا لرسوله
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)
وقد حكم وقال ما نقص مال عبد من صدقه وأضاف التاكيد فأقسم ؟
وإذا سألنا عن المال كم بقى منه فإن الذين يعدون يقولون تسعمائه والذين يؤمنون يقولون بقى منه مائه لإنه قال ( أو تصدقت فأبقيت)
والنبى يسئل أصحابه أيكم مال وارثه احب اليه من ماله
قالوا يا رسول الله ما من احد منا إلا وماله أحب إليه من مال وارثه قال فإن ما لك ما انفقت ومال وارثك ما أبقيت)
لو تدبرها الناس لو وعاها الناس لو تذكرها الناس لو عرفها الناس النبى يقول لكم مقاله واضحه ومعروفه لكنها من عقول الناس ممسوحه مالك ما انفقت ومال وارثك ما ابقيت ؟
والصدقه تقى مصارع السوء والصدقه ترفع الدعاء
لقوله تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فلو دعوت وشفعت الدعوه بصدقه لكانت الصدقه رافعه للدعوه ؟
والصدقه تقى لفح النار لقول النبى ( إتقى النار ولو بشق تمره ) ولكن هل شق التمره يقى النار إن قانا نعم فالجواب ناقص وإن قلنا لا فالجواب ناقص لإن الذى لا يملك إلا التمره إن تصدق بها فذاك وسعه؟
وصاحب المخازن العريضه إن تصدق بقنطار فذاك أمر يسير بالنسبة لهولذا قال الله تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته) فإن وسع الله عليك فلا تبخل فيما أبقيت لأنك إن بخلت فالله هو الغنى ونحن الفقراء ؟
والصدقه تزكى النفس وتجعل اليد عليا ؟
فالمعطى إذا أعطى فإن يده هى العليا واليد العليا خير من اليد السفلى ؟
والعبد قد إعتاد فى الدنيا العطاء بالعوض يعنى يعطى السلعه ليأخذ الثمن أو يعطى المال ليأخذ السلعه
أما العطاء بالعوض ألأخروى فلا يفعله إلا من أمن بالجزاء ألأخروى بالجنه والنار بالحساب بالسراط بالميزان بالوقوف بين يدى رب العالمين إلا من ءامن بالكتاب وبتطاير الصحف ذاكا هو الذى يعطى بعوض أخروى فكأن الذى يبخل بالعوض الأخروى يدل على ضعف إيمانه إن لم يكن إنعدامه
فكأنه يقول أحينى اليوم وأمتنى غدافالعاقل هو الذىينفق
بقدر ما من الله عليه فاليوم عمل وغدا حساب
ونسأل الله التوفيق والسداد
وإلى لقاء بمشيئة الله
مع تحيات الكاتب
رشدى العطار