كيف يجري الشيطان مجرى الدم ؟
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي اللّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " .
البعض ينكر ويسأل : كيف يدخل الشيطان عروق الإنسان ويجري منها مجرى الدم ؟!
فعندما تقدم العلم التجريبي واكتشفنا المكروبات ورأينا من دراستها أنها تخترق الجسم وتدخل إلى الدم في العروق ، هل يحس أحد بالميكروبات وهو يخترق جسمه ؟ هل علم أحد بالمكروب ساعة دخوله للجسم ؟ طبعاً لا .
ولكن عندما يتوالد ويتكاثر ويبدأ تأثيره يظهر على أجسامنا نحس به ، وهذا يدل على أن الميكروب بالغ الدقة مبلغاً لا تحس به شعيرات إحساس الموجودة تحت الجلد .
ومن فرط دقته يخترق هذه الشعيرات أو يمر بينها ونحن لا ندري عنه شيئاً ، ويدخل إلى الدم ويجري في العروق ونحن لا نحس بشيء من ذلك .
فالدم يجري في شرايين واسعة وأوردة وشعيرات دقيقة ... ولكن دقة حجم الميكروب تجعله يخترق هذه الشعيرات فلا ينزل منها دم ، وعندما تضيق هذه الشرايين تحدث أمراض خطيرة .
وهناك جراحات تجري بأشعة الليزر أو غيرها تخترق هذه الإشاعة الجلد بين الشعيرات ، لأنها إشاعة دقيقة جداً فلا تقطع أي شعيرة ولا تسيل أي دماء .
والميكروب عند دخوله الجسم ويتوالد ومقاومة كرات الدم البيضاء له فترة طويلة ، بينما نحن لا نحس ولا ندرك ما يحدث .
فإذا كان الميكروب وهو من مادتك ، أي : شيء له كثافة وله حجم محدد ولا تراه إلا بالميكروسكوب فتجد له شكلاً مخيفاً ، وإذا كان الميكروب لا تحس به وهو في داخل جسمك ، فما بالك بالشيطان الذي هو مخلوق من مادة أكثر شفافية من مادة الميكروب ، هل يمكن أن تحس به إذا دخل جسدك ؟ لا
وإذا كان الشيء المادي قد دخل جسدك ولم تحس به ، فما بالك بالمخلوق الذي خلقه الله تعالى من مادة أشف وأخف من الطين ؟ ألا يستطيع أن يدخل ويجري من ابن آدم مجرى الدم ؟! .
فلا تتعجب ولا تُكذِّب لأنك لا تحس به . فالله أعطاك في عالم الماديات ما هو أكثر كثافة في الخلق ويدخل في جسدك ولا تحس به .
إذن : فالعلم أثبت أن هناك موجودات لا نراها .. ولو أننا باستخدام الميكروسكوبات الإلكترونية الحديثة فحصنا كل خلية في جسم الإنسان فإننا سنرى العجب ، سنرى في جلد الإنسان الذي نحسبه أملس آباراً يخرج منها العرق ، وغير ذلك من تفاصيل باللغة الدقة لا تدركها العين ، فإذا حدَّثنا الله سبحانه وتعالى بأن هناك ملائكة تنزل وتقاتل ، فنحن نصدق ، وقد جعل الله تعالى لنا ما يطمئن بشريتنا فقال : { جنود لم تروها } ، فإن قال واحد . إنه رآها ، وقال آخر : لم أرَ شيئاً ، نقول : إن الله تعالى قال { لم تروها } أي : لم تروها مجتمعين ، فهناك من لمحها ، وهناك من لم يرها .
والله أعلم