مناظرتي مع قس .؛.؛ الجزء الثاني
الحمد لله الذي جعل الليل لباسا، والنوم سباتا، والنهار نشورا. الحمد لله الأبدي السابق القوي الخالق، الوفي الصادق، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، ومنّ علينا بأعظم دين شرع، وجعلنا به خير أمة أخرجت للناس ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله .
بعد الإنتهاء من حواري مع القس عن ما جاء بسفر تكوين هنــــا بهذه الصفحة (انقر هنا) ؛.؛.؛.؛.؛.؛. بدأنا في الحوار حول سفر الخروج واحداثه وإن شاء الله سيتم الإعلان عن شخصية هذا القس بعد الإنتهاء من هذا النقل للحوار .
القس : هات ما عندك يا مكسيموس
مكسيموس: فشرعت في سفر الخروج بعد الإنتهاء من سفر التكوين.
فانتهيت إلى الفصل الثالث فقرأت فيه ما حاصله " إن موسى كان يرعى الغنم فجاء بها إلى حوريب. وظهر ملاك الله له بلهبة نار من وسط عليقة. وإذا العليقة تتوقد ولا تحترق. فمال موسى لينظر فلما رآه الله مال ناداه الإله من وسط العليقة. وقال له: أنا إله أبيك إله إبراهيم إله إسحاق إله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الإله ".. يا عزيزي ملاك الله الذي ظهر. هل هو الله والإله. أم غيره.
القس: ملاك الله غير الله. وكأنك تقول. إن التوراة تخلط وتخبط بين الله والملاك.
يا مكسيموس أليس من الممكن أن نقول: إن الذي ظهر لموسى هو ملاك الله. والذي كلمه هو الله.
مكسيموس: إذن فما معنى قول: التوراة. خاف أن ينظر إلى الإله.. فهل الإله جسم منظور.
القس: لا. الإله ليس بجسم ولا مرئي.
مكسيموس: فقرأت أن الله قال: لموسى " إذهب واجمع شيوخ بني إسرائيل وقل لهم. الله إله آبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ظهر لي قائلا: إني افتقدتكم وما صنع بكم. فقلت: أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين إلى أرض تفيض عسلا ولبنا "..
فقلت: يا ايها القس إذن فقرار الله في وعده مع شيوخ بني إسرائيل بواسطة تبليغ موسى. هو أن يصعدهم من مذلة المصريين إلى فلسطين وشرقي الأردن.
لكن يا عزيزي ها هي التوراة تقول: على الأثر " فإذا سمعوا لقولك تدخل أنت وشيوخ بني إسرائيل إلى ملك مصر وتقولون له الله إله العبرانيين التقانا فالآن نمضي طريق ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا ".. يا عزيزي القس فإذا كان قرار الوعد مع موسى والشيوخ هو أن يصعد بني إسرائيل إلى بلاد فلسطين وشرقي الأردن فكيف يصح يا سيدي أن يأمر الله موسى وشيوخ إسرائيل بأن يقولوا لفرعون إن الله إله العبرانيين التقانا، والآن نمضي طريق ثلاثة أيام في البرية ونذبح لله ألهنا.. من ذا الذي التقى شيوخ إسرائيل ومتى التقاهم الله؟
وإنما كلم الله موسى وحده في حوريب وأمره بتبليغ بني إسرائيل. كيف يعلم الله بالكذب. وكيف يفتتح رسالته بهذا العمل الفاسد؟ والتوراة أيضا تقول في العدد الثالث من الفصل الخامس: إن موسى وهرون عملا بهذا الكذب.. يا عزيزي وإن أقرب الموارد من فلسطين إلى " رعمسيس) منزل بني إسرائيل في مصر يزيد على مائتي ميل، وإن شرقي الأردن يبعد أكثر من مائتين وسبعين ميلا. وإن برية سينا تبعد أيضا بنحو مائتي ميل. فأين يكون طريق الثلاثة أيام لثقل العيال والأطفال المشاة والغنم والبقر.
القس. لا أعالجك بالجواب في هذا. فاقرأ.
مكسيموس :لا حول ولا قوة إلا بالله .
فأتممت بقراءتي الفصل الثالث وقرأت الفصل الرابع فإذا في التوراة ما ملخصه إن الله وعد موسى أن يمد يده ويضرب مصر بكل عجائبه وبعد ذلك يطلقهم فرعون. وإنه يسخر المصريين فيعيرونهم أمتعة الذهب والفضة والثياب فيسلبهم الإسرائيليون. وإنه يكون مع موسى وهرون ويعلمهما ماذا يقولان. وإن موسى ينظر جميع العجائب التي جعلها الله في يده ويضعها الله قدام فرعون. - وتقول التوراة: بعد ذلك أن موسى عند ذهابه إلى مصر بأمر الله ومواعيده أن الله التقاه وطلب أن يقتله فأخذت صفورة زوجة موسى صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجل موسى بالدم فانفك الله عنه.. يا سيدي فأين مضت تلك المواعيد حتى أراد الله قتل موسى. وكيف فكه بمخادعة صفورة.
وتقول التوراة في الفصل الرابع أيضا ما حاصله: إن الله أرى موسى أيات العصا واليد البيضاء وأرسله إلى فرعون فاعتذر موسى من الرسالة بثقل لسانه فوعظه الله ووعده بأن يكون مع فمه ويعلمه ما يتكلم به. ومع هذا كله يقول موسى لله: أيها السيد أرسل بيد من ترسل. أفليس معنى هذا الكلام من موسى إني لا أثق بهذه المواعيد ولا أقبل الرسالة فانظر لك رسولا غيري.. يا سيدي فهل يكون رسول الله يكلم الله بهذه الخشونة وسوء الأدب.. والداهية الكبرى أن التوراة تقول هنا: إن الله قال لموسى: إن هرون يكون لك فما وأنت تكون له ألها.
وتقول أيضا في أول الفصل السابع: إن الله يقول لموسى. أنت تكون إلها لفرعون وهرون يكون نبيك.. فأين يكون ما سيأتي في التوراة من تعليم الله لموسى وبني إسرائيل أن لا يذكروا اسم آلهة أخرى غير الله ولا يسمع من فمهم.. فهل تقضي عمرك في غصص هذه الدواهي الموجودة في التوراة.؟
القس: يا عزيزي إن مجد الله وجلاله يلزم أن يعطي حقه من الوجوه المعقولة من دون ركون أعمى ولا تسرع بطفرات الجهل المركب. وهذه التوراة ينبغي أن يوزن ما جاء فيها بميزان كتب العهد القديم فإن هذه الكتب يفسر بعضا فإن كتاب " أرميا " النبي يعده اليهود والمسيحيين في أجيالهم كتاب وحي ألهي وقد جاء فيه في الفصل الرابع في العدد العاشر ما نصه: " فقلت. آه يا سيدي الله حقا خداعا خادعت أنت الشعب هذا وأورشليم قائلا. سلام يكون لكم وقد بلغ السيف النفس ". وإن سفر الملوك الأول. وسفر الأيام الثاني يعتبرهما اليهود والمسيحيين من كتب الوحي الإلهي. وقد جاء في الفصل الثاني والعشرين من الأول، والثاني عشر من الثاني ما حاصله إن النبي ميخا بن يملة قال: لا خاب الملك، إسمع كلام الله رأيت الله جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف على يمينه وشماله. فقال الله. من يغوي أخاب. فقال هذا هكذا وقال: هذا هكذا وخرج الروح ووقف أمام الله وقال: أنا أغويه. فقال الله: بماذا. قال: أخرج وأكون روح كذب بفم كل أنبيائه. فقال الله. إنك تغويه وتقدر، اخرج وأفعل هكذا.. يا مكسيموس هذه كتب الوحي وإن أردت أن تزنها بالمعقول فذلك حقك وحق الحقائق. ولكن لا تعجل. وأيضا إن التوراة تقول في الفصل الثالث عشر من العدد: إن موسى كان حليما جدا أكثر من جميع الناس.
لكنه بمقتضى نقل التوراة أيضا إنه قد يغلط كلامه مع الله ويبلغ سوء الأدب لوجه ليس من اللازم أن نزنه بالمعقول. فإن التوراة تذكر في العدد الثاني والعشرين من خامس الخروج أن موسى قال لله. سيدي لماذا أسأت للشعب لماذا أرسلتني؟ وتذكر في العدد الثاني والثلاثين من الفصل الثاني والثلاثين من الخروج. لما عبد بنو إسرائيل العجل أن موسى قال لله: " والآن إن غفرت خطيئتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت ". وفي الفصل الحادي عشر من سفر العدد. إن موسى قال لله: لماذا أسأت إلى عبدك. ولما وعده الله بأن يشبع بني إسرائيل من اللحم شهرا قال لله: ستمائة ألف هو الشعب وأنت قلت: أنا أعطيهم لحما ليأكلوا شهرا. أيذبح غنم وبقر ليكفيهم أم يجمع لهم سمك البحر ليكفيهم. حتى إن المزمور السادس بعد المائة يقول: إن موسى فرط بشفتيه.
مكسيموس: يا ايها القس إني سألتك سؤال المتحير فأجبتني بأمور زادت حيرتي وألقت على ناري حطبا. فليتك أوضحت لي مرادك من كلامك هذا.
القس: أين ذكاؤك. فاقرأ الآن عسى الله أن يفتح عليك.
سامحني فأنا أشعر بصداع شديد بسبب كل ما ذكرته عن اسلوب الحدة التي استخدمها انبياء العهد القديم مع ربهم ؛ وأسأل نفسي كيف اختار الرب بمثله هؤلاء الأنبياء ؟ وكيف سمح رب العهد القديم بأن يخاطبه أنبيائه بمثل هذا الإسلوب الذي لا يقبله أحد .
عموماً لنلتقي غداً بإذن الله
تحياتي
.