التحفة الزهية في حكم المباريات الكروية
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فهذه أحاديث وأقوال الفقهاء في حكم المسابقات المشروعة والمسابقات غير المشروعة...
ويمكن تخليصها بأن المسابقات الرياضية المشروعة التي يجعل عليها عوض ك"مال" أو "كأس" أو "درع"، هي فقط في التي تتضمن التدريب على الحرب والقتال، أما المسابقات الرياضية التي ليس فيها تدريب على الحرب فهي غير مشروعة إذا كان عليها عوض..
من الأحاديث النبوية المشرفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. كل شيء يلهو به الرجل باطل، إلا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته، فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه"
التخريج (مفصلا): أحمد في مسنده والترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر
تصحيح السيوطي: حسن.
الجامع الصغير. الإصدار 3,22 - لجلال الدين السيوطي
المجلد الأول >> باب: حرف الألف
من موقع المحدث
وأما كلام الفقهاء:
فمن كتاب كفاية الاخيار في الفقه الشافعي: ج2ص246:"تجوز المسابقة على الحمير على المذهب، ولا تجوز المسابقة على البقر على المذهب ولا على ما لا يصلح للحرب، ولا تجوز على الكلب، وتجوز على الحمام وغيره من الطيور بلا عوض، والأصح المنع بالعوض" ويقول:" وتجوز المسابقة على الأقدام والسباحة في الماء والصراع بلا عوض، والأصح المنع بالعوض" ثم يقول:"لا تجوز المسابقة على مناطحة الكباش ومهارشة الديكة لا بعوض ولا بغيره، وكذا لا يجوز عقد المسابقة على اللعب بالشطرنج والخاتم والأكرة ورمي البندق ومعرفة ما في اليد من زوج وفرد وسائر أنواع اللعب والله أعلم"انتهى... المتن:" وتصح المسابقة على الدواب والمناضلة بالسهام إذا كانت المسافة معلومة وصفة المناضلة معلومة..... ويقول ص245:" ويجوز شرط المال في المناضلة والمسابقة لقوله عليه الصلاة والسلام"رهان الخيل طلق" أي حلال رواه أبو نعيم في أسماء الصحابة، وقيل لعثمان رضي الله عنه أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم.. رواه الإمام أحمد والدارقطني والبيهقي، ولأن فيه حثا على الاستعداد للجهاد"انتهى...
أقول: وكذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" أي للتدريب على الحرب استعدادا للفتوحات ولصد جيوش الفرس والروم التي كانت تستعد للقضاء على المسلمين، وليس للعب كما يفهم البعض.. وأضرب مثالا لهذا الكلام: في إسرائيل الآن يقول رؤساؤهم وساستهم علموا الأولاد التدريب على السلاح، وذلك تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل الكبرى... فالذي يفهم -من كلام عمر بن الخطاب- أنه كان يدعو إلى أن يلعب الأولاد لم يحسن الفهم...
وقد كان السلطان نور الدين زنكي يلعب بالكرة بالصولجان على الخيل، فلما أنكر عليه مشايخه وعلماء عصره قال لهم: إنما أدرب الخيل على الحرب" فيعني هذا أن علماء السلف لم يكونوا يسمحون بلعب الكرة إلا للتدريب على الحرب...
وأنقل من كتاب "المغني" لابن قدامة الحنبلي في كتاب "السبق والرمي" ج11ص127:"فأما المسابقة بغير عوض فتجوز مطلقا من غير تقييد بشيء معين كالمسابقة على الأقدام والسفن والطيور والبغال والحمير والفيلة والمزاريق..." ثم يقول:" وأما المسابقة بعوض فلا تجوز إلا بين الخيل والإبل والرمي لما سنذكره إن شاء الله تعالى واختصت هذه الثلاثة بتجويز العوض فيها لأنها آلات الحرب المأمور بتعلمها وإحكامها والتفوق فيها، وفي المسابقة بها مع العوض مبالغة في الاجتهاد في النهاية لها والإحكام وقد ورد الشرع بها والترغيب في فعلها، قال تعالى:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} وقال النبي صلى لله عليه وسلم:"ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" وروي سعيد في سننه عن خالد بن زيد قال كنت رجلا راميا وكان عقبة بن عامر الجهني يمر بي فيقول يا خالد اخرج بنا نرمي فلما كان ذات يوم وأبطأت عنه فقال هلم أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعه الخير والرامي به ومنبله، ارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا وليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها" وعن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الملائكة لا تحضر من لهوكم إلا الرهان والنضال" قال الأزهري النضال في الرمي والرهان في الخيل والسباق فيهما ، قال مجاهد ورأيت ابن عمر يشتد بين الهدفين إذا أصاب خصلة قال أنا بها وعن حذيفة مثله" انتهى
ويقول ص128: المتن:قال (والسبق في النصل والحافر والخف لا غير)
ثم يقول في الشرح:"السبق بسكون الياء المسابقة والسبق بفتحها الجعل المخرج في المسابقة والمراد بالنصل ههنا السهم ذو النصل وبالحافر الفرس وبالخف البعير، عبر عن كل واحد منها بجزء منه يختص به، ومراد "الخرقي" أن المسابقة بعوض لا تجوز إلا في هذه الثلاثة وبهذا قال الزهري ومالك، وقال أهل العراق يجوز ذلك في المسابقة على الأقدام والمصارعة لورود الأثر بهما فإن النبي صلى الله عليه سابقة عائشة وصارع ركانة.ولأصحاب الشافعي وجهان كالمذهبين ولهم في المسابقة في الطيور والسفن وجهان بناء على الوجهين في المسابقة على الأقدام والمصارعة"
" ثم يقول في تأييد مذهب الحنابلة:" ولنا ما روي أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر" رواه أبو داود فنفى السبق في غير هذه الثلاثة ويحتمل أن يراد به نفي الجعل أي لا يجوز الجعل إلا في هذه الثلاثة، ويحتمل أن يراد به نفي المسابقة بعوض فإنه يتعين حمل الخبر على أحد الأمرين للإجماع على جواز المسابقة بغير عوض في هذه الثلاثة، وعلى كل تقدير فالحديث حجة لنا. ولأن غير هذه الثلاثة لا يحتاج إليها في الجهاد كالحاجة إليها فلم تجز المسابقة عليها بعوض كالرمي بالحجارة ورفعها.. إذا ثبت هذا فالمراد بالنصل السهام من النشاب والنبل دون غيرهما والحافر الخيل وحدها والخف الإبل وحدها، وقال أصحاب الشافعي تجوز المسابقة بكل ماله نصل من الزرايق وفي الرمح والسيف وجهان وفي الفيل والبغال والحمير وجهان لأن للمزاريق والرماح والسيوف نصلا وللفيل خف وللبغال والحمير حوافر فتدخل في عموم الخبر... ولنا أن هذه الحيوانات لا تصلح للكر والفر ولا يقاتل عليها ولا يسهم لها والفيل لا يقاتل عليه أهل الإسلام والرماح والسيوف لا يرمي بها فلم تجز المسابقة عليها كالبقر والتراس والخبر ليس بعام فيما تجوز المسابقة به لأنه نكرة في إثبات وإنما هو عام في نفي ما لا تجوز المسابقة به بعوض لكنه نكرة في سياق النفي، ثم لو كان عاما لحمل على ما عهدت المسابقة عليه وورد الشرع بالحث على تعلمه وهو ما ذكرناه"انتهى كلام ابن قدامة.....
المغني ج12ص38:" فأما المسابقة المشروعة بالخيل وغيرها من الحيوانات أو على الأقدام فمباحة لا دناءة فيها ولا ترد به الشهادة وقد ذكرنا مشروعية ذلك في باب المسابقة وكذلك ما في معناه من الثقف واللعب بالحراب وقد لعبت الحبشة بالحراب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت عائشة خلفه تنظر إليهم وتستتر به حتى ملت، ولأن في هذا تعلما للحرب فإنه من آلاته فأشبه المسابقة بالخيل والمناضلة، وسائر اللعب إذا لم يتضمن ضررا ولا شغلا عن فرض فالأصل إباحته فما كان منه فيه دناءة يترفع عنه ذوو المروءات منع الشهادة إذا فعله ظاهرا وتكرر منه، وما كان منه لا دناءة فيه لم ترد بها الشهادة بحال"انتهى كلام ابن قدامة في المغني...
أقول تعليقا على قوله"إذا لم يتضمن ضررا" وأي ضرر أكبر من إثارة الفتنة بين دولتين مسلمتين حتى كادت الحرب أن تشتعل بينهما؟؟ فعلى هذا يلزم على الشيوخ والفقهاء الفتوى الأمر بمنع هذا النوع من الرياضة حفاظا على الأرواح التي يمكن أن تزهق وعلى الأعراض التي يمكن أن تنتهك بسبب لعبة...
ونجد في مثل هذه المسابقات التنافسات والتحزبات والعدواة والبغضاء والإلهاء عن ذكر الله تعالى وعن العبادات المفروضات..وهي نفس العلل التي من أجلها حرمت الخمر والميسر كما قال تعالى في سورة المائدة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91}
وقد يقول قائل إن في هذه المسابقات منافع بدنية وصحية، فالرد عليه يكون بالآتي، أولا: أنه ليس كل شيء فيه منافع يجوز فعله، ولكن يشترط أن تكون منفعته أكثر من ضرره... فالله عز وجل قد ذكر أن الخمر والميسر فيهما منافع، ولكن حرمهما لأن ضررهما أكبر من منافعهما... يقول تعالى في سورة البقرة:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
وثانيا إذا كان في هذه المسابقات منافع رياضية وبدنية وصحية للاعبين فما هي المنافع الرياضية أو البدنية للملايين من البشر الذين يظلون يشاهدون هذه الرياضة ولا يفعلون أي شي من الرياضة أو أي شيء يصلح البدن أو الدين أو الدنيا أو الآخرة؟
وقد يقول قائل إني قد عملت جميع الفرائض فلا مانع لي من مشاهدة هذه المسابقات.. فنقول له:إن عليك فرائض عبادات وفرائض علمية وفرائض في الدعوة... فإنك إن كنت قد صليت الفريضة فما زالت هناك فرائض كثيرة في الناحية العلمية والناحية الدعوية، وخاصة أن أكثر البلاد الإسلامية الآن ليس فيها تعليم ديني كمثل الذي كان موجودا من حوالي خمسين سنة في جميع البلاد الإسلامية، والتعليم الآن كله أو أكثره علماني في المدارس والجامعات.. ولو سألت أي مسلم الآن ما هي أركان الصلاة التي تصليها؟ لم يعرف... أو سألته كيف تبيع وتشتري لقال لم أتعلم فقه البيوع، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: من عمل في سوقنا هذا بغير علم أكل الربا شاء أم أبى... وكذلك الحال في أحكام النكاح والطلاق.. وكل هذه فرائض علمية لكل من يريد أن يتلبس بها فيلزم لم يريد أن يتاجر أن يتعلم فقه البيوع، ومن يريد أن ينكح أن يتعلم فقه النكاح والطلاق، وغير ذلك من العلوم الموجودة في كل كتب الفقه.. وليست هذه العلوم واجبة على المشايخ أو علماء الفقه فقط ولكن على جميع المسلمين... أما الإحاطة بمسائل الخلاف في التشريعات وتفاصيل المسائل والفروع الكثيرة فهي فرض كفاية أي تلزم المشايخ والفقهاء ولا تلزم كل أحد إلا إذا تعرض لها المسلم فعليه أن يتعلمها من المشايخ أو الفقهاء...
وكذلك الآن أكثر المسلمين لا يعرفون كيف يقرأون القرآن وأحكام التجويد مع أنه فرض عين على كل مسلم...
وأما بالنسبة للدعوة فلا يستطيع أن يقول أحد أنه قد أدى فريضة الدعوة التي عليه، وقد تكالبت جميع الأمم على الإسلام لحربه وللقضاء عليه..وكذلك فإن أربعة أخماس الأرض الآن لا تدين بدين الإسلام، ويموتون على الكفر ويدخلون في نار جهنم خالدين مخلدين فيها أبدا، لأن المسلمين يلهون ويلعبون.. بل وأكثر المسلمين لا يصلون أصلا، وكل هؤلاء يلزمنا دعوتهم، دعوة المسلمين -الذين لا يصلون- إلى الصلاة، ودعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام..
أقول:فهذه نصوص العلماء صريحة بمنع هذا النوع إن كان على عوض...
وهذه الأحكام كلها لمن يريد أن يلعب هذا النوع من اللعب، أما من يشاهد فقط ولا يلعب فهذا بالطبع لن نجد له حكما ولا وصفا في كتب الفقه القديمة.. لأن السلف وإن كانوا يتصورون وجود أحد يلعب بالكرة، فهم لم يكونوا يتوقعون أو يتخيلون أن يلعب بضع وعشرون شخص، وهناك ملايين من البشر لا تفعل أي شيء إلا المشاهدة... فهم لا يفعلون أي شيء لا رياضة ولا غيرها... ويضيع رأس مال الملايين من البشر ألا وهو العمر بلا فائدة... وقد يقع بعض المنتسبين إلى العلم في هذا الخطأ، فإذا سأله أحد عن حكم مشاهدة المباراة فيرد عليه: الإسلام حث على الرياضة.. فإذا كان من بالملعب يلعب رياضة، فما هي رياضة من يشاهد المباراة ولا يلعب؟ فهل المشاهدة أيضا رياضة؟...
وأيضا تنفق أموال كثيرة على اللاعبين، في الوقت نفسه نجد كثير من أهل العلم في العالم الإسلامي سواء العلم الشرعي أو العلم الدنيوي لا يجدون ما يكفيهم لمعيشتهم فيضطرون للاغتراب وترك أهلهم وبلادهم لتحصيل ما يكفي للقمة العيش... وكذلك كثير من المسلمين لا يجدون لقمة العيش ويتنصر بعضهم لعرض المنصرين لهم بعض أموال ليسدوا جوعهم ويسترواعريهم....فكيف يبيح أحد إنفاق كل هذه الأموال في غير فائدة؟..
وكما يضيع الدين وتضيع الآخرة تضيع الدنيا فتتوقف الآلات في المصانع عن الإنتاج ويضيع على الدولة أموال طائلة بسبب اللعب، ثم يزعمون أن كل ذلك في حب الوطن....
وإذا انتقلنا إلى بروتوكولات حكماء صهيون نجد أن فيها ما يطابق الواقع مطابقة تامة، وأن اليهود هم الذين اخترعوا هذه المسابقات لإلهاء الشعوب عن أغراضهم أولتوجيه الشعوب إلى أغراضهم، وكان هذا من حوالي قرن من الزمان أو أكثر قليلا..
وتلخيص ذلك كما ذكر البعض:
http://forum.harakamasria.org/archiv...p?t-16888.html
(د) إلقاء بذور الخلاف والشغب في كل الدول، عن طريق الجمعيات السرية السياسية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية، والاندية على اختلاف نشاطها، والجمعيات العلنية من كل لون، ونقل الدول من التسامح إلى التطرف السياسي والديني، فالاشتراكية، فالاباحية، فالفوضوية، فاستحالة تطبيق مبادئ المساواة.
البروتوكول الثالث عشر:
"انما نوافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطاً سياسياً إذا اعطيناها ملاهي جديدة، أي التجارة التي نحاول فنجعلها تعتقد أنها أيضاً مسألة سياسية. ونحن انفسنا اغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الاممية.
ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا.
وسرعان ما سنبدأ الاعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى في كل انواع المشروعات: كالفن والرياضة وما اليهما . هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحالما يفقد الشعب تدريجاً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد: هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة.
وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، أن دور المثاليين المتحررين سينتهي حالما يعترف بحكومتنا. وسيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت".
انتهى النقل من البروتوكولات..
أقول: نجد أن البروتوكول السابق مطبق بالفعل الآن وناجح جدا وحاصل عن طريق الصحف ووسائل الإعلام التي تلبس على الناس الأمور وتزين لهم هذه المسابقات كما تقول البروتوكولات، فالصحف الآن وبعض وسائل الإعلام تضع على مثل هذه التفاهات والسفاهات ستار أو ثوب: "الوطنية"، "القومية"،"حب الوطن"، "نصرة بلادي"، "أنا أشجع بلدي"،"في حب بلادي"...ويضعون شعارات على هذه اللعبة كأنها تحدد مستقبل ومصير الوطن وأهله...وهذا مثال واضح: عنوان للإعلان عن مباراة في أحدى الصحف:"أفراح ودموع الزمن الماضي، وحكاية جيل يصنع التاريخ.. البلد حلمت كثيرا.. الأبطال لن يقبلوا الهزيمة...إلخ" ...
هكذا حتى يجد المسلمون أنفسهم يتصارعون بسبب لعبة ويتركون أراضيهم وبلادهم لأعدائهم.. وكأن النصر والعزة يتوقفان على اللعب، ومعياره المعاصر هو اللهو، بعد أن كان يتوقف قديما على فتح البلاد وانتصارات الجيوش واسترداد الأراضي المسلوبة أو تحرير القدس أو الدفاع عن الأراضي المقدسة، أو دخول الجنة والنجاة من النار...
فتقوم الصحف ووسائل الإعلام بخداع الناس وتسول لهم وتوهمهم بأن ذلك ل"صالح الوطن" وفي "حب الوطن" و"الأرض" ول"تشجيع الوطن" و"في حب البلد"... منتهزين فرصة أن الوطن عبارة عن أرض، والأرض جماد لا تتكلم... والأرض لا تفعل أي شيء إلا التسبيح بحمد الله تعالى كما قال تعالى في القرآن:{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَات السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً {44}في سورة الإسراء... ولو نطقت الأرض أو نطق الوطن فربما سخر منهم جميعا وقال لهم: "إنكم بهذا اللهو تضيعون دينكم ودنياكم وآخرتكم وتضيعونني معكم، قوموا فصلوا واذكروا الله تعالى وسبحوا بحمده كما أسبح بحمده وعظموه كما أعظمه، إن كنتم تحبونني حقا كما تزعمون، فهذا خير لكم ولي، ولا تلصقوا بي لهوكم ولا تنسبوا إلي لعبكم وتفاهتكم"...