البشارات الجلية بمحمد خير البرية 6

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد :salla: وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه . أما بعد .........................

البشارة الثامنة : - ففي سفر إشعياء 42 :1 - 13 , هوذا عبدي الذي أعضدهُ مُختاري الذي سُرت به نفسي . لايصيحُ ولايرفعُ ولايسمعُ في الشارع صوتهُ . قصبةً مرضوضة لايقصفُ وفتيللةً خامدةً لايطفئُ .إلى الأمان يُخرجُ الحق . لايكلُ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائرُ شريعتهُ .
هكذا يقول الله الرب خالقُ السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها مُعطي الشعب عليها نسمةً والساكنين فيها روحاً . أنا الرب قد دعوتك بالبر فأُمسكُ بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأُمم . لتفتح عيون العُمي لتُخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظُلمة . أنا الرب هذا اسمي ومجدي لاأعطيه لآخر ولاتسبيحي للمنحوتات . هوذا الأوليات قد أتت والحديثاتُ أنا مُخبرٌ بها . قبل أن تنبتُ أُعلمكم بها . غنوا للرب أُغنيةً جديدةً تسبيحهُ من أقصى الأرض . أيها المنحدرون في البحر وملؤُهُ والجزائرُ وسُكانُها . لترفع البريةُ ومُدُنُها صوتها الديارُ التي سكنها قيدارُ . لتترنم سُكانُ سالعُ من رُؤُس الجبال ليهتفوا . ليُعطوا الرب مجداً ويُخبُروا بتسبيحه في الجزائر . الرب كالجبار يخرجُ . كرجل حُروب ينهضُ غيرتهُ ويصرخُ ويقوى على أعدائه ..
كل هذه الفقرات من هذه البشارة لاتكون بحق نبي إلا بمحمد :salla-s: وبتوفيق من الله سأبين ذلك .
فوصف العبد ذكره الله سبحانه وتعالى بحق نبيه محمد :salla-s: في القرأن الكريم :007: [ وإن كُنتُم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا ] البقرة آية 23
:007: [ سُبحان الذي أسرى بعبدهِ ليلاً] الإسراء آية 1 وغيرها من الآيات التي وصف بها الله سبحانه نبيه محمد:salla-s: بالعبودية وهو خير وصف أن تكون عبداً لله سبحانه فهي أعلى المقامات وأشرفها . وقد ثبت عنه :salla-s: أنه قال [ لاتطروني كما طرت النصارى عيسى ابن مريم فأني عبد فقولوا عبدالله ورسوله ]
ومعلوم أن النبي محمد:salla-s: ليس بصخاب وانه صاحب حلم ووقار ولايرفع صوته في الأسواق وقد نهى :salla-s: عن ذلك وقد جاء بالحق للناس ولجميع الأمم فهو رسول الله للجن والأنس وقد دعاهم الى عبادة الله وحده لاشريك لله وأجتناب ماكان يعبد أبائهم من الباطل .
وقوله [لايكل ولاينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته ] فهي واضحه برسول الله محمد:salla-s: فأنه لم يقتل ولم يمت حتى بلغ رسالة ربه وكمل الدين وهو حي وقد عصمه الله سبحانه من إيذاء الناس له وهذا ماقاله تعالى [يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ] المائدة آية 67 . وهذه البشاره لاتكون بحق المسيح فأنه لم تكتمل النصرانية في عهد المسيح وقد دخلت على النصرانية كثير من أفكار وأعتقاد تلاميذه ومن جاء بعدهم ويدعي النصارى أنه صلب وقتل وفي هذه اللفقرة يقول لايكل ولاينكسر والمسيح على قولهم أنه كسر . ويتبين لنا في هذه الفقرة أن لهذا النبي شريعة والمعلوم أن المسيح لم يأتي بشريعة ولكن جاء ليحافظ على شريعة موسى عليه السلام ففي إنجيل متى 23 : 1 -3 , [على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون . فكل ماقالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه . ولكن حسب أعمالهم لاتعملوا يقولون ولايفعلون .] وهذا حال بني إسرائيل يقولون مالايفعلون
أما قوله [ لتفتح عيون العمي ] يقول الأمام أبن القيم في كتابه الماتع هداية الحيارى . بعد ماذكر هذه الفقرة من هذه البشارة.
أشارة الى تكميل مراتب العلم والهدى الحاصل بدعوته في القلوب والأبصار والأسماع , فباينوا بذلك أحوال الصم البكم العمي الذين لهم قلوب لايعقلون بها , فإن الهدى يصل الى العبد من هذه الأبواب الثلاثه وهي مغلقة عن كل أحد لاتفتح إلا على أيدي الرسل ,|ففتح الله بمحمد:salla-s: الأعين العمي فأبصرت بالله , والآذان الصم فسمعت عن الله , والقلوب الغلف فعقلت عن الله , فانقادت لطاعته عقلا وقولا وعملا . وسلكت سبل مرضاته ذللا . انتهى كلامه رحمه الله .
أما فقرة [ولاتسبيحي للمنحوتات ] فيعلم أليهود والنصارى أن هذه البشارة ليس بحق أحد من أنبياء بني إسرئيل لما ؟ كون هذا النبي يبعث في يقوم يعبدون الأصنام ويتقربون الى الأوثان وهم العرب أما اليهود فهم اهل كتاب . وكانوا يعبدون الله وحده .
اما الفقرة التي بعدها [ هوذا الأوليات قد أتت والحديثاتُ أنا مخبر بها . قبل أن تنبت أُعلمكم بها ] فلم يخبر نبي بالغيبيات مثل ماأخبر بها محمد :salla-s: لأن الله سبحانه أطلعه عليها وخصه بها من أحداث عظام ستقع من علامات الساعة والبرزخ ويوم القيامة والوقوف بين يدي لله والجنة ونعيمها والنار وعذابها .
أما فقره التسبيح وقوله [ لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع ] فهذه خاصة بأمة محمد :salla-s: وهي تنفرد بها وهو الحج وأتيان الناس له من كل فجٌ عميق جواً وبحراً وبراً وترفع أصواتهم بالتلبية لبيك اللهم لبيك والتكبير والتهليل وهذا ليس لأمة سوى أمة الأسلام . وقيدار هو أبن إسماعيل الثاني ففي سفر التكوين 25 : 13 - 16 , وفيه وهذه أسماء بني إسماعيل بأسماءهم حسب مواليدهم . نبا يوت بكر إسماعيل و [ قيدار ] ... الخ .ومحمد :salla-s: من نسل قيدار
أما الفقرة الأخيره من هذه البشار ه فهي تتحدث عن غزوات رسول الله :salla-s: وجهاده للكفار حتى ينصاعوا لعبادة لله وحده لاشريك لله وقد نصره الله على أعدائه ودخل الناس في دين لله أفواجا وهذا التأريخ مدون ويعرفه القاصي والداني .
ومن الله التوفيق وللموضوع بقية ان شاء الله