ايها الداعية... هكذا كان ديدات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وجزى الله القائمين على هذا المنتدى خير الجزاء
اخوتي الكرام:
ان الدعوة هي المهمة الاساسية التي وجد المسلم لأجلها بعد عبادة الله ، بل ان العبادة احدى نتائج الدعوة وهي الهم الامانة التي حملها الانسان المسلم.
إلا اننا وبكل اسف تقاعسنا والتفتنا لامور اخرى وتركنا الدعوة التي هي اصل من اصول الدين وامر الهي وتكليف شرعي واجب على كل مسلم ومن هذا المنطلق فيجب علينا احياء هذه الفريضة الهامة والتي هضم حقها ولم تعط ما يجب ان تعطى من الاهتمام خصوصا دعوة غير المسلمين الى دين الحق ، فيوم ياتي من لم يعرف عن الاسلام شيئا يتعلق برقابنا ويسألنا الله عنه فماذا نقول وقد اسقط في ايدينا فلا عذر لدينا ولا عائق منعنا.
في اواخر الثمانينات الميلادية تشرفت بزيارة الشيخ احمد ديدات وابنه يوسف ديدات الى منزلي في وقت كنت اتوق لتعلم اسرار الدعوة وطرقها وكيف اكون داعيا الى الله.
حضر في ذلك اليوم رجلا طويلا ضخم الجثة مبتسم المحيا بوجه مضئ ولغة انجليزية بحتة وحقيبة مليئة يسميها ادوات الاشتباك ، كان يقول في منتصف تلك الليلة " تكفيني خمس دقائق لانام فيها ما يكفيني فإلى متى ننام ؟؟
وبقينا حتى اطل الفجر علينا نستمع بكل ذهول الى احمد ديدات وهو يعرض لنا كيف نتمكن ان نحاور غير المسلمين وخصوصا النصارى فكانت النقاط التالية:
01 اعد ادوات الاشتباك وليكن لديك نسخة من الانجيل بعهديه القديم والجديد.
02 ضع ملاحظات في كل صفحة عن مكامن النقاش في المواضيع المختلفة لترتب افكارك.
03 اعرف مقتل النصارى من كتبهم وتعرف على تاريخ المسيح عليه السلام جيدا.
04 اقلب الطاولة ، لا تترك له فرصة ليبادئك بالنقاش او السؤال فتكون في موقف المدافع فافضل طريقة هي الهجوم.
05 اعرف الشبه التي يلقيها النصراني في دينك وكيف ترد عليها.
06 كن هادئا ولا يستفزك شئ.
07 اذا القيت شبهة فبكل بساطة قل " لا ادري انا جاهل في ديني ولكني اعلم الكثير عن دينك " وابدا باطلاق رصاصاتك
جمع للشيخ تلك الليلة اكثر من 15 الف دولار تبرعات والقى في جامع مدينتي محاظرة رائعة وكذلك في جمع من الغربيين وكان لها وقع قوي وكبير.
عرض علي الحضور الى جنوب افريقيا لدورة في الدعوة في المركز الاسلامي جنوب افريقيا الذي يديره مع ابنه يوسف ويشرف عليه ، ولم يحالفني الحظ لكوني كنت طالبا لم اتمكن من الذهاب الى هناك.
اثر في ذلك اللقاء فعكفت على كتاب الاختيار ، الاسلام او المسيحية وبدات في ترجمته لكي استفيد منه اولا وقرأته جيدا وبدات اتبع خطى الشيخ الجليل وتمنيت لو ان كل شاب مسلم يصبح ديدات آخر.
ظهرت الانترنت وظهرت اهتمامات وملل ونحل كثيرة فاتجهت لدراسة عقائد الشيعة ووجدت ان النقاش مع النصارى اجدى واقوى ، ولكني لاحظت من خلال مشاركتي في احد المنتديات الموجهة ضد الشيعة للاسف اسفاف البعض واستخدامهم اساليب لا تمت بخلق الداعية لا من قريب ولا من بعيد فالله جل وعلا يدعونا الى اتباع نهج الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن ، والسب والشتم والانتقاص ماهو الا اداة تنفر الاخرين منك وتصم آذانهم مسبقا عن حديثك وتجعل من يقبل بنقاشك لا يقبله الا متحفزا لمواجهتك غير قابل لما تقول ولا باحثا عن الحق.
فاحببت في هذه المقالة ان اوصي اخواني واخواتي اولا بتجنب الاستهزاء بالاخرين اصحاب الاديان الاخرى او سبهم او شتمهم فليس المسلم سبابا ولا شتاما ولا لعانا .
وبالمناسبة فقد تم طردي من ذلك الموقع الاسلامي الخاص بنقاش الشيعة بدون ذنب الا انني اوصيت القائمين عليه بضرورة التحلي باخلاق الاسلام وعدم ترك فرصة لاي كان لان يجعل تلك مثلبة تبعده عن طريق الحق .
ومادمت على حق فلا تحتاج لاي شئ ليؤكد حقك لا بصراخ ولا بشتائم ، فكنت اقول لهم هؤلاء مساكين ولدوا هكذا ومنذ صغرهم وهو يرضعون ماهم فيه اتريدون تغييرهم هكذا وبالقوة ؟؟ بالطبع هذا مستحيل.
فانا اعتبر ما يقوم به هؤلاء من الجهل والاساءة للدين اكثر من خدمته وندعو لهم بالهداية ولنا جميعا بالتوفيق ووفقكم الله واحسن اليكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
