سؤال بسيط مهم جدا الأصدقائنا من أهل الكتاب
COLOR="Magenta"]لماذا تكرهونه؟[COLOR]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
كثيرا ما أسمعكم تسبّون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتشتمونه, وتنعتونه بما ليس فيه, وبما هو أبعد من أخلاقه الحميدة بُعْدَ السماء عن الأرض . فهل درستم أخلاقه أو قرأتم عن سيرته, أم أنّكم تتبعون أناسا فتقولون بما يقولون وتحملون أوزارهم مع أوزاركم وأنتم لا تشعرون. من هذا المُنطلق أحببت أن أحاوركم حوارا هادئا بعيدا عن كل خلفيات الحقد و الحسد اللذين لا أفهم لهما معنى ولا أجد لهما مبرّرا. فهل علمتم كيف كان يعامل أعداءه قبل أصدقائه , هل اطلعتم على رأفته بالناس كبيرهم و صغيرهم قريبهم و بعيدهم أم أنه حسد من غير سبب . و ادّعاء عن جهل . هل سألتم أسلافكم كيف كان بهم رحيما رغم عداوتهم و حربهم له . . هل نسيتم أنه مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي . هل قرأتم عن الحديث 1229 الذي في صحيح البخاري وغيره حين مرت جنازة على المبعوث رحمة للعالمين فوقف لها , فقال له الصحابة إنها جنازة يهودي فأجاب بكل طمأنينة وهدوء أليست نفسا . ألم تسمعوا عنه كيف كان يتكلم عن سينا موسى فلا يناديه إلا بأخيه , وكذلك سيدنا عيسى و كل الأنبياء و الرسل دون استثناء . هل تعلمون أن من تعاليمه لنا أنه من كفر بنبي أو رسول من أنبياء الله وتعالى و رُسله على نبينا وعليهم أفضل الصلاة و السلام فقد كفر بما جاء به صلى الله عليه وسلم . فهل نجد عندكم هذا في عقيدتكم ؟ ألم تقرؤوا في كتاب البخاري كيف شرّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدتنا مريم ورفعها إلى المكانة التي تليق بها حين قال في الحديث الصحيح رقم 3179 : " كَمُلَ من الرجال كثير, ولم يكمل من النساء ألا مريم بنت عمران وآسية امرأة عمران ..." والقرآن الكريم كيف كرّم الله تعالى فيه سيدتَنا مريم عليها السلام وجعلها من سيدات نساء العالمين وبرّأها مما اتهمها به أحفاد القردة و الخنازير من اليهود في قوله تعالى في سورة التحريم الآية 12 " ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا, وصدّقت بكلمات ربها وكتبه و وكانت من القانتين " قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية : ... وضرب الله مثلا لمريم بنت عمران على صبرها على أذى اليهود " التي أحصنت فرجها " أي عن الفواحش ولست هنا في موضوع التفسير ولمن شاء فكتب التفسير فيها ما يفيد الكثير و يصحح الأخطاء والمغالطات التي ينشرها المغرضون و المعادون لسيد الخلق حسدا من عند أنفسهم . ولذلك أرجو من أصدقائنا في هذا المنتدى العزيز أن يبحثوا بأنفسهم ويتحرّوا الصدق ولا يعتمدوا على غيرهم , لأن الباحث عن الحق لابد وأن يجتهد هو بنفسه ويجاهد وينتقد و يناقش و لا يقبل كل ما يأتيه دون التمحيص . وهذا أقل مجهود يجب فعله من أجل الوصول إلى الحقيقة كما هي لا كما يجب أن تكون . و الذي أستغرب له كيف تتركون اليهود الذين اتهموا سيدتنا مريم عليها السلام بما أنتم تعلمونه جيدا , وعوض أن تطالبوهم بالاعتذار عن هذه الجريمة في حقّ سيدة نساء العالمين بل ترفعوا ضدهم دعاوى قضائية ليسحبوا ما في كتبهم من إهانة لمقدّسكم من ادّعائهم أنهم قتلوا السيد المسيح عليه السلام . بل ما زاد من دهشتي أن بابا الفاتكان يذهب إلى حائط البراق ليذرف دموع النفاق والبهتان ويقدّم هو اعتذاره لبني صهيون ولا أدري على ماذا يعتذر لهم . لأن الجميع يعلم أن ما يدّعونه من إبادة 5 ملايين يهودي في محرقة الهلكوست كانت خرافة كذبتها الحقائق التاريخية و الأبحاث العلمية وعندما نطَق بها رجال من بني جلدتكم كان مصيرهم الطرد و التهديد و التشرد وحتى القتل ولم تتحركوا من أجلهم لأن الذين يملكون خيوط تحريك شوارعكم هم رؤساء المنظمات الصهيونية وهم الذين يملكون زمام الصحافة العالمية , فهل بحثتم عن أصول الذين يملكون أكبر القنوات الفضائية و خاصة التي تتخصص في الأخبار العالمية . ولن أطيل في هذا الباب لأنه موضوع مستقل بذاته . أعود فأقول و العجيب في الأمر أنكم سكتتم عن تلك الجريمة التي قام بها بابا الفاتكان وكأنه كان على حق . أليس من عجائب العجب ما تقومون به : تشتمون و تسبّون الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أحسن معاملتكم , و أكرم أنبياءكم ورسلكم جميعا . و تعتذرون لليهود الذين شتموا ربّكم و اتهموا سيدتنا مريم عليها السلام , بل وجعلوا الله ربهم وحدهم من دون سائر الخلق , وجعلوا أنفسهم شعب الله المختار , وما دونه من البشر اعتبروهم عبيدا لهم و أمميين خلقهم الله لخدمتهم .؟ أم أنكم لم تقرؤوا تلمذوهم و توراتهم لتعلموا مكانتكم الحقيقية التي يخفونها عنكم لأن مصلحتهم اليوم في الاحتماء بالغرب كما احتموا بالأمس بالمسلمين حين كانت الغلبة لهم . ولكنهم اليهود لا يحفظون عهدا ولا يعترفون بجميل , ولعل الأيام تأتيكم بما لم تكونوا تتصوّرون . فهل من يجيبني عن هذا التناقض الصارخ . ثم كيف تسبّون الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يشتم لا نبيا ولا رسولا البتة . ثم هل تعلمون أن المسلمين هم الوحيدون في العالم الذين يؤمنون بكل الأنبياء و الرسل دون استثناء . وهل تعلمون أن في الإسلام من كفر بأي رسول أو نبي فقد كفر بما جاء به الحبيب المصطفى , وأنه لا يتزوج من المسلمين ولا يُدفن في قبورهم ولا يُصَلّى عليه. هل تعلمون هذا يا أصدقاءنا . بل هل قارنتم بين صفات سيدنا عيسى عليه السلام في كتابكم المقدس و في القرآن الكريم . والله إن كل من يبحث عن الحق و الحقيقة دون تحيز أو انحياز ودون تكبر أو تعصب فلْيقُم بهذه المقارنة . وأعِده أنه سيكتشف العجب العجاب . بل إني مستعدّ للحوار مع من يريد الوصول إلى الحقيقة أينما كانت دون تحيز أو تعصب أو أفكار مسبقة تشبّعَ بها من مصادر أخرى ربّت فيه ذلك الحقد الذي تكلمتُ عنه في أول هذا الموضوع . وسنرى معا جميعا من الذي يحترم سيدنا عيسى احتراما حقيقيا يليق برسول نؤمن بأنه من ذوي العزم من الرسل الكرام على نبيّنا وعليهم الصلاة والسلام . وسيتّضح لنا من الذي يقدّره حق التقدير ومن الذي يهينه ويضعه في مواقف لا تليق برسول الله سيدنا عيسى عليه السلام . فهل من صديق من أهل الكتاب مِن الذين يبحثون عن الحقيقة ـ الغائبة عن كثير من أصدقائنا في هذا المنتدى وخارجه ـ دون تحيز أو تحريف لها . هل من فارس يريد فتح هذا الباب الودّي لعّلنا نكتشف ما كان مخفيا عن العامة من حقائق في المجال . الشرط الوحيد هو الاحترام المتبادل , مواجهة الدليل بالدليل و البرهان بالبرهان . حوار قانونه العقل و العلم , و فلسفته الاحترام المتبادل. أما عن الموضوع الذي بدأته في قضية الشتم و القذف فللحديث فيه بقية إن شاء الله تعالى .
