أرواح لا تعشق التفاح ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أرواح لا تعشق التفاح

لا أدري تحديدا ما كنت سأفعله لو كنت نائما تحت شجــرة التفـاح في كامبريدج ووقعت على أم رأسي تفاحة حمراء شهية .. أكتشف بها نيوتن الجاذبية .. لكني بالتأكيد لم أكن لآكلها بدون غسلها
وكنت سأظل لمدة في حيرة ما بين أكل التفاحة بدون غسيل أو القيام لغسلها من خرطوم الجنينة..
وربما كان حظي أفضل من حظ نيوتن فأجد "جنايني حنون" يحمل عني مشقة غسل التفاحة.
فأنا - كما تعلمون - مثل أقراني في بلادي الكسولة نعشق التفاح .. ولا نعشق الجاذبية الأرضية.. لكن الجاذبية الوحيدة التي تلقى أهتمامنا هي جاذبية التفاح الأحمر وجاذبية الفتيات الجميلة التي قد تمر أمامنا في الجامعة... والتي قد تجعلك تدور حولها كالألكترون..
لكن أمي دائما تقول لي أن جدي الأكبر كان لا يفضل جاذبية التفاح ولا جاذبية الفتيات الجميلة .
ثم عندما كبرت عرفت أن لي أجدادا كثيرون من هؤلاء الرجال اللاتفاحيين.
واحد أسمه ابن النفيس وآخر أسمه ابن رشد وثالث أسمه الجبرتي ورابع أسمه ابن سينا والخوارزمي والشيرازي والرازي والبيروني والفارابي وابن خلدون والمقريزي والمسعودي والإدريسي وابن الهيثم..
وكلهم لا يحبون التفاح ولا يأكلونه إذا ما وقع على رؤسهم ؛ لأنهم كانوا رجالا لم تشغلهم بطونهم كثيرا .. وانما كانوا يهدون أنجازاتهم وأكتشافاتهم للبشرية .. فقامت البشرية على أكتافهم.
ومن رحمة الله بالبشرية أن "نيوتن" لم يكن عاشقا للتفاح فأهدى البشرية قانون الجاذبية .. وأن "جرهام بل" كان مدمنا للثرثرة "والرغي واللت والعجن" فأهدى البشرية التليفون .. وأن "إديسون" كان يخاف من الظلمة فأهدانا المصباح الكهربي .. وأن "جاليليو" كان يعشق تلميع العدسات والمرايا فاخترع التليسكوب .. وأن "جوتنبرج" كان يحب للجميع أن يقرأوا فاخترع المطبعة .. وأن "الأخوان رايت" كانا دائما مستعجلين فأهدونا الطائرة.

اليوم وقفت وسألت نفسي سؤالا أريدك أن تسأله لنفسك ... الآن ونحن أبناء وبنات العرب من الطلبه المتفوقين أو حتي المثقفين ونحن من المفترض أننا في مقدمة وطليعة هؤلاء اللاتفاحيين -..هل لازلنا نعشق التفاح ولا نعشق الجاذبية الأرضية؟؟
إن كنا كذلك فمن الأفضل لنا .. وللشباب العربي عامة أن نحفر لأنفسنا قبورا من الآن .. ونرقد فيها مع أحلامنا بسلام .. وصدقني لن يرثينا أحد لأننا شباب لا يستحق الرثاء..ولندع مكاننا في الدنيا لآخرون .. ليتركوا فيها آثار أقدامهم ؛ لأنه من العار أن نترك آثار جلوسنا تحت الشجــــرة ننتظر سقوط تفاحة لنلتهمها.
"والله يرحمنا مقدما"
وتحية مني لكم إخوتي وأخواتي من الشباب اللاتفاحيين..الذين أكن لهم كل الأحترام والتقدير.
وأنا حقا حقا .. أتمنى .. أن أكون مثلكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
كتب هذا الموضوع أخى وزميلى / هشام راشد ابوزيد ....طالب بكلية العلوم جامعة سوهاج

ما العمل اذا كنا لانقرا الماضي قراءة صحيحة ولا نطوع الحاضر لكي نرتقي ونتقدم ولا نستشرف المستقبل لكي نبني خططنا الرصينة .وكان الله في عون من يفقد هذه اللاءات الثلاث
جزاك الله خيرا اخي الكريم وانت قد بلغت