حتى فى أشد المحن ديننا أغلى من أنفسنا وهذا مافعله جعفر
حتى فى أشد المحن ديننا أهم وأغلى من أنفسنا
فى ظل هذا العصر الملئ بالجور والظلم على الإسلام والمسلمين لتشويه صورته استسلم كثير من المسلمين بل كثير من
العلماء الذين رضوا بحطام الدنيا الزائله وأخذوا يرددون مايقوله هؤلاء الذين ظلموا الإسلام وأهله ويقولون زورا وبهتانا نعم
يجب أن نحسن صوره الإسلام أمام الغرب فهل الإسلام صورته سيئه حتى يحسنه هؤلاء الجهله بدينهم ؟
إن الإسلام عظيم وسيظل ذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها وبما أن الصحابه هم قدوتنا فى كل شئ فننظر كيف كانوا
يبلغون الإسلام فى أصعب المواقف لهم وعندما بحثت فى سيره الصحابه عن حال مشابه لحالنا اليوم حتى نستفيد منه وخاصه
للمسلمين الموجودين فى الغرب وجدت موقف صعب جداللمسلمين الذين فروا بدينهم من ظلم قريش إلى الحبشه وهو
معقل دين النصارى ليحتموا بالملك الصالح العادل الذين سمعوا عنه وهو النجاشى الذى أسلم فيما بعد .
عندما هاجر سيدنا جعفر بن أبى طالب هو والمهاجرين الأولين إلى الحبشه وجدوا هناك الأمان على أنفسهم ودينهم ولكن لما
بلغ ذلك قريشا أرسلت رجلين من رجالها وهما عمرو بن العاص وعبد الله بن أبى ربيعه ومعما هدايا كثيره للنجاشى وبطارقته
وبعد أن قدما الهدايا للبطارقه ذهبا إلى النجاشى وقدما إليه الهدايا وقالا له ( أيها الملك إنه قد آوى إلى مملكتك طائفه من
أشرار غلماننا قد جاءوا بدين لانعرفه نحن ولاأنتم ففارقوا ديننا ولم يدخلوا فى دينكم وقد بعث إليك أشراف قومهم من آبائهم
وأعمامهم وعشائرهم لتردهم أليهم وهم أعلم الناس بما أحدثوه من فتنه فغضب النجاشى غضبا شديدا وقال لن أسلمهم لكم حتى
أدعوهم وأسألهم عما نسب إليهم فإن كانوا كما تقولون فسأسلمهم إليكم وإن كانوا غير ذلك أحسنت جوارهم ثم استدعاهم
وقبل أن يذهبوا إجتمعوا وقال بعضهم لبعض ( إن الملك سيسألكم عن دينكم فاصدعوا بما تؤمنون وليتكلم عنكم جعفربن أبى
طالب ولا يتكلم أحد غيره ) هذه كانت البدايه وكان هذا هو الأساس الذى سوف ينطلقون منه أن يصدعوا بما يؤمنوا ليس غير
فذهبوا إلى النجاشى فوجدوه جالس هو والبطارقه ومعهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبى ربيعه فالتفت النجاشى وقال لجغفر
( ماهذا الدين الذى استحدثتموه لأنفسكم وفارقتم بسببه دين قومكم ولم تدخلوا فى دينى ولا فى دين أى من هذه الملل ؟ )
فتقدم حعفر فى ثبات وقال ( أيها الملك كنا قوم أهل جاهليه نعبد الأصنام ونأكل الميته ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسئ
الجوار ويأكل القوى منا الضعيف وبقينا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه , فدعانا
إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ماكنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجاره والأوثان ..,وقد أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانه
وصله الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم وحقن الدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف
المحصنات ...,وأمرنا أن نعبد الله وحده ولانشرك به شيئا وأن نقيم الصلاه ونؤتى الزكاه ونصوم رمضان ....,فصدقناه وآمنا
به واتبعناه على ماجاء به من عند الله فحللنا ماأحل لنا وحرمنا ماحرم علينا فما كان من قومنا أيها الملك إلا أن عدوا علينا
فعذبونا أشد العذاب ليفتنونا عن ديننا ويردونا إلى عباده الأوثان ...,فلما ظلمونا وقهرونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا
خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا فى جوارك ورجونا ألا نظلم عندك ) فالتفت النجاشى إلى جعفر وقال
( وهل معك شئ مما جاء به نبيكم عن الله ؟ )فتلى عليه صدرا من سوره مريم فبكى النجاشى حتىابتلت لحيته وبكى أساقفته
حتى بللوا كتبهم وقال ( النجاشى أن هذا الذى جاء به نبيكم والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاه واحده ثم التفت إلى
جعفروصاحبه وقال لهما انطلقا فوالله لاأسلمهم إليكما أبدا ) وتوعدعمرو المسلمون أن يأتى الملك فى اليوم الثانى ويملأ صدر
الملك غيظا منهم وفعلا جاء فى اليوم الثانى وقال للملك ( أيها الملك إن هؤلاء الذين آويتهم وحميتهم يقولون غى عيسى قولا
عظيما فأرسل إليهم واسألهم عما يقولون ) وهذا كان الإختبار الأقوى وقبل لقاء الملك تشاوروا فيما سيقولونه عندما يسألهم
عن عيسى فقالوا كلمات من نور ويجب أن تسطر فى قلوبنا قبل عقولنا قالوا ( والله لانقول فيه إلا ماقال الله ولانخرج فى أمره
قيد أنمله عما جاءنا به نبينا وليكن بسبب ذلك مايكون ثم اتفقوا أن يتولى الكلام جعفر بن أبى طالب أيضا ولما دخلوا عليه
بادرهم قائلا ( ماذا تقولون فى عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر بكل شجاعه إنما نقول فيه ماجاء به نبينا صلى الله عليه وسلم
فقال النجاشى وما الذى يقول فيه ؟ فقال جعفر( يقول عنة أنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته التى ألقاها إلى مريم
العذراء البتول ) فما أن سمع النجاشى قول جعفر حتى ضرب الأرض بيده وقال( والله ماخرج عيسى بن مريم عما جاء به
نبيكم مقدارشعره ) فتناخرت البطارقه من حول النجاشى استنكارا لما سمعوا منه فقال وإن تناخرتم ثم قال للمسلمين( اذهبوا
وأنتم آمنون ) فكان أمانهم فى عزتهم وتمسكهم بما جاء به الحبيب المصطفى
ولن أعلق أكثر من ذلك وأترك لكم التعليق