ضغط الدم والملح

ضغط الدم . ارتفاع . مشاكل الضغط . الملح . مشاكله بلضغط .

http://www.up.aflmak.com/up_down/453..._956885461.jpg

تدرج مشكلة ارتفاع ضغط الدم في خانة أبرز مشكلات الصحّة العامّة في المجتمعات المتطوّرة، فهي المسؤولة عن 11,3% من الزيارات الطبية، و12% من الوصفات الطبية. ويعاني عدد كبير من الاشخاص من الإصابة بها دون أن يدركوا ذلك، علماً أن هذه الحالة تضاعف مرّتين احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور جوزف الشامي

الرابط بين ارتفاع ضغط الدم والشرايين، وتأثير البيئة التي يعيش فيها المرء على إمكانية الإصابة...

- ما هو الرابط بين ارتفاع ضغط الدم والشرايين؟

تنقل الشرايين الدم من القلب الى الأنسجة والأعضاء، وتسمح بإيصال الأوكسيجين إليها والى الدم. ومع التقدّم في السنّ، تسوء نوعيّة الشرايين، علماً أنّ ارتفاع ضغط الدم هو أحد أبرز الأسباب التي تؤدي الى كهولتها. وإذا لم تعالج هذه المشكلة فوراً، فإنها قد تتطوّر لتؤدّي إلى تغيير في شكل الشرايين، فيسمك الغشاء ويفقد ليونته، وبالتالي فإنها تصبح غير قادرة على تلبية حاجات الجسم. وهكذا يتعطّل وصول الدم الى القلب والكلى والدماغ، وقد يصاب المرء بذبحة قلبية أو نزيف في الدماغ أو تعطّل في وظيفة الكليتين. ولتفادي هذه المشكلات، لا بد من الكشف المبكر، واختيار العلاج الأنسب لحماية المريض.

وتجدر الإشارة إلى أن إصابة الشرايين تنعكس تلقائياً على الصحّة العامّة، إذ أن سنّ المريض تقاس بسنّ شرايينه، كما أن سلامته من سلامتها. ويتبيّن أن 83 في المائة من المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و44 في المائة حتى ممّن لا يعانون منها يشكون من كبر سنّ شرايينهم بشكل يفوق سنّهم. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم والسكري و«الكوليسترول» والتدخين من أبرز العوامل التي تؤدي الى مشكلات في الشرايين وتزيد سنّها.

شرايين ليّنة وغير مسدودة

- ما هو ضعط الدم، وكيف يقاس؟

تترتّب على الشرايين مسؤوليّة غذاء الأعضاء، فمع كل دقّة قلب، يخرج الدم من داخل القلب وينتشر في الشرايين. ولكي تلبّي هذه الشرايين حاجات الجسم، يجب أن تكون ليّنة وغير مسدودة. ومعلوم أن وصول موجة الدم بقوّة إلى الشرايين بعد خروجها من القلب، تضغط على غلافها الخارجي. ويعرف هذا الضغط، الناتج عن ضخ الدم من القلب، بارتفاع ضغط الدم. وعندما ترتخي الشرايين، يخفّ ضغط الدم عليها، والنتيجة هي انخفاض قياس ضغط الدم.

- هل يرتبط ضغط الدم بالبيئة التي يعيش فيها المرء؟

من الملاحظ أن نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، منخفضة في البلدان في طور النمو، ولكنّها مرتفعة في الغرب، وتحديداً في الدول الغنيّة. ورغم الوقاية والكشف المبكر، يبقى التحكّم بهذه المشكلة غير كاف في بعض الأحيان، علماً أن هذه الحالة مسؤولة عن الإصابة بأمراض القلب والشرايين والرأس، وأن عملية انتشارها تدرج في خانة أبرز المشكلات الصحّية العامة لدى الدول المتحضرة.

التقدّم في السن

- ما هي عوامل الخطر؟

لعلّ العامل الأبرز هو التقدّم في السن، إلا أن هذا لا يعني أن كلّ مسنّ سيعاني من ارتفاع ضغط الدم. ولكن بشكل عام، تبيّن الإحصائيات أن واحداً في المائة فقط ممّن تتراوح أعمارهم بين العشرين والتاسعة والعشرين قد يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وترتفع هذه النسبة إلى 20 في المائة في صفوف من تتراوح أعمارهم بين الستين والتاسعة والستين، وتسجّل 50 في المائة لدى من تتجاوز أعمارهم الثمانين. وبالرغم أن العلاجات الحديثة تلعب دوراً هاماً في إطالة سنوات الحياة وتحسينها، إلا أن الاصابة بهذه الحالة سترتفع حكماً، علماً أن ارتفاع ضغط الدم مسؤول عن 11,3% من الزيارات الطبية و12% من الوصفات الطبية.

- ما هو دور الكميّة المتناولة من الملح؟

ان الصوديوم هو عنصر معدني أساس لحسن عمل الجسم، ويتواجد في «البلاسما» داخل الدم. وتتغيّر الحاجات اليوميّة للصوديوم حسب العمر والوزن والنشاط الجسدي والوضع الصحّي عموماً. والملح مصدر رئيس للصوديوم، وإن قلّ وجوده فإن ذلك يتطلّب من الكلى والغدد مجهوداً أكبر لتحصيل النسبة الأعلى منه. لذا، من الضروري استخدام الملح بمعدّل 5 إلى 8 غرامات في اليوم، إلا أن الكميّة الأكبر المتناولة من الملح

لا تتأتى من المملحة بل من المعلبات واللحوم المجفّفة وبعض أنواع الطعام. وقد أظهرت مجموعة من البحوث العلمية أن تناول كميّة كبيرة من الملح قد يساهم في ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن تؤدّي إلى مشكلات في القلب. ولكن بالمقابل، هناك عدد من العلماء غير مقتنعين تماماً بأن التخفيف من الملح المستهلك يفيد كل الأشخاص، لأنه ليس المسؤول الوحيد عن ارتفاع ضغط الدم، منطلقين من حقيقة أن الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم حين يخفّفون من استهلاك الملح لا يغيّر ذلك من معدّل الضغط لديهم. من هنا، يستنتجون أن الملح ليس المسؤول عن ارتفاع ضغط الدم، في حين أن تناول الخضر والحليب يساهم في الحفاظ على ضغط دم طبيعي. اذاً، فالمجهود المبذول للتخفيف من ارتفاع ضغط الدم من خلال كميّة الملح حصراً، هو غير مجد!

منقول