قال تعالى : «واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم» (الأنعام: 54).
وقال تعالى: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه، إن اللّه يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم» (الزمر: 53).
وقال تعالى: «إن اللّه يحب التوابين ويحب المتطهرين»
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، تخاف علينا النفاق؟ قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إنا إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا ووجِلنا، ونسينا الدنيا وزهدنا، حتى كأنّا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والأولاد، يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنّا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إن هذه من خطوات الشيطان ليرغبكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحاله التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً لكي يذنبوا ثم يستغفروا، فيغفر لهم
إن المؤمن مفتّنٌ تواب.
هوني عليكِ اختنا الفاضلة .. فالأمر ليس سيء بهذه الدرجة .
فإحساس الفرد بانه يخطئ افضل بكثير من الإنسان الذي لا يشعر بهذا الإحساس .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل ابن آدم خطاء , و خير الخطائين التوابون ))
فهذا حال ابن آدم .. يخطئ ويتوب .. ثم بخطئ ويتوب .. ثم يخطئ ويتوب .... ولا يمل رب العالمين من العفو و المغفرة ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى:
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) - رواه الترمذي , وصححه ابن القيم , وحسنه الألباني ...
سيد الإستغفار : {اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فأغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}.
إنَّ فضل الله تعالى على عباده عظيم ، إذ لم يجعل وقوع العبد في ذنب نهاية مطافه ، بل فتح لعباده أبواب التوبة ، وحثهم عليها ، وفرضها على الفور عليهم ، وأحبَّ أهلها ، فقال سبحانه وتعالى:[ قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرحيم]
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا التوبة ، وأن يوفقنا لاستكمال شروطها ، وأن يتقبلها منّا ، إنَّه على كلِّ شيء قدير.