بشكل مختصر: فوائد البنوك التجارية هل هي ربا ؟؟؟

اولاً قبل مناقشة هذا الموضوع كثير من الناس لا يعرفون معنى البنوك التجارية او يفهمون مقصد ذلك المسمى بشكل خاطئ فيفهمون ان تلك البنوك تنمي اموال الناس بالتجارة كالمضاربات التجارية .
والمضاربة هي ان ياخذ البنك المال من المودع ويستثمره في التجارة .
ولكن الحقيقة البنوك التجارية لا تعطي الفائدة عن طريق المضاربة وانما سبب تسميتها بالبنوك التجارية ان من يقترضون ويودعون اكثرهم من التجار .

طبيعة عمل البنوك التجارية وكيف تنمي المال
بخلاف مايسمى التعاملات الاسلامية التابعة لاي بنك تقليدي وتجاري فان كل البنوك تتبع هذا الاسلوب التالي
بعدما ياخذ البنك المال , يضعه كوديعة ثم يقوم باقراضه لاحد الجهات , بفائدة معينة مثلاً 20في المئة . وياخذ عليه كل الضمانت اللازمة . وتحدد الفترة لذلك القرض مثلا خمس سنوات .
وفي كل سنة بعدما ياخذ البنك الفائدة يعطي معظمها لصاحب الوديعة وقسم منها للبنك نفسه , لان البنك عمل كوسيط غير ظاهر بين صاحب الوديعة والمقترض .
وفي نهاية عمر فترة القرض يضع البنك المبلغ الذي اقترضه ذلك المدين في حساب صاحب الوديعة .
ومن هنا ندرك ان عمليات البنك انما هي للاقراض وفيها الفائدة على القروض ويعتبر اصحاب الودائع مصدر تلك الاموال التي تقرض .
اذن ومن هنا ندرك انه لا فرق بالبتة بين فوائد البنوك التجارية وبين الفائدة على القرض .

ولكن مايقرضه البنوك من اموال المودعين انما هو على قسمين
الاول اقراض للاستهلاك . كالذين يقترضون لشراء اثاثات لبيوتهم .
والثاني اقراض للاستثمار . كالتجار يقترضون من البنوك لشراء بضائع .

والاول هو ربا باجماع علماء الاسلام اما الثاني فقد اختلف فيه فالبعض من علماء الاسلام لا يعتبرونه ربا لانه للتجارة , ولكن جمهور علماء الالاسلام يعتبروه ربا وان كان للاستثمار والتجارة لان العباس عم النبي كان يقرض التجار مع ذلك قال عنه النبي وان او ربا احرمه ربا العباس رواه مسلم والترمذي والبيهقي وابن حبان وغيره

فهذه رسالة سريعة ومختصرة لان الكثير من الناس يجهلون طبيعة عمل البنوك التجارية "التقليدية"

مالحكمة من تحريم الربا

قبل ذلك اريد ان اذكر قوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"البقرة 271

فنلاحظ في هذه الاية ان اليهود قالوا ان الفائدة على القرض تشابه الفائدة على البيع , فرد الله عليهم من خلال تذكيرهم بالقاعدة الاساسية وهي ان الله هو المشرع وقد حرم الفائدة على القروض .


مسوغات الاقتصاديين للفائدة الربوية
1-يقول خبراء الاقتصاد ان الفائدة على القروض تعتبر شيء تعويضي عن فرصة ضاعت لصاحب المال بالمتاجرة بماله وتحقيق ارباح . فياخذ عوضا عن ذلك فائدة على اقراضه .

مناقشة
هذا الكلام فيه مغالطات
اولاً : صاحب المال لا يضمن لنفسه الربح اذا تاجر بماله حتى يقول ذلك جازماً , فضلاً ان يطلب عنها ما يوعضه .
ثانياً : صاحب المال المقرض ياخذ فائدة قرضه حتى لو كان المقترض التاجر لم يحقق اي ارباح , بل وحتى في حصول خسارة . ولا خلاف انه يستحق ان يرجع اليه ما اقرضه , ولكن ان ياخذ فوائد حتى في حالة الخسارة او ارباح ضئيلة جدا او لم تكن اي ارباح ولا خسائر فذلك هو جور .

2- يقول خبراء الاقتصاد ان الفائدة على القرض عامل مشجع وبقوة على الاقراض ومصدر مهم من مصادر التمويل على اصحاب المشروعات والانجازات الذين يقيمون المصانع , والزراعات وغيرها فلولاها لضعفت حراكية تلك المشروعات ولما انتعشة ادورة لاقتصاد .

مناقشة
القروض عي فعلاً مصدر من مصادر التمويل لكن يؤخذ عليها عيوب كبيرة منها
1- هي مال مسترجع , اي يرجع الى صاحب المال بعد انتهاء فترة القرض .
2-الفوائد القرضية تتراكم و بشكل غير موازي ومطابق لارباح التجار والمصانع .
ولذلك اثبت الواقع ان الفائدة على القروض حصل بسببها خسائر وخيمة في الغرب وحتى في الشرق في الثلاث سنوات الاخيرة .

2- القروض ليست هي المصدر الوحيد لتمويل المشروعات بل هناك ايضاً مصدر اخر وهو دخول بعض اصحاب الاموال كشريك بحصة في راس المال اما كشريك تضامني او حتى كشريك مساهم لؤلئك الذين يريدون انشاء مشروعات , . ولا يترتب على ذلك تراكم الفوائد في حالة الخسائر . لانه شريك في الربح والخسارة فاذا نجح المشروع سحب صاحب المال حصته وان شاء استمر .
3- القروض الربوية تعتبر الانانية فيها عالية بشكل كبير , فالتجار واصحاب المشروعات لانهم لا يريدون احد يشاركهم في ايردات وارباح مشروعاتهم , يعتمدون على القروض الربوية لانهم لا يريدون اي احد يدخل معهم كشريك , وفي نفس الوقت اصحاب القروض لا يريدون المشاركة في تلك المشروعات لان ذلك يجعلهم شريك في الارباح والخسائر , والارباح غير موازية للفائدة القرضية وغير مؤكدة بنسبة مئة في المئة .
وهذا يعني كله ان تكون المجتمعات مجتمعات تحكمها الانانية والمادة .

جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم