الجزء الثاني للرد على وليم كامبل
الفصل الثاني
افتراضات أساسية تميَّز بها كتاب الدكتور بوكاي
لمراجعة الفصل الأول .... مزيد من التفاصيل
يقول وليم كامبل بعناد وجحود جعله يخرج عن إطار الحقيقة :
اقتباس:
قال د بوكاي إنه توخَّى الموضوعية المطلقة في ما كتب، وإنه بدون أي فكر مسبَّق فحص الوحي القرآني، وأعاد الفحص نفسه على التوراة والإنجيل بذات الروح الموضوعية، وإنه بدأ من الحقائق وليس من المفاهيم الغيبية، وافترض أن المرء يمكن أن يكون استنتاجياً يأخذ المعرفة من الحق، وليس استقرائياً يرى ما يريده في النص (ص 13).
ولكن ما يقوله د بوكاي يناقض مكتشَفات القرن العشرين في العلوم الإجتماعية، فلا يوجد ما يُقال عنه (وذلك بدون أي فكر مسبَّق وبموضوعية تامة) ويوضح (توماس كون) في كتابه (تركيب الثورات العلمية) 9 أن تفسير الحقائق العلمية يتوقف على بِنية المفسّر الغيبية، وقال إن فلاسفة العلم برهنوا مراراً أنك يمكن أن تحصل على نظريتين علميتين مختلفتين مبنيتين على ذات المعلومات! وفي عام 1905 اقتبس (جيمس أور) كتابات اللاهوتي الألماني (بيدرمان) الذي قال إن الواجب هو دراسة النصوص بدون أفكار وافتراضات مسبَّقة، ولكن الواقع أن كل طالب يجيء إلى المباحث التاريخية بنوعٍ من التعريفات التي تعيّن الحدود، يراها الطالب افتراضات عقائدية مسبَّقة)
مشكلة وليم كامبل أنه لم يجد في كلام الدكتور بوكاي أي خطأ فخرج عن إطار ما تحدث عنه وبنى موضوع أخر ليتحدث عن نقطة أخرى ليس لها علاقة بما نسير نحوه للتشتيت.
إن د بوكاي تحدث عن الحقائق العلمية القطعية ، ولكن وليم كامبل فضل الأعتراض عليه فتحدث عن كيفية مولد فكرة علمية تعتمد على بِنية المفسّر الغيبية ، والفارق كبير جداً . فما الرابط بين الإثنين ؟ د بوكاي أعلن ان يعتمد على الحقيقية العلمية القطعية في بحثه والتي خرجت عن بنية العالِم الغيبية وانتهت هذه البنية الغيبية إلى حقيقة علمية .
فلو أعتبرنا أن الحقيقة العلمية القطعية لا ترقى للحقيقة لحذرت منظمة الصحة العالمية الأطباء بعدم خوض عمليات القلب المفتوح أو علاج أورام الحميدة والخبيثة .
إن الفارق بين ما جاء عن د بوكاي ووليم كامبل هو أن د بوكاي يوضح أنه يعتمد على الحقائق العلمية التي وصلت إلى حد القطع بها ، ووليم كامبل يعترض عليه بجهالة ويعتبر أن الحقائق العلمية القاطعة كذب وما هي إلا نظريات غيبية ليست قاطعة وكأن العلم الذي أثبت أن الأرض كروية وتدور حول نفسها ما هي إلا تخاريف وأقوال لا صحة لها علماً بأن العالم الفلكي الإيطالي "غاليليو" عندما أكتشف ذلك ثارث الكنيسة وتم خضوعه لمحاكم التفتيش وتم اعدامه بقطع رقبته بأمر من الكنيسة وتم اعتذار الكنيسة فيما بعد وفاته بسنوات عندما تطور العلم وأثبت بأن غاليلو كان قد سبق أوانه.للمزيد.
ان النظريات الفلكية كانت تدعي بقول أن الشمس ثابتة ولكن الحقائق العلمية قطعت بأن الشمس تتحرك ، فهل هذه الحقيقة القطعية مازالت تخضع تحت نظريات غيبية ؟ والأعجب من ذلك ان الفراعنة اكتشفوا ذلك منذ آلاف السنين وعلموا أن للشمس منازل يومية ، فنجد داخل معابدهم 365 فتحة للـ 365 يوماً للسنة الشمسية وكل يوم تدخل اشاعة الشمس للفتحة المخصص لها ، وإلى الآن نجد السواح تشاهد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبده .
والصعود إلى القمر كان نظرية غيبية ولكنه الآن أصبح حقيقة علمية قاطعة ولا يوجد أدنى شك في ذلك ، وقد تم تصوير سطح القمر بدقة متناهية وكلها حقائق علمية قاطعة .
وهذا علم الأجنة ، فالتطور العلمي ساعد على متابعة تطور الأجنة بالتصوير وذلك من لحظة التلقيح إلى لحظة الولادة وهذه حقيقة علمية قاطعة وليست نظرية غيبية .
يا وليم كامبل : إن الحقيقة العلمية القاطعة لا شك فيها ولا جدال ولكن قد تكون قابل للتطوير ولكنها ليست قابلة للنفي ، لأنني كما ذكرت لك أن دواران الأرض وكرويتها والصعود للقمر وحركة الشمس وعلم الأجنة هي حقائق علمية قاطعة ولكن قد تقبل التطوير من حيث الأبحاث العلمية التي قد تعود على البشرية بالمنفعة ولكن لا يمكن أن ندعي بأن العلماء لم يصعدوا للقمر لأنه صعدوا لقمر أخر وأن الأفلام والصور المأخوذة لسطح القمر هي أكاذيب وليس لها وجود على سطح القمر .
إن أمثالك يا وليم كامبل لا يقدرون الفارق بين النظرية والحقيقة والقانون، بمعنى أن هناك دارس لغة عربية أو شريعة فقط ولم يقرأ كتاباً في العلوم، فلن يستطيع أن يفرق بين هذه الحقائق ونحن نقول إن الإعجاز لا يوظف فيه إلا القطعي الثابت من الحقائق العلمية التي لا رجعة فيها والعلم يصل إلى حقائق لا رجعة فيها أبداً ككروية الأرض مثلاً، وهناك من أخطأوا في الماضي، فمثلاً الشيخ طنطاوي الجوهري- رحمه الله- لم تكن له خلفية علمية، وحين أخوض في مجال العلوم بدون خلفية علمية فأنا هنا معرض للخطأ وكانت محاولة جريئة منه، لكنه لم يكن مؤهلاً لذلك فأخطأ.
والذين أخطؤوا أيضاً سبب خطأهم أن العلم الكوني له طبيعة تراكمية بمعنى أنه لا ينضج على مرحلة صغيرة من الزمن، بل يحتاج فترات طويلة حتى يصل الإنسان لفهم حقيقة معينة، وأنه لا يمكن للإنسان أن ينظر في الكون ويصل إلى حقيقة، ولكن لابد من الملاحظة والتجربة والاستنتاج، ونحن الآن نحيا عصر العلم. والإلمام بعدد من سنن هذا الكون وحقائقه لم يتوافر من قبل على الإطلاق، وإذا لم نوظف ذلك لحسن فهم دلاله الآيات القرآنية نكون قد قصرنا تقصيراً عظيماً.
والذين يحذّرون من ذلك ويقولون إن القرآن ثابت والعلم متغير ، فإنهم يتحدثون عن النظريات وليس الحقائق، ونحن نوظف النظريات في حالة واحدة فقط، فالآيات القرآنية تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:
1) مجموعة تتحدث عن خلق الكون والحياة والإنسان
2) مجموعة تتحدث عن إفناء هذا الكون وإعادة خلقه من جديد
فهذه القضايا لا يمكن أن تخضع للإدراك المباشر للعلماء فلا يستطيع العلم التجريبي أن يضع فيها شيئاً أكبر من النظرية، فأي عالم يحترم نفسه مهما كان عنده من أدلة لا يستطيع أن يقول: هكذا تم الخلق وهكذا سيتم الإفناء وهكذا سيتم إعادة الخلق... يمكن أن تتعدد النظريات والفروض، ولكن يبقى المسلم نور الله يعينه على التدبر والتمييز بين هذه النظريات والفروض فيرتقي بإحداها إلى مقام الحقيقة.
وفي هذه الحالة ننتصر للعلم بالقرآن وليس العكس وهذا هو دور المسلم؛ فالقرآن يقول "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون" فيأتي العلم التجريبي ليؤكد على أن الكون الذي نحن فيه كون دائم الاتساع والمجرات تتباعد عنا وقد تصل أحياناً إلى سرعة الضوء 300 ألف كم في الثانية، فهذه حقيقة كونية تقاس وليس ظناً والقرآن يقول "وإنا لموسعون" ويعجب الإنسان لاسم فاعل الذي يوحي بالاستمرارية وهذا التوسع الذي يتم بإرادة الله بدأ في القديم ويستمر الآن وسيستمر في المستقبل، فإذا لم أربط هذه الحقيقة بتفسير هذه الآية الكريمة لقصرت تقصيراً كبيراً والعلماء يقولون إن هذا الاتساع لو عدنا به إلى الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي مادة الكون المنظور في جرم واحد، والكون الذي يتسع لهذا الجرم لابد أن تكون له كثافة عالية للغاية تجعله في حالة حرجة فينفجر ويتحول إلى ظلال من الدخان ومن هذا الدخان خلقت الأرض وخلقت باقي أجرام السماء، فالقرآن يقول "أوَلم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي" فهذا صحيح أن نظرية الجسم الأولي نظرية ترتقي بهما إلى مقام الحقيقة، لأن هذا كلام الخالق -سبحانه وتعالى- فنقول إن نظرية الانفجار العظيم نظرية ونرتقي بها إلى مقام الحقيقة.
إن الخطاب الخاص بالإعجاز موجه لغير المسلمين وليس للمسلمين ، فأصبح المد الإسلامي في الغرب والشرق مد مبهر ولافت للنظر، والمعلومات الغربية تقول إن الإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً في العالم الآن، كما أن الإحصائيات تقول إن عدد المسلمين الذين يحملون جنسية الدول الغربية في غرب أوربا أكثر من 31 مليون نسمة، ومدينة مثل برمنجهام وحدها فيها أكثر من 153 مسجداً، كذلك بريطانيا فيها آلاف المساجد بلا مبالغة، حتى وصل عدد المسلمين في بريطانيا إلى 4 ملايين نسمة، كما وصل عدد الذين يؤمون المساجد يوم الجمعة عشرات أضعاف الذين يؤمون الكنائس يوم الأحد .
يا سيد وليم كامبل إن أفضل أساليب قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هي الحقائق العلمية القطعية، لأن القضايا الغيبية لم تعد تحرك مشاعر الغربيين، فقد ملوا القضايا الغيبية والاستماع إليها وهي محرفة عندهم تحريفاً كثيراً، لكن عندما تقول له إن آية قرآنية نزلت قبل 1400 سنة تشير إلى حقيقة كونية لم تعرفوها إلا منذ عشر سنين فإن هذا يهزه من الأعماق.
يتبع :-
الرد على : افتراضات أساسية تميَّز بها كتاب الدكتور بوكاي ... الفصل الثاني
يقول وليم كامبل :
اقتباس:
يفترض د بوكاي أن التوافق بين العلم والدين هو المقياس الأول الذي يحدد صحة النصوص الدينية وفي هذا الافتراض بعض الحق
أنا لا أعتقد أن د بوكاي يقول هذا الكلام ، لأن القرآن لا يحتاج لدلائل علمية لتثبت أنه كلام الله .
فمنذ أول يوم للرسالة لم تكن هناك حقائق علمية ، والإعجاز العلمي لم يظهر ولم يتطور إلا في القرن العشرين والإسلام ظهر في القرن السابع .. لذلك إن كل من أعتنق الإسلام في هذه الفترة التي تتراوح 13 قرناً من الزمان لم تعتنقه بسبب حقائق علمية بل آمنت لأنه كتاب الله الحق وأن الدين عند الله الإسلام .
وقد تكلمت من قبل عن فكرة الإعجاز في القرآن بكافة تفاصيله بالجزء الأول .
يقول وليم كامبل :
اقتباس:
إن هدف كل كتابة وقراءة في أي كتاب هو البحث عن الحقائق الدينية وأهم سؤال ديني هو: (هل هناك إله؟) ثم (كيف أعرفه وأنشئ علاقة معه؟) وسنجد كتباً في علم الأحياء أو الكيمياء صحيحة علمياً، ولكنها لا تذكر اسم الله أبداً وفي بعض الأحيان تتعارض المعارف العلمية والدينية، وكمثال لذلك ما بحثه د بوكاي عن النجوم والكواكب والشهب الثاقبة التي تنقضّ فتثقب ما تنزل عليه، فقد اقتبس من سورة الصافات 37:6 (وهي من العصر المكي الأول) (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ) ولا مشكلة في هذا، ولكن قراءتنا للآيات التالية ترينا مشكلة دينية تقول الآيات 7-10 من سورة الصافات (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ).
وهنا نرى الشهب الساقطة (وهي مادية) في مواجهة مع أشخاص روحيين، فالله يضرب الشيطان بالشهاب الثاقب الله روح، والشيطان روح، والله الروح يضرب الشياطين الروحية بنيازك مادية (سنناقش هذا بتفصيل في جزء 4 فصل 2) ثم يقول د بوكاي: (ولكن المعنى يصبح مبهماً عندما يشرك القرآن اعتبارات ذات طابع روحي صرف بمفاهيم مادية يسيرة على فهمنا، وقد استنرنا اليوم بالعلم الحديث) (ص 182) ثم يقول: (كل هذه التأملات تبدو خارج موضوع هذه الدراسة) (ص 183).
ولا شك أن سورة الصافات 6-10 تواجهنا بصعوبة، لا يكفي أن يُقال معها (يصبح المعنى مبهماً) أو (خارج موضوع هذه الدراسة) فإن كتاباً يحمل عنوان (القرآن والتوراة والإنجيل والعِلم) كان يجب أن يتعامل مع هذه الصعوبة ويوضحها.
كيف أفرق بين كتاب سماوي وكتاب آخر :
إن الكتاب الإلهي يحتوي لا ثلاثة أمور لا رابع لهم :
1) العقيدة .. فالعقائد ثابته لا تتغير منذ عهد آدم حتى يوم القيامة .. فالله سبحانه واحد احد لا تغيير ولا تبديل ، والغيب قائم ، والآخرة قادمة والملائكة يقومون بمهامهم .. وهذا ما خالفته المسيحية بخزعبلات الثلاثة أقانيم .
2) الإخبار من الله ، فعندما يعطينا الله تبارك وتعالى آية فيها خبر فلا نجد آية أخرى تبدل هذا الخبر بخبر آخر .. لأن الإخبار هو الإبلاغ بشئ واقع .. والحق سبحانه وتعالى إخباره لنا هو بلاغ صدق من الله .. فلا تروى لنا حادثة الفيل ثم يغير أحداثها بعد ذلك وتروى بتفاصيل أخرى ... وهذا ما خالفه البايبل بما يحمل من أخبار متناقضة لبعضها البعض
3) التشريع .. فالتشريع هو مجموعة القوانين التي تحدد علاقة الإنسان بالله وبالناس وبالمجتمع والكون. وتحدد ما يجوز فعله وما لا يجوز .... وفي البايبل تشريعات فاقت تشريعات الوثنية
فالقرآن الكريم هو كتاب الله ومنهجه ، ومنهج الله عز وجل الذي أنزله على رسله قد عرفنا منه أن الله تبارك وتعالى هو الذي خلق لنا هذا الكون وخلقنا .. فدقة الخلق وعظمته تدلنا على عظمة خالقه، ولكنها لا تستطيع أن تقول لنا من هو، ولا ماذا يريد منا، ولذلك أرسل الله رسله، ليقول لنا: إن الذي خلق هذا الكون وخلقنا هو الله تبارك وتعالى، وهذا يستوجب الحمد.
ومنهج الله يبين لنا ماذا يريد الحق منا، وكيف نعبده .. وهذا يستوجب الحمد، ومنهج الله جل جلاله أعطانا الطريق وشرع لنا أسلوب حياتنا تشريعاً حقاً .. فالله تبارك وتعالى لا يفرق بين أحد منا .. ولا يفضل أحداً على أحد إلا بالتقوى، فكلنا خلق متساوون أمام الله جل جلاله.
إذن: فشريعة الحق، وقول الحق، وقضاء الحق هو من الله، أما تشريعات الناس فلها هوى، تميز بعضاً عن بعض وهذا ما نجده في البايبل ونجد انه أخذ حقوق البعض ليعطيها للآخرين، ولذلك نجد في كل منهج بشرى ظلماً بشرياً ، ولكننا لسنا بصدد الحديث في هذه الأمور الآن .
ثم بعد ذلك يتطرق وليم كامبل إلى نقطة مهمة جداً كنت احب أن أجد مسيحي يتحدث عنها وها أنا وجدت وليم كامبل ليقدم لنا اكبر دلائل على أن مٌفسرين الكتاب المدعو مقدس جهله ويفسرونه على أهوائهم بجهالة وكذب وتزوير .
إن وليم كامبل يتحدث عن استحالة ترابط الأمور (الورحية والمادية) وهي كيف يقذف الله الشياطين (الروحية) بشهب (المادية) ، وكيف المادة المحسوسة (الشهب) تصيب مخلوق روحي غير محسوس (الشيطان) .. وهذا كلام صحيح 100% ولكنه لا يعرف كيف خلق الشيطان وما هي المادة التي خلق منها ، وسأرد على هذه النقطة بإستفاضة ولكن بعد أن أكشف أن تفسيرات علماء اللاهوت للكتاب المدعو المقدس خطأ ، وأثبت عن طريق ما جاء به وليم كامبل والعلاقة بين الاثنين(المادة والروحي) لنثبت أن يسوع جاء يعلن في العهد الجديد أنه سفاح .
مت 10:34
لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا
هنا يدعي علماء التفسير بقولهم في تفسير هذه الفقرة : انه عند انتشار المسيحية كان يطرد من البيت اليهودي اي شخص مسيحي فلهذا المسيح شبة نفسة بالسيف الذي يقطع العلاقة بين الولد و ابية, بين البنت و امها.... و هذا هو التفسير للفقرة التي تتحدث عن العلاقة بين (الروحية والمادة), أرجو أن يكون وليم كامبل دكتور الحمير على قيد الحياة ليرى كيف اصابت كلماته المسيحية ويسوعه قبل أن تصيب الإسلام والقرآن .
يقول المفسرون (المسيح شبة نفسه بالسيف الذي يقطع العلاقة بين الولد و ابيه) ... فهذا كلام باطل ولا يقال على كاتبه إلا يابن الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم ، لماذا ؟
وليم كامبل أعترف بإستحالة الحديث عن شيء مادي وتطابقه على شيء روحي أو معنوي .
وعلم اللغة يأمرنا بأن يكون التشبيه في مكانه وصفته وفعله .
فمهمة السيف (لأنه مادي) هي قطع الشيء المادي... مثل القتل وقطع أي شيء مثل فصل رأس عن الجسد أو قطع يد أو رجل أو خبز أو لحم ... أي أي شيء مادي
ولكن التشبيه في هذه الفقرة تناقض العقل والمنطق وتجعل السيف الذي مهمته قطع الشيء المادي تحول وأنقلب معناه وأصبح يقطع شيء معنوي وهذا خطأ ، كيف ؟ ،
لأن العلاقة بين الأم والأب وأولادهم والكنة وحماتها هي علاقة معنوية ، فكيف مهمة السيف التي هي في الأصل التعامل مع الشيء المادي يتحول ليتعامل مع الشيء المعنوي
ولهذا، فالتفسير الذي قدمه مًفسرين الكتاب المقدس باطل لأنهم لا يفقهون حرف في قواعد اللغة العربية أو أي لغة أخرى ، فزوروا في قواعد اللغات ليعلنوا عن أفكارهم الخاطئة .
ومثال : كيف أقول أنني من الممكن ان امنع شخص بان يُحدث نفسه عن طريق ضربه بالعصا ؟ فهل العصا يمكنها أن تتحكم في الحواس الداخلية للإنسان ؟
ومن هنا نجد أن الجملة القصد منها سفك الدماء والقتل والتفرقة لأن هذه هي صفة السيف وليس كما يدعي القساوسة بالتفسير الباطل .
والجملة ليس بها شروط الأستعارة المكنية فمن أين آتيتم بلفظ التشبيه ( السيف )
ولنصل في النهاية أن الكتاب المقدس كله أخطاء ، لكن يجب عليكم وان تصيغوا جملة جديدة غير هذه الجملة لأنها جمله خاطئة ... والسيد المسيح على حد قول المسيحي لم يخطأ ، لو ذكر السيد المسيح هذه الجملة فأصبح مخطئ ، وإذا كان العيب من الترجمة فهذه فضيحة ، وما وقع بالقليل وقع على الكثير .. وهذا يثبت التحريف ، لأن الخطأ بالكتاب السماوي يعتبر تحريف ... ومع الأخذ أن الجملة تسقط بكل القواعد اللغوية ، فلهذا وجب حذفها من الكتاب المقدس لأنها عار عليه ، فوجودها عار وحذفها عار
أما قول أن السيف المقصود بالفقرة التي ذكرها يسوع هو سيف روحي فهذه تخاريف ، لأننا ما سمعنا من قبل أن هناك سيف روحي بجانب وجود سيف مادي ، ولو وافقنا هذه الأقوال لقلنا لوليم كامبل أنك مجنون وجاهل لأن هناك شهب مادية وشهب معنوية ... ومن المأكد أن وليم كامبل لن يوافق على ذلك .... فمن الجاهل فيهم : علماء اللاهوت مُفسرين البايبل أم وليم كامبل أم يسوع والسبب في ذلك هو جهله في الخطاب وعجزه بالتحدث في المشبه والمشبه به ؟.
ولو استخدمنا اسلوب القرينة التي ينادي بها وليم كامبل منذ بداية الموضوع بجمع الجُمَل من فصول أخرى، أو كل الإشارات الواردة في الكتاب كله ومطابقتها مع الكلمة التي نحن بصددها نجد الآتي :
لو 22:38
فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان . فقال لهم يكفي
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا
مر 14:47
فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه
إذن بإستخدام القرينة كما أشار وليم كامبل نصل في النهاية أن يسوع جاء ليحمل السيف أمام الجميع كالبلطجية ، وأن قول يسوع [ لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا ] كان المقصود به هو السيف المادي الذي نعرفه جميعاً لأن القرائن اجمعت على أنه لا يوجد شيء اسمه سيف روحي أو معنوي بل سيف مادي فقط .
يتبع :-