أيهما أختار الحنة أم الصبغة

السلام عليكم ورحمة الله

أخواتى وبناتى الفضليات

يقول رسول الله :salla:
حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أحسن ما غير به هذا الشيب الحناء والكتم).

ولكن فى هذه الأيام تتعدد الأسماء والأشكال والماركات لصبغات الشعر، وتتكاتف شركات الدعاية والإعلانات لحثنا على الشراء مما يجعلنا نتساءل:

أيهما أختار الحناء أم الصبغة ولم؟؟؟

سأساعدك على الإختيار بأن أقدم لكِ مقارنة سريعة بين إستخدامنا للحناء كصبغة طبيعية للشعر وبين إستخدام الصبغات الصناعية من حيث كيفية عمل الصبغتين الطبيعية والصناعية على الشعر وكيفية إعطائهما للون المطلوب وكذلك من حيث تأثيرهما على الشعر.

وقبل أن نبدأ لابد أن نعرف شرح مبسط عن الشعرة حتى نعرف كيف تعمل الصبغة وتؤثر عليها.
وبالتالى سيكون الإختيار للأفضل منهما لكِ وليس لى!!!!

يتكون الشعر من بروتين يسمى بالكيراتين والذى يتكون من 3 طبقات.
والصبغة الطبيعية التى تعطى اللون الطبيعى تسمى الميلانين ويوجد منه نوعان:
نوع يسمى بالإيوميلانين ويعطى الشعر اللون الأسود أو البنى.
والنوع الاخر يسمى بالفيوميلانين ويعطى اللون الأشقر أو الأحمر.
وفى حالات إنعدام هذين النوعين يشيب الشعر.

كيف يصبغ الشعر باللون الجديد حتى نستطيع أن نحكم بانفسنا؟

أولا: الصبغات الطبيعية ومنها الحناء:

نبات الحناء وهو من شجرة حولية أو معمرة تمكث حوالي 3 سنوات وقد تمتد إلى عشرة، مستديمة الخضرة، غزيرة التفريع، يصل طولها إلى 3 أمتار أوراقها خضراء بسيطة بيضاوية بطول 3-4 سم.
يحتوى نبات الحناء على مادة تسمى اللاوزون وهى المادة المسؤولة عن التأثير البيولوجى الطبى وعن الصبغة.
وقد أستخدمت الحناء آلاف السنين دون شكوى تذكر.
تحيط الحناء بالشعرة من الخارج وتغلفها دون أن تخترق الغلاف الذى يحمى الشعرة وبذلك يأخذ الشعر اللون الجديد الذى أكسبته إياه الحناء.
وتعتبر الحناء صبغة مؤقتة لأنها لاتخترق الشعرة لذا يزول تأثيرها مع الوقت وكثرة غسيل الشعر لكن مازال عدم إختراقها لغلاف الشعرة مزية كبيرة.

ثانيا :الصبغات الكيميائية المصنعة من البتروكيماويات:

وهى نوعان: مؤقت ومستديم
أ-مؤقت
ويتكون أيضا من نوعين:
* نوع جزيئاته كبيرة الحجم:
وهى تعمل مثل الحناء أى تغلف الشعرة من الخارج دون إختراقها.
*نوع جزيئاته صغيرة فى الحجم:
تنفذ جزيئاته الصغيرة من خلال الغلاف الخارجى للشعرة.

ب -مستديم:
لاستعمال هذا النوع وحتى تصبغ الشعرة بلونها الجديد فلابد من إزالة اللون الطبيعى للشعرة أولا، ليحل محلها اللون الصناعى الجديد.

و يزال اللون بعملية تسمى التشقير وفيها يتفاعل ماء الأكسجين مع الميلانين فيؤكسده ويحول الميلانين إلى ميلانين مؤكسد عديم اللون وهذه العملية مستديمة أى لايمكن إسترجاع لون الميلانين الأصلى الموجود بالشعرة إلا إذا نمت الشعرة من جذورها من جديد محتوية على صبغة الميلانين الخاص بها.
عملية التشقير هذه تفتح مساما فى غلاف الشعرة لتدخل من خلالها الصبغة الصناعية الجديدة لتحل محل الصبغة الطبيعية
من هنا يتضح أن تأثير النوع المستديم هو أشد التأثير سلبا وعنفا على الشعرة ثم يأتى بعده النوع المؤقت ليكون أقل عنفا وخطورة وأخيرا النوع الأول هو النوع الأكثر أمانا ألا وهو الحناء.

إذن ما هو التأثير السلبى على الشعرة؟

1- إن هذا الإختراق الذى تتعرض له الشعرة كل حين هو ما يعرضها للتقصف والإنكسار خاصة إذا كانت تتعرض لمؤثرات أخرى مثل الجفاف (وهنا اشير لفائدة من فوائد الحجاب) وكذلك إستعمال المجفف .
أما إذا إستعمل مع الصبغة أو بعدها بفترة قصيرة كريمات لفرد الشعر مثلا فقولى وداعا لهذا الشعرفسوف ينكسر أغلبه إن لم يكن كل الشعر إذا حدث أن إستعملت كلا من الصبغة وكريمات فرد الشعر سويا أو فى مدة لا تقل عن 6 أشهر.
ولا يوجد عند الطبيب أى حل سوى الإنتظار لنمو شعر جديد وهذا قد يستغرق 3-4 أعوام ولا بكاء على اللبن المسكوب ولا عزاء للسيدات.
ملاحظة غاية فى الأهمية :
كثيرا ما يحدث هذا الحدث المؤسف فى يوم عقد القران أو ليلة البناء
كما أن أيام العيد وإتخاذ الزينة قد إقتربت فاحذرن.

2- تتسبب الصبغات الصناعية المصنعة من البتروكيماويات فى حدوث حالات حساسية تتراوح شدتها من حساسية بسيطة مرورا بحساسية متوسطة حتى تبلغ أشدها فى ما يسمى بأرتكاريا حادة
وتظهر أعراض هذه الحساسية فى فروة الرأس ومقدمة الرأس والرقبة من الخلف وخلف الأذنين ( المناطق الملامسة للصبغة)
وفى الحالات الشديدة ربما يؤثر ذلك على الجسم عامة مما يؤدى إلى تورم الجسم مع إنخفاض فى ضغط الدم ويمكن أن تستدعى الحالة إلى إستدعاء الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفى فورا.

3- والأسوأ من ذلك أنه فى خلال العقد الأخير بدأت الدراسات تبحث فى إمكانية الربط بين إستعمال الصبغات الكيميائية وما شابهها وما بين مرض السرطان.

فهناك بحث نشرفى مجلة الرابطة الطبية الأمريكية(JAMA) عدد 293 لشهر مايوعام 2005 يدرس العلاقة بين إستعمال الصبغات الكيميائية ومرض سرطان الثدى أعاذكم الله.

فى هذا البحث لم يستطع الباحثون تحديد علاقة ما ، بسبب قلة المعلومات المأخوذة من المرضى مثل المعدل والكمية ودرجة اللون المستعمل. ولكنهم نوهوا فى نهاية بحثهم بأهمية معاودة البحث مرة أخرى وعلى حالات أخرى.
وفى نفس المجلة عدد 294 لشهر سبتمبر من نفس العام 2005 بحث آخر يدرس العلاقة بين هذه الصبغات أيضا وبين سرطان الغدد الليمفاوية (Non-Hodgkin Lymphoma)

وفى هذا البحث لم ينكر الباحثون وجود علاقة طردية بين شدة الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية وبين زيادة معدل إستعمال الصبغات الكيميائية خاصة مع إستعمال الصبغة ذات اللون الأسود وكان الإستعمال لفترة قاربت 25 عاما أى كانت بداية إستعمال الصبغة منذ 1980.

وهنا نتدبر ونتفهم لم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث:
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد).

ويبقى السؤال أيهما تختارين ؟؟؟؟؟