قد تكون رسالتي طويلة لكنها إن شاء الله تستحق منكم نظرة..!!
أنا فتاة في العشرينيات من عمري .. ولكن في الواقع أشعر أني قد تجاوزت المائة!! بل ربما قد عشت منذ الأزل!!
أتعلمون لماذا قانون الزمن عندي قد تعطل؟؟
وأصبحت بالعمر لا أتعلل؟؟
لاشك أن علامات الاستفهام لديكم قد بدأت تتسلل!!
وأنا سأجيبكم بما أعلم إن شاء الله ولن أخجل!!
اعلموا أحبتي أنه الحــب .. نعم إنه الحــــب
فالحب هو من جعلني أطير وأحلِّق فوق كل مستحيل وأتحرر من كل القوانين وأستقيل..
أشعر أنِّي قد سُقيت هذا الحب منذ أول يوم خرجت فيه إلى هذا العالم .. منذ أول صرخة .. منذ أول شهقة منذ أول بسمة .. منذ الولادة..
نعم لقد وُلدت وترعرعت وتربيت ونشأت به وسأموت أيضاً إن شاء الله به
حبي الذي أتحدث عنه قد لا يعرفه كثير من البشر، ومساكين هم الذين لا يعيشون نشوة هذا الإحساس العظيم الذي أتحدث عنه وأصدح به..
لاشك أنكم قد بدأتم تتساءلون عن صاحب هذا الحب!!!
نعم سأخبركم..
حبيبي لا يشبهه أحد..
قوي فهو لا يحتاج إلى سند..
مستكفٍ بذاته عن كل شيءٍ وُجِد..
حبيبي لا يوجد من هو منه أجمل!!
حبيبي لا يوجد من هو منه أكمل!!
حبيبي لا يوجد من هو منه أفضل!!
.
.
يعطيني كل ما أتمنى حتى من قبل أن أسأل..
يُعلِّمني ويُفَّهمني كل ما أجهل..
يُرسل إليّ الرسائل تترا حتى لا أغفل..
يُكافئني على العمل القليل بالخير الجزيل..
إن أخطأت حلُم عليّ .. وإن اعتذرت أقبل إليّ..
وإن بعُدت عنه ناداني وإن انشغلت عنه أعطاني..
لا يعاملني بالمثل فمهما تماديت في حقِّه لم يحرمني حقِّي..
ومهما سهوت عنه يظل هو يتودد إليّ ..
ما نساني لحظة ولا أقل من لحظة!! بل هو معي خطوةً بخطوة..
ولكرمه ومنّه فهو يقيل عثراتي ويتجاوز عن زلاتي..
بل ويقبل كل اعتذاراتي..
هل عرفتم قط مثله!!!
مازلت لم أنتهي بعد فأنا مهما وصفت سيظل وصفي مجحفاَ.. وعرضي ناقصاً.. ونقلي مخفقاً..
حبيبي هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد..
الذي حارت الأفكار في قُدرته واضطربت الأفهام في عظمته وذهلت الأذهان في حكمته..
أتته السماء والأرض طائعة وتظاءلت الجبال لعظمته خاشعة ووكفت العيون عند ذكره دامعة، ترنّم الرّعدُ بتسبيحه ولمعَ البرقُ بتمجيده..
شدا الطير بذكره وهدل الحمام بشكره..
وشكره نعمة تستوجب الشكر..
عبادته شرف والإفتقار إليه غنى والتمسكن إليه قوة..
أحلى اللحظات وأجمل الساعات إذا ذكرته وأشرف الرتب إذا سبحته وأفضل القرب إذا ناجيته..
وغاية الهوان إذا عصيته وأسوأ الساعات والليالي إذا فارقته..
لا يشغله شأنٌ عن شأن ولا تأخذه سنة ولا نوم..
تصمد إليه الكائنات ولا تختلف عليه اللغات..
الاعتراف بإلوهيته احترام للعقل وموافقة للفطرة..
لو كانت الأشجار أقلاماً والبحار مداداً والسماء ألواحاً والخلائق جميعاً يُملون الثناء ويكتبون المديح لكانوا فيما يستحقُّه مقصرين وفيما يجب له منقطعين..
ذلك بأن كل نعمة جلّت أو دقَّت كبُرت أو صغرت ظهرت أو خفيت فإنما هي منه سبحانه لا إله إلا هو..
كم أنجى من غريق وكم دلّ سبحانه تائهاً على الطريق..
هو الملاذ الأمين والركن المكين والناصر المعين..
لبّيه حقاً حقاً.. ولا إله إلا هو صدقاً وعدلاً.. وتبارك ما أعظمه خلقاً ورزقاً..
هو الوليّ الحقّ وربُّ الخلق وصاحب الأمر والنهي بيده الملك وإليه المآب..
وأخيراً وليس آخرا..
أدعوكم أحبتي في الله أن تتعرفوا إلى الحب الحقيقي الحب الأسمى الحب الأطهر والأنقى..
ومع أول رشفة ترشفونها من هذا الحب ستدخلون جنّة الأرض قبل جنة السماء..
وعندها ستكونوا أسعد الناس في الدنيا والآخرة..
وكونوا كمن قال..
عرفت الهوى مذ عرفت هواك وأغلقتُ قلبــي عمـن سواكَ
وقمتُ أنـــاجيـك يــامــن تـرى خفـايا القـلوبِ ولسنا نــراكَ
أحبــــك حبيــن حــب الهــوى وحبـــاً لأنــك أهــلٌ لـــذاكَ
فأمـــا الـذي هــو حـب الـهوى فشغلي بذكرك عمن سواكَ
وأمــا الــــذي أنــت أهــلٌ لــه فكشفُك للحجبَ حتــى أراكَ
منقول
