كيف تشارك فى موضوع منشور فى المنتدى

[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم

1- مقدمة/

الحمد لله حمدا لا ينبغي إلا لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام علي
الحبيب محمد بن عبد الله سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين.

لكي نكون جديرين بهذه البلاد التي تشبهنا لا بد أن نبحث عن آثار السماء
الساكنة فينا بفضل الله ورحمته، أما وقد أتعبت المحن قلوبنا وشيبت الظروف
شعورنا فلا بأس من هذا الوقار الضروري للحرب لكي يندمل جرح السلام.

أيها الأخوة الأعزاء حاملي ألوية التوحيد الخصبة الخضراء لكي تزرعوها في
قمم الضرورة لا بد أن نتكتشفنا بالهدوء اليسير لنحقق هذه السلاسة السماوية
البسيطة

نحن عشاق هذه الأرض التي فتحتها سيوف الفطرة ورماح الفكرة ودماء الشهادة،
وما كنا في يوم ما منذ أعزنا الله بإسلامه دمويين المراس..

كل ما في الأمر أن البشرية المعتدلة تتطلب أحيانا لباقة حربية ولياقة في
القصاص.

كنا نفتش عنا وما وجدنانا إلا في نظرة المبدع خالقنا... طبيعي أليس هو
الله بانينا

ومنشأنا؟!

والآن فقدنا أنفسنا بعدما طغت علي هذه الحياة أفكار الطغاة وقوانين
الملحدين.

ولشد ما يغيظ النفس أنا انحدرنا من حظيرة السماء نحو انحطاط الأرض وعقد
النفس

ويعلم الله أن الفطرة السوية لا تقاس إلا بميزان الإسلام.. إذ ثمة علاقة
طردية بين اكتمال النفس وبين تحقق الإسلام في طياتها ولكي نرصدنا في هذا
الميزان يقتضي الأمر منا مقارنة

فليوفق الله أقلامنا وأفكارنا وأزندتنا وشعورنا في أن تباغت الأزمات وهذا
التطاول اللاحضاري في الحضارات الرديئة كي نسقط الأقنعة المستعارة عن بشر
ليسوا ببشر.

من هذه المقدمة سوف أنتقل بكم إلي شرح يسير إلي ما قرأت عيوني المندهشة في
كتب اليهود والنصارى الملطخة بوصمات عار أزلية لا تكني إلا علي انحطاط
الفكر وغباء الكفر.

فالذي يقرأ كتب هذه الأمم المسرفة الغباء سوف يندهش أيما اندهاش لذلك لن
أتكلم عن السلبية فهي السائدة.

وسأنتقل مباشرة إلي معالم إيجابية تركتها هذه الأمم المغضوب عليها لكي
يرينا الله بأم أعيننا أنه سبحانه ملك هذه الأزمنة والعصور وأنه لم يفرط في
أي صغيرة أو كبيرة إلا وقد أوردها في قرآنه المبين.

فالحمد لله علي نعمة الإسلام وسلامة التوحيد.

2- لكي نرانا في ليلهم بدرا إليكم هذه المقارنة/

سوف أترك اللغة بإنشائها وبلاغتها جانبا كي يأخذ الإحصاء العالمي للديانات
مجاله في أن يرينا منحني الديانات العالمي لنصف قرن من الديانة وفق
تصنيف((كيت وسطامب))

Classification of Keith and stump

الديانات

عدد المعتنقين

سنة 1934م

(مليون)

عدد المعتنقين

سنة 1984م

(مليون)

النسبة المئوية للارتفاع

أو الانخفاض

البوذية

150.180.000

245.000.00

63% ارتفاع

المسيحية

682.400.00

1000.000.000

47% ارتفاع

الكاثوليكية

331.500.00

565.000.000

70% ارتفاع

البروتستانتية

256.400.00

324.000.000

57% ارتفاع

الأرثوذوكسية

144.000.00

92.000.000

36%ارتفاع

الكانفوشيدسية

350.600.00

305.000.000

13% ارتفاع

الهندوسية

230.150.00

500.000.000

117 %ارتفاع

الإسلام

209.020.00

700.000.000

235% ارتفاع

اليهودية

15.630.000

15.000.000

4% انخفاض

الشانتو

25.000.000

63.000.000

152% ارتفاع

علما بأن الإسلام بشكله التام والذي اختص به محمد عليه الصلاة والسلام هو
آخر رسالة سماوية

جعلنا الله وإياكم أسطر في مجد هذه الرسالة الحقة.

3- نبذة عن كتاب اليهود والنصارى أو ما يسمي (الكتاب المقدس)/

هو كتاب رديء اللغة والفلسفة والمنطق والحجة ونستغفر الله ونستعيذ به
سبحانه أن نشك ولو لبرهة أنه من عند الله.

يضم هذا الكتاب التوراة والإنجيل بحسب اعتقاداتهم

أما نحن فنؤمن بتوراة الله وإنجيل الله لا بتوراة اليهود وإنجيل النصارى

قلنا أن هذا الكتاب يحتوي جزأين

* العهد القديم أو ما يسمي بالتوراة

وهو يحتوي علي 39 سفرا بينهما الخمسة أسفار الأولى والتي يطلقون عليها
مجازا سفر الشريعة أو

التوراة

وهذه الأسفار هي (سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، سفر
التثنية).

* العهد الجديد أو ما يسمي بالإنجيل

وهو يحتوي علي 27 سفرا بينهم الأربعة أسفار الأولي التي يطلق عيها مجازا
اسم الإنجيل

وهذه الأسفار هي(سفر متي, سفر مرقص, سفر لوقا, سفر يوحنا)

ومن الطريف في الأمر والفكاهي لحد القرف أن هذه الأمم التافهة تدعي أن
التوراة أنزلت علي (موسى)والإنجيل أنزل علي( عيسي )ثم نفتش كل أسفارهم
الليلية فلا نجد في توراتهم أو إنجيلهم ولو سفرا واحدا يحمل اسم سفر موسى أو سفر
عيسي، كما لا يفوتنا أن نذكر أن اليهود لا يعترفون إطلاقا بالعهد الجديد
(الإنجيل).

ولشد ما يتعب الفطرة البسيطة ويهيج أشجان المنطق ويجهد عضلات الموقف أن
هذه الأمم تدعي أن هذا الكتاب خالص من عند الله ثم يفاجئوننا بشرحهم وبكل
هدوء غبي مسرف بذئ لمراحل تطور نسخ هذا الكتاب؟!!!

4- مراحل تطور نسخ الكتاب المقدس/

ونجملها في النقاط التالية:-

1- أقدم النسخ الموجودة كانت مكتوبة باللغة اليونانية مع أن لغات فلسطين
الرائجة في زمن عيسي وما قبله من الأنبياء عليهم السلام هي الآرامية
والعبرية علما بان العبرية هي إحدى لهجات اللغة الآرامية ؟!

فاضحك أيها القارئ الكريم عل أمة تؤمن بكتاب ليس بلسانها.

2-النسخة الآرامية ولقد ترجمت بتصرف عن النسخة الأولى السابق ذكرها
(اليونانية).

3-النسخة الإنكليزية وقام بها شخص يدعي (وليام تايندل)فأعدم بأمر من
الكنيسة بتهمة إتلاف معاني الكتاب المقدس مع العلم أن هذه النسخة صارت مرجع لكل
النسخ التي تلتها؟!!!

4- طبعة الملك جيمس(الطبعة المعتمدة) معتمدة من قبل الكنيسة طبعا وذلك سنة
1611م وهي مبنية علي النسخة الثالثة(نسخة وليام تايندل).

5- طبعة الملك جيمس المعدلة والمنقحة سنة 1881م وسميت بالطبعة(المنقحة
النظامية)

ولكي تندهش معي ثم تبصق جيدا وطويلا على هذه الأمم الغبية المستهترة أتركك
تقرأ مقدمة هذه النسخة والتي قد كتب فيها(هذه النسخة نتيجة مجهود 32 من
كبار العلماء تدعمهم لجنة استشارية تمثل 50 من الطوائف المتعاونة) ولقد رأت
هذه اللجنة أن تعلل تداول هذه الطبعة للجمهور المغفل بالسبب التالي حسبما
كتب في المقدمة(اشتملت طبعة الملك جيمس _أي الطبعة الرابعة_ علي عيوب
عميقة وهي من الكثرة وعلي درجة من الخطورة مما اقتضى الأمر تعديلها ).

فانظر إلي هذا الغباء الجامح في هذه الرؤوس المتعفنة من جراثيم العنصرية
والغرور المنحط.

أمام هذا الاضطراب البذيء والفكر الرديء لا أجد ما يناسبنا من قول إلا أن
نتلوا سويا قوله تعالي((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا
من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما
يكسبون)) صدق الله العظيم.

5- ثمة لمعان لبرق في ليل التوراة/

الحمد لله علي نعمه الجمة الكثيرة التي يحفز بها عباده ويورثها لهم لكي
يجعلوها نصب أعينهم فيشكروا الله عليها ويحسنوا لصاحبها وما يحسنون بإحسانهم
له إلا لأنفسهم فسبحان الغني الحميد.

وما من أحد من عباد الله إلا وقد ووهبه الله ما يعبر به عن انفعاله الخصب
في زراعة هذا الفكر السماوي برحم الأرض ثم رشه بدماء الحياة لتنبت الحقائق
السماوية الأصيلة.

ومن هنا أتوجه لنفسي ولكل شباب أمتنا الأكارم، هؤلاء الذين يحملون في
قلوبهم نبضا أصيلا مفعما ب(لا اله إلا الله محمد رسول الله) أتوجه إليهم جميعا
في أن نوجه كافة مواهبنا في اتجاه إعلاء كلمة التوحيد الأصيلة التي
ترادفها الفطرة السوية والحياة الفاضلة.

اليوم نناقش سويا وشعريا أكاذيب هذه الأمم الغريبة لنرد عليهم بحقائق عنا
لا نريد منهم أن يقرؤوها منا بل منهم، وسوف نفتح أعينهم ورغما عنهم علي
ظلالنا وهدوءنا في أروقة توراتهم البالغة الاعوجاج ليرونا واضحين في كتبهم
كما رأيناهم مزعجين في كتاب الله.

هذه هي القصيدة الأولي التي نكشف فيها اللثام عن النور السماوي الهادئ
والمخبأ في دلجة ألفاظهم الصاخبة الليلية المطلسمة الغريبة، إذ أن ثمة ذهب
أصيل نسوه بفضل الله في تربة أسفارهم اليابسة فتعالوا نكتشفه بأذن الله
سويا.

هذه القصيدة أسميتها{قراءات واضحة لسفر لتكوين المعتم}والتي نتناول فيها
بعض النبوءات الأساسية التي ذكرت في أول سفر أساسي في توراتهم وهو سفر
التكوين بالإضافة إلي بعض النبوءات التي ذكرت في أسفار أخرى صغيرة.

ولسوف نري أن هناك كناية في هذه النبوءات لو تتبعناها لوجدناها لا تكني
إلا عن حقيقة واحدة وهي هذه الأمة الإسلامية المجيدة.

6- النبوءات الأساسية في سفر التكوين مع نبوءات في أسفار أخرى/

لو بدئنا قراءتنا لسفر التكوين لوجدناه قد بدأ بعبارة أساسية ((في البدء
خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية))، ومن هنا نري الداعي
الجلي لخلق من يستعمر هذه الأرض ولله الأمر في الأولي والآخرة.

1- النبوءة الأولي/ عهد الله لإبراهيم عليه السلام{{الميثاق}}

في سفر التكوين نري اعترافا جلي بأن الله عز وجل قد برم عهدا مع نبيه
وخليله إبراهيم عليه السلام وفحوى هذا العهد هو توريث ذريته عليه السلام هذه
الأرض المتنازع عليها منذ الأزل والتي هي أرض الحضارات جميعا {أرض العرب}
المتفق عليها جغرافيا وتاريخيا، ولقد جاء هذا العهد في التوراة هكذا((في
ذلك اليوم عهد الله إلي إبراهيم لنسلك أعطى هذي الأرض من نهر مصر الكبير إلي
الفرات)).والمشكلة هنا في ادعائهم الغير مبرر أن هذا العهد قد اختص به
اسحق دون إسماعيل مع أن النص يثبت لغة ومضمونا أن العهد من الله لبني إبراهيم
(إسماعيل واسحق).

ثم نجد أن الله قد طلب من خليله التوقيع علي هذا الميثاق بما يعرف بشريعة
الختان (الطهارة)، ويكفينا أن نعرف هنا أن أول من اختتن من بني إبراهيم
عليه السلام ولده إسماعيل عليه السلام.

إن مثل هذا العهد يضطرنا بالرجوع إلي الذرية الأولي التي انحدر منها
إبراهيم والذرية الثانية التي انحدرت من إبراهيم عليه السلام ذلك لكي نتتبع
سياق التاريخ والأزمنة علي ضوء الرسالات السماوية التي لم تكن في أي وقت كان
إلا الإسلام.

إذ أن الطبيعة الواضحة لكل رسالات السماء ما هي إلا الإسلام، والذي قد تم
فيه التغير ليست الفكرة وإنما النشاط الذي مارس هذه الفكرة ولقد اختلف هذا
النشاط لاختلاف البشرية وتغيرها عبر الأزمنة.

ونستطيع أن نوجز انتشار الإسلام بفكرته الواضحة الجلية في ثلاث مراحل
أساسية:-

** المرحلة الأسرية:- وهي مرحلة الأسرة الواحدة والعائلة المستقلة ولقد
اختص بها آدم عليه السلام وأسرته الأولى.

** المرحلة الأممية:- {القومية} وهي مرحلة اختص بها الله أمة من الناس
فمنّ عليها الهداية بوحيه إلي نبي منهم ولعل أقواما وأمما كقوم صالح وقوم هود
نموذج حي لهذه المرحلة، وكذلك الأمر لبني إسرائيل فقد كانوا إحدى الأمم
التي اختصها الله بدين الرحمة ولقد أرسل لهم الكثير الكثير الكثير من
الأنبياء والرسل فأفسدوا وطغوا ورموا بالإسلام خلف ظهورهم إلا من برأه الله
منهم.

** المرحلة العالمية:- والتي جاءت بإيعاز من الله إلي حبيبه محمد لكل
الخلق أجمعين بأنسه وجنه فصلي اللهم علي محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وسلم
تسليما كثيرا.

إذن لقد سارت البشرية بسير هرمي فرأينا تناسل آدم عليه السلام وما تخلله
من نسب إلي أن وصل المطاف إلي نبي الله نوح عليه السلام وما كان هذا
التشريع والإيحاء السماوي للأنبياء بالإسلام إلا لضياعه من فترة لأخرى علي أيدي
العبث والإسراف ويحضرنا هنا حديث شريف في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي
الله عنه قال عليه الصلاة والسلام{{كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم علي
الإسلام}}

فما بعث نوح إلا ليجدد هذه الشريعة السماوية الأصيلة بعدما مزقتها الرزايا
شر ممزق وكلنا نعرف ما كان من شأنه عليه السلام بعدما استقرت سفينته علي
جبل {الجودي}.

ولقد كان من بين من حمل معه في الفلك أبنائه الثلاثة وهم( حام وسام ويافث)
واللذين هم عماد التقسيم الحالي للبشر.

والذي يعنينا من هذا التقسيم الثلاثي هو {سام}حيث أننا نتفق مع هذه الأمة
المغضوب عليها في الانحدار من هذا الأب بعربيتنا العاربة والمستعربة الأمر
ذاته الذي يدفعنا إلي أن نفرق بين العربيتين ولكن لاحقا.

وهنا يستوقفنا العجب حين نجد أن هؤلاء الأغبياء إذا ما اتهموا بفسادهم
العالمي الشهير والمجرب يدعون أن المتهم لهم ما هو إلا معاد للسامية حتى ولو
كان هذا المتهم عربي، برغم أننا سامييون مثلهم بل وأكثر منهم فلقد ذكرت
الموسوعة الصهيونية و موسوعة بيريز أن اليهود الحاليين صنفان وهما (اشكناز
غير ساميين)يمثلون 82% وساميين يمثلون 18% !!

أما الآن فدعونا نرصد أنساب إبراهيم عليه السلام فهو (إبراهيم بن تارح بن
ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن ارفخشذ بن سام بن نوح
عليه السلام) بحسب نص توراتهم، ولقد ولد عليه السلام في أرض
الكلدانيين(بابل) ثم ارتحل قاصدا أرض الكنعانيين(فلسطين) وفي هذه الأرض المباركة تمت
التصانيف الأخيرة للبشرية والتي نحن جزء منها.

ولنتابع النسب الآن من خلال أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام كي نرصد
نقاط تقاطع هذه النطاف التي جمعتنا بهم.

1- إنجاب إبراهيم لولده إسماعيل عليهم السلام:-

وذلك بعد زواجه من هاجر المصرية والتي تلقب بالجارية والخادمة في كتابهم،
ثم ما كان من شان الله مع خليله بنقل هاجر وابنها إلي أرض مكة حيث بيت
الله الحرام.

ولقد ادعوا أن سارة هي التي طردت هاجر ووليدها ونبرأ سارة رضوان الله
عليها من مثل هذا الافتراء فحاشى الخليل وحاشى زوجاته.

استوطن إسماعيل المكان وأمه وكان ما كان من شأن زمزم حين تفجر بين قدميه
كي يكتب الله الحياة لهذه البقعة الشريفة ويشرفنا هنا أن نذكر فضل الله
الجلي علينا أن جعلنا أول من سكن بيته المحرم إذ لم يكن هناك بشر علي
الإطلاق.

فلقد جاءت هاجر بوليدها ثم حدث أن انهار سد مأرب ببلاد اليمن (وسكان هذه
البلاد هم العرب العاربة) ولقد خرجوا يجوبون الأرض بحثا عن الماء فتصادف أن
رأت قبيلة منهم وهي قبيلة (جرهم) طيورا تحوم فوق مكة فبعثوا رسلهم كي
ينظروا الأمر وكانوا قد اعتادوا أن هذه البقعة لا ماء بها فجاءت الرسل تخبرهم
أن هناك ماء وأم مع وليدها فذهبوا هناك واستأذنوا هاجر في السكن معها
مقابل إعالتها و ابنها فوافقت فنشأ إسماعيل عليه السلام بينهم وتزوج منهم
واندمج بذريته معهم فكان صاحب ذرية عظيمة بينهم بأسباطها الإثني عشر واللذين
تفتق منهم ما يعرف بالعرب المستعربة وهم سكان الشام وجزءا كبيرا من سكان
الحجاز وعرب المغرب العربي الذين استقروا هناك بعد الفتوحات الإسلامية.

ولقد أطلق اسم المستعرب علي إسماعيل عليه السلام ذلك لأنه أول من تحدث
باللغة العربية الفصحى ففاق بها العرب العاربة أي عرب اليمن فأطلقوا عليه لقب
المستعرب، ومن هذا النسب الإسماعيلي العربي نجد حبيبنا محمد صلي الله عليه
وسلم ينحدر من أحد أبناء إسماعيل الاثني عشر وهو (نابت).

2- إنجاب إبراهيم لولده اسحق عليهم السلام:-

لقد من الله علي سارة رضي الله عنها وأرضاها فجاد الجواد عليها- بعدما
استيئست- بولدها اسحق في فلسطين وذلك بعد أربعة عشر سنة من ميلاد إسماعيل
لهاجر إذ أن إسماعيل يكبر أخاه اسحق ب14 سنة وهنا سوف نري حتمية النبوة
الخاتمة في البزوغ من نسل إسماعيل وفق ما يقره (حق البكورية) في كتابهم ولكن
لاحقا.

لقد استقر اسحق عند أبويه في فلسطين وأنجب ابنيه وهما (العيص) و(يعقوب)
عليه السلام وهو المسمي بإسرائيل والتي معناها بالعربية عبد الله.

بعد ذلك نري أن يعقوب أنجب أسباطه الاثني العشر واللذين هم آباء بني
إسرائيل.

هكذا نري سقوط الحق التاريخي برمته في ملكية اليهود الحالية لفلسطين إذ أن
أصولهم لم تتجذر في فلسطين إطلاقا وإنما نشئوا فيها بين سكانها الأصليين
والذين هم الفلسطينيين والكنعانيين وهم أول سكان هذه المنطقة باعتراف
كتابهم الصريح بذلك.

وما يدل علي عدم انتمائهم لهذه الأرض هجراتهم الكثيرة وتشتت نسلهم، في
الوقت ذاته علينا أن نتذكر دائما أن أول ساكني بيت الله الحرام والأرض
العربية هم العرب بعاربتهم ومستعربيهم ولقد أعزنا الله بجذور رسخناها هناك
ومددناها لتشمل الشام بما فيها فلسطين والمغرب العربي وكل بلاد الكون من مشرقها
إلي مغربها.

كذلك لا يفوتني أن أذكر أن ملكية بني إسرائيل الشرعية والوحيدة لأرض
فلسطين هي في الوقت الذي آمنوا به برسالة السماء إليهم وقد نقلها الله إليهم
بوحيه إلي أنبيائه فالأرض لله يورثها عباده المؤمنين ولقد كان منهم المؤمنين
حقا في الوقت الذي كان به الفلسطينيين والكنعانيين عبدة أوثان يعبدون
عشتاروت وبعل و…

فلقد وجبت هذه -في هذا الزمن المؤقت -الأرض عقائديا لهم، أما الآن وقد
انعكست الصورة جليا بفضل الله علينا وسخطه عليهم فلا حقوق لهم عندنا لا
تاريخيا ولا عقائديا، فالحمد لله علي نعمة الإسلام والجذور معا.

3 - الخلاصة من هذا الميثاق:-

لو تتبعنا نص العهد المبرم لوجدنا أن الله عز وجل قد أتم عهده مع خليله
فعلا وورث الأرض المعنية لبنيه من نسل إسماعيل ولقد زاد الله هذا النسل بسطة
في الأرض ولنا أن ننظر إلينا من النيل حتى الفرات فلن نجد سوانا بحمد الله
هناك وإن كان وجودهم الحالي في إحدى الزوايا المظلمة فهي إن شاء الله
زاوية تشردهم ومقبرتهم الجماعية.

2- النبوءة الثانية (حق البكورية)

ثمة نص خطير يفند كل الادعاءات اليهودية المدعية بان توريث النبوة الأزلية
والأرض المعنية في الميثاق قد تم لإسحاق فقط دون أخيه إسماعيل(وهذا هو
اعتقادهم وتحليلهم للميثاق مع أن العهد واضح وجلي من الله لبني إبراهيم سواء
من إسماعيل أو اسحق ويعقوب).

وإليكم فحوي هذا النص وهو في سفر تثنية الإشتراع((إذا كان لرجل زوجتان
إحداهما مفضلة علي الأخرى وكان لكل منهما ولد وإذا كان ابن غير المفضلة هو
الولد البكر فان البكر هو صاحب حق البكورية وليس ابن الزوجة المفضلة وعليه
فان الولد البكر يرث ضعف ما يرثه أخوه)).

هذا والله كلامهم و ليس كلامي واقرؤوا إن شئتم سفر تثنية الاشتراع

لن نطيل معهم فقط سنقول لهم طبقوا عليكم نصكم هذا واقرؤونا واضحين
واقرؤوكم مبهمين.

إذ لو تماشينا مع نصهم لوجدنا أن إسماعيل عليه السلام هو الولد البكر
لإبراهيم عليه السلام حتى لو كان مثل ما يريدون أن أمه غير المفضلة
لإبراهيم(الخادمة هاجر مثل ما يدعون)إذا سيرث إسماعيل أبيه ضعف أخيه اسحق(ابن
المفضلة بزعمهم) بمقتضى قانونهم وتشريعهم.

وإذا علمنا أن ميراث إبراهيم عليه السلام هو النبوة فسيكون من الطبيعي أن
يرث إسماعيل النبوة ضعف أخيه اسحق عليهم السلام.

وهذا ما تم بالفعل فلقد ورث بني يعقوب الاثني عشر ميراث النبوة ونبع منهم
أنبياء كثر حملوا الرسالة الأصيلة لقومهم والتي لم تكن إلا الإسلام وما
تحورها إلي اليهودية والنصرانية إلا بأيدي مفسديهم واضطهادهم لأنبيائهم ولو
تتبعنا أسماء الديانات التي حوروها لوجدناها تكني عن هويتهم الشخصية
لقوميتهم الواحدة وهي البني إسرائيلية، فانظروا معي إلي اليهودية مثلا هي كلمة
مشتقة من يهوذا وهو أحد أبناء يعقوب عليه السلام وأب من آباء بني إسرائيل،
إذن اليهودية تؤول إلي شخص معين وهو يهوذا وترمز إلي فئة معينة وهم بنو
إسرائيل.

وكذلك المسيحية فهي مشتقة من اسم المسيح عيسي عليه السلام وسمي بالمسيح
لأنه كان يمسح خطايا بني إسرائيل بمياه نهر الأردن.

إذن المسيحية تؤول إلي شخص معين وهو عيسي المسيح عليه الصلاة والسلام
وترمز كذلك إلي فئة أو أمة معينة وهم بنو إسرائيل الذين آمنوا برسالة عيسي
عليه السلام بعدما جاءهم بوحي الله وكانوا قد أضاعوا شريعة الأنبياء السابقة
بكفرهم وإسرافهم.

هنا نجد أن ميراث اسحق و يعقوب قد تحقق في بنيهم بما قضاه الله وقدره لهم
عليهم السلام.

أما الإسلام في صورته الكلية والحالية (مرحلته العالمية) وقد أتى به خاتم
الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ما هو إلا دين التوحيد
والكمال والثبات فلا يكني ولن يكني عن بشر إطلاقا وإنما سيظل بإذن الله يعني
الخضوع والاستسلام المطلق لرب العرش العظيم ولذلك لم يسمى بالمحمدية نسبة
إلي رسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم.

إذا ما بزوغ العالمية بمحمد عليه الصلاة والسلام ابن إسماعيل عليه السلام
إلا إرثه المضاعف الشرعي الذي قدره الله وقضاه تماما مثلما قضي وقدر
سبحانه إرث إخوته الأنبياء من نسل بني إسرائيل علي إسرائيل وعليهم وعلي محمد
أزكى السلام.

وحتى لا يأخذ الموضوع طابعه التاريخي الجاف لا بأس بهذه النكتة لكي نكسر
تجاعيد الاندهاش في جبيننا فتلين مبتسمة قليلا.

أما عن فحوي النكتة فإن هؤلاء الأغبياء يدعون أنه عندما أنجب اسحق ابنيه
وهما العيص ويعقوب فإن العيص سبق أخيه بعدة دقائق، إذن لو طبقنا حق
البكورية علي الولدين لوجدنا أن العيص هو الوارث الأكثر حظا لأبيه بحسب نص
النبوءة الثانية، إذن فماذا هنالك؟كيف ورث يعقوب وهو الأصغر ولم يرث العيص وهو
الأكبر؟!

اسمعوا..تدعي هذه الأمة الغريبة في كتابها أنه في أحد الأيام كان العيص
جائعا ولم يجد ما يبل به رمقه فكان أن تصادف مع أخيه يعقوب وكان معه (خبزا
وحساء عدس)فقال له العيص أطعمني يا أخي فلم يطعمه يعقوب إلا بشرط..وهو أن
يتنازل له عن حق البكورية، فأعطى العيص حق البكورية لأخيه يعقوب مقابل
الخبز وحساء العدس!!!

ما رأيكم (أمة عجب بالصلاة عالنبي)بالله هذه أمة مفصلة من دماء وحياء
وأوعية دموية مثلنا!!

إذن هذه فحوي النكتة فما المغزى والهدف منها ؟

المغزى أنه أيها القارئ لتوراتنا الموشحة بخيبة الأمل الثقيلة عليك ألا
تتفاجئ إن وجدت في إحدى طبعاتنا المستقبلية لكتابنا التافه حق البكورية الذي
يؤول إلي إسماعيل بمقتضى النبوءة الثانية قد آل إلي اسحق فلربما كان اسحق
قد اشتراها هو الآخر من إسماعيل مقابل وجبة ساخنة من الماكدونالز أو
الهامبرغر وزجاجة كوكاكولا هذه المرة!!!

فخذ علي سياق الكذبة السابقة وقيس (وما تفكر كتير خليك حلو ومتعاون ).

هذا هو فكرهم الشاذ الغبي لذلك لن نستغرب حبهم الشديد الممتلئ بالحقد
والحسد لنا ولدمنا الذي أهرقوه و أرهقوه..فالحمد لله علي نعمة الشهادة
وليجعلها الله منا قريبة ويرزقها لنا.

3- النبوءة الثالثة (النور المشع القادم من فاران )

وردت هذه النبوءة علي لسان موسى عليه السلام في سفر التثنية ((جاء نور
الرب من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ من جبل فاران)) وفاران هي مكة القديمة،
فلو تتبعنا هذه النبوءة لوجدناها تعبر عن شخصية خاتم الأنبياء والمرسلين
محمد صلي الله عيه وسلم فلقد تلألأ نوره من مكة فملأ أرجاء الأرض.

ثم تدهشنا نبوءة أخرى جاءت في سفر اشعيا حيث تقول((وحي من جهة بلاد العرب،
هاتوا ماءا لملاقاة العطشان يا سكان تيماء، فإنه هكذا قال الرب، في مدة
سنة يسقط كل مجد قيدار )).

وتيماء هذه احدي أعمال المدينة المنورة.

وكأنهم الأغبياء قد جعلوا هذه النبوءة حجة لهم وهي وتالله عيهم مئة بالمئة
فما النور الذي بعث من جهة بلاد العرب إلا نور الحبيب محمد صلي الله عليه
وسلم وما اللذين لاقوه بالماء إلا صحابته الأجلاء والذين نصروه وعزروه وما
مجد قيدار الذي سقط إلا العرب الذين كذبوه فقيدار هذا هو أحد أبناء
إسماعيل الاثني عشر ولقدر رأينا كيف حارب أبناء قيدار نبيهم وابنهم محمد صلي
الله عليه وسلم ولكن أراد الله أن تكون له الغلبة هو واللذين صدقوه العهد
وآمنوا به فانهار مجد العرب الجاهلي الكافر ليزول معهم كبرهم الفدم الذي بنته
غوغائية الصنم.

ولسوف نناقش هذه النبوءة عن كثب إن كتب الله لنا الدخول في سفر التثنية إذ
أنه أحد الأسفار الخمسة الرئيسية كما أسلفنا.

4- النبوءة الرابعة(نبوءة في سفر حجي)

وهو سفر صغير يحتوي علي إصحاحين يتناول فيه كاتبه التهديدات والنذر
الصارمة من قبل الله عز وجل علي لسان نبيه حجي فيذكر غضبه وسخطه عليهم لما
أعاثوه من فسق وإسراف في أمرهم ثم يمهد لهم طريق الرجوع إليه بنبوءة عجيبة
نصها((وسوف أزلزل كل الأمم، وسوف يأتي (حمده) لكل الأمم، وإن مجد ذلك البيت
سيكون أعظم من مجد البيت الأول، وفي هذا المكان أعطى(الشالوم) )). ولقد كتبت
سوف يأتي حمدة إلي كل الأمم بالعبرية هكذا((في يافو حمدة كول

هاجوييم)) فكلمة حمدة بالعربية والعبرية من الفعل حمد وهو من الحمد
والثناء في المعني والمصدر.

ولكي تتحقق هذه النبوءة يقتضي الأمر أن يكون حمده هذا شخص قادر بقدرة الله
أن يزيل الغبار ويمحى العار ليس عن عينهم فقط وإنما عن أعين العالم بأسره
ومجتمعات الدنيا كلها فانظر قولهم(سوف يأتي حمده لكل الأمم)، ولم يتحقق
هذا في تاريخ البشرية كلها إلا بمحمد عليه الصلاة والسلام فيكفينا لغويا أنه
أول من سمي بمحمد ويكفينا فعليا أن مجد دعوة الله علي يديه لم تصل الإنس
فحسب بل وصلت الجن كذلك، ولقد كان مجد بيت الله الحرام (بمكة) أرفع شرفا
وأكثر مجدا من البيت الأول(المسجد الأقصى)وما الشالوم الذي أعطاه الله في
هذا المكان إلا الإسلام في مكة.

فماذا يريدون منا ؟!! بل ماذا يريدون منهم؟!!

5- النبوءة الخامسة(عهد يعقوب لأبنائه الاثني عشر حسبما ورد نصه في
الإصحاح ال49 في سفر التكوين)

هو عهد يعري هذي الشرذمة الغريبة ويفقأ عيون العنجهية المكابرة ويزرعنا
بهدوء ويحصدهم ببذاءة.

في هذا العهد يتحدث يعقوب عليه السلام مع أبنائه فيريهم مصائرهم ونهاية
المطاف بهم فيبدأ ببكره وكبيرهم وهو (رأوبين) فيخبره أنك محروم من حق
البكورية وذلك لأنك ارتكبت إثما بحق امرأة أبيك(إحدى زوجات يعقوب) ولقد قالوا في
كتابهم أن أخيهم قد زني بامرأة أبيه ولوث مضجع والده ؟!!هكذا يكتبون عنهم
ونحن نبرأ الأنبياء وأبنائهم مما يقول عنهم بنيهم وأحفادهم.

ثم ينتقل عليه السلام لباقي الأخوة فيصف لهم مستقبلهم ومصائرهم ويتنبأ لهم
بنبوءات غريبة عجيبة تظهرهم فاسدين حاشى يوسف عليه السلام فهو أحد أبناءه.

ثم ينتهي به المطاف فيقرر أن (يهوذا )هو صاحب المجد والنبوة في بيت يعقوب
ومنه ستظل النبوة متدفقة في بني إسرائيل إلي أن يأتي(شيلون)، فإذا ما أتى
شيلون تخرج هذه النبوة من نسل يهوذا وبالتالي من نسل بيت يعقوب برمته.

وفحوى النص كآلاتي ((لا يزول الصولجان(النبوة) من يهوذا أو التشريع من بين
قدميه حتى يأتي (شيلون)وله يكون خضوع الأمم)).

ولقد زال الصولجان فعلا وأتى شيلون وكانت له خضوع الأمم وما شيلون- الذي
لم يذكر في كل كتابهم المقدس بتوراته وإنجيله إلا في هذا الموضع فقط- إلا
محمد صلي اللهم وسلم وبارك عليه وعلي اله وأصحابه وزوجاته وكل من تبعه
بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

واغفر لنا اللهم من ذنوبنا ما نعلم وما لسنا نعلم.

*ملاحظة*

هذه النبوءات أخذت من نسختهم الأخيرة

وربما أجدني مضطرا إذا كتب الله لي حياة أن أبدل وأغير إذا ما نشروا نسخة
جديدة، وندعوا الله أن يلهمنا الصبر وطول البال.

أخوكم/عبد الرحيم الطويل

تلمسان في 22/8/2003
[/align]