اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور العالم
الاخ العزيز ابو عبدالله المحترم
ممكن تتكرم وتضع لنا ردك عليهم
لكى تكون الاستفادة عامه
الله يباركك
الحمد لله الذي أوجد نصرانيا يحاورني في منتدى إسلامي لا يتصف بالحذف والطرد والتزوير لنناقشه بحرية.:p015:
اعلم يا نور العالم أن العضو النصراني ( كان زمان) صاحب الموضوع يغني ويرد على نفسه بما يثبت تدليسه وتلبيسه على القارئ ليطفئ الحق ويأبى الله إلا أن يفضحه من كلامه ، بل من كلامه يتبين لك الرد عليه، فهو يورد شبهته ثم يضع الرد عليها متهما الرد بالخطأ لكي يقطع الطريق على من يرد عليه ويضلل القارئ ويوهمه بأن هذا الرد غير صحيح
يريد العضو المدلس أن يصل إلى حقيقة وهي أن القرآن ليس من عند الله لأن كلمة عسى تعني الرجاء ولا يقولها إلا من يرجو شيئا من شخص آخر وهذا لا يليق بالله
وأنا أويده في هذه الجزئية وهي أن الله تعالى ليس فوقه أحد ليترجاه، ولكن هل كون كلمة عسى للترجي يعني أن لا يستخدمها إلا الشخص الضعيف المحتاج لمن يرجوه؟؟؟
كلا وألف كلا ؛ لأن اللفظ يختلف في معناه بحسب وضعه في الجملة وبحسب غرض المتكلم.
فلاحظ هاتين الجملتين:
الأب يقول لابنه: ذاكر دروسك عسى أن تنجح.
: ذاكر دروسك عسى أن لا أضربك
في الجملة الأولى "عسى" رجاء لحدوث شيء لا يملك الأب إيجاده بل يرجو حدوثه من غيره.
وفي الثانية يستطيع الأب أن لا يضرب ابنه – هل تتوقع أن يطلب الأب الرجاء من نفسه أو من أحد غيره؟؟ وهل تتوقع أن يضرب ابنه إذا ذاكر؟؟ كلا وإنما يقصد حض ابنه على ترجي عفو أباه عنه بالحرص على المذاكرة.
فالجملة الأولى يرجو الأب النجاح لولده.
وفي الثانية تحمل "عسى" معنى توجيهي للابن أن يترجى الصفح والعفو من أبيه بامتثال أمره. كما يعطي معنى التحقق ؛ لأن الأب لن يضرب ابنه إن هو ذاكر طبعا إلا إن كان هذا الأب غدارا يجازي الخير بالشر ، وهذا لا يحدث من الله طبعا !!!
فربما أن هذا المدلس لا يعرف معنى الترجي، الترجي هو طلب الأمر المحبوب ، فهل الأب يترجى شخصا آخر في هذه الجملة ويرجو منه الأمر المحبوب ؟؟؟؟
إن الأب يقصد حض الابن على ترجي عفو أبيه بالحرص على المذاكرة ، وهذا واضح في الآيات التي لا تعجب العضو ( كان زمان) ففيها يحض الله المؤمنين على ترجي عفوه ، } فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا {
من الممكن أن يقول الله : (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ولكن دخول كلمة الترجي في الآية يعطي معنى نفسيا في قلوب الناس وذلك بربط العبد بمعنى الخوف والرجاء مع عدم أمن مكر الله في آن واحد ، فتأمل!!!!
وهذا يبين خطأ تلبيس المدلس ( كان زمان) في قوله:
اقتباس:
وورد في سورة مريم أن إبراهيم قال ﴿ َأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ .. فهل يُعقل أن سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وخليل الله ، هل يُعقل أن يشك ويرتاب في دعائه لله ؟
وأين الخوف من سوء العاقبة ، هل تظن أن الخليل إبراهيم يتكل على عمله وهو لا يعرف إن كان سيقبله الله منه أم لا ؟؟ كيف وقد قال الله تعالى: ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)؟؟؟
مثلما تقول : أنا أصلي عسى الله أن يرحمني ويدخلني الجنة ، هل هذا ريبة في جزاء الله لك بالجنة إن أنت صليت أم هو خوف من ألا يتقبل الله عملك أو أن يكون داخلك شيء من الرياء أو شيء مما يحبط الأعمال؟؟
أم هل تتوقع أن يجزم الخليل بأنه داخل الجنة بعمله؟؟؟
إن هذا لمن الغرور!!
ومن ضمن تلبيسات العضو مع رده على نفسه في الوقت ذاته قوله:
اقتباس:
إذا لم يكن قائل هذه العبارات هو شخص وبشر ، وإذا كان الله [ الحقيقي ] هو قائلها فلماذا لم يقل في عبارة الإسراء [عَسَى أن أبعثك ] ولا مجال هنا لإظهار الرقعة القائلة أنه من الالتفات إلى الغيب ، لأنها جملة من بضع كلمات فقط بحيث لا ينفع معها هذا الأسلوب ولا تتحمله ، لأنه أخل بالمعنى فعلاً وهذا واضح البيان للعيان والأذهان .
إن أسلوب الالتفات معروف في استخدامات اللغة العربية وفي كلام العرب وأشعارهم ، ولكنه هذا الضال أراد أن يقطع هذه الشبهة بزعمه أن الجملة لا ينفع معها الأسلوب وأنه أخل بالمعنى ، وذلك ليلبس الحقائق ، ويبدو أن الخلل في فهمه هو وليس في المعنى ، ومعلوم لدى الدارسين القيمة البلاغية لأسلوب الالتفات الذي لا يعجب الجاهل كان زمان. وهكذا أساليبه الملتوية في الحوار.
اقتباس:
لكن الذين يرقعون للقرآن ويرتقون لمحمد قالوا : أن ﴿ عَسَى ﴾ تكون واجبة من الله ، أي إذا قالها الله فهي حتماً تكون نافذة وليست للرجاء .. والرد على ذلك سيكون من ثمانية أوجه :ـ
وهكذا يورد الرد على الشبهة ثم يخطئه للأدلة التالية:
اقتباس:
الأول : أن اللغة لا تخلو من كلمات عديدة تعطي معنى التأكيد والوجوب
وهذا يدل على جهله لأن اللفظ يختلف في معناه بحسب وضعه في الجملة وبحسب غرض المتكلم كما أوضحت في مثال الأب مع ابنه.
اقتباس:
الثـاني : إذا كان كلامكم صحيحاً فلماذا قال مؤكداً ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ ﴾ ولم يقل [ عَسَى الله ] ؟؟؟
الله يستخدم الكلمات وفقما يشاء بحسب المعنى الذي يريد سبحانه وتعالى إيصاله للعباد، فقد يقرنه الله بالرجاء لغرض فهمه من فهمه وجهله من جهله مثل هذا الجاهل المدلس، وقد لا يستخدمه الله، والمعاني البلاغية تدرك بذلك.
أما مسألة كون عسى مرتبطة بالتأكيد في كلام الله – وهو ما ينكره المدلس – فهذا صحيح ولكن الله يربط ما يؤكده بالرجاء لأن طبيعة علاقة العبد مع الله دائرة على محور الرجاء ليعطي معنى نفسيا في قلوب الناس وذلك بربط العبد بمعنى الخوف والرجاء مع عدم أمن مكر الله في آن واحد كما أوضحت سابقا.
وهكذا فإن صاحب الموضوع خلط بين المعاني والاستخدامات في الآيات المختلفة ، فهناك آيات حكاها الله على لسان أشخاص كعزيز مصر في قوله : (عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) وليس مقصد العزيز كمقصد الله ، فلذلك يختلف استخدام الله لها عن الإنسان.
اقتباس:
السادس: ورد في سورة البقرة ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ .. فإذا كانت كلمة عسى للتأكيد والوجوب كما ادعيتم ، فهل هي هنا أيضاً للتأكيد والوجوب ؟ هل كل من كره شيئاً يكون ذلك الكُره خيراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟ وهل كل من أحب شيئاً كان ذلك الحب شراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟
وهذا من تلبيسه ، فهو يربط بين التأكيد والوجوب وكلمة عسى في الآية، رغم أن السياق لا يرتبط بمسألة التأكيد والوجوب وإلا لكان كل ما أحبه الشخص شر له وكل ما كرهه خير له وهذا غير صحيح.
نعود ونكرر: الكلمات تختلف بحسب سياقها والغرض منها
عسى هنا حض للمؤمنين على عدم كراهية أوامر الله بل ترجي الخير منها، وليس الأمر متعلق بمسألة تعلق الخير بالمكروه والعكس ، فهذه مسألة فرعية على الأساس وهو عدم كراهية القتال في سبيل الله لأنه ربما يكون خيرا } كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تكرهوا وهو شر لكم {
اقتباس:
السابع : ورد في سورة ﴿ الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ .. وجاء في تفسير ابن كثير : الْمُرَاد مِنْ ذَلِكَ اِحْتِقَارهمْ وَهَذَا حَرَام فَإِنَّهُ قَدْ يَكُون الْمُحْتَقَرُ أَعْظَمَ قَدْرًا عِنْد اللَّه مِنْ السَّاخِر مِنْهُ . لاحظوا كلمة ﴿ قَدْ ﴾ وهي بمعنى ربما التي تفيد عدم اليقين ، و ﴿ قد ﴾ تدخل على المضارع فتفيد الشك وعدم التأكيد ، فأين التأكيد والوجوب في هذه العبارة ؟؟
هي نفس النقطة السابقة بالضبط وقد رددت عليها
اقتباس:
وحيث لم يثبت أن العرب استخدموا هذا الكلمة بمعنى الوجوب والتأكيد ، فلا محل لاختراع معاني متعسفة لا حجة خبر لها ولا يقبلها العقل .
وهكذا اطلع صديقنا (كان زمان ) على لغة العرب وقرأ أشعارهم ودرس بلاغتهم حتى يقول بملء فيه: ) لم يثبت أن العرب استخدموا هذا الكلمة ) أرأيتم جهلا وجرأة على الكلام مثل هذا!!!!
ربما يكون من علماء اللغة وأساتذة البلاغة ونحن لا ندري...!!
في انتظار ردك على كلامي يا نور العالم نور الله قلبك بالهداية، آمين.