الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ
قوله تعالى
"الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ"
فيه نكتة بلاغية ماتعة---وهي أنّ المفعول الثانى متروك---فمن الذي الرَّحْمَنُ عَلَّمَه القُرْآنَ؟؟
هل هو جبريل عليه السلام؟
هل هو محمد ؟
هل هو الإنسان بشكل عام؟
والذي يميل المرء إليه أنّ المفعول الثاني هو الإنسان بشكل عام لما غلب على السورة من تعميم النعم-
الا ترى أن قول القائل عن كريم "فلان يطعم الطعام " أبلغ في وصفه بالكرم من قوله "فلان يطعم الطعام جيرانه"
ثمّ
ما المقصود ب " عَلَّمَ "؟؟
هل المقصود تسهيله للتعلم فيكون التعليم هنا من المجاز---كقولك عندما تدفع نفقات تعليم إبنك --"علّمته"؟
أم هل المقصود أنّه عز وجل وضع فيه علوما شتّى تعلّم؟؟
أيضا فالجواب يجب أن يعم الحالتين ---لأن تعديد النعم في هذه السورة متّصف بالتعميم
__________________
مشاركة: الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ
وفسرها السيد الطباطبائي في (الميزان)
((قوله تعالى : " الرحمن علم القرآن " الرحمان كما تقدم في تفسير سورة الفاتحة صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة ببذل النعم ولذلك ناسب أن يعم ما يناله المؤمن والكافر من نعم الدنيا وما يناله المؤمن من نعم الآخرة ، ولعمومه ناسب أن يصدر به الكلام لاشتمال الكلام في السورة على أنواع النعم الدنيوية والاخروية التي ينتظم بها عالم الثقلين الانس والجن .
ذكروا أن الرحمن من الاسماء الخاصة به تعالى لا يسمى به غيره بخلاف مثل الرحيم والراحم .
وقوله : " علم القرآن " شروع في عد النعم الالهية ، ولما كان القرآن أعظم النعم قدرا وشأنا وأرفعها مكانا - لانه كلام الله الذي يخط صراطه المستقيم ويتضمن بيان نهج السعادة التي هي غاية ما يأمله آمل ونهاية ما يسأله سائل - قدم ذكر تعليمه على سائر النعم حتى على خلق الانس والجن اللذين نزل القرآن لاجل تعليمهما .
وحذف مفعول " علم " الاول وهو الانسان أو الانس والجن والتقدير علم الانسان القرآن إو علم الانس والجن القرآن ، وهذا الاحتمال الثاني وإن لم يتعرضوا له لكنه أقرب الاحتمالين لان السورة تخاطب في تضاعيف آياتها الجن كالانس ولولا شمول التعليم في قوله : " علم القرآن " لهم لم يتم ذلك .
وقيل : المفعول المحذوف محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو جبرئيل والانسب للسياق ما تقدم .
مشاركة: الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ
مشكور استاذنا المهتدي بالله