البشارات الجلية بمحمد خير البرية 4
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد :salla:
اما بعد..........................
البشارة السادسة :-
ففي سفر التثنية 33 : 1 -2 , وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته . فقال جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران .
تتحدث هذه البشارة على ثلاث اماكن بُعث منها انبياء من أولي العزم من الرسل أما سيناء تشير الى المكان الذي فيه موسى عليه السلام وهو أسم جبل بقرب [أيلة] مدينة على ساحل بحر القُلزُم - الأحمر- مما يلي الشام [ معجم البلدان 1/292 و4/48 . وسعير هي اسم لجبال فلسطين وهو من حدود الروم ,وهو قرية من الناصرة بين طبريا وعكا . [ معجم البلدان 3/171 ] وهي الأرض الذي بعث منها عيسى عليه السلام . وأما فاران فهي جبال مكه ولايستطيع أحد تأويل هذا النص ويقول ان فاران هي جبال الشام كما صنع بعض القوم فالكتاب المقدس يشهد بعكس مايقولون . ومعلوم أن أمة العرب من سلالة إسماعيل عليه السلام وان أسماعيل سكن مكة ففي سفر التكوين 21 : 20 , وكان الله مع الغلام فكبر . وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران . وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر ..
وهذا النص في إسماعيل وأمه هاجر .
قال شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح] . قال كثير من العلماء - واللفظ لأبي محمد بن قتيبة . ليس بهذا خفاء - على من تدبره ولاغموض , لأن مجيء الله من طور سينا : إنزاله التوراة على موسى من طور سينا , كالذي هو عند أهل الكتاب وعندنا , وكذلك يجب ان يكون إشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على المسيح , وكان المسيح من ساعير - أرض الخليل بقرية تدعى ناصرة - وبأسمها يسمى من أتبعه نصارى .
وكما وجب أن يكون إشراقه من ساعير بالمسيح , فكذلك يجب أن يكون استعلانه [ أو تلألأه] من جبال فاران : إنزال القرآن على محمد:salla-s: وجبال فاران هي جبال مكة . [ كما ذكرت أنفاً ] .
ثم قال رحمه الله . وقلنا : دلونا على الموضع الذي استعلن الله منه واسمه فاران , والنبي الذي أنزل عليه كتاباً بعد المسيح . أوليس [ استعلن ] و[علن ] [ قلتُ هذه لفظتين في الترجمه القديمة للكتاب المقدس للغة العربية ] .
وهما بمعنى واحد ؟ وهو ماظهر وانكشف .
فهل تعلمون ديناً ظهر ظهور الإسلام وفشا في مشارق الأرض ومغاربها .
ثم قال رحمه الله تعالى .
وقال في الأول جاء أو ظهر , وفي الثاني : اشرق , وفي الثالث أستعلن [أو تلألأ ] وكان مجيء التوراة مثل طلوع الفجر , أو ماهو أظهر من ذلك , ونزول الإنجيل مثل إشراق الشمس , زاد به النور والهدى . وأما نزول القرآن . فهو بمنزلة ظهور الشمس في السماء , ولهذا قال واستعلن من جبال فاران , فإن النبي :salla-s: ظهر به نور الله وهداه في مشرق الأرض ومغربها , أعظم مما ظهر بالكتابين المتقدمين , كما يظهر نور الشمس إذا استعلت في مشارق الأرض ومغاربها , ولهذا سماه الله سراجاً منيراً , وسمى الشمس سراجاً وهاجاً . والخلق يحتاجون إلى السراج المنير , أعظم من حاجتهم إلى السراج الوهاج , فإن الوهاج يحتاجون إليه في وقت دون وقت , وكما قيل : قد ينضرون به بعض الأوقات . وأما السراج المنير فيحتاجون إليه كل وقت , وفي كل مكان , ليلاً ونهاراً , سراً وعلانية . انتهى كلامه رحمه الله .
وأعلم يامن تبحث عن الحق أن الله سبحانه قد ذكر هذه الرسالات السماوية الثلاثه وأقسم سبحانه بالأماكان التي ذكرت أنفاً :007::007: [والتين والزيتون :point: وطورسنين :point: وهذا البلد الأمين ]سورة التين اية1-3 .
فالتين والزيتون هي الأرض التي أُنزل فيها الإنجيل على سيدنا المسيح عليه السلام . وطور سنين وهو الجبل الذي كلم الله فيه سيدنا موسى عليه السلام , والبلد الأمين هي مكة الذي بعث منها سيد الأولين والأخرين ولافخر محمد :salla: .
وللموضوع بقيه أن شاء الله ومنه العون والسداد وأرجو منه سبحانه أن يرزقني الصدق والإخلاص أنه وليُ ذلك ولقادر عليه .